أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسام السراي - اول وزيرة في العالم العربي














المزيد.....

اول وزيرة في العالم العربي


حسام السراي

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 09:06
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ناشـــــطة نســـوية مدافعـــة عن الديمقراطية وحقـوق المـرأة

كانت ولادة الفقيدة د. نزيهة الدليمي في بغداد 1923، قد تزامنت مع مخاضات نشوءالدولة العراقية الحديثة، من عائلة متوسطة الحال، والدها الموظف عرف بنزاهته وحبه للاطلاع والمعرفة، وببلوغها العشرين دخلت كلية الطب في جامعة بغداد،تعرفت من خلال احدى زميلاتها على (الجمعية النسوية لمكافحة الفاشية والنازية)، وظلت تعمل فيها، حتى اصبحت عضوة في الهيئة الادارية لما يسمى (رابطة نساء العراق) (الاسم البديل للجمعية) وفي اثناء دراستها في كلية الطب تعرفت الدليمي على طروحات ومواقف الحزب الشيوعي العراقي، ليتم ترشيحها لعضويته عام 1947، ونالتها بعد سنة، وهو نفس العام الذي تخرجت فيه كطبيبة.
"نشاطها وملاحقتها"
اسهمت د. نزيهة بشكل فاعل في وثبة كانون الشعبية ضد معاهدة بورتسموث الاستعمارية، وواصلت ممارسة مهنتها كطبيبة في المستشفى الملكي، ثم في مستشفى الكرخ، تعرضت خلال تلك الفترة للملاحقة من قبل اجهزة الأمن في العهد الملكي، وعرف عن الفقيدة تعاطفها الكبير مع الفقراء والمعدمين ومعالجتهم مجانا في العيادة التي افتتحتها في منطقة الشواكة، نقلت بعدها الى السليمانية ومن ثم كربلاء والعمارة، كنوع من العقاب الذي فرضته السلطات عليها جزاء حسها الانساني النبيل ومجمل نشاطاتها.
"كتيب عن المرأة"
ان هذا التنقل والترحال الاجباري ساعد الطبيبة الشابة على ان تطلع بشكل مباشر على معاناة النساء العراقيات، مسجلة تلك الحصيلة بكتيب اعدته في هذا المضمار باسم (المرأة العراقية). ما حفز لديها ايضا فكرة اعادة عمل (رابطة نساء العراق)، لتقدم هي وناشطات اخريات من الحركة النسائية آنذاك طلبا الى الجهات الرسمية لتأسيس (جمعية تحرير المرأة)، إلا ان الطلب قوبل بالرفض (بناء على مقتضيات المصلحة العامة)، غير انها وزميلاتها، قد قررن تأسيس الجمعية ولو بشكل سري بعد تغيير اسمها الى (رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية)، وبعد الاعلان في عام 1952، عن تأسيسها، نشر برنامج الرابطة ونظامها الداخلي وجملة الاهداف التي جاءت من اجلها، وبجهودها تحولت الرابطة الى منظمة جماهيرية بلغ عدد اعضائها 42 الفا، وكان لهذا التشكيل النسوي منجزاته واسهاماته، التي من ابرزها بلورة قانون الاحوال الشخصية برقم 188 لسنة 1959، واصبحت الرابطة ايضا عضوا دائما في سكرتارية اتحاد النساء العالمي، وتدرجت د. نزيهة في مجلس الاتحاد، لتكون اخيرا نائبة لرئيسة الاتحاد العالمي، ومنه اخذت طريقها لتصبح شخصية نسوية مرموقة على الصعيد الدولي، ناهيك عن المحيط العربي.
"وزيرة في حكومة الزعيم"
وكان لها دور متميز في حركة السلم العراقية ومؤتمر انصار السلام الذي التأم في بغداد 1954، ومن ثم أصبحت عضوا في مجلس السلم لعالمي، وبعد تشكيل حكومة الزعيم عبدالكريم قاسم، اختيرت د. نزيهة وزيرة فيها لحقيبة البلديات، كأول إمرأة تصبح وزيرة في العالم العربي.
"الإجبار على ترك البلاد"
وبسبب هذا النشاط الكبير والواسع للعقيدة، تعرضت للكثير من الاضطهاد في العهود المختلفة، ما اجبرها على ترك البلاد واللجوء الى الخارج عدة مرات، وأتى دورها المميز في اللجنة العليا للدفاع عن الشعب العراقي التي تأسست في براغ برئاسة الجواهري الكبير عقب انقلاب شباط الأسود 1963، ولعل الندوة التي عقدت في مدينة كولون الالمانية 1999، بشأن اوضاع المرأة العراقية، هي اخر مشاركة لها، قبل اصابتها عام 2002، بجلطة اقعدتها تماما، منعتها من المشاركة في المؤتمر الخامس لرابطة المرأة العراقية.
"مع بقية الوطنيين ودعاة التنوير"
وبحكم ايمانها بالديمقراطية وتحرر الشعوب، وقفت الى جانب كل الرموز الوطنية ودعاة التنوير واهل الحكمة، كالحاج جعفر ابو التمن، حسين الرحال، الزهاوي، الرصافي، الجواهري، يوسف سلمان يوسف، الشيخ محمد رضا الشبيبي، الشيخ عبدالكريم الماشطة، الجادرجي، محمد مهدي كبه، صبيحة الشيخ داود، نازك الملائكة، عبدالله كوران، جواد سليم، حافظ الدروبي، غائب طعمة فرمان وغيرهم كثير من الذين تطلعوا لعراق متقدم فيه ضمانة لحقوق الجميع.
"وفاتها"
وبوفاة د. نزيهة الدليمي في 9 تشرين الاول من هذا العام في مدينة هيرديكه الألمانية، نكون قد خسرنا واحدة من ابرز الشخصيات الوطنية والاجتماعية البارزة في تاريخ العراق الحديث، ولابد لنا اليوم ان نستعرض سيرتها وجهودها لبناء عراقنا على اساس احترام القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية بين ابنائه، فذكراها الطيبة لن تزول ابدا، ما دامت هي قد كرست سنوات حياتها لخدمة وطنها ورفاهية اهله



#حسام_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلاجون جدد
- باسم حمد المولود يوم سقوط الطاغية..
- كتاب الحوار المتمدن الثاني :عراق الصراع والمصالحة
- النقابي هادي علي لفتة : نعمل من أجل تشريعات ديمقراطية تقدمية ...
- د. فالح عبدالجبار : الوسطية تخرج السياسة من إنتهازية مستغلي ...
- مفيد الجزائري: أمام الصحافي المؤمن بالديمقراطية مهمات كبيرة
- نشرة الهجرة القسرية الخاصة بالعراق
- محنة “ندى” و “احمد” جزء من المعاناة العراقية في دول الجوار
- طلة المنقذ
- دور المرأة في بناء دولة المؤسسات في العراق
- اللاجئون العراقيون إلى أين؟
- مراجعات في التشريعات و القوانين العراقية الخاصة بالمرأة
- الآثار الاجتماعية لتطبيق المادة 41
- رشيد الخيون: فقدان العراقي حق العيش على أرضه خلق إشكالية في ...
- عندما تبتكر بغداد صوت نايها المفقود
- مجتمع وقناعات مفخخة !!
- تطواف مكتوب مع الجواهري
- على صحافيي العالم أن يقفوا إجلالا لزملائهم في العراق
- د. كاظم حبيب: ذهنية الهيمنة الطامحة للتحكم بسياسة العراق يجب ...


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسام السراي - اول وزيرة في العالم العربي