أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أسعد أسعد - الإسلام هو الحل... الدم المسلم في خدمة الإقتصاد الأمريكي















المزيد.....

الإسلام هو الحل... الدم المسلم في خدمة الإقتصاد الأمريكي


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 09:05
المحور: كتابات ساخرة
    


خلاصة تجارب المؤسّسة الإقتصادية الأمريكية بعد أن إجتازت الحربين العالمية الأولي و العالمية الثانية, مرورا بفترة الإنهيار الإقتصادي و الكساد المُرعب الذي مرّت به البلاد في الثلاثينيات من القرن الماضي, إن إنعاش الصناعات الحربية هو روح إقتصاد البلاد.
لقد خرجت أمريكا من الحرب العالمية الثانية منتصرة علي الريخ الألماني من الشرق و علي الوحش الياباني من الغرب فكان لابد لها من إيجاد عدو بديل تطول الحرب بينها و بينه و تمتد بما يضمن و يجعل المؤسّسة الإقتصادية المعتمدة علي الصّناعات و التكنولوجيا العسكرية تستمر في إندفاعها نحو النمو و الإزدهار بتطوير السلاح و الإستعداد الدائم للحرب , هذه المرّة دون أن تخوضها بصورة شاملة حقيقية كما حدث فوق تراب الأراضي الأوروبية.
و كان من الطبيعي أن يقع إختيار أمريكا علي روسيا شريكتها و حليفتها في هزيمة المانيا و خاصة بعد أن كوّنت لنفسها إمبراطورية من بعض دول شرق أوروبا و غرب آسيا أسمتها الإتحاد السوفيتي, و ذلك الإختيار بالطبع زكّاه إختلاف أيديولوجية الرأسمالية الحرة التي يتبعها النظام الإقتصادي الأمريكي عن نظام أيديولوجية رأسمالية الدولة التي يتبعها النظام الشيوعي الذي سيطر علي روسيا عقب الثورة البلشوفية 1917.
أما البيئة الفكرية التي كانت تسود ثقافة أوروبا السياسية فقد تشبّعت بأهوال الحرب و قصص جرائم هتلر و موسيليني , و قد ركبت الصهيونية الموجة و إقتنصت قصص الهلوكوست تنغُص بها ضمير أوروبا فتثبّتت الصهيونية كلاعب أساسي علي الساحة الأوروبية و إستطاعت أن تركب الحركة الماسونية العالمية التي هي حركة إستقطاب القوي الإقتصادية العالمية بهدف تنسيق نشاطاتها لضمان التقليل من المصادمات الناتجة عن المنافسة الإقتصادية التي أدت من قبل إلي إشعال الحروب بين الدول الأوروبية و إلي إندلاع الحربين الأولي و الثانية العالميتين. فإستخدمت أمريكا قصص القمع القادمة من وراء الستار الحديدي في موسكو لتُزكّي بها نيران الوحدة الأوروبية خوفا من هجوم الدب الأحمر , فكان إتحاد أوروبا تحت التهديد الروسي المصطنع هو الطريق الوحيد لدرء خطر قيام حرب عالمية ثالثة بعد أن كادت الوحدة الأوروبية أن تتلاشي نتيجة الاجتياح الألماني لدول أوروبا.
و لما كان لابد من إشعال حروب تغذّي الإقتصاد العسكري - لكن بعيدا عن الأرض الأوروبية – فقد إتخذت أمريكا من روسيا و إتحادها السوفيتي أداة لإزكاء نار حرب بلا حرب و هو ما سُمّي بالحرب الباردة مع إشعال بعض المعارك المحدودة في بقاع نائية من الأرض دون المواجهة المباشرة و هي حروب جنوب شرق آسيا, كوريا و فيتنام و كمبوديا و الفليبين. و كانت أمريكا قد سرّبت أسرار القنبلة الذرية إلي روسيا حتي تُكسبها شكلا بشعا تُخيف به أوروبا , ثم كانت تُسرّب إليها معظم أسرار التكنولوجيا العسكرية حتي يتسني لمعاهد الأبحاث الأمريكية تصميم أسلحة أحدث - بدعوي المنافسة و التفوّق - و بالتالي المصانع تنتج أكثر , و هكذا تستمر عجلة الإنتاج الحربي الأمريكي في الدوران.
و لم تكن حروب جنوب شرق آسيا كافية فتدخلت الصهيونية لتجبر أوروبا علي زرع إسرائيل في أرض فلسطين, وهي العملية التي قامت علي أنقاض إنهيار الدولة العثمانية , لتكون هي الأداة في زعزعة السّلم في منطقة الشرق الأوسط , و تثبيت حكومات دكتاتورية خاضعة للنفوذ الأمريكي أو مسيّرة به – و التي أصبحت بلادها حقل بترول العالم بإحتكار أمريكي بعد أن كانت مجرد طريق مواصلات- و تخلق سوقا مستمرا للسلاح عن طريق مباشر من أمريكا للدول الملكية و الإماراتية , و عن طريق غير مباشر من روسيا للدول الجمهورية فتحتفظ روسيا بإقتصادها القائم علي الإنتاج الحربي . فكانت ميزانيات مصر و سوريا و ليبيا و العراق و اليمن هي مصدر تمويل روسيا مقابل السلاح (حتي لا تضطر أمريكا إلي إعالة روسيا إقتصاديا و إلا إنهار البعبع .. الدب الأحمر.. خيال المآته) بينما السعودية و دول الخليج مصدرا لتمويل أمريكا , ثم تعود أمريكا و تجمع منها الدولارات التي أنفقتها عليها في شراء البترول.
لكن هذا التوازن لم يدم طويلا فقد وجّهت الصهيونية اليهودية ضربة قاصمة للإتحاد السوفيتي كشفت فيها دوره إنه مجرد خيال مآته للتخويف و التهويش ليس إلا , فوجّهت إلي مصر ( التي كانت أكبر عميل للإتحاد السوفيتي في العالم ) ضربتها القاتلة في يونيو 1967 كشفت بها حجم روسيا الحقيقي. من هنا بدأ العد التنازلي في إنهيار الإتحاد السوفيتي الذي أجهزت عليه أمريكا في أفغانستان ثم في حرب العراق الأولي لأنه صار بلا نفع لها فقررت أمريكا أن تجمع أوراق اللعبة في يدها بمفردها. و كان لابد من البحث عن بديل , فكان الحل جاهزا في العميل الإسلامي الذي خلقَته علي يد حسن البنا و حبسته علي يد عبد الناصر ليزيد وحشيته ثم أطلقته أمريكا علي يد السادات ليكون نعشا للشيوعية في المنطقة , فلما تشرنق الشيوعيون في وجه التيار الإسلامي حرّكت أمريكا إيران الشيعة و الجماعات الإسلامية السنية لإحياء روح الجهاد الإسلامي ضد بعضها البعض داخليا و خارجيا و راحت المخابرات الأمريكية تخطط لعمليات إرهابية معقدة يتم تنفيذها بوجوه إسلامية متشددة مثل غزوات نيويورك و لندن و مدريد. و إتخذ جورج بوش من صديقه و حليفه و شريك ثرواته البليونير بن لادن رمزا جديدا لعداوة أمريكا, و راح يستنزف البلايين من الميزانية الأمريكية لتنشيط أعمال الحرب ضد الإرهاب لصالح خزانة مصانع السلاح . و إنزلق الشباب المسلم وراء أعوان المخابرات الأمريكية الجدد بن لادن و الظواهري و غيرهم دون أي تفكير و دون أن يتساءلوا من أين لهم المال و السلاح للتدريب و القتال؟ لقد باع رامسفيلد السلاح لإيران و للعراق حتي أهلكوا بعضهم بعضا. و لقد تبنّت المخابرات الأمريكية الخوميني و حفِظته في فرنسا حتي مكّنته من إيران , تماما كما تبنّت صدام حسين من قبله و إحتضنته في القاهرة و كانت تصرف له راتبه من السفارة الأمريكية هناك.
و اليوم تقوم الجماعات الإسلامية بعمليات إرهابية ضخمة في الجزائر و لا أحد يسأل لماذا؟ لا أحد يسمع الأخبار ولا أحد يقرأ الجرائد ... السبب إن الجزائر رفضت قبول إقامة قواعد عسكرية أمريكية علي أراضيها , ليس بدافع الوطنية و لا كراهية أمريكا لكن بضغط من فرنسا التي تحتفظ ببترول الجزائر لنفسها منافسة لأمريكا و بشباب الجزائر عمالة لمصانعها.
كوندليسا رايس تتكلم عن الفوضي الخلاقة و المسلمون يضحكون علي عبَطِها وخيبتها , و ها هو حسن نصر الله يحطّم لبنان منتصرا علي إسرائيل و الله أعلم مَن يقتل مَن في العراق و باكستان و أفغانستان.
الإسلام هو الحل ... فعلا ... ألا يعلم الشباب المسلم إن الثروة العربية التي تغذّي جميع العمليات الجهادية من المعاشات إلي التدريب و التسليح و الخطط وإختيار الأهداف محفوظة في بنوك و شركات إستثمار عالمية تتحكم فيها تماما الشركات الأمريكية و الصهيونية , بما في ذلك ثروات بن لادن و تنظيم القاعدة و جميع التنظيمات الجهادية الأخري و ثروات ملوك و حكام جميع الدول الإسلامية.
كل عملية جهادية إستشهادية مخططة من أول إختيار الهدف حتي التنفيذ هي تحت سيطرة الرأسمالية الأمريكية ... بدليل إن نتائجها تصُب في خزائن شركات السلاح و الإنتاج الحربي الأمريكي لإنتاج مزيدا من السلاح و التكنولوجيا لمكافحة الإرهاب. كل شهيد يحلم بالجنة و الحور العين يذهب دمه إلي خزائن أمريكا.
هل تظن إن جورج بوش حينما نطق بالإصطلاح "إنها حرب صليبية" إن ذلك كان زلّة لسان؟ ... لقد أعطي جورج بوش لصديقه بن لادن الدّافع المعنوي ليقوم هو و كل الجماعات الإسلامية التابعة له و لأمريكا بتجنيد المزيد من دم الشباب المسلم ليُهرِقوه علي الأرض في كل مكان ليُثمِر مزيدا من الثروة لمصانع و تجارة السلاح الأمريكي.
الإسلام هو الحل.... شعار أمريكي و ليس كما يظن البعض إنه عربي إسلامي.... هل تعتقد إن "طظ في مصر" مصدرها إسلامي عربي ؟
و تسألني عن المراجع و المصادر التي أستقي منها معلوماتي... ال سي إن إن ... مجلة ال نيوزويك... مجلة تايم... جريدة نيويورك تايمز... جرائد أمريكا و محطّات إذاعاتها و حتي محطاتّ الجزيرة و العربية.... و لا أحد يسمع و حتي إن سمع فلا يهتم بتحليل ما سمعه ... إن هذا المقال ليس فيه أي معلومات لا يعرفها أبسط قارئ للجرائد و مشاهد لنشرات الأخبار... إنه رأي في الأخبار التي أسمعها و أشاهدها و أقرأها ... تماما كما يسمعها المسلمون الذين يصرّون إنهم هم الذين إخترعوا شعار ... الإسلام هو الحل. نعم يا صديقي إن الإسلام هو الحل لأزمات الإقتصاد الأمريكي.



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطاء الفكر العربي في تفسير القرآن العربي _ قضية صلب المسيح
- جمال مبارك يحلم برئاسة الجمهورية ... فماذا لو أيدناه ...حتي ...
- إنكار صَلب المسيح مثال آخر لعدم صحّة التفسير العربي للقرآن
- أزمة فتوي رضاع الكبير .....مثال صارخ لسوء فهم العرب للنصوص ا ...
- الشريعة و الاسلام و الدستور بين دولة مبارك و دولة الاخوان ال ...
- في مصر تحوّلت الأمة إلي جارية و الحكومة إلي مالك اليمين ... ...
- في قضية هويدا ... أعترف بأني قد خَسِرت الرهان ... و لو مؤقّت ...
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ...فهل ...
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ..... ...
- إذا كان الحجاب العروبي للمرأة مشكلة... فلماذا لا يلجأ المسلم ...
- في يوم المرأة العالمي ..... أُحِبُّكِ يا حواء
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ..... ...
- الدستور و لعبة شد الحبل بين المسلمين و المسيحيين ..... لمّا ...
- هويدا طه .... قضية أمن دولة رقم 11 حصر أمن دوله عليا ..... إ ...
- الدستور المصري و قضية المادة الثانية ... اللّون الرمادي ماين ...
- هكذا أحب الله المسلمين ... فماذا يفعل المسيحيون المضطهدون .. ...
- كيفيّة الرد علي إضطهاد المسيحيين ... لأنه هكذا أحب الله المس ...
- الصراع الدائر بين بطّة وفاء سلطان و عنزة نهرو طنطاوي .... نف ...
- الوثيقة الاسلامية التي ينتظرها الاقباط المسيحيون
- لماذا يُصر العرب علي إنكار صليب المسيح و رفض إنجيله الصحيح ؟ ...


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أسعد أسعد - الإسلام هو الحل... الدم المسلم في خدمة الإقتصاد الأمريكي