أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أمياي عبد المجيد - عصر الصورة الفضائحية














المزيد.....

عصر الصورة الفضائحية


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 11:29
المحور: الصحافة والاعلام
    


إن القول بان المشاهدين مستاءين بما يتلقوه من صور يومية على قنواتهم أمر لا يجانب الصواب بقدر ما هو تعبير دقيق على نمط يراد تكريسه في هذه القنوات لادعاءات كبرى لم ترقى هذه القنوات في معظمها أن تصنعها، أو تواكبها من قبيل عصر الصورة والسماوات المفتوحة !!
يجب التأكيد على أن الصورة الأكثر رواجا اليوم في مختلف القنوات ، هي صورة تنطلق في مقاربتها لعدة أدوار يمكن أن يقوم بها التلفزيون كالإمتاع والتهديف انطلاقا من مبدا محاكاة الغريزة والسطو على العاطفة ، وتجييش النفس حتى يكون هذا المشاهد في نهاية المطاف أسير نظام من الصور التي في الأصل أنجزت ليتم تشويه الذوق لديه.
إن صياغة صورة بدرجات مختلفة من التجييش الحسي لا تعكس حقا ما يقوم عليه المجتمع ، فمثلا مجتمعنا تحكمه ضوابط حددها العرف العام ويعرّفها الجميع على أنها محددات لما يجب أن يكون عليه من الانطباع ( المقيد بالحياة اليومية ) وعندما تكون هذه الصورة تدعي أنها تعبر عن قانعات مجتمع وتقيم له قيما حضارية ندرك من خلال ممارستها أنها ترمي إلى تكريس انسلاخات أخلاقية وشبهات معروفة ، وإلا لا نعرف هذا العاقل الذي سيقر بان ممارسة الجنس على الملأ هي ممارسة تعبر عن قيم حضارية ؟؟!
إن هذه الصورة المكرسة تقوم على تسويق نمط إعلامي تحقيري للمشاهد ، ولا تقوم على المواكبة الاجتماعية من حيث أنها صورة إعلامية تدخل في قدرتها على تلقين قيم معينة وتحفيظ الذوق العام ، وهذا ربما دافع كاف للتساؤل عن الشروط التي تصنع هذه الصورة ، وتتحكم في توجيهها ؟ ربما نرمي بسياق هذا السؤال إلى الحديث عن معطى اقتصادي وتجاري بالدرجة الأولى، فإما أن تكون هذه الصورة تمضي في اخذ مكانها عنوة في المشهد الإعلامي و إما أن تبتذل الصورة التي يتمناها الكثيرون لكن لا يمكن أن تتحقق في ظل هذه الظروف التي غلب فيها الحس المادي عن القيم !
الصورة المروجة اليوم تتخطى حاجز الحس الجمالي وتقفز على ما دون ذلك من البديهيات التي من الممكن في أي لحظة أن يعتبرها ذوي العقل أنها تنم عن حيوانية ، لا تخدم بالضرورة الحس والبنية الفكرية للمجتمع ، وبالتالي نستسيغ بجلاء في نهاية المطاف أن هذا التوجه يسير في نطاق إضفاء الصيغة الحيوانية من حيث هي فهم لظواهر المجتمع وعكسها في الصورة ، فيمكن بعد حين أن تترتب صورة إعلامية حيوانية تستهدف الجوانب المسلمة عند المشاهد، وهي الجوانب التي سلم بها الإنسان عموما قبل أن تظهر هذه المؤثرات البصرية ، بمعنى ان الإنسان عرف حجم حيوانيته منذ أن وجد، وفي اعتقادي ان العودة إلى إثارة هذه الحيوانية يشبه في حد ذاته المرحلة الأولى التي تعرف فيها الإنسان عن وظائف أجهزته التناسلية مثلا !!
بل الانكا من ذلك اليوم يتعزز التيار الفضائحي بنفوذه عندما يتلقى إشارات واضحة من القائمين على الحفاظ على الذوق العام فيتراءى لنا الأمر مقتصرا على تحديده للمسؤوليات الأخلاقية سوى على شريحة لا تستطيع أن تصنع غير مسايرة ما فرض عليها ، ولا يحق لها أن تضمن إشعار الفاعلين في المسؤولية إلا من منطق متلقي ينقم ولا ينعم أو يغير ، وربما هذا تعبير عن استسلام للنزوات المادية التي يسعى الفضائحيون إلى تجذيرها ..!
الحديث السابق ربما حالنا على أن تسويق البديهي ومحاولة صياغة الاختلاف من الفراغ هو اختصار لطريق الشهرة والنجومية وقد عبر البعض عن هذا التوجه بما يسمى" وهم الإبداع البصري " .
إذا ما سألنا متتبعا عن تقييمه للصورة المروجة فيما يشاهد فانه في افضل الحالات يجد نفسه محط ارتباك وصعوبة تفسير الانحطاط البصري ، لكننا إذا طرحنا عليه السؤال بسياق متصل بملكوت الإبداع وقلنا له : هل تتلمس في الصورة التي تشاهد جوانب من الإبداع ؟ هذا المتتبع إن كان ما يزال يحتفظ بملكوت الإبداع حتما سيجيبنا بان ما يشاهده فظيع ، ولا يرقى إلى مستوى الحكم الذوقي، ولا الجمالي أما إن كان هذا المتتبع قد تأثر بهذه الصورة على نحو التلقي المادي ، فان إقحام الإبداع في هذا الجانب ينظر إليه بعين الريبة والشك ! هذا على مستوى المتلقي أما فيما يخص المنتجين والمخرجين لهذه البضاعة فيحز في نفوسهم وهم الإبداع فتجدهم يطلقون العنان لاختراعاتهم واقتحاما تهم التي تبقى في الأصل مزاعم مشبوهة لا تخدم الذوق العام على الإطلاق ، فتكوين الصورة تؤخذ فيها اعتبارات شتى لكن يجب أن تنطلق هذه الاعتبارات من صميم المجتمع .





#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطور المصلحين المغاربة
- بنود وصية أدم الثانية لإفقار المغاربة !
- إسترقاق الارادة
- التلفزيون المغربي : المرتبة الثالثة من الحكم الذوقي
- العودة إلى زمن الاستبداد الاعلامي
- الارهابيون: صياغة التطرف ومنظور الدولة
- واقع الاعلام البيئي عندنا
- لن تكون أخر الأوهام..
- كيف تغطي الصحافة المستقلة عجز المعارضة؟
- أطباء أم جزارين ؟!
- الشعوذة التلفزيونية
- حوار مع الفنان محمد عزام أبو العز
- نقد الاستبداد وتحرير الفكر السياسي العربي
- الشباب والحقيقة الدينية
- الفن وبناء الشخصية
- المرآة العراقية وأهمية البناء المستمر
- محاربة الفقر : تجربة بنك جرامين
- أزمة القراءة في الوطن العربي
- هجرة العمالة وتأثير العولمة
- السودان والمحكمة الجنائية الدولية


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أمياي عبد المجيد - عصر الصورة الفضائحية