أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمياي عبد المجيد - أسطور المصلحين المغاربة














المزيد.....

أسطور المصلحين المغاربة


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2076 - 2007 / 10 / 22 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا اعرف بالضبط لماذا يتعمّد بعض المغاربة على عقد العزم وتحمل تكاليف شيء اسمه المصلحين في المغرب ! إنني أفترض أن في عمق أزمة الفكر والنظم السياسية المغربية على حد سواء فيهما ما يجعل هؤلاء يتوصلون إلى أساليب أكثر تحيزا إلى منطق التبرير المخفي ، من جهة يدثرون بها فشلهم في تقديم بدائل منهجية وعملية ، ومن جهة أخرى اعتبار الأزمة المذكورة اكثر من اعتقادهم أن الإصلاح يتمثل في تظهير وتشهير منمق لشيء اعتقدوه بالصدفة ( دون تجربة ) انه إصلاح ، وفي مقدورنا أن نتصور أن الإصلاح احينا عندهم هو تشكيل تنظيم سياسي يدعي انه يقف في صف المعارضة ( الصف الشعبي).
إن هذا المنطق يترسّخ اكثر عند ثلة " الديماغوجيين " الزاعمين لمنهجية الإصلاح ، يعتقدون في اكثر من حالة انهم بإمكانهم ان يكونوا نماذج في تحديد المسار الاستراتيجي للمجتمع، لكن هؤلاء يغلبون منطق الحركة اكثر من منطق الإصلاح ، باعتبار أن جل نشاطاتهم تبدا بمحاباة السياسة قبل أن يدعوا احترافها ، فهل يمكن أن يكون الإصلاح الذي يدعو إليه هؤلاء مقترنا بما تمر به البلاد من تحديات مصيرية فرضها المحيط الدولي بالأساس ؟ أم أنها ستقبل بالتناقض وتدور في حلقة مفرغة يحكمها التطويق المخزني إلى اجل غير مسمى؟! . هذا الحديث له مبرر أساسي يقترن به ويحدده على هذا الشكل الذي نراه اليوم ، فالطبقة الإصلاحية المزعومة المتواجدة على الساحة اليوم تدرك جيدا أنها بعثت على أساس دون الشرط الاجتماعي لعامة الشعب ، بمعنى هذه الحركة لها بواعث إصلاحية برجوازية تتنقل في إطار ما يسمى " بالبرجوازية الصاعدة في الدول النامية" بعدما كانت هذه الظاهرة شغلت لزمن أروقة الحكم في الدول المتقدمة بالتنسيق مع الحاكم ، فتكونت حينها الاستبدادية المستنيرة . ولو دققنا جيدا في طبيعة عمل هذه الطبقة نجد أنها أداة سخرت من جديد لتواكب المرحلة المقبلة ، كما حدث فيما سبق عندما كانت البرجوازية المطلقة المغربية تحمل مشعل الإصلاح بإيعاز النظام ، أو في اغلب الأحيان تحت منهجية الاحتواء.
لربما تبين لنا أيضا أن هذا المنطق الذي يحفظ للدولة وللنظام الصلاحيات الأساسية من ورائه دور مزدوج تمارسه هذه الفئة الزاعمة للإصلاح ، وأنا أتسائل هنا ايضا : كيف نفهم الإصلاح إن لم نفهمه في خطوطه الأمامية والعريضة ( الاقتصاد ،الحكامة ....) ؟! وهل الإصلاح يقبل أن يكون محط أي تعبئة شعبية ؟!إن الإصلاح بمفهومه الأخير يعتبر تفريغ لمفهوم أيديولوجي ثابت . الشعب كصيغة مشاركة في الإصلاح مسالة مفرغ منها، لكن التعبئة على أساس التعبئة فلا أتصور أنّ تحديات بحجم التي يعيشها المغرب هو في حاجة من انبثاق أو إشعاع إصلاحي من هذا النوع ، وإلا لكنا قد تلمسنا شيئا منذ عقود عندما كانت تنظيمات سياسية تجيد فن التعبئة ، وبالتالي فأي إصلاح ينبثق عن هذا الأساس هو إصلاح قاصر" ."
إذا أخذنا بعين الاعتبار المرحلة التي بدأت بعض الجهات التي تعتبر نفسها المحور الأساسي المشكل لهذا الإصلاح ( الوهمي ) ندرك بجلاء أن الأزمة تتجه نحو التعمق ، فكيف يمكن اليوم أن تنهض حركة إصلاحية حقيقية وسط هذه الممانعة التي ستصوغ إشكاليات حقيقية عبر تراكماتها الإصلاحية الزائفة ، حتى تقف لها سدا يتيح لها ترويض الإرادة الشعبية كما تشاء وحينما تشاء !!
إن أربعة عقود أو اكثر تحتاج في تقديري إلى مدة تعادلها حتى تنبثق حركة إصلاحية فعلية ، هذا في حالة ما إذا اعترفنا بالملموس أننا لم نصلح شيئا في هذا البلد ، والذين ادعوا ذلك إنما لتمرير خطاب سياسي يضمن لهم امتيازات متنوعة .
إن النخبة التي ستصنع التغيير تكون بأية حال نخبة منبثقة من هذا الصمود الشعبي لكن لن أجازف بالقول أن هذه النخبة تعترف بأنه اليوم وان أرادت أن تورث للأجيال القادمة خيوطا من النضال لن تجد لذلك سبيلا ، فالاصلاحيون الوهميين افسدوا الواقع وخلقوا فجوة بين تدبير التسيير المجتمعي ، وبين مقومات ضاغطة زجت بهذه النخبة في خندق التوافق الضمني على تكوينات وسياسات قاصرة داخل اغلب التنظيمات السياسية ، ونحن إذ نشرف على اكتشاف مجتمع هو اقرب إلى تكتلات مجزئة فلن نستغرب أو نصدم بل سندرك أننا فعلا كنا نمارس الإصلاح بالمقلوب!!



#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنود وصية أدم الثانية لإفقار المغاربة !
- إسترقاق الارادة
- التلفزيون المغربي : المرتبة الثالثة من الحكم الذوقي
- العودة إلى زمن الاستبداد الاعلامي
- الارهابيون: صياغة التطرف ومنظور الدولة
- واقع الاعلام البيئي عندنا
- لن تكون أخر الأوهام..
- كيف تغطي الصحافة المستقلة عجز المعارضة؟
- أطباء أم جزارين ؟!
- الشعوذة التلفزيونية
- حوار مع الفنان محمد عزام أبو العز
- نقد الاستبداد وتحرير الفكر السياسي العربي
- الشباب والحقيقة الدينية
- الفن وبناء الشخصية
- المرآة العراقية وأهمية البناء المستمر
- محاربة الفقر : تجربة بنك جرامين
- أزمة القراءة في الوطن العربي
- هجرة العمالة وتأثير العولمة
- السودان والمحكمة الجنائية الدولية
- الحرب على الإرهاب أو الانفراد المطلق بالقوة


المزيد.....




- شاهد.. أب يقفز في المحيط لإنقاذ ابنته بعد سقوطها من سفينة سي ...
- تُعاني من فرط الحركة؟ هكذا تواجه صعوبات النوم
- انتبه للصيف.. تعقيم مكيف السيارة يحافظ على صحة الركاب
- تونس.. العثور على جثة طفلة جرفتها الأمواج من بين ذويها
- المغرب: استئنافية الرباط تؤيد الحكم بسجن الصحفي حميد المهداو ...
- مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن نووي إيران
- -مهددة بفقدان البصر-.. الشرطة الأسترالية تعتدي على محامية خل ...
- ترحيب أممي بتسوية أوضاع 2400 من عديمي الجنسية في مالي
- الجوع يهدد 4 ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار
- السيسي: لا سلام في المنطقة دون دولة فلسطينية على حدود 67


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمياي عبد المجيد - أسطور المصلحين المغاربة