أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - قربان الطائفتين














المزيد.....

قربان الطائفتين


حسام السراي

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


"قد تكون صدفة تأتي خارج إرادتك، فلا تعرف من أين تكون ...إنها الصدفة ذاتها التي قد تجعلك حشرة قبيحة أو إنسانا شجاعا”
رؤوف بيكرد، قصة “كم يليقك هذا الزي "
لا بد أن يتسم الحديث عن الطائفة والدم المسفوح لأجلها، بكثير من الجرأة والإقدام على التشخيص الدقيق لمضاعفات ذلك، فها هي صدفة التغيير التي جعلتنا على مفترق طرق بين القبح والشجاعة، قد فتحت الباب على مصراعيه للبدء بعهد العروش الطائفية، لذا نجده طبيعيا أن يتعاظم الاستشعار بالخطر المهدّد للكيان الوطنيّ، حينما يصبح الخطاب المحصور بطائفة ما، ليس مجرد راوٍ لخصالها وطقوسها، بل منتجا لعنف لانهاية له،لا بديل عندها لتجاوز وتلافي عواقبه، إلا بتفكيك الهواجس الجالبة للخراب والسابية للعباد، مهما كان شكلها، دينياً، عرقياً، طائفياً، قومياً،لأن ما يحصل هو نتيجة طبيعية لسياسات حركات إصطفائية، فالإصطفائيّ بنظر "علي حرب " : المعتقد بصفاء عنصره ومعتقده والذي يتعامل مع نفسه بصفته الاحق والاصدق والافضل، ينتمي وحده دون سواه الى الفرقة الناجية، يزدري غيره تماما كما ينفي العالم . ونحن نعرف إن ممارسات أمة، مجتمع، مذهب، طائفة، تشبه في حالها الترجمة، بخيانة المترجم لاصول النص، ومطبق الممارسة لمضمونها الاساس، فالانتهاك حاصل لامحالة.
هذه هي الاشكالية المفزعة التي تواجه العراقيين في عراق مابعد صدام ،وكأن الموضوع يخضع لعلاقة التناسب العكسيّ أما دولة مستبدة حاضرة وكبت طائفيّ ، أو دولة ضعيفة غائبة على الاغلب وإطلاق ومقاتل طائفية .كل هذا الضياع المجتمعيّ والمثقف لم يتمترس بعد خلف طائفة يؤسس لها بخطاب فيه من الوسطية والحياد الكثير، بعد ان بدت تمظهرات الإنتماء للطائفة والتزمت فيه، قد تسربت الى كل مفاصل حياتنا اليومية، فالمناطقة العرب ميزوا بين أربعة انماط من الوجود: في الاعيان تمثله الوقائع والظاهرات، وفي الأذهان تمثله التصورات والمفاهيم، فضلا عن وجود في العبارة يتشكل من اصوات ومنطوقات، وفي الكتابة على هيئة علامات وحروف، ووجود الطائفية الخانق تجسد بكل ما سبق، دما واجسادا مفخخة،عداء وضغينة مجتمعية، منابر تصعّد من روح الكراهية في نفوس مؤدي الفرائض، شعارات جاهلة على الجدران تتوعد الغريم الطائفيّ.
لنا ان نقول أية طائفة نحتمي بلوائها تحت ذريعة الإنتماء للوسط الثقافيّ العراقيّ، ونظام الاخوانيات ماض فيه على قدم وساق، وجُل مشاريعنا لاتتجاوز أن تكون تجسيدا لطموحاتنا الشخصية ،فكيف نبدأ بمسائلة الطائفية كمرض يلف المجتمع ويسحق اوصاله المتهرئة، أو كيف نقيس حجم الذات الطائفية المختبئة في دواخلنا، ولم نملك حتى اللحظة أولئك العباقرة الذين تحدث عنهم عبدالله القصيمي، بما" يمكن ان يهبوا الحياة من قفزات جديدة، يجيئون كولادة الشيء من غير ابويه أوكولادة الشيء نقيضا لأبويه ،حتى لايصبح الإنسان أكثر الكائنات بلادة وتعاسة وهوانا ".والعبقرية هنا لاتتعلق بمنجز او تجربة ما، إنما بريادة مشروع إصلاحي ،لابأس أن نقدم من اجله الدماء، بطرح اسئلة الحقيقة التي تسهم في إيقاف الكتابات والقراءات الساذجة الداعية في ظاهرها للمحبة والتسامح من اناس ليسوا بمثقفين، اقحموا اسماءهم عنوة في الثقافة العراقية، وفي غفلة من امر البلاد المهدورة، ها هم يُكفّرون "كذبا "عن ذنب إتيانهم تحت لواء الطائفة (س) او (ص). ويجوز هنا الإستدلال على ضرورة قيادة المشروع الذي اشرنا إليه من قبل تيار او حركة ثقافية عراقية، بما واجهه الشيخ المفكر علي عبدالرازق من قطاعات محافظة في أنحاء مختلفة من العالم الإسلاميّ، والذي كان كبيرا إذا ما قورن بما لاقاه مشروع المشروطيين في العراق، رغم إن أصحابها وهم نخبة من أهل الفكر والثقافة، جوبهوا برفض أسراب العوام الذين تمّ تحريكهم تحت ذريعة الانتماء للدين، بيد أن المشروطية استطاعت الإعلان عن نفسها بقوة والاستمرار كحركة لمدة من الزمن، بالتالي يكون مجال إنتشار أفكار الحركة ومدى بقائها فاعلة على الارض أكثر من ان يغدو المشروع بيد فرد لوحده مهما بلغت درجة وعيه وندرة ارائه.
علينا وامام التأريخ وفداحة الموقف الذي نمر ّ به اليوم ، إتباع اسلوب نقد النقد، مادامت إطلالة السياسيّ والإعلاميّ لم تجلبا لتمثلات الطائفية ونهجها المحاصصي، سوى مزيد من الإتساع والاضطراد في كل ميادين المجتمع، بمعنى الإنتقال الكليّ من نقدنا للظاهرة الى نقدنا للطريقة الفجّة التي يتمّ التعامل بها معها، ذلك إن السياسيّ والإعلاميّ لايسمح لهما كيانهما المليء بالمناورة والتهويل والإفتراء (بمعزل عن الأخلاقيات المثبتة على الورق )، بالخروج على السياق العام، فهما منخرطان في الواقع لاخارجا عنه، إن رُفضت الطائفية رفضاها وإن قُبلت قبلا بها، ضمن إطار المنظومات والمؤسسات التي يتحركون من خلالها .
وبالنسبة لهويات وجدنا انفسنا عليها منذ صرخاتنا الاولى بوجه العالم، لايمكننا التخلص منها بالمنظور الواقعيّ، هي تلاحقنا بالفطرة وإن ألقينا عليها يمين الطلاق، لكن لنا ان ندوس عليها إذا ما دفعتنا الى رفض الآخر وحجبت عنا مجالات التحرروالإنعتاق من الإنتماء الضيق لها، وأمام علانية مجاهرة ارباب الطوائف بعدائيتهم للثقافة والفنون وللمشتغلين فيهما، لاشك ان تكون لطائفة المثقفين، والتي تقام على انقاض حروب ملوك الطوائف الاخرى واتباعهم ، صفات خلاصية وجنان دنيوية تتحدد بصفاء إنسانية المنتمين لها وركلهم ادران التاريخ المحفِّز للقطيعة ومخاتلات تصريحات المتصارعين في تصالحهم، طائفة تفضح من لايريد إختراق مملكته الواهية المبنية على الزعيق والصياح، لاتسكت عن الأنين او تستعبد أهلها، بغيره ستبقى طائفتنا مذبوحة، تقدم أُُُضحية وقربانا لشهيق المتناحرين كل ساعة.وسنشهد نحن الإغتراب "الهيغلي " بتعبيره الالماني Entfremdung في كتابه Phenomenology of mind، حيث اللاقدرة والعجز عن فعل أي شيء.



#حسام_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اول وزيرة في العالم العربي
- حلاجون جدد
- باسم حمد المولود يوم سقوط الطاغية..
- كتاب الحوار المتمدن الثاني :عراق الصراع والمصالحة
- النقابي هادي علي لفتة : نعمل من أجل تشريعات ديمقراطية تقدمية ...
- د. فالح عبدالجبار : الوسطية تخرج السياسة من إنتهازية مستغلي ...
- مفيد الجزائري: أمام الصحافي المؤمن بالديمقراطية مهمات كبيرة
- نشرة الهجرة القسرية الخاصة بالعراق
- محنة “ندى” و “احمد” جزء من المعاناة العراقية في دول الجوار
- طلة المنقذ
- دور المرأة في بناء دولة المؤسسات في العراق
- اللاجئون العراقيون إلى أين؟
- مراجعات في التشريعات و القوانين العراقية الخاصة بالمرأة
- الآثار الاجتماعية لتطبيق المادة 41
- رشيد الخيون: فقدان العراقي حق العيش على أرضه خلق إشكالية في ...
- عندما تبتكر بغداد صوت نايها المفقود
- مجتمع وقناعات مفخخة !!
- تطواف مكتوب مع الجواهري
- على صحافيي العالم أن يقفوا إجلالا لزملائهم في العراق
- د. كاظم حبيب: ذهنية الهيمنة الطامحة للتحكم بسياسة العراق يجب ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - قربان الطائفتين