أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الجبوري - الأممية والعولمة وجهان لعملة واحدة اسمها-الهيمنة-














المزيد.....

الأممية والعولمة وجهان لعملة واحدة اسمها-الهيمنة-


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2025 - 2007 / 9 / 1 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العولمة هي العملية التي من خلالها تصبح شعوب العالم متصلة ببعضها البعض في كل أوجه حياتها من خلال حركة وانتقال الأفراد ورؤوس الأموال والبضائع والسلع ووسائل الإنتاج والمعلومات والثقافات والسلوك عبر حدود الدول وإنشاء الشركات الاستثمارية وتملك العقارات في دول أخرى بحرية تامة دون قيود أو حواجز . مما يتيح للدول القوية التي تحكمها الطبقة الثرية التدخل المباشر في شؤون الدول الضعيفة تحت شعارات ظاهرها براق وجذاب وباطنها هيمنة على كل شؤون تلك الدول وطمس للهويات الوطنية والدينية والقومية التي قد تشكل حافزا لمقاومة مثل هذا التدخل لتحقيق مصالح لا مشروعة على حساب مصالح الدول الصغرى دون اعتبار لسيادة أو لحدودها أو لخصائص شعوبها الدينية أو القومية أو لمصالحها الاقتصادية ولا تستثني أي مجال من مجالات الحياة ولا سيما الاقتصاد ، والثقافة ، والسلوك . ويتحقق ذلك عن طريق الانقلابات العسكرية أو الاعتصامات الجماهيرية أو حتى الاحتلال من قبل الدول الليبرالية الكبرى إذا سمحت الظروف الدولية واقتضى الأمر ومن ثم إشاعة ديمقراطية مزيفة تسمح بتأسيس أحزاب ليبرالية وتضمن استمراريتها في السلطة ، وهذه بدورها تربط تلك الدول بعجلة الدول الليبرالية الكبرى التي تتزعمها الولايات المتحدة الاميركية . أما الأممية التي دعت اليها الشيوعية فلا تختلف كثيرا عن العولمة ، فهي تقوم على تأسيس أحزاب شيوعية في جميع الدول وهذه بدورها تقوم بالاستيلاء على السلطة عن طريق الانقلابات العسكرية أو الثورات الشعبية ومن ثم تتحد الدول الشيوعية في دولة واحدة كان من المقرر أن تقودها روسيا لأنها منطلق الثورة الشيوعية . وقد ساعدت التقنية الحديثة في خدمة هذا الهدف بالنسبة للعولمة التي تقوم الولايات المتحدة بتجذيرها مستغلة انهيار الاتحاد السوفيتي وهزيمة الشيوعية أمام الليبرالية ومن ثم أفول نجم الأممية حيث اتاحت الأقمار الصناعية جعل العالم وكأنه قرية واحدة من خلال الانترنيت والتلفزيون والهواتف الجوالة . وتأتي منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي تهيمن عليها الشركات المالية والاقتصادية عابرة القارات في مقدمة المؤسسات التي تقود عملية العولمة لربط دول العالمين الثاني والثالث بدول العالم الأول الصناعية الغربية التي تتزعمها الولايات المتحدة الاميركية والواقعة بقبضة أثرياء العالم الكبار أصحاب الشركات العملاقة وهم غنيون عن التعريف . أما الأممية التي تتخذ من شعار" يا عمال العالم اتحدوا" فلا تختلف كثيرا عن مثيلتها العولمة التي تتبنى شعار"يا أثرياء العالم اتحدوا "إلا من ناحية الشكل . فالأممية التي سعت الشيوعية لتحقيقها والعولمة التي تسعى الليبرالية لتحقيقها ولدتا في رحم المجتمع الغربي إبان الثورة الصناعية . حيث ساد أصحاب رؤوس الأموال في أوربا ومارسو أبشع أنواع التعسف والاضطهاد ضد الطبقة العاملة مستغلين جهودهم المضنية مقابل دراهم معدودة حققوا بها أرباحا طائلة وهو ما دفع المفكرين الصهاينة ومن اجل الهيمنة على كلا الطبقتين – طبقة العمال وطبقة الأثرياء أرباب العمل – إلى وضع تلك النظريتين المتناقضتين في الأسلوب والمتفقتين على الأهداف وهي تعظيم ثرواتهم وتوسيع وترسيخ هيمنتهم على اكبر عدد من الشعوب والأمم تحت شعارات فضفاضة وهدامة للأخلاق الحميدة والقيم الفاضلة والسلوك الصحيح من اجل صراع طبقي وتنافس أيديولوجي بينهما أدى في النهاية إلى انتصار الليبرالية على الشيوعية مطلع تسعينات القرن المنصرم . ولذلك سيقتصر بحثنا لاحقا على العولمة فقط ، فهي سلاح ذو حدين ، ولو إستعرضنا سلبياتها وإيجابياتها لوجدنا إنها تمثل اكبر خطر يداهم الدول الضعيفة والمتخلفة لأنها بوضعها الحالي المخطط له وجاري تنفيذه تسمح بعبور المنافع إلى الدول القوية الكبرى وعبور الأضرار والمساويء إلى الدول الصغرى الضعيفة ولا تسمح بالمرور المعاكس ، ولو كانت تسمح بعبور المنافع لكلا الطرفين بتوازن وعلى قدم المساواة ومنع الأضرار من العبور لكنا من المنادين بها، أما والأمر كما هو عليه الآن حيث تنتقل المواد الأولية والأيدي العاملة الماهرة والكفاءات العلمية بأسعار زهيدة إلى الدول القوية فيما تصبح الدول الضعيفة سوقا للسلع والبضائع بأسعار باهضة وموقعا لإقامة مشاريع استثمارية تكون حصتها من أرباحها متدنية وجعل أرضها مدفنا للنفايات الضارة وشعوبها مسرحا لنشر الفساد والثقافات المنحرفة فإننا نعتقد أن على شعوبنا مواجهتها والمطالبة بتصحيح مسارها . وندعو جميع الشعوب المماثلة لنا بالتعاون لمناهظة العولمة أو تعديلها بما يخدم الجميع .



#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنافس بين التيارات السياسية العلمانية والاسلامية الى اين؟
- هل ستسمح روسيا لأميركا بغزو إيران؟
- اشكاليات التعليم في العراق وطرق معالجتها
- نتمنى أن لا يكون ثمن القبلات راس حماس
- أفكار في الوقاية من الفساد المالي والإداري
- أفكار للوقاية من الفساد المالي والإداري
- هل سيبقى بوتين في الكرملين دون أن يضطر لخلع حذاءه؟
- تركيا العلمانية ترتدي الحجاب
- كيف نغير النظرة إلى المرأة من النظرة إليها بصفتها جسد إلى ال ...
- المسجد الاحمر اسم على مسمى
- كيف توزع واردات النفط العراقي على المواطنين؟
- لآتكن لينا فتعصر ولا صلبا فتكسر
- ليس كل مايعرف يقال
- ماهي أسباب تعثر المصالحة الوطنية في العراق؟
- كيف نساوي المراة مع الرجل في المجتمعات العربية والاسلامية ؟
- لكي لا تتكرر مأساة بغداد في كركوك
- كيف يبنى المجتمع الديمقراطي و ماهي سماته ؟
- حجاب المراة بين الواجب الشرعي والحاجة الوقائيه
- مخاطر اقحام الدين في السياسه
- ما يحدث في العراق لمصلحة من؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الجبوري - الأممية والعولمة وجهان لعملة واحدة اسمها-الهيمنة-