أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - حالة الطوارئ الباكستانية هل تختلف عن المصرية؟؟؟














المزيد.....

حالة الطوارئ الباكستانية هل تختلف عن المصرية؟؟؟


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2101 - 2007 / 11 / 16 - 06:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


المتابع المصري للأحداث في باكستان ربما يدهش من ردود الأفعال العالمية على قرار طاغية باكستان إعلان حالة الطوارئ، فمن تصريحات لوزيرة الخارجية الأمريكية الداعية لرفع حالة الطوارئ فوراً، و لاحظ كلمة فوراً، إلى مطالبة وزارة الخارجية البريطانية للتحرك العاجل، و أيضا هنا لاحظ كلمة العاجل، لإستعادة الدستور، و إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، و السعي للمصالحة، ثم الإعلان عن إجتماع وزراء خارجية مجموعة العمل في منظمة الكومنولث لبحث إمكانية فرض عقوبات على باكستان بسبب حالة الطوارئ، و رفض مشرف تحديد موعد لإنهائها.
فكل هذا من أجل حالة طوارئ واحدة، لم يمر عليها شهر واحد، و إعتقالات لم تصل للآلاف، و لا توجد شكاوى من التعذيب، بينما على الجانب الأخر من المقارنة، في الذهن المصري، شعب عاش منذ عام 1981، أي أكثر من ربع قرن، أو بشكل أخر إنساني، قطاع كبير من الشعب ولد و عاش في حالة طوارئ، أصبحت له هي القانون الطبيعي، أي يمكن إعتقال أي فرد دون أية ضمانات.
ليس بالإمكان عزو ذلك الإهتمام الكبير بالطوارئ الباكستانية، لأهمية باكستان للإقتصاد العالمي، فهي فقيرة في الموارد الطبيعية الخام، و ليست باكستان بأكثر أهمية إستراتيجية للدول الكبرى في العالم من مصر، فإذا كانت باكستان تجاور أفغانستان، فإن مصر تقع في قلب أسخن مناطق العالم، و أكثرها تقلقلاً.
السر هو في شيء بسيط هو الشعب الباكستاني، أو بالأحرى في التكوين السياسي للشعب الباكستاني، و في رد الفعل القوي للشعب الباكستاني على إعلان الطوارئ.
القيادة الباكستانية السياسية المعارضة، أولاً ليست قيادة واحدة يمكن إخمادها، فهناك بالإضافة لبنظير بوتو، و حزبها الذي يمثل تيار الإعتدال و التنوير في إطار الإسلامية الإشتراكية، يوجد أيضا نواز شريف، القائم حزبه على مبادئ الجماعة الإسلامية، و الأكثر تشدداً، و هناك عمران خان، لاعب الكريكيت العالمي السابق، و الذي يمثل تيار معتدل أخر، بالإضافة للأحزاب الأخرى التي تمثل قطاعات جغرافية و عرقية محددة، مثل الباشتون و البلوش، بالإضافة للتيارات المهنية، كما شاهدنا من قبل إحتجاجات قضاة باكستان و محاموها.
الوعي الشعبي الباكستاني، و برغم الحكم العسكري لمشرف، حي و يتمتع بالحيوية، و بشكل يدل على عدم الضعف، كما إن القيادة السياسية متعددة الرؤوس، و هذا يضعف من قدرة الديكتاتور على إحتواء المعارضة، سواء بالترغيب أو بالترهيب.
فإذا أضفنا إلى ذلك رد الفعل الفوري لمواطن الباكستاني على إعلان حالة الطوارئ، و نزوله الفوري للشارع، محتجاً، فإننا بذلك نعرف لماذا كان هذا الرد العالمي الفوري، بالمقارنة بالصمت العالمي على حالتنا.
السر هو في الشعب، و ليس في الدول الكبرى، و المنظمات العالمية.
الشعب البورمي يعيش من أربعين عاماً تقريباً تحت الحكم العسكري الجائر، و لكن الإهتمام العالمي به يتجدد فقط مع كل إحتجاج شعبي، كالذي قام به منذ فترة قصيرة، الرهبان البوذيين، عندها تذكر العالم بورما، و تذكر مأساتها، و أرسلت الأمم المتحدة مبعوثها مجدداً.
على الضفة الأخرى من المقارنة، و أعني الضفة المصرية، أو المأساة المصرية، هناك شعب، وصل تعداده اليوم لثمانين مليون تقريباً، و يعيش تحت حذاء حالة الطوارئ، و ولد تقريباً نصفه تحت هذا الحذاء، و لا يجد غضاضة في ذلك، و يخرج بعض ضحايا الحكم بالطوارئ من حين الأخر، بناء على أوامر أوبجنيهات معدودة، للهتاف بحياة الطاغية الحالي، أو دعماً و تأييداً للوريث القادم، أي الهتاف لأصحاب الحذاء الذي يضغط على الشعب.
قيادات الدول الكبرى، ليست ذات ضمير حي مستيقظ، فالبعض منها أول من ينتهك قواعد العدالة، و المنظمات العالمية الرسمية لا تستيقظ قياداتها كل صباح لتتفقد، من تلقاء نفسها، أحوال سكان العالم، لتبحث عن المضطهدين و المعتقلين و المعذبين، لتدعمهم.
العالم لا يستيقظ، و لا يلتفت، إلا لأصوات الإحتجاج، و زعيق المضطهدين.
و لكن لا يجب أيضاً التعويل على هذا الإهتمام أبداً، و إنتظار التحرك العالمي، فهو ليس أكثر من حالة معنوية، فلم يحدث في التاريخ المعاصر، أن رأينا طاغية يسقط، و ديمقراطية تستعاد، و حكم مدني يتأسس، و إزدهار إقتصادي يتحقق، بمناشدات أو حتى ضغوط دولية، لهذا أتعجب من الحساسية الزائدة لآل مبارك من أي ضغط دولي، و غضبهم على أي شخص يرفع صوت الإحتجاج لدى الولايات المتحدة، لأنني أرى إن ذلك لا طائل منه، فالديمقراطية تتأسس، في بلادها فقط، و لا تأتي معلبة مستوردة، إنها صناعة محلية بأيدي محلية.
فإلى أن يكون رد فعل المواطن المصري مماثل، أو يفوق، رد الفعل المواطن الباكستاني، على حالة الطوارئ، فسوف تستمر الأوضاع المصرية كما هي.




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تتوسلوا للبناويين أو لأحد
- إنه مخاض لعصر أكثر إظلاماً، يا أستاذ هيكل
- و حملها الإنسان، الرد على مفكر النازية المصرية
- مش دورك يا أبو جيمي
- قانون الخروف الأسود، هل سيطبق على جرائم الكراهية؟؟؟
- موافقة آل مبارك على الإجتياح التركي، قصة تكرار الخطأ
- من سيقود القطاع المصري المسيحي في الثورة القادمة؟؟؟
- الثورة مسألة وقت فحسب
- سيخرج الأزهريون أيضا
- هذا هو حزب كل مصر
- يد بندر في موسوعة الأرقام القياسية
- لا تسمحوا لهم بإخافتكم من الثورة
- إدعموا الفانوس المصري الأصيل في هذه الحرب الثقافية
- يجب رحيل الإحتلال السعودي أولاً
- نريد مسلمين كالطيور لا السلاحف
- تهانينا لوائل عباس و تضامنا مع إبراهيم عيسى و الدستور
- موسم القتل بدأ، فهل أنتم منتظرين؟؟؟
- إنها تقدير للإبداع و الشجاعة و لفت للإنتباه
- يا سحرة السلطة، الإخوان ليسوا بتلك القوة
- اللهم لا تميته الأن، اللهم دعنا نثأر لأنفسنا أولاً


المزيد.....




- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
- إسرائيل.. الشمال يهدد بالانفصال
- سوريا.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- إيران.. الجولة 2 من انتخابات مجلس الشورى
- مسؤول يؤكد أن إسرائيل -في ورطة-.. قلق كبير جدا بسبب العجز وإ ...
- الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب طلب وجهه لأبو ظبي بشأن غزة وتقول ...
- حاكم جمهورية لوغانسك يرجح استخدام قوات كييف صواريخ -ATACMS- ...
- البحرين.. الديوان الملكي ينعى الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليف ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - حالة الطوارئ الباكستانية هل تختلف عن المصرية؟؟؟