أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عثمان ابراهيم - أهل الخير يمارسون الشر في دارفور














المزيد.....

أهل الخير يمارسون الشر في دارفور


محمد عثمان ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 11:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


آرلين غيتز*
جلب النشطاء قضايا مثل قضية دارفور إلي غرف المعيشة لكنهم ربما كانوا يفعلون شراً أكثر من الخير...
كانت ضمادات الأطفال للعرض فقط ، فقد لف عاملو المنظمة الخيرية المغمورة ( لو آرش دي زو ) رؤوس أسراهم الصغار بالشاش لتسريع خروجهم من المعابر لكن الخطة أخطأت بشكل كارثي فقببل فجر الخامس و العشرين من أكتوبر ( الماضي ) رصد الجنود التشاديون 103 من الصبية – وصفوا علي إنهم يتامي من دارفور – قبل صعودهم إلي طائرة مستأجرة في رحلة إلي فرنسا.
و تم اعتقال ستة نشطاء من المنظمة و ثلاثة صحفيين إضافة إلي سبعة من طاقم الطائرة و وجهت لهم تهمة الإختطاف و تساءل العاملون بالمنظمات الإنسانية عما إذا كان الأطفال بالفعل قد فقدوا ذويهم أو حتي عما إذا كان الأطفال هم حقيقة من السودان.
و وصف الرئيس التشادي إدريس ديبي العملية بأنها إختطاف فيما أصرت ( لو آرش دي زو ) علي أن أهدافها كانت حسنة و قال متحدث باسمها الأسبوع الماضي " إنه لا يمكن التخيل بأن شكوكاً تطلق علي هؤلاء الناس الطيبين".
و من عدة جوانب فإن ما فعلته لو آرش دي زو كان عرضاً جانبياً فقد حدثت التطورات الأهم بالنسبة لدارفور في ليبيا حيث أخفقت محادثات السلام عقب غياب القادة الرئيسيين للتمرد و قال يجيي بولاد المتحدث باسم عبد الواحد النور أحد المتمردين الغائبين " الآن هذه محادثات غير رسمية ، و المحادثات غير الرسمية علاقات عامة فقط " .
لكن الحادثتين أثارتا نفس السؤال الأخرق و هو ما إذا كانت الحركة الدولية من أجل دارفور أمراً جيداً بالنسبة لدارفور.
بالتأكيد كان تحالف إنقذوا دارفور ( Save Darfur Coalition) و هي حركة تزعم أنها تمثل 130 مليون شخص عبر تحالف أكثر من 180 منظمة دينية و مدافعة و إنسانية ، فعالاً بشكل مثير للإعجاب فقد حولت أزمة أفريقية بعيدة إلي قضية دولية تحظي بالإهتمام و هذا ما ساعد الوكالات الإنسانية في الحصول علي تمويل من واشنطن و ساند الجهود من أجل دخول قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للإقليم.
و مع كل نجاحهم في رفع مستوي الوعي العام فإنه لم يحدث سوي تحسن ضئيل علي الأرض و يقول المنتقدون إن التأثير المتنامي للنشطاء لم يكن أمراً مساعداًً علي الدوام " فبساطة رسالتهم غالباً ما تلاقي إستجابة " كما يقول الباحث المرموق في شئون السودان بجامعة هارفارد ألكس دو فال.
و في وقت سابق من هذا العام غضبت المنظمات الخيرية حين أطلقت (إنقذوا دارفور) حملة إعلانات عدوانية لأجل منع الطيران في سماء الإقليم و جادلت المنظمات بان ذلك من شأنه إعاقة جهود توصيل الإعانة للاجئين كما إن تلك المنظمات ادعت بأن الإعلان الآخر لإنقذوا دارفور الذي يزعم بأن منظمات الإغاثة العالمية قد اتفقت علي إن وقت المفاوضات قد انتهي ، و هو ما دفع الحكومة في الخرطوم إلي منع التأشيرات و التأثير بأشكال أخري في مقدرة تلك المنظمات علي العمل.
و ستجتذب عملية (لو آرش دي زو ) بلا شك مزيداً من التركيز علي عمل المنظمات غير الحكومية في المنطقة و هو ما تعلق عليه ميليسا وينكلر من لجنة الإنقاذ الدولية بقولها " إن واحداً من أسوأ نتائجه فقدان المصداقية و الثقة " ، و شاركت لجنة الإنقاذ من قبل في عملية توطين جيدة الإعداد لحوالي 7,000 من ( الأطفال المفقودين ) في جنوب السودان بالولايات المتحدة.
كان جزء من نجاح حملة إنقذوا دارفور هو تصويرها للصراع في دارفور بشكل كامل علي أنه بين الحكومة السودانية و رجال المليشيات العربية المغيرة ضد سكان القري الأفارقة العزل و ساعد هذا بالتأكيد علي توصيف الكونغرس و إدارة بوش للعنف عام 2004 م علي أنه إبادة جماعية و هو ما ساعد من جانبه في دعم جهود جمع التبرعات لكن الحقيقة هي أن المشكلة - و لو حتي بشكل جزئي-ً ناتجة عن قلة الموارد . فقد دفعت مواسم الجفاف الطويلة أعداد كبيرة من القبائل العربية في تشاد و شمال دارفور إلي أرض مأهولة بالسكان.
و لم يخلف القتال بين المجموعتين العرقيتين بمفرده حوالي 600 قتيل هذا العام و إنما كان مقتلهم نتيجة لتصاعد العنف بين القبائل العربية.
و أبعد انصباب كل التركيز علي دارفور الإهتمام و الموارد عن أزمات أخري ، حتي في السودان نفسه فاتفاقية السلام الموقعة عام 2005 م في جنوب السودان و التي كانت انقلاباً دبلوماسياً لإدارة الرئيس بوش بإنهائها لواحد و عشرين عاماً من الحرب الأهلية بدأ طرفاها في التنازع في الأسابيع الأخيرة.
و يشكو المتمردون المسيحيون السابقون من أن الحكومة لم تقم بتنفيذ أجزاء من تلك الإتفاقية بما في ذلك سحب القوات من الجنوب وقاموا ( إثر ذلك ) بتجميد أعمالهم في حكومة الوحدة الوطنية.
و يعتقد ألكس دو فال أن دارفور كانت وبالاً علي جنوب السودان " فلا يمكن أن تجد حلاً لدارفور دون أن تجد حلاً لكل السودان " حسب تعبيره.
بالطبع ، لا يجادل أحد بأن من الأفضل للنشطاء عدم العمل في صراعات مثل دارفور و يعتقد جون برندرقاست أحد مدراء حملة إنقذوا دارفور إن نموذج النشطاء الذي ابتكره التحالف سيساعد في قضايا إنسانية أخري. و بدأ ( برندرقاست ) مجموعة تدعي مشروع ( كفاية ) لتسليط الإهتمام علي أقاليم أخري يائسة مثل الصومال و الكونغو و أشار إلي أن " هذا النوع من الفظاعات لديه جذور متشابهة و حلول متشابهة كذلك ".
إن الأمل هو أن يتم إعادة تطبيق النجاحات التي تحققت في دارفور لكن الخطورة في أن يتم إعادة تطبيق الأخطاء أيضاً.

* محررة و معلقة مرموقة بمجلة نيوزويك الأمريكية و نشر المقال بالتزامن في العدد الأخير للمجلة و في مجلة بوليتين الأسترالية تحت عنوان
( Do-gooders gone bad).



#محمد_عثمان_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفاتر المخابرات : أوراق الأحمق
- صمت مريب حول الغارة علي سوريا
- كيف ضل الغرب
- المساعد الجديد للرئيس السوداني ، صورة مقربة 3-3
- المساعد الجديد للرئيس السوداني ، صورة مقربة(2-3)
- المساعد الجديد للرئيس السوداني ، صورة مقربة (1)
- السودان دولة فاشلة ، محاولة لرفض اللقب
- الحزب الإتحادي الديمقراطي مابعد المرجعيات،كتاب التيه التشظي ...
- 2موت تحت الطبع ، إسحق فضل الله و تيار صحيفة الإنتباهة في الس ...
- موت تحت الطبع ، إسحق فضل الله و تيار صحيفة الإنتباهة في السو ...
- الحزب الأتحادي الديمقراطي ، التباسات الخفة و الثقل
- في تداعي سائر التجمع الوطني السوداني بالسهر والحمي ،الحزب ال ...
- في تآكل المنسأة ، أو عن كيف خسر التجمع الوطني السوداني المعا ...
- في تآكل المنسأة أو كيف خسر التجمع السوداني المعارض ذاته والع ...


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عثمان ابراهيم - أهل الخير يمارسون الشر في دارفور