أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غازي الجبوري - تداول مفردة الإرهاب واشتقاقاتها في أدبياتنا لمصلحة من؟














المزيد.....

تداول مفردة الإرهاب واشتقاقاتها في أدبياتنا لمصلحة من؟


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 06:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لقد أثار مفهوم "الإرهاب" جدلا كبيرا على الصعيد الدولي منذ أن بدأت الأدبيات الإعلامية والسياسية الغربية بتداوله واستخدامه على نطاق واسع لوصف أعمال العنف من تفجيرات واغتيالات استهدفت القوات المسلحة والمنشآت الحيوية ووسائل النقل المختلفة والشخصيات الرسمية بل وحتى المواطنين العاديين في أنحاء كثيرة من العالم ، كما أطلقت على القائمين بهذه الأعمال تسمية"الإرهابيون".

وقد اختلفت الآراء بين الدول والمنظمات الدولية المعنية بالأمن والكتاب والباحثين حول توصيف محدد للإرهاب وماذا يشمل من أعمال ومن الذين يجب أن يطلق عليهم وصف "الإرهابيون". ففي الوقت الذي تصر فيه الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية على توصيف انتقائي لحصر إطلاق وصف الإرهاب على الأعمال التي تستهدفها أو تستهدف الدول الحليفة لها أو السائرة في فلكها فان هناك من يخالفها الرأي ويرى انه يجب أن يشمل هذا الوصف جميع الأعمال العدوانية والإجرامية التي تنفذ ضد الأبرياء أشخاصا ً كانوا أم مجموعات أم دول على فرض أن للإرهاب معنى واحدا ً وهو العدوان والإجرام .

إلا أن كلمة "الإرهاب" ومثلها كلمة"الترهيب" في اللغة العربية هما مصدرا الفعل "أرهب َ، يُرهبَُ"ويعني "أخاف َ، يُخيف ُ ". والإخافة لا يقتصر إستخدامها على الجانب العدواني الإجرامي الذي يقوم به المجرمون والقتلة والعصابات المنظمة ، بل وحتى بعض الدول لأغراض شخصية أو مالية أو سياسية فقط ، وإنما تستخدم أيضا للتعبير عن معنى ايجابي وأخلاقي ومشروع كما في حالة الدفاع المشروع عن النفس ضد مرتكبي العدوان والإجرام ، وهو المعنى الذي ورد في القران الكريم في قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم" وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ"صدق الله العظيم (60 الأنفال) .

ويمارس الإرهاب عادة لتحقيق أهداف محددة لإكراه المستهدف على القيام بعمل ما يخدم مصلحة ممارس الإرهاب أو لمنعه من القيام بعمل أو إيقافه من الاستمرار بعمل شرع به يتعارض مع مصلحته أو يلحق به أضرارا غير قادر على تحملها .

ولذلك فإننا نرى أن تمتنع الدول ووسائل الإعلام والمنظمات العربية والإسلامية والكتاب والمؤلفين العرب والمسلمين عن تداول مفردة "الإرهاب"وإشتقاقاتها وأن تلغي استخدامها في كافة الأدبيات والوثائق الرسمية وغير الرسمية والاستعاضة عنها بمرادفاتها المباشرة كالإجرام ونقيضه للأسباب التالية:

1- إن مصطلح الإرهاب واشتقاقا ته استخدم من قبل الدول الاستعمارية ذات التاريخ الحافل بالعدوان على الآخرين وانتهاك حرياتهم وحقوقهم واحتلال أراضيهم لإطلاقه على المقاومين لعدوانهم والمدافعين عن حرياتهم وحقوقهم المنتهكة ضد منتهكيها فقط ويرفضون إطلاق هذا الوصف على ممارساتهم العدوانية التي تتضمن ترهيبا صارخا وواضحا في جميع المجالات وليس العسكرية منها فحسب فهي تمارس الإرهاب الإعلامي والاقتصادي والاستخباري فضلا عن العسكري وفق مقتضيات خططهم العدوانية .

2- إن هذا المصطلح انحصر استخدامه من قبل تلك الدول للإشارة إلى الأعمال العدوانية والإجرامية فقط ويبدو ان معنى الكلمة اللاتينية terrorism" " لا يتفق مع المعنى العربي المتداول بل هو اقرب إلى المعنى الوارد في قوله تعالى:بسم الله الرحمن الرحيم" إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33 المائدة) وهؤلاء هم الخارجون عن القانون وقطاع الطرق والعصابات الإجرامية وجميع المفسدون في الأرض بمختلف أوجه الفساد ، في حين انه يحتمل معنى مناقض له في اللغة العربية وهو الذي ورد في الآية الكريمة (60) من سورة الأنفال المشار إليها آنفا .

3- لان تداول مثل هذه المصطلحات يعد ترويجا للسياسات الاستعمارية في وصمنا نحن" العرب والمسلمون" بالإجرام المنظم لتشويه سمعتنا دوليا وحشد الجهود الدولية وتوظيفها في دعم عدوانهم واحتلالا تهم واستعمارهم لبلادنا لإنجاز تنفيذ خططهم الخبيثة التي تستهدف إضعافنا وجعلنا غير قادرين على النهوض والدفاع عن بلادنا وحقوقنا المشروعة وهو ما يضمن استمرار قيام وتوسع الكيان الصهيوني ووصول المواد الأولية إليه والى خدمه وعبيده في جميع أنحاء العالم ولاسيما النفط بأبخس الأثمان .



#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية للمناقشة: ما الفرق بين المسلم العلماني والمسلم التقليدي ...
- تعددت الأسباب ُوالتقسيم ُواحد ُ(مقارنة بين دور التشريع الدست ...
- تعليقا على مقال الأستاذ ياسر الغرباوي (معركة الخبز والزيت)
- ما هي أوجه الشبه والاختلاف بين المجاملة والتقية و النفاق؟
- أشعل شمعة بدلا ًمن أن تلعن الظلام !
- الطبخة السياسية الاميركية للعراق بلغت الغليان ولكن لم تنضج ب ...
- لاتسرع ياطيب فالمحجبات بانتظارك!
- هل يجوز أن تتصارع الحضارات؟
- ماهي سمات الاقتصاد المنشود ؟
- معايير تحديد الرواتب في العراق
- مجرد تساؤل؟!
- الأممية والعولمة وجهان لعملة واحدة اسمها-الهيمنة-
- التنافس بين التيارات السياسية العلمانية والاسلامية الى اين؟
- هل ستسمح روسيا لأميركا بغزو إيران؟
- اشكاليات التعليم في العراق وطرق معالجتها
- نتمنى أن لا يكون ثمن القبلات راس حماس
- أفكار في الوقاية من الفساد المالي والإداري
- أفكار للوقاية من الفساد المالي والإداري
- هل سيبقى بوتين في الكرملين دون أن يضطر لخلع حذاءه؟
- تركيا العلمانية ترتدي الحجاب


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غازي الجبوري - تداول مفردة الإرهاب واشتقاقاتها في أدبياتنا لمصلحة من؟