أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - برهان شاوي - آنا آخماتوفا















المزيد.....

آنا آخماتوفا


برهان شاوي

الحوار المتمدن-العدد: 595 - 2003 / 9 / 18 - 04:31
المحور: الادب والفن
    


ترجمة وتقديم: برهان شاوي
 

قصـائد مختــارة

تُعد آنا إندريفنا آخماتوفا (1889 - 1966) واحـدة من اهم الشعراء الروس على مـر تاريخهم. إن عالمها الشعري ضيق ونحيل مثل شعاع من الضوء يسقط في غرفـة مظلمة. إنها شاعرة المساء، اليقظـة، والوداع. لقد عاشت وماتت مثل الجميع في ظل الإرهاب الستاليني.
إذ أُعـدم زوجها الشاعر غوميلوف في العام 1921، كما أُعتقل غبنها مرات عديدة، وارسل غلى معسكرات الإعتقال، اما هي فطردت من إتحاد الكتاب السوفيت، ومنعت من النشر لمدة زادت على العشرين عـاما، الى مابعد الحرب العالمية الثانية.
لقد عاصرت آخماتوفا مسيرة الثورة الإشتراكية، ورأت كيف أختفى الشعراء، الكتاب، الفنانون، المفكرون، الساسيون، عامة الناس من الرجال والنساء في اقبية المخابرات، وعاصرت موت الشاعر أوسيب مندلشتام في أحد معسكرات الاعتقال، وإنتحار الشاعر مايكوفسكي، ومقتل يسينين، والمصير المأساوي للفنان المسرحي مايرخولد، وفاجعة الشاعرة الروسية الكبيرة مارينا تسفيتايفا.
قد عاشت آخماتوفا مثل الجميع، لكنها عاشت بقوة وتالق ن وبقلق إبداعي جليل، وبعظمة تليق بشاعرة عظيمة حقا. شاعرة أجبرت جلادها (جدانوف) ان يعترف بروعة شعرها من خلال شتيمة قذرة اطلقها، حينما قال: "إنها عاهرة وقديسة في الوقت نفسه. وكانها تكتب شعرها ما بين الملاءة والسرير". بينما قال عنها صديقها ورفيق دربها الشعري أوسيب مندلشتام: "لقد حملت آخماتوفا الى الشعر الروسي طاقة هائلة، كما حملت إليه كل ثروات الشعر الرومانسي الروسي". ويكفيها مكانة حينما سئُل مندلشتام عن مكانته الشعرية في تاريخ الشعر الروسي فاجاب: "يكفي إنني أعيش في زمن آنا آخماتوفا"!!.
 
1) الملك ذو العيون الرمادية
 
المجدُ لك أيها الألمُ الذي لا يهدأ..
فلقد مات أمس الملك ذو العيون الرمادية..!
 
مساء خريفي..مساء خانق..
بينما قال زوجي، حينما عاد، بهدوء:
( أو تعرفي، إنهم، ولحسن الحظ، وجدوا الجثة..
عند شجرة البلوط الهرمة..
مسكينة الملكة..تلك الفتية؛ إبيض شعر رأسها
في ليلة واحدة ).
 
بين الأحجار وجدوا غليونه..؛
حينما مضى إلى عمله الليلي..
سأوقظ ابنتي الآن..
سأمس عيونها الرمادية..
فمن خلف النافذة تهمس شجرة الحور:
 
لقد رحل ملك عن هذا العالم.
عن مجموعة "المساء" 1910
 
 
2) قبو الذكريات
 
لا ليس صحيحا بانني أعيشُ حزينة..
وان الذكريات تنسل مني..
وإنني ضيفة مقيمة عند الذكرى..
وانها تعذبني..!
فحينما أهبط  الى القبو، وبيدي فانوسي.
يبدو لي ثمة صمت أخرس
يدوي على درجات السلم الضيق..!
ويتعالى دخان فانوسي.
ولا أستطيع الرجوع..،
بينما أعرفُ بأنني ذاهبة إلى عدوي..
فأرجو..
وأبتهل..
لكن ليس هناك سوى الظلمة..
والسكون..!!
إذن..
إنتهى إحتفالي..!
فها هي ثلاثون سنة قد مرت..،
منذ أن قادوا النساء إلى هنا..
وهنا..
مات سيد الفجور من وهن الشيخوخة..
 
لقد تأخرتُ..ياللفاجعة..
ليس علي أن أظهر في الأماكن العامة..
لكني ألمس الجدرات المرسومة
وأتلمـس دفء الموقد..
ياللعجب..
فمن خلال هذا الجدار الرطب..
كل هذا العذاب..
وهذه الحكمة..!!
 
إتقدت زمردتان خضراوتان..
ثمة قطة تموء:
                      لنذهب إلى البيت..!
 
لكن..
اين بيتي؟؟
بل أين عقلي..؟؟
 من مجموعة "اليراع" 1940
 
 
3) كليوباترا
 
"كم من ظلال الليالي الجميلة
تضم قصور الاسكندرية؟؟" (بوشكين)
 
بعدما قبلت شفتي (إنتـونيو) الميتتين..
وبعدما سكبت الدموع أمام القيصر الجديد..
وحينما خانها الخدم والحاشية..
تعالى ضجيج طبول النصر
تحت نظرات النسر الروماني..،
حيث تستعرض آخر الأسيرات جمـالها..
همس ذاك الفارع الطول بقلق: هيا يا أنت..
ومثل عبدة..
دفع بها للسير أمام ناظريه..
بل..
ولم يلتفت بعنقه ،حتى ولو فضولا..!!
 
غدا سيعتنون بالأطفال..آه..
لم يبق من الوقت إلا القليل..
إذ عليها ان تتبادل المزاح مع السادة الجدد..!!
 
وبالأفعى السوداء.
ألقت يدا غـير مرتعشة..
على ذلك الصدر الأسمر..مودعة..!!!
 من مجموعة "اليراع" 1940
 
 
4) شجرة الصفصاف
 
نموتُ في السكون اللازوردي..
في غرفة أطفال هذا القرن الفتي..
لم أود سماع صوت الإنسان..،
بينما كنتُ أفهم صوت الريح..
لقد أحببتُ النباتات الشائكة..،
عشبة "راعي الحمام"، والقراص..
بكرامة عشن معي كل العمر..
فهنيتأوهن معي..،
حين تولول أغصاني باكية..!
ويروحن عني، حينما ينتابني الأرق..
لكن. ياللغرابة..
عـشتُ أكثر منهن..!!!
 
هناك ثمة رغوة عالقة لأصوات غريبة..
لصفصافات أختريات يقلن شيئا ما.
تحت سمائنا..!
السماء القديمة نفسها..
وأنا أصمتُ..
وكأنما مات أخي..!!!
 من مجموعة "اليراع" 1940
 
 
5) الهلاك المحبب
 
لقد جلبتُ لنفسي هلاكا محببا..
بلايا واحدة إثر أخرى..
فيالمصيبتي..!!
إن هـذه القبور هي نبوءة لكلماتي..!
 
ومثـل غربان تحـوم..،
يوخزني دمي النقي، الحار..
وهكذا أغتصبت حبي
أعنية وحشية بهيجة..!
 
معك أحسُ بالعذوبة..، وبالقيظ.
فأنت قريب مثل القلب في الصدر..
أعطني يدك.. وأستمع بهدوء..
إنني أتـوسلُ إليك: إذهب
ودعني لا أعرف أين أنت..!
 
لا تناديه..
فسيكون ناكرا للجميل..
إذا ما كان حيا..
وتنكر لحبي..!
من مجموعة "anno Domini"
 1921
 
 

6) الـظل

"مـا الـذي تعـرفـه هذه المـرأة عـن سـاعة المـوت؟" (أوسـيب مندلشتـام)

دائمـا لدي أجمل الثياب..
دائما المتفـردة..
والأبهـى بيـن الجميع..!
فـلم تأتيني من قـاع السنوات القتيلة..
والذكـريات المفترسة..
تتـأرجح أمامي.
بينمـا صـورة وجهك الجانبية
عـلى زجاج العـربة المظـلمة..؟
 
وكمـا سألوا ذات مـرة:
هـل أنت مـلاك أم طـائر ؟
أو كمـا وصـفك شـاعر :
أنـت مـن القـش..!
ينهمـر الضـوء الشفيف بأنسـياب
مـن عينيك القوقازيتيـن..
عبـر أهـدابك السـوداء..
أيهـا الظـل.. !!
 
لكـن السـماء الصـافية..
فـلوبيـر..
الـسهـاد..
والليـلك المتفتـح..
وأنـت، أيتهـا المـرأة الثلاثينية..
ويـومك العـادي، الخـالي من السحاب..
كـلهـا أهـاجت ذكـريـاتـي..
فـلا تنتصـب مثل هـذه الـذكريات أمـامي..
أيهـا الظــل..!
من مجموعة "اليراع" 1940           
            
 تمت الترجمة عن الروسية، وقورنت بالترجمات الألمانية لشعر آخماتوفــا.

 



#برهان_شاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - برهان شاوي - آنا آخماتوفا