أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - هنية والتورية في اللغة السياسية














المزيد.....

هنية والتورية في اللغة السياسية


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 11:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


التورية في اللغة هي أسلوب الإيهام والتوجيه والمغالطة والإشارة والتخيير، وهي بحسب الإختصاصيين أن يذكر المتكلم لفظا يحتمل معنيين احدهما قريب ظاهر غير مراد والآخر بعيد غير ظاهر، وهو أسلوب محمود في اللغة والأدب والمصلحة الشرعية..أما إذا ما دخلت التورية في السياسة فإنها تصبح الكذب بعينه، إذ أنها تخلط الحابل بالنابل، وتقلب الحق باطلا، والباطل حقاً كأداة تعمية للقلوب والأبصار، ومصدر لغط وهروب من التعاطي مع الاستحقاقات، فتبات جبناً يسميه البعض " هندسة لفظية ".
وبالتدقيق في خطاب السيد إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقال يوم الأحد الماضي، نرى انه استخدم أسلوب التورية، إذ حمل الخطاب بين طياته العديد من القضايا التي تؤكد عزم حركة حماس على الاستمرار في انقلابها على الشرعية الفلسطينية، ما بدد التفاؤل الذي تسرب إلى نفوس العديد من أبناء الشعب الفلسطيني عشية الخطوة المتقدمة التي أقدم عليها عدد من قادة ورموز حركة حماس في الضفة الغربية بأدئهم صلاة الجمعة الماضية إلى جانب رأس الشرعية الفلسطينية الرئيس محمود عباس.
إن حركة حماس وإدراكا منها للمكاسب التي ستجنيها عشية انتهاء مؤتمر الخريف تنتظر إحدى نتيجتين إما نجاحه أو فشله والحالتان بالسواء تصبان في مجرى مصلحتها، حيث إن نجاحه يتطلب معالجة الوضع الفلسطيني الداخلي ما يعني ضرورة التوجه بأي ثمن نحو الحوار لقطف ثمار النجاح على المستوى الفلسطيني، بينما يعني فشل المؤتمر صوابية قراءة الحركة للمشهد الفلسطيني وعلاقته بالمحتل والأسرة الدولية، وهو أيضا ما يدفع الرئاسة باتجاه حل الأزمة الداخلية عبر الحوار.. وانطلاقا من هذا الإدراك أقدمت الحركة ممثلة في شخص السيد هنية على اتخاذ عدة خطوات استباقية في محاولة بائسة لتوفير مظلة شرعية لما قامت به الحركة من انقلاب على الشرعية عبر ترسيخ نظام سياسي فاعل على البقعة الجغرافية المسيطر عليها عسكريا، علما بأن النظام السياسي بمفهومه العملي ليس متوفرا أصلا في الحالة الفلسطينية الراهنة، ومن المتعارف عليه أن هنالك لأي نظام سياسي ركائز أساسية ومبادئ جوهرية من الضروري توفرها لإعلان الدولة وفقا لتعريف ماهية الدولة والنظام السياسي وشكل الحكومة التي تباشر السلطة على المجتمع "الشعب" وهي أسس تتلخص في ركائز ثلاث " التشريع والاقتصاد والأمن" أما على صعيد التشريع فالسيد هنية وتحت ما يسمي الحفاظ على مصالح العامة حسب قوله أعلن عن عقد اجتماعات المجلس التشريعي عبر الأخذ بتوقيع توكيلات للإنابة من الإخوة أعضاء المجلس التشريعي الحالي المعتقلين في سجون الاحتلال، وولج باتجاه القضاء معلنا عن تعيين نائب عام مساعد ووكلاء نيابة، وتشكيل مجلس العدل الأعلى، وإعادة عمل المحاكم عبر تعيين قضاة في محكمة الصلح.. وثانيا على الصعيد الاقتصادي فقد أعلن هنية عن تغطية رواتب سبعة عشر ألف موظف وإعفاء الطلبة من الرسوم المدرسية كخطوة على طريق مجانية التعليم وتوفير مستلزمات الوزارات.. ثالثا وعلى صعيد الأمن فقد أعلن عن دمج القوة التنفيذية في جهاز الشرطة ليصبح جهازا شرطيا واحدا، وتشكيل دائرة الأمن الداخلي والأمن والحماية والقضاء العسكري وإعادة تفعيل الدفاع المدني.
وعبر هذه الخطوات تكون حركة حماس قد وضعت كافة فصائل العمل الوطني وعلى رأسها حركة فتح والرئاسة الفلسطينية والمشروع الوطني برمته أمام خيارين أحلاهما مر، إما القبول بالحوار على خلفية الانقلاب، وإما الإعلان عن قيام كيان منفصل كدولة داخل الدولة.. فما جاء به السيد هنية لا يعدو إلا كونه أسلوب تورية في اللغة السياسية، والسؤال هنا هل ستنجح حركة حماس في فرض رؤيتها على المشهد الفلسطيني الراهن أم سيكون للرئاسة الفلسطينية وفصائل العمل الوطني مجتمعة رأي أخر؟؟..



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيرة التعليمية سفينة في مهب الريح
- إلى إمرأة عابرة
- الأعراس الفلسطينية في الإمارة الإسلامية
- رسالة عتاب من مواطن فلسطيني إلى الشيخ يوسف القرضاوي
- العالقون بين الحرية الفكرية والفبركات الإعلامية
- بين حوار القوة وقوة الحوار
- كنز الوثائق وكَشف المستور
- جدلية الحيادية بين الحزبية والوطنية
- الموظف بين الأسئلة المبصرة والإجابات العمياء
- الخوارج بين المشروع الأمريكي والراية الإسلامية
- نداء .. لماذا لا يرحل هؤلاء فيرتاحوا ويريحوا ؟
- جنة الشيطان
- أمراء الكلام في المشهد الفوضوي
- الحرب الالكترونية
- -أم الهياكل- بين المعيار المهني والأكاديمي
- بين حضانة الموت والفلتان بعض أخبار معروفة
- شركة الكهرباء بين بيارق الأمل والأعباء
- الساكن والمتحرك بين التباعية العربية والقضايا المصيريه
- بسام زكارنه بين جهده النقابي وطواحين الهواء
- العرب وحماس وحتمية التوافق


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - هنية والتورية في اللغة السياسية