أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - برهان شاوي - الســـينمـا.. الموسيـــقى.. وشـكل القصيـدة















المزيد.....

الســـينمـا.. الموسيـــقى.. وشـكل القصيـدة


برهان شاوي

الحوار المتمدن-العدد: 644 - 2003 / 11 / 6 - 03:27
المحور: الادب والفن
    


 ( عودة جديدة على قضية قديمة )

  منـذ اكثر من نصـف قـرن، ومنذ توجيه أول طـلقة مسموعة لجسد القصيدة
العمودية، (فـقد سبقت ذلك طلقات بكاتم الصـوت)..؛ والنقاش يدور في محاكم
الأدب  بين المدعي العام ومحامي الدفاع، فكل منهما يقدم براهينه لأثبات الدعوة أو
إسقاطها، لكن الأمر يمضي مثل بيقة النقاشات العربية، حوار طرشان، فلا أحد
يسمع الآخر.

  نحن هنا لسنا في موضع الانحياز لهذا الطرف أو ذاك، فهذه لعبة لا تثيرنا إطلاقا.
نحن مع الشعر، مع الروح المبدع، مهما كان جنس الجسد الذي تسكنه، ومهما كانت
جنسيته ولونه..؛ لذا لا ننوي ان نقدم مرافعة في الدفاع عن القصيدة العامودية أو
التفعيلة أوالحرة؛ لأننا لا ننوي ان نلقي التهم، ولا تحدونا رغبة في إطلاق الأحكام،
لكننا معنيون بالتاكيد بما جرى، وفهم ما جرى، وما يجري..!
           
                                       ( 1 )

  نقاد كثيرون تحدثوا عن شكلانية القصيدة العامودية، عن بحورها او اوزانها التي
هي بمثابة هياكل وقوالب مهيأة سلفا في ذهن الشاعر العربي الذي دوره يتمركز في
تعبئة دفقه في هذه الهياكل..؛ بل ذهب بعضهم الى إعتبار شاعر القصيدة العامودية
مستعبدا من قبل الذاكرة الشعرية التاريخية..، بل ان كتابة القصيدة العامودية اسهل
بكثير من كتابة القصيدة الحديثة، لأن الشاعر الذي يكتب في الشكل العامودي يعتمد
على مرجعية تاريخية تمتد منذ مجاهيل الجاهلية وحتى جرف زماننا هذا، بينما شاعر
القصيدة الحديثة يكتب بلا مرجعية أو شكل مسبق، معتمدا على مرجعية الشكل الجديد
ذاته، وعلى عمق تجربته الذاتية، لذا فالقصيدة الحديثة تحتقر الكبرياء التاريخي الذي
تشمخ به القصيدة العامودية ولا تحفل به ابدا، وشاعرها يجوس في أرض بكر، بلا
ذاكرة، وليس له إلا الأفق الذي ينفتح أمامه، وعليه التوغل في المجهول، بل وقصيدته
تستدعي قارئا يمتلك شجاعة البحث في المجهول!!

                                   ( 2 )

   لكـن، بما ان (صراع الشكل) له علاقة واضحة بموسيقا القصيدة العامودية، لذا
يهمنا هنا التوقف عند الموسيقى وعلاقتها باحداثيات محاولة (إغتيال) القصيدة العامودية؛
لكن ما علاقة السينما هنا بهذه المغامرة (المريبة)؟!
   في نهاية القرن التاسع عشر، وبالتحديد في العام 1895، تم عرض أول شريط
سينمائي. وخلال العقدين الأولين من القرن العشرين، تبلورت ملامح السينما فنيا،
ودخلت الى البلاد العربية. بل وظلت لعقود من الزمان وسيلة للترفيه والتسلية والتثقيف
والمتعة الجمالية والمعرفية، ووسعت من أفق البصر، وكما يقول ( مارشال مكلوهان)
صارت السينما، مثلها مثل بقية وسائل الاتصال الجماهيري، إمتـدادا للحواس..!!؛ لكـن
ومنذالأشرطة السينمائية الأولى دخلت الموسيقى الكلاسيكية كمصاحبة للأحداث الفيلمية،
ثم صارت جزءا اساسا من بنية الفيلم واحد اركانه الجمالية..!

                                ( 3 )

   المثقف العربي، وبينهم الشاعر، تأثرت ( أذناه ) بهذه الموسيقى دون وعي منه، بل
وحتى حينما قامت صناعة السينما العربية في بداية العشرينيات من القرن العشرين،
فانها اعتمدت على الموسيقى الكلاسيكية الأوربية، الى جانب الموسيقى العربية، وهذا
ما نلمسه لحد هذه اللحظة في السينما والأذاعة والتلفزيون في البلدان العربية، حيث
تعتمد جميعها، في الفواصل والاشارات، والقطع، والموسيقى التأثيرية، على الموسيقى
الأوربية، بل ان السلام الجمهوري أو الملكي أو الأميري، الرسمي للبلدان العربية، يؤلف
وفق اشكال الموسيقى الكلاسيكية الأوربية.
  
   لم ينتبه الشعراء، ولا النقاد، لتأثير الموسيقى على الشاعر العربي، من حيث ان الثقافة
الموسيقية عموما، والمعرفة بالموسيقى الأوربية، يعد ترفا ثقافيا، واستعلاءا معرفيا،
وخروجا لامعقولا على الأذن العربية وثقافتها السمعية.. واعتقد ان هذه القضية لا زالت
قائمة، وللشاعر فوزي كريم إشارات مهمة في هذا المجال.. ولكن هنا لا أريد ان ابالغ
في عمق هذا التأثير لموسيقى الأفلام ،ووسائل الاعلام الاخرى على ( أذن) الشاعر،
لكنني اخمن بان ذائقة الشاعر العربي، بغض النظر عن الشكل الذي يكتب فيه، تاثرت
بالموسيقى بشكل لا ارادي، لذا يمكن ان نجد بعض الظلال لهذه الرقة التي مست
القصيدة العامودية، منذ الربعينات وحتى الآن، ويمكن تلمس ذلك في شعر ابي ريشة،
وبدوي الجبل، ونازك الملائكة، واحمد رامي، وابراهيم ناجي، وعلي محمود طه، والياس
ابو شبكة، والأخوة رحباني، وبلند الحيدري، والبياتي، ولميعة عباس عمارة، ونزار قباني.
بل وكان لها تأثير غير مباشر في دفع  البطل النحيل الجبار، بدر شاكرالسياب، الذي
رغم نحوله ومرضه كان أقوى الأبطال، كان مثل( شمشمون) الذي جرأعمدة معبد الشعر
العربي بقبضته الناحلة فهدها بشكل دراماتيكي، حسب تعبير الشاعر سركون بولص في
حوار ما معه..!
 
                         ( 4 )

   لا أدعي بان الموسيقى وحدها اثرت، بل ان كثافة السرد السينمائي، وشعرية الصورة
 السينمائية، والموسيقى التاثيرية الدرامية في الفلم السينمائي، ثم الفن التشكيلي، والعلوم،
والمخترعات، والمعارف الفلسفية، والثورات الاجتماعية والسياسية، وفن الرواية التي
أظاءت طرقا جديدة في السرد، والمسرح، وكشوفات علم النفس، كلها أثرت على حساسية
الشاعر الجديد وذائقته..وبالتأكيد كانت شدة توتر هذه الحساسية واحتكاماتها مختلفة من شاعر
الى آخر.

                        ( 5 )

   هل انتصر ( الشكل ) الجديد للقصيدة على شكلها العامودي القديم؟ ربما من ناحية
الكم، لإذ صار للشكل الجديد ( تراثه) الخاص به، لكن مسالة تقويم تجربة ( الشكل)
الجديد بعد اكثر من نصف قرن لن تكون جادة ومتماسكة اذا لم يتم التوقف عند القصيدة
العامودية ذاتها.. واعادة النظر بكل تجربة قصيدة ( التفعيلة)..بل وأعادة النظر بمفهوم
( الشعر الحر) نفسه..!! ومفهوم الشعر والشعرية في النص، مهما كان شكله وجنسه!!
 
 مرة أخرى نقول، ان السينما وسعت من انتشار الموسيقى الأوربية الكلاسيكية في حياتنا
وصرنا نسمعا ، أحرار ومحافظين، نساء ورجال، شعراء وكتاب، ولا اعتقد، أنها من
وجهة علم النفس الاجتماعي، وسايكلوجيا الأعماق، لم تؤثر في طرائق بحثنا الشعري
والأبداعي عموما. وهذه قضية يليق بنا ان نفكر فيها..!



#برهان_شاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قــُــــداس جنــــائـــزي
- عن الإبـداع.. وسـلوك المـــبدع
- هـل هنـاك ( رأي عــام ) عــربي حقــا؟؟
- حـقـــوق الإنسان فـي البـلـدان العربـيـة...!!!!
- عن قنــــاع المثقـف... العراقي..!
- فـي الثقــافـة الـعراقـيـة الجــديـدة
- مـن قصــــــائد الحـجــــــر
- مـن ( أعـصــــاب ) فلاديميـر فيسـوتسـكي
- الفضائيــات العــربية.. والعـــراق 3 - 3
- الفضــائيـــات العربيـــة.. والعــــراق 1 / 2
- آنا آخماتوفا


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - برهان شاوي - الســـينمـا.. الموسيـــقى.. وشـكل القصيـدة