أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلطان الرفاعي - أيها القتلة المجرمون : خطف كاهنين في الموصل














المزيد.....

أيها القتلة المجرمون : خطف كاهنين في الموصل


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2076 - 2007 / 10 / 22 - 10:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


احترنا معكم ، أيها القتلة ، يا من تدعون الى الرحمة والسلام ، وأفعالكم تدل على مقدار الحقد واللؤم الذي تحملونه لإخوة لكم في الإنسانية ، كل ذنبهم ، أنهم مسيحيون ، نذروا أنفسهم لخدمة القريب والبعيد ، الصديق والعدو .
هاذين الكاهنين اللذين ، كانا يقومان ، بواجب العزاء في حي الثورة في مدينة الموصل ، تم خطفهما من قبل ، مجرمين ينتمون الى طائفة اسلامية . وقد تكون والدة أو شقيقة أو ابنة أحد هؤلاء القتلة ، من الذين كنا نوزع عليهم المعونات في سوريا ، البطانيات والفرش والطعام والدواء والشراب .
كانت النسوة الملتحفات بالسواد ، والمحجبات ، ينتظرن منذ الصباح الباكر حتى نقوم بفتح المكتب ، لكي يستلموا الإعانات المجانية ، والتي كانت توزع بإدارة طائفة السريان الكاثوليك ، الطائفة التي ينتمي اليها هذين الأبوين الجليلين اللذين تم خطفهما ، من أجل رد الجميل للطائفة التي ساعدت أمهاتكم وزوجاتكم وشقيقاتكم ، عندما التجأووا اليهم ، يطلبون العون والمساعدة والسترة ، وأُركز على كلمة السترة . وأذكر ذلك اليوم الذي اتصل بي راعي الكنيسة ، كنيسة مار يوسف البتول في جرمانا ، وطلب حضوري بشكل سريع الى الكنيسة . ذهبت ، وإذ بي أتفاجأ ، بأكثر من عشرين امرأة من الطائفة الشيعية ، يبكون ويندبون ضياع نقودهم ، ولم يكن معهم سوى شيخ عجوز . ولم أنتظر طلبت من الكاهن ، الغاء دروس التعليم المسيحي ، وكان يوم جمعة على ما أذكر ، وااستضفناهن جميعا في القبو الملحق بالكنيسة ، ويعلم الله ماذا قدمنا لهم ، وذلك لمدة اسبوع كامل . ولا أعرف ، اذا كان أحد من الخاطفين ، قد علم بما قدمناه ، فأراد أن يكافئنا على تلك المساعدة .

الأب بيوس عفاص ، تولد عام 1939 ، عضو الرابطة الكتابية ، يحمل دكتوراة في الصحافة ، قسم الترجمة ، له ترجمات عديدة يتبع لطائفة السريان الكاثوليك .
الأب مازن ايشوع ، تمت رسامته ، بتاريخ 1-9-2007 ينتمي أيضا الى طائفة السريان الكاثوليك .

حتى ساعته ، لم نسمع صوت القرضاوي ولا الطنطاوي ولا البوطي .
حتى الآن لم نسمع أن محطة فضائية واحدة كلفت نفسها بإجراء تحقيق حول هؤلاء الكهنة .
حتى ساعته لم نر ولم نسمع الا عن قيمة الفدية التي يطلبها القتلة .

الشيء المؤكد اليوم في العراق ، هو أن توجيه عقول الناس أصبح تجارة مزدهرة . فأي صاحب عمامة ، يمتطي المنبر ، ويملك صوتاً جهوراً ، ومكروفوناً قوياً . يمكنه ، أن يبث روح (الخطف) و(القتل) و ( الكراهية) . في نفوس أتباعه من الشباب المتهور ، وهو إجراء تستحسنه ، إلى حد كبير ، قوات الاحتلال الأمريكية المسيطرة هناك على الرؤوس والنفوس والتيوس ، تقودهم كما تريد . لقد اكتشف الأمريكان ، منذ وقت طويل ، أن السيطرة على إرادة العراقيين تؤمن لهم مورداً لا ينضب . ومن سوء الحظ ، أن بعض رجال الدين الاسلامي هناك ، قد شاركوا المحتلين ، نزواتهم ، وبالتالي انتفى وجود وسيلة لحماية الأقليات من هذا النمط من التأثير العدواني على حياتهم . ولا يبقى أمامهم سوى إمكانية واحدة للخلاص ، آلا وهي الرحيل ، الرحيل من البلاد التي بنوها وأعطوها الحضارة والمدنية .
في تعريفه للشر ، يقول خوزيه فيراتر مورا في قاموسه النفسي : الشر هو كل شيء يحول دون استيقاظ الوعي الأعلى للإنسان ؛ كل شيء يسهم ، بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، في إبقائه في حالة تنويم ، وبالتالي، يمنعه من تطوره أو يسبب تقهقره من نواح أخرى .
والسؤال ، من ساهم في تنويم كل هؤلاء القتلة ؟ وألم يحن الوقت ليستقيظوا من هذا السبات القاتل؟ وأين دور رجال الدين الإسلامي في كل ما يحصل؟ ومن سمع عن خطف رجال دين مسلمين في بلاد مسيحية وإجبارهم على ترك دينهم ، أو طلب فدية منهم ؟
نصوص قاتلة ، ومناهج حاقدة ، ودروس ارهابية ، ودعاة مجرمين ، ونفوس مريضة متعطشة للدم المسيحي ، والأفضل أن يكون دم كهنة .
إذا كان هناك في العراق ، من بعض رجال الدين الاسلامي ، من الذين يؤلبون الناس على أخوتهم ، أو كان هناك بعض رجال السياسة من الذين يحثون أتباعهم على القتل والخطف والسرقة ، فليس لهم أن يفرحوا كثيرا ، فبعد هؤلاء سيأتي دور الدمار الكامل للعراق ، فمن استباح بيوت الآمنين ، وخطف الأرواح والأجساد ، وأسال الدم ، لن يتوقف عند هاذا الحد . انهم يشبهون فيروس الأيدز الماكر . إنه يهاجم أولاً المحطات الحضارية ، التي أعطت للعراق مدنيته ، ومن بعدها ، سيقوم بتمزيقكم ، أنتم الذين صمتم ، لا بل شجعتم على كل هذه الأعمال القذرة . ون ثم ستعودون جميعا ، بعد أن فقدتم، انسانيتكم وحضارتكم ومدنيتكم الى العصور الجاهلية ، تأكلون بعضكم البعض .


أيها القتلة المجرمون : سنظل نساعد أمهاتكم وزوجاتكم وشقيقاتكم وأولادكم ، لأننا لا نستطيع أن نكون الا أنفسنا .
أيها المجرمون القتلة : ستظلون تقتلون ، شبابنا ، وأطفالنا، ونسائنا ، ورجال ديننا ، لأنكم لا تستطيعون أن تكونوا الا أنفسكم .



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار غودو (رفعت الأسد ) .
- معرم بالطقم الطلياني فوق الشروال العثماني : لُحى العلمانية ف ...
- سوريا على خطى مصر في التضييق على المسيحيين
- السيدة فلافل وحكومة العطري
- منظمات حقوق الإنسان في سوريا، دفاع عن قضيتين احداهما باطلة .
- طبخة كبسة بلا أرز
- بماذا كافأ مجلس الشعب السوري ناخبيه ؟
- سوريا في زيارة طبيب نفسي
- المعارضة شرف
- سياسة (شلون ما كان )
- لقاء (حوار متمدن) مع رئيس الوزراء العراقي نوري
- ما للقحطانية عوجلت في صباها دعاها الى اردى داعيان : العرب وا ...
- حضارة بربرية تنتج برابرة متحضرين - قضية تنصر محمد احمد حجازي
- الصراع الطبقي في سوريا 3 مسؤولية الدين ؟
- مهلاً ماغي
- الصراع الطبقي في سوريا 2 دور السلطة
- الصراع الطبقي في سوريا ، ومسؤولية السلطة والدين .
- تفاقم التواجد العراقي في سوريا والحلول المقترحة
- c est trop يا وطن
- كل الحكاية عيون بهية


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلطان الرفاعي - أيها القتلة المجرمون : خطف كاهنين في الموصل