أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - رسالة إلى بغداد














المزيد.....

رسالة إلى بغداد


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 11:29
المحور: حقوق الانسان
    


لا تسامحيننا يا بغداد!! ولا تسامحينهم جميعا لأنهم فرحوا يوم سقطت ويوم أكل لحمك كما أكل لحم الثور الأبيض ...
وكلهم يا بغداد زناة يزنون بك ليلا ثم يتوعدون بأن ينتقموا ممن إغتصبك نهارا...
إنهم حتى اليوم يا بغداد كلاب مسعورة وأفاعي هائجة وحيتان البحر والبر ...
إنهم لا يعرفون ما معنى الجسر المعلق فيك؟
وما هو معنى الرصافة والكرخ وكسرى أبو سيفين ...
وإنهم حتى هذه اللحظة لم يشربوا من أباريق أبي النواس ولم يجربوا لذة خمرك وطراوة لحمك ...
ولم يشاهدوا يوما أبا تمام على أسوار بغداد وهو يلتقط الحكمة ويسكبها في حماساته الملونة بلون المواويل الزرق ...
إنهم لم يشاهدوا المتنبي وهو يمر متكبرا بخيلائه الشعرية بين خيام بني كندة...
إنهم لم يشاهدوا ولم يقرأوا فيك تاريخ هارون الرشيد وأبناءه :الأمين والمأمون والمعتصم ...
ولم يعرفوا لذة حرية الرأي والرأي ألاخر ولم يموتوا يوما فداءا لرأيهم وفتاويهم ...ومن لم يمت فداءا لرأيه فإنه آثم وجند من الجنود المرتزقة وكلب من كلاب سلاطينهم .
إنهم لم يشاهدوا الصقلبيات والأوروبيات حين كن يركعن أمام هارون الرشيد ويتمنين أن تتعثر قدمه بواحدة منهن وهو يلقي على من يريد منهن منديلا أبيض فتتبعه كما تتبع الكلاب صاحبه .
إنهم لم يقرأوا تاريخ أبي النواس ولم يتلذذوا على دجلمةوالفرات بخمرياته المعتقة ..

أما أنت يا حبيبتي يا بغداد فلا تغفري لهم خطاياهم فالله وحده هو الذي يغفر لهم إن كانوا يستحقون المغفرة والغفران ...
وكلهم سرقوا قلائد عشتار وأسوارها الثمينة وثيابها الكردية الجميلة كلهم كانوا وما زالوا يغارون من عشتار ومن الموصل نينوى الخضراء ...
ماذا ستقولين لنزار قباني إذا عاد يوما يفتش فيك عن قصيدته بلقيس ؟......
أو عن كراريسه المدرسية التي أضاعها فيك ؟..بماذا ستفسرين موقفك من المقامات الكردية الحزينة ومن مقامات الصبا والرست والبيات كرد والجوبي الحزين ؟
كيف سترفعي رأسك عاليا وقد مات ودفن فيك الشعراء ولم يظهر لهم أبناء حتى اليوم...حقا إنك يتيمة يا بغداد بعد المتنبي وأبي تمام وأبي حنيفة النعمان والمأمون والعباسيون جميعا ...

من سيكتبك قصيدة جميلة على باب داره بعد أن نام السمار وخافوا أن يتجولوا ليلا في شوارعك وأرصفتك وخماراتك الليلية؟
من سيؤلف عنك أغنية جميلة بعد أن غادرك كاظم الساهر ولم يلعب بالكرة ويكسر زجاج منزل جارته وتجري جارته خلفه تتوعده بالعقاب ؟ أليوم تقول جارة أهل كاظم الساهر عد يا كاظم وحطم زجاج المنازل بس تعال كما كنت وأنت صغيرا لتعد للحارة بهجتها وسرورها .

لا تساتمحيهم يا بغداد لأنهم خلعوا عن جلجامش تاجه وسلطانه وعن أشور با نيبال إنتصاراته وأحرقوا مكتبته الجميلة وحطموا أوراقها الحجرية الزاهية .
ماذا نقول وماذا نقول وكلنا في نهاية هذا العام خطاؤون ومجرمون ...ولكن سا محيني أنا على الأقل لأنني لم أستطع أن أمد يدي لك من خلاف البحر ومن وراء البر لم أستطع حتى هذه اللحظة أن أكون سندبادا يسافر من أجل عين يسمينة ويقطع البحار والفيافي والجبال وحتى هذا اليوم لم أستطع أنا وغيري أن نكون إنسانييون نحن : كلاب حقيرة وثعالب مخادعة عضضنا اليد التي ملأت أرضنا ماءا ونفطا .

يا بغداد ما زلت رغم جراحك أما للحضارة كما كانت أنانا أو عشتار أما للإنسان وخالقة للذكر وأنا كما الأرض التي تنبتلع أبناءها رحمة بهم وشفقة عليهم من أن يظلوا في آلامهم الحزينة .

يا بغداد ما ذا تبقى لنا بك اليوم غير أن نثور دموعا وأحزانا على ابائك الذين ينزلهم المجرمون من بكباتهم وسياراتهم ويحرقوهم في شوارعك بالنفط والغاز...أعذريني يبا بغداد فأنا لا أستطيع حمل السلاح ولا أقدر أن أذبح طيرا ولا أستطيع حتى أن أمد على عدوي بندقيتي فأنا أستنكر لتاريخ الإجرام وأستنكر أعمال المجرمين من حفدة الحجاج الثقفي وهولاكو والتتر والحكام العرب اليوم.

أعذريني يا بغداد إنني لا أحسن إلا إستخدام الدموع والإنفعالات فأنا قلبي رقيق برقة حوريه ولست رجلا بالمعنى الكامل للرجولة القاسية على أبنائها



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب العربي بين هموم المثقف وبطش الأميين
- أصل الإنسان حيوان مفترس
- أصابع كفها فقط خلف الباب !
- الهجوم على الإسلام3, أم الهجوم على أعداء الحرية ؟
- الهجوم على الإسلام 2
- أطيب من إلنسوان؟لا مال ولا خمره
- الخجل الثقافي
- الهجوم على الإسلام 1
- البطل التاريخي الذي لم يظهر على خشبة المسرح
- الدول العربية غير معنية بالتقدم لأنها أنظمة فاسدة
- خاطرة مثقف متعب
- المسلمون مصابون بإنفصام فكري
- يوم وفاة الدكتور علاء علاونه
- من ذكريات عاشق1
- العرب أللصوص ألكرماء
- عانقتها في ...
- فلسفة الفقراء
- إندروفين الحب
- قراءة في ملحمة الخلق البابلي (الإينوما إيليش)
- يا بعيد ...ما أبعدك!


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - رسالة إلى بغداد