أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - الجبهة من المنظور الاستراتيجي الكفاحي!















المزيد.....

الجبهة من المنظور الاستراتيجي الكفاحي!


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 11:25
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اثبتت تجارب مختلف البلدان والاحزاب والمنظمات السياسية والاجتماعية الجماهيرية، اهمية التخطيط الاستراتيجي في مجال نشاطها والتركيز في اطاره على رسم الافق الاستراتيجي، التصورات للرؤية الاستراتيجية المستقبلية لهذا التخطيط وما هي الاهداف المركزية المتوخّى انجازها وفقا للافق الاستراتيجي المرسوم. وعندما بادر الحزب الشيوعي الاسرائيلي الى اقامة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة في العام 1977 فقد بنى مبادرته بناء على دراسة علمية جدية، شاركت في ابداء آرائها هيئات الحزب المختلفة، الهيئات القاعدية والمنطقية والمركزية. ففي حينه تم التوصل الى قناعة ان اقامة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة كحركة وجبهة سياسية – اجتماعية في مركزها الحزب الشيوعي كعمودها الفقري اصبحت ضرورة موضوعية تحتمها ظروف الصراع وطابعه والقوى المشاركة في اطرافه المختلفة. فقد وصلنا الى مرحلة اصبح فيها ان الحزب الشيوعي وحده لم يعد كافيا لمواجهة متطلبات الصراع ولا مفر من حلفاء للحزب. فوضع الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل كان في حالة ثورية وعلى اتم الجاهزية والاستعداد للتضحية والنضال دفاعا عن حقوقه القومية والمدنية السليبة، فالبنية الاجتماعية الاقتصادية للجماهير العربية تغيرت جذريا، فمن مجتمع فلاحي مغلق الى مجتمع عمالي تابع، بعد ان صادرت حكومات سياسة القهر القومي والتمييز العنصري غالبية الاراضي العربية بشكل تعسفي محوّلة اهلها الى عمال بالاجرة في الزراعة اليهودية وفروع الخدمات اليهودية ومختلف الاعمال السوداء، وتحديا لسياسة التجهيل السلطوية جرى اختراق الجامعات والمعاهد العليا، كما بدأ يبرز تكون فئة التجار والحرفيين العرب، واصبحنا شعبا من مئات الالوف اشبه ما نكون بالايتام على مائدة اللئام ونعاني جميعا وكل فئة من فئاته من جرائم سياسة التمييز القومي السلطوية، وبدأ يبرز النشاط الجماهيري السياسي دفاعا عن قضايا ومظالم عينية وعامة، وأخذت فئات جديدة تنشط في المعترك السياسي، من فئة الاكاديميين والتجار والفلاحين اصحاب الارض، وللحزب الشيوعي دوره في صقل الوحدة الكفاحية وتأطيرها في جبهات نضالية قطرية مثل اللجنة القطرية للدفاع عن الاراضي العربية ولجنة المبادرة العربية الدرزية، والاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب، واللجنة القطرية للطلاب الثانويين العرب في اسرائيل وغيرها. وكان لحادثين عكسا اثرهما الكبير في اتجاه اقامة جبهة الكفاح القطرية اليهودية – العربية. الحدث التاريخي الاول، الاضراب العام الشامل للجماهير العربية في الثلاثين من آذار 1976، في يوم الارض الخالد واحتجاجا ومواجهة لجريمة السلطة ومخططها لمصادرة اراضي قرى البطوف سخنين وعرابة ودير حنا، وقد ارتكبت السلطة واذرعها، جيشها ودباباتها مجزرة دموية كانت حصيلتها سقوط ستة شهداء من عرابة وسخنين ومئات الجرحى. وكان لهذا الحدث اثره في رفع موجة الكفاح الوطني وايصال اكثر من عشرين رئيسا وادارة جبهوية وطنية تقدمية الى ادارة السلطات المحلية العربية. والحدث الثاني التاريخي انتصار جبهة وحدة الصف الكفاحية بقيادة الشيوعيين في انتخابات بلدية الناصرة في العام 1975 وايصال القائد الشيوعي والوطني الفلسطيني خالد الذكر توفيق زياد الى رئاسة بلدية الناصرة التي اصبحت رمز وعاصمة الكفاح التقدمي من اجل المساواة والسلام العادل والتقدم الاجتماعي والدمقراطي، فجبهة الناصرة قدمت بتركيبتها نموذجا لوحدة الصف الكفاحية، اذ تألفت من فرع الحزب الشيوعي والاكاديميين والتجار. فانتصار جبهة الناصرة فتح الطريق واسعا لاقامة وانتصار الجبهات في المراكز الاساسية من مدننا وقرانا العربية في سخنين وعرابة والطيرة والطيبة وطمرة وفي يافة الناصرة وكفر ياسيف التي انتصرت فيها وحدة الصف الكفاحية قبل الناصرة.
اما في الناحية اليهودية فقد اتسعت فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء، وخاصة برزت حالة التردّي المعيشي والفقر بين اليهود الشرقيين (السفراديم) المهاجرين من البلدان العربية والذين عانوا ايضا من التمييز الطائفي ضدهم، وبرزت من بينهم "منظمة الفهود السود". والحزب الشيوعي الاممي اليهودي العربي انطلق في رؤيته الاستراتيجية انه لا مفر من كفاح مشترك لوحدة الصف اليهودية – العربية في المعارك ضد سياسة التمييز والعدوان السلطوية ومن اجل المساواة والسلام العادل والعدالة الاجتماعية.
بناء على ما تقدم قامت الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة كجبهة سياسية يوحدها برنامج سياسي متفق على بنوده السياسية والاجتماعية، مثل الحل على اساس دولتين: اسرائيل وفلسطين في حدود حزيران السبعة والستين وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين، والمساواة القومية والمدنية للمواطنين العرب، حق المرأة في المساواة. وتألفت الجبهة في حينه من مركّبات: الحزب الشيوعي، الفهود السود، شاسي، طريق الشرارة، لجنة المبادرة العربية الدرزية وجبهة الناصرة الدمقراطية ورؤساء مجالس محلية وشخصيات يهودية وعربية. وكانت آلية اتخاذ القرار في مؤسسات الجبهة الاقناع حتى الوصول الى الاجماع. وهذه كانت الوسيلة الدمقراطية المثلى حتى لا يشعر أي مركّب بأي غبن او ان الجسم الاكبر الحزب الشيوعي يستغل تفوقه العددي لاقرار ما يريده.
لقد مرت ثلاثة عقود على تاريخ تأسيس الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، امور كثيرة تغيرت، ما هو الافق الاستراتيجي للجبهة وتطورها، خاصة وانه يجري الاستعداد لعقد مؤتمرها السابع في نهاية هذا العام!
للحقيقة انه حدثت عدة تطورات عكست اثرها على الجبهة وطابع بنيتها الهيكلية، فعدة مركبات تركت الجبهة او ابعدت عن الجبهة نتيجة لتناقض برز بين نهجها السياسي الممارس وبين الموقف السياسي للجبهة مثل "طريق الشرارة" و "شاسي"، اما الفهود السود فقد استنفدوا مصداقية وجودهم واختزلوا نشاطهم بعضوية ممثلهم شارلي بيطون في الكنيست، ولم يحققوا الهدف بان يكونوا وسيلة ناجعة لاختراق فقراء اليهود والمضطهدين من بينهم الى المعترك الكفاحي الذي تقوده الجبهة والحزب الشيوعي.
وعمليا لم يبق حتى اواسط الثمانينيات من مركبات في الجبهة سوى الحزب الشيوعي وجبهة الناصرة الدمقراطية و"المنتدى العراقي" ولجنة المبادرة العربية الدرزية. وبصراحة بقي في الجبهة بالاساس الشيوعيون واصدقاؤهم المقربون سياسيا وحتى بعضهم فكريا.
وعندما هبت العاصفة الهوجاء في مطلع التسعينيات وانهار الاتحاد السوفييتي، بادر الحزب الشيوعي الى مواجهة الطارئ المرعب حفاظا على الحزب، خاصة وان البعض من رفاق الحزب وحتى من قادته اصيبوا بداء اليأس واهتزت قناعتهم الشيوعية وظنوا ان السفينة مشرفة على الغرق وعليهم ان "يمزطوا" بريشهم. في مثل هذا الوضع الحرج والحساس رأى الحزب في الجبهة وفي مصداقية منهجه ونهجه التاريخي الكفاحي سندا في مواجهة الامواج العاتية. وفي مؤتمر الجبهة الثالث، على ما اذكر، عمل الحزب على مأسسة الجبهة وتغيير طابعها السابق، فلم تعد جبهة مركبات، او جبهة مختلفين بل اصبح قاعدة الهرم الجبهوي الجبهة المحلية حسب الانتساب الشخصي للجبهة. وبُني التدريج الهرمي للتنظيم على نسق التنظيم الحزبي، مؤتمر جبهة- مجلس جبهة- سكرتارية جبهة، سكرتير جبهة، مكتب جبهة على نسق مكتب سياسي للحزب، رئيس مجلس الجبهة ونوابه.
وجبهة بطابع تنظيمي حزبي قد يكون احد الاسباب في اغلاق الابواب امام انضمام مركبات جديدة للجبهة، فالبعض اصبح لا يفرق بين حزب شيوعي وجبهة دمقراطية. ونشأت مشكلة الصلاحيات خاصة في الانتخابات البرلمانية والهستدروتية والبلدية. في السابق كانت الامور تسير بالتوافق، حيث يجري الاتفاق بين قادة الحزب والجبهة في هيئة الحزب المركزية وفي سكرتارية الجبهة حول ترتيب القائمة، يجري نقاش ويحسم الموقف دمقراطيا. ومنذ لجأنا الى اسلوب "البرايمرز"- الانتخابات التمهيدية- ككثير من الاحزاب الصهيونية وبادعاء انها الشكل الاسلم والاصح للدمقراطية بدأت تنشأ المشاكل، الظواهر الانتهازية النفعية والتكتلات "المقنّعة" التي تولد الضغينة والبغضاء والكراهية بين رفاق الطريق الواحد والمصير الواحد، ففي البرايمرز لا يجري دائما انتخاب الانسان المناسب في المكان المناسب، لا تغيب عن بالي الصور المعيبة في انتخابات السلطات المحلية عندما كان بعض الرفاق يجندون مختلف ابناء عائلتهم وانسبائهم ليصوتوا دعما له في البرايمرز.
لا توجد لديّ وصفة سحرية بديلة لنهج البرايمرز، ولكن بتفكير جماعي على شرف المؤتمر السابع للجبهة يمكن الاهتداء الى "طريق الذهب" الذي يوصلنا الى حل افضل.
في المؤتمر الاخير للحزب الشيوعي طرحت آراء حول الافق الاستراتيجي لبناء جبهة مختلفين، بمعنى قد يكونون مختلفين ايديولوجيا ولكنهم على اتفاق حول قضايا سياسية واجتماعية جوهرية. فالاحزاب الصهيونية من اقصى يمينها الى اقصى يسارها ميؤوس منها ولا تدخل في البال كمؤهلة لدخول الجبهة، لأنها تضع الهوية الايديولوجية الصهيونية شرطا لأي تحالف. من جهة اخرى فان صحة مواقف الحزب والجبهة السياسية والاقتصادية الاجتماعية الثابتة والمثابرة جعلتهما عنوانا للتعاون معه من مختلف قوى السلام والمنظمات الاجتماعية اليهودية والعربية. وعلى اجندة المؤتمر القطري السابع للجبهة ستطرح قضية التحالفات والافق الاستراتيجي للجبهة، ففي الظروف السياسية والاجتماعية المأساوية التي نمر بها، في ظل المخاطر الجدية للاستراتيجية العدوانية الامريكية – الاسرائيلية في ظل تصعيد الهجمة العدائية العنصرية ضد الجماهير العربية والدمقراطية في ظل اتساع فجوات التضامن الاجتماعي وزيادة حدة الفقر والبطالة، لا مفر من التفكير الجدي حول تطوير الجبهة ورفدها بمركبات جديدة.





#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى ثورة لا يمكن ان تُنتسى
- نضال الاكراد دفاعا عن حقوقهم القومية نضالا شرعيا وعادلا - مل ...
- حقيقة المدلول السياسي لقمة رؤساء دول بحر قزوين
- مع بداية جولة رايس: حقيقة المواقف من -المؤتمر الدولي- المرتق ...
- هل يستعيد النظام الروسي تدريجيا مكانه ودور الاتحاد السوفييتي ...
- في الذكرى السنوية السابعة ليوم القدس والاقصى: لا أمن ولا سلا ...
- هل تقوم الولايات المتحدة واسرائيل بإطلاق عنان نواياهما العدو ...
- لا نغفر ولا ننسى!
- لن تستطيع وسائل التجميل الاصطناعية اخفاء الوجه البشع للاسترا ...
- هل هي بداية النهاية لحزب -العمل-؟؟
- هل لا تزال إسرائيل ذخرًا استراتيجيا للامبريالية الامريكية؟
- تصريحات براك والاستراتيجية العدوانية الامبريالية الجديدة
- لا ننسى.. وحتى لا تتكرر المجازر الفاشية العنصرية
- ردا على مدلول جولة طوني بلير: قضية الصراع الأساسية في المنطق ...
- النظام السوري في ارجوحة مخططات -الحرب والسلم- الامريكية- الا ...
- بعد سنة على حرب لبنان: ألمعركة الاستراتيجية لتحديد طابع هوية ...
- بمرور اربعين سنة على الاحتلال: لا سلام ولا أمن ولا استقرار ب ...
- بمناسبة المؤتمر ال 25 للحزب الشيوعي الاسرائيلي: لشحن هوية ال ...
- هذا الشبل من ذاك الأسد!-
- كل يوم ارض وشعبنا بخير... خواطر بين الألم والأمل


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - الجبهة من المنظور الاستراتيجي الكفاحي!