أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - الناقص والزائد في ضرب العراق وتقسيمه !















المزيد.....

الناقص والزائد في ضرب العراق وتقسيمه !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 01:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتفق العديد من المراقبين والمتابعين والمحللين على ان اهم معالم الشرق الاوسط الجديد الذي تتطلع اليه امريكا هو تصغير وتقزيم دوله القائمة باستحداث دول جديدة على اسس عرقية وطائفية ، وان هذا التطلع لم يكن وليد فترة حكم بوش الابن او الاب ، بل انه يمتد الى مرحلة بداية الحرب الباردة وخاصة بعد قيام دولة اسرئيل وتكرس التمدد الاحتكاري النفطي الامريكي في العديد من دول الشرق الاوسط ـ ايران السعودية العراق دول الخليج وليبيا ـ وكانت للعوامل الخاصة بمواجهة النفوذ السوفيتي في المنطقة دوره في جعل هذا المسعى اقل امكانية مما هو عليه الوضع الان حيث لا منافسة لامريكا على النفوذ فيها !
ان اي متابع بصير يستطيع تلمس هذا النهج وخاصة مع الدول النفطية او الدول المهمة في المنطقة ، لقد بذلت بريطانيا وامريكا جهودا لا يستهان بها لتجزئة مناطق ـ الساحل المتصالح ـ الخليج العربي الى مشيخات منعزلة عن محيطها لتكون فريسة سهلة تحت جلباب الحماية البريطانية ، ومنعت قيام اتحادات بينها او مع عمقها الطبيعي ـ عمان ،السعودية ،العراق ـ على الرغم من ان تلك الاتحادات ستكون مكفولة برعايتها وحمايتها ، وقد حدث وتقدم نوري السعيد برسم هندسي سياسي لاتحاد ملكي يجمع العراق والاردن ومشيخة الكويت لتقوية قاعدة التصدي للمد السوفياتي في المنطقة ولتعزيز دور الدول الحليفة لبريطانيا وامريكا ، لكن الانكليز والامريكان لم يباركوا هذا المسعى ووافقوا على اقامة علاقة خاصة تجمع البلدين الهاشميين ـ العراق والاردن ـ لانه من الاضمن لهم حكم المجزء عن حكم الموحد!

اما بعد مرحلة نجاح الانقلابات العسكرية الثورية في المنطقة ، صار نهج تأجيج النزاعات الطائفية والعرقية والتمردات المعارضة احد اعمدة السياسة الامريكية والاسرائيلية فيها ، وصارت اسرائيل تلعب دورا فعالا في زعزعة امن بلدان الطوق ، وتلعب على تناقضاتها المحلية ، بتكامل وتبادل للادوار مع امريكا فدعم النزعات الانفصالية للقيادات الكردية في شمال العراق ، لاشغال وشل حركتة واستنزافه وايضا لاستخدامهم كورقة ضغط عليه لتحصين مصالحهم النفطية فيه بات امر مسلم به ومنذ عام 1961 ، وكانت حرب 1967 بداية الغيث في الهجمة المعاكسة على المد التحرري الذي خلقته الانقلابات الثورية في المنطقة ، ثم جاءت حرب تشرين 1973 لتكرس المخاوف الامريكية من امكانية تضرر مصالحها الحيوية ـ النفطية تحديدا ـ في حالة نجاح البلدان العربية في تحقيق نوع من التوحد والتكامل بينها ، والذي يعرض حتما النفوذ الامريكي الاسرائيلي لخطر محدق ، فالتضامن العربي الذي حصل اثناء حرب تشرين ، واستخدام النفط كسلاح ضغط في المعركة قد جعل الامريكان والاسرائيليين يعيدون حساباتهم ويعملون بكل همة لاجهاض والى الابد اي مسعى عربي للتضامن الحقيقي واستثمار النفط لحساب القضايا العربية ، فكان التحرك الكسنجري مكوكيا لتخريب التقارب البيني العربي ، ونجح فعليا في الايقاع بمصر وجرها لتكون بوابة للتطبيع مع اسرائيل ، وكانت كامب ديفيد ثمرة سرطانية لهذا النجاح الذي ادى الى تشديد النهج الامريكي الاسرائيلي المعتمد على سياسة التفتيت والتفجير والقضم والتقطيع وحرمان المنطقة من اي نوع من انواع الاستقرار !
اما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي فقد طفح هذا النهج جليا الى السطح كاسلوب اساسي من اساليب اخضاع الدول العربية الاخرى للارادة الامريكية الاسرائيلية ، ولاقت افكار هنري كسنجر وما سطره من استراتيجيات في مجالي النظرية والتطبيق رواجا بعيد المدى ، مثلما كانت على ايامه عندما كان مستشارا للامن القومي وبعدها كوزير للخارجية وهي غنية عن التعريف ، حيث ربط موضوعة الحفاظ على المصالح الحيوية الامريكية بجعل اسرائيل اقوى دول المنطقة وفي اعادة صياغة الدول العربية لتكون مسكونة بالضعف والتقزم وعدم الاستقرار وبعد كل هذا حتمية تبعيتها ودورانها بفلك امريكا واسرائيل !

كانت سايكس بيكو قد رسمت خريطة تلائم اوضاع ماقبل اسرائيل والنفط ، فان امريكا واسرائيل سيرسمان خريطة جديدة للمنطقة تكون دولها مفصلة على مقايسهم ، فلا يجتمع في دولة واحدة ما يجعلها مصدر تهديد لهما ـ لايجتمع النفط مع قوة بشرية وسياسية وفكرية قد تكون مؤهلة للمنافسة والتصدي ـ !

العراق المقسم موديل يراد له التعميم :

ما تنتهجه امريكا في السودان ولبنان وفلسطين وحتى في مصر ناهيك عن العراق الذي يشكل قاعدة انطلاقية للشرق الاوسط "المحسن" من مواقف وسياسات كلها تشير الى استراتيجية ذات نفس طويل لا تنقطع بانقطاع فترة حكم الجمهوريين وخروج بوش من المكتب البيضاوي !

قد يعتقد البعض ان انقطاع تكرار مفردات الشرق الاوسط الكبير او الجديد في الخطاب الاعلامي للادارة الامريكية الحالية ، يعني تخلي هذه الادارة عن توجهاتها المرسومة للمنطقة ، وهذا اعتقاد لا تزكيه الحقائق فاللخطاب الاعلامي دوره التعموي والتعبوي والتضليلي وقد يقال فيه ما لا يعمل ولا يقال فيه مايعمل !
ان فحوى السياسة الامريكية القادمة ليست نقيضة للسياسة الحالية بل هي استكمال لها ولكن باشكال مختلفة ، فالكل متفق جمهوري او ديمقراطي على سحب جزئي للقوات بعد ان يتم ضمان الاوضاع فيه بما يخدم السياسة الامريكية ، وخير وسيلة لهذه الضمانة هي تقسيمه الى ثلاث كيانات شبه منفصلة في طورها الاول ، ليسهل ذلك بقاء قوات امريكية نوعية بقواعد ثابتة تتوزع على حدود او امصار هذه الكيانات ، بعد ان جرى مسبقا تمرير قاعدة التقسيم التحاصصي النفطي بين الكيانات الثلاثة من جهة وبينها وبين امريكا من جهة اخرى ، لقد مر التصريح الاخير للسيد لبيد عباوي نائب وزير خارجية حكومة الاحتلال مرور الكرام نتيجة لانشغال اغلبية المتابعين بموضوعة القرار غير الملزم لتقسيم العراق والصادر عن مجلس الشيوخ الامريكي باغلبية ساحقة ، لقد قال نائب هوشيار زيباري ان التمديد لبقاء القوات المتعددة الجنسية سيكون هذه المرة هو اخر تمديد لان الطرفين ـ الامريكي والعراقي ـ يدركان انه قد حان الاوان لتوقيع اتفاقية امنية دفاعية طويلة الامد ! ويترافق ذلك مع اعادة انتشار القوات البريطانية في البصرة واعلان براون عن عزمه تخفيض عدد تلك القوات الى 2500 بحلول ربيع 2008 ، لتبقى في النهاية هناك قاعدة بريطانية نوعية على اطراف البصرة ، تكون ضامنة ومتكفلة لسلامة المسار الفدرالي القادم لها ، مما يؤشر على عمق التناغم الانكلو سكسوني في معالجة ذيول احتلال وتمزيق العراق وجعله قاعدة انطلاق نحو سايكس بيكو جديد لكل الشرق الاوسط المقاد بحلف امريكي اسرائيلي مدعوم اوروبيا من بريطانيا وفرنسا !
ان الانتهاء من استكمال اعمال بناء اكبرسفارة امريكية في العالم وبقلب بغداد وبكلفة عالية تقدر باكثر من 736 مليون دولار وبجيش جرار من العاملين وبالتزامن مع نهاية ولاية بوش مؤشر اخر على ان الامر ليس مجرد اخطاء قد ارتكبتها ادارة بوش وسياتي رئيس اخر يعالجها بترك البلاد لاهلها وكفى الامريكان شر القتال !
ان تجزئة المعالجات وتقطيع الحلول وبناء مؤسسات لاتحمل من مقومات الوطنية الا الاسم ، وقطع الطريق على قيام جيش وطني جامع وموحد وقوي مسلح بعقيدة الدفاع عن الوطن والحفاظ على وحدته بالاضافة الى تسلحه المادي المؤثر ، جيش غير تحاصصي ، والاستعاضة عنه بجيوش محلية عنصرية وطائفية " بيشمرقة ، قوات الصحوة ، ميليشيات بزي حكومي " كلها دلائل قاطعة على البرمجة المعتمدة على الهدم المنظم والهادف الى تهديم العراق واعدامه وتقطيع اوصاله الى ثلاث كيانات هزيلة،
وعليه لم يكن قرار حل الجيش مجرد خطأ وقع فيه بريمر، وليست تشكيلة مجلس الحكم هي محاولة بريئة لجعل اهل البلاد يحكمون بلدهم من خلال تمثيلهم لكتله الطائفية والعنصرية ، كما انه لم يكن قرار مجلس الشيوخ الامريكي عام 1998 باصدار قانون " تحرير العراق " واستكماله مؤخرا بقرار تقسيمه مجرد توارد خواطر لا يربطها مع بعضها رابط !
من كل ما تقدم يتبين لنا جليا ان فدرلة العراق هي تخريجة وتعويذة لتقسيمه ، وان دعاة الفدرالية فيه هم تقسيميون لا تربطهم بالوطنية العراقية رابطة مهما برروا دعواتهم تلك بمعسول الكلام الذي تنطبق عليه مقولة يدسون السم بالعسل ، فليس هناك صراعا قوميا بين العرب والكرد ، او صراعا طائفيا بين السنة والشيعة ، بل هناك احتلالا امريكيا ايرانيا للعراق يبذل كل ما بوسعه لاشعال نار حرب اهلية تؤدي لتقسيمه مستخدمين في مسعاهم هذا واجهات عراقية عنصرية وطائفية لها دوافع ورغبات ذاتية غير مشروعة تتاجر بالقومية والطائفة ، فليس الشيعة والسنة والاكراد شعوب احتلت بعضها البعض بل هي مكونات لشعب واحد هو الشعب العراقي ، ان مقولة حق تقرير المصير للشعب الكردي هي مقولة ساقطة ولا تعيش الا بعقول القيادة العشائرية المتحالفة مع المحتلين والصهاينة اما من يؤيدها من بعض من يدعون انفسهم باليساريين او الشيوعيين او الليبراليين فهؤلاء سقط متاع منتفعون من مغانم التقسيم العنصري في العراق ، كما هو حال اقرانهم المنتفعون من التقسيم الطائفي فيه !






#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حزازير المنطقة الخضراء في رمضان
- نار سوريا ولا جنة امريكا في العراق !
- الامارات العراقية غير المتحدة !
- احزاب وعصبيات غير متمدنة ؟
- من الذي على رأسه ريشة في عراق اليوم ؟
- الطواعين !
- 11 سبتمبر حقيقي في العراق !
- زيارة الامبراطور الاخيرة !
- لا مجتمع مدني حقيقي في ظل الاحتلال وحكوماته المتعاقبة في الع ...
- لينين يحث الشعب العراقي على مقاومة المحتلين !
- نوري المالكي خادم الاحتلالين !
- القرن امريكي !
- الحلم الامبراطوري الكوني الامريكي حقيقة ام وهم ؟
- فلسطين فينا شعورا ولا شعور!
- من يكتب التاريخ ؟
- اعضاء منتخبنا واللجوء !
- الوطنية العراقية أم المنجزات !
- الافتتان الطائفي ينخر عظام الوطنية العراقية !
- بعد خراب البصرة اكتشفوا : لا سلاح للدمارالشامل في العراق!
- من يصارع امريكا في العراق ؟


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - الناقص والزائد في ضرب العراق وتقسيمه !