أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الهجوم على الإسلام3, أم الهجوم على أعداء الحرية ؟















المزيد.....

الهجوم على الإسلام3, أم الهجوم على أعداء الحرية ؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2090 - 2007 / 11 / 5 - 10:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن معشر العلمانيين وأقول العلمانيين بالنصب على الإختصاص, لو ولدنا في عصر بداية الإسلام لإتبعناه خلف كل جحر يدخل به .
لأن زمن الإيمان بالمعتقدات كان هو زمنه وليس زمن العلمانية .
وحين ظهر الإسلام كان يطالب الآخرين بإحترام حرية الإعتقاد رغم أن حرية الإعتقاد لم تكن سارية المفعول بين الناس نظرا لضعف المعتقدين وقوة المتجبرين والمتغطرسين ومن ناحية ثانية : كانت طبيعة الحياة الإقتصادية تعتمد على كثير من التعب في كسب لقمة العيش لذلك لم يكن للناس قدرة على حماية أفكارها ومعتقداتها , وكان النظام الإجتماعي يعتمد على القبضة الحديدية على أرواح الناس وأقلام الشعراء نظرا لضعف المثقفين والعلماء سياسيا وإجتماعيا ولم تكن هنالك نوادي ثقافية ومؤسسات مجتمع مدني يمارس بها المثقف شطحاته الذهنية لذلك كان ينفرد وجهاء العشائر والملوك والسلاطين والأغنياء بتلك المجالس وكان الأديب والشاعر لا ينال شهرة إلا إذا جلس بمجالس الأمراء لكي يستمع له الناس ويعرفونه ويعرفوا أفكاره ومعتقداته ولهذا السبب كان المثقف لا يستطيع الخروج على المألوف نظرا لضعفه وكان الأدب مهنة للتكسب أما اليوم فإن الأدب والفلسفة هواية إضافية لعمل الناس الرئيسي .

وحين ظهر الإسلام كانت طبيعة بناء المجتمع العربي الرعوي طبيعة ديكتاتورية ولم تكن الوثنية تسمح لأحد بأن يغير شيئا من الإنماط الفكرية السائدة نظرا لأن الوجهاء كانوا مستفيدون من طبيعة البناء الإجتماعي الوثني وأي تغيير به أو أي مساس مذهبي كان يهدد المصالح الإقتصادية للتجار المستفيدون وكان التجار المستفيدون من الوثنية يقمعون أي عملية تغيير لذلك رفض وجهاء مكة وقريش بأن يكونوا سواسية مع عبيدهم , وقد كان يفهم من المساواة أن العمل عبادة للجميع وإن عليهم أن يعملوا بجانب بلال والعبيد في الإقطاعيات الزراعية الحيوانية .

ولم تكن للناس قديما قدرة في الإستقلال عن الجماعة وحين تطورت الآلة الحديثة وظهرت الجامعات والكليات العلمية وإنتشر الكتاب وتعددت وسائل كسب لقمة الخبز لهذه الأسباب حصل الناس على حقوق مدنية جديدة لم يحصلول عليها من قبل أو مثلها من قبل لذلك بدأت العلمانية وحرية الإغتقاد تنتشر نظرا لقوة المثقفين إقتصاديا لذلك إنتشرت العلمانية والمذاهب الأخرى حتى أننا نجد في الدول الديمقراطية الرأسمالية أحزاب سياسية شيوعية وأحزاب معارضة تنتقد الأنظمة الحاكمة .
وأصبح بذلك للعمال والشغيلة والمستخدمين صحف خاصة بهم وكذلك للشاذين جنسيا وللشاذين سياسيا .

وحين ظهر الإسلام كانت له مطالب ديمقراطية وهي إحترام حرية الإعتقاد: قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أناعابد ما عبدتم.....
وحين نمت الأعصاب الإسلامية ونما عظمها وإشتد عودها عملت على قمع حرية الإعتقاد نظرا لأن حرية الإعتقاد غير فعالة أو غير مفعّلة علفى الإطلاق لذلك عاد الإسلام يحمل السيف الذي كان يقهره ليقهر به أعداؤه وأعداء الله. وقبل أن يشتد الإسلام قوة لم يكن له قدرة على مقاومة قمعه وإستبداده بغير الصبر على المكاره والتعذيب في الشوارع والقتل وسلخ الجلد عن العظم.

وبهذا تحول الإسلام من موقع المجلود إلى موقع الجلاد وأجاز قتل وتعذيب كل من يخرج عن قواعد وأصول الدين ولذلك نحن اليوم نعاني من هذه الظاهرة إذ يعتبرنا غالبية المسلمين خارجون عن قواعد وأصول الإسلام الحنيف وما نحن بخارجين حقا كما يتوهمون.

نحن نختلف مع بعضنا في سبيل مصالحنا جميعا وبما أن التنمية الشاملة اليوم لا تعني لنا إلاّ مجموعة مؤسسات مدنية وليست دينية , نعم, مدنية وهي عبارة عن جماعات ضغط ولوبي سياسي وثقافي تطالب الحكومات العربية بوضع حد للبناء الإجتماعي القديم, وإنه لمن المعروف أن طبيعة البناء الإجتماعي القديم يتمشى جدا مع الفساد الكبير وبما أن الدول العربية فاسدة فلهذا السبب توظف مجموعة رجال للإطاحة بنا نحن المثقفين وهذه العملية تشبه عملية مقاومة الوثنية للدين الإسلامي في بداية نشوءه حيث كان الدين الإسلامي متعارضا مع مصالح الأغلبية الحاكمة لذلك قاوموه بالسيف وبالكلمة والإستهزاء والإستهتار حتى أننا نقرأ في سيرة إبن هشام قصيدة لشاعر عربي يسخر بها من أبي بكر الصديق يوم أخرج هو ومحمد من مكة ومطلع القصيدة هو :
أمن رسم دار أقفرت بالعثاعث
بكيت بعين دمعها غير حارث.
فرد عليه أبو بكر بقصيدة مطلعها :
أمن طيف سلمى بالبطاح اللواهث
بكيت بعين دمعها غير لاهث .
وقد عاب الشاعر العربي على أبي بكر من أنه رجل يبكي على داره ومنزله ولكن أبا بكر رد عليه من أنه رجل سياسي بكى على البيت والدار والوطن وأشار أبو بكر إلى سفاهة الشاعر العربي الذي يبكي على فرقة النساء أكثر من بكاء أبي بكر على الدار والوطن .
وهذا يعني أن أبا بكر كان يبكي على قضايا سياسية وليس كمتقديه يبكون على مشاعرهم الجنسية والعاطفية .
إن ما علينا فهمه اليوم هو أن التقدم العلمي والتقني زاد من حرية إستقلال الناس وإن طبيعة بناء المجتمع المدني الحديث هو :التعددية في إطار الوحدة , وهذا يعني إحترام الجميع والسماح للآخر بمزاولة حرية إعتقاده سواء أكان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو هندوسيا ....إلخ
وإن لم نعش جميعا في حرية الرأي والرأي الآخر فسوف تتحول بلداننا جميعا إلى لبنان والعراق وفلسطين .
ولنتخيل جميعا كيف ستصبح الولايات المتحدة الأمريكية إذا منعت بها حرية الرأي والرأي الآخر ! ماذا سيحدث ؟
ستنهار أمريكيا في ظرف عشر سنوات وستصبح دولة من دول العالم الثالث وستتلقى مساعدات مالية من لبنان ! وفلسطين !لأن قمع الحريات يقمع حرية الإستثمار ويعيق الصناعة والتجارة ويعمل القمع على النظر للناس من خلال معتقداتهم وليس من خلال ما يقدمونه من مواهب لتحسين بلدانهم .
وهذا ما يحدث معنا في دول الشرق الأدنى إذ أننا ننظر لبعضنا على أساس أننا مسلمون ! وإذا كنا مسلمون ننظر للعامل نظر ة تساؤل : هل هو شيعي أم سني ؟؟

لذلك فمؤسساتنا قليلة الإنتاج لأن المستخدمين بها لا يبدعون بل يعتقدون طوال النهار بمعتقدات قديمة لذلك نحن دول فقيرة ولا نستطيع إدارة أعمالنا السياسية والثقافية والإجتماعية وتكلفة إدارة مؤسساتنا تكلفة باهظة الثمن ونعاني من إستثمارات وظيفية لصالح العشائر وليس لصالح المصلحة .
إن العلمانية لا تعني مجرد فصل الدين عن الدولة فهذا تعريف قديم وكلاسيكي مهترىء .
العلمانية هي اليوم التجاوز عن المعتقدات الشخصية والدينية والنظر فقط لتحسين الإنتاج وإبداع الحياة الإنسانية ولا تعني إنتظار المسيح والمخلص والمهدي فالمسيح والمهدي اليوم هم العلمانية نفسها التي تخلصنا من عذابنا ولا تعني إنتظار جودو على قارعة الطريق.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم على الإسلام 2
- أطيب من إلنسوان؟لا مال ولا خمره
- الخجل الثقافي
- الهجوم على الإسلام 1
- البطل التاريخي الذي لم يظهر على خشبة المسرح
- الدول العربية غير معنية بالتقدم لأنها أنظمة فاسدة
- خاطرة مثقف متعب
- المسلمون مصابون بإنفصام فكري
- يوم وفاة الدكتور علاء علاونه
- من ذكريات عاشق1
- العرب أللصوص ألكرماء
- عانقتها في ...
- فلسفة الفقراء
- إندروفين الحب
- قراءة في ملحمة الخلق البابلي (الإينوما إيليش)
- يا بعيد ...ما أبعدك!
- مزرعة الحيوان (جورج أوريل1903-1950)
- العامل والمجتمع الصناعي
- من باع فلسطين ؟
- اليهود أقربائي وألمسيح إبن الله: قراءة في الثقافه الزراعية و ...


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الهجوم على الإسلام3, أم الهجوم على أعداء الحرية ؟