أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين النصير - قراءة في رحلة المنشي البغدادي إلى بلاد الكرد عام 1821















المزيد.....

قراءة في رحلة المنشي البغدادي إلى بلاد الكرد عام 1821


ياسين النصير

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1-2

1

أبتدئ بما قدمه المرحوم الأستاذ عباس العزاوي المحامي، و أختم بما ختم به وهو يترجم هذه الرحلة المهمة من الفارسية إلى العربية في 29/1/1948. وكأنه يضع الرحلة كلها بين قوسين، قوس للبداية هو المقدمة التي أوضح فيها أهمية هذه الرحلة، وقوس للنهاية التي كتب فيها رأيه الصريح وفي صاحبها وفي السياسة البريطانية وفي الدولة العثمانية.
يقول في قوسه الأول:
....وبعد فهذه رحلة كتبها مؤلفها باللغة الإيرانية سنة 1237 هـ - 1821 في أحوال الكرد، والعراق وما فيها من قبائل. كما أن صاحبها وصف بغداد، والمواقع الأثرية، وبيّن علاقات الإنكليز بوالي بغداد آنئذ، فكشف عن صفحات مهمة في البلدان، والقبائل، والعقائد، والنحل، والطرق، والآثار. نقلتها إلى اللغة العربية، وعلقت ما استطعت على مباحث عديدة منها " ....." وقدمت لها كلمة في مؤلفها وصلته بالإنكليز، وأوضاع المقيم البريطاني آنئذ وهو المستر رج مع ما يلحق بذلك من أشخاص بأمل الإفادة، وأن تنال الرغبة وتكتسب المكانة من نفوس أبناء وطننا.

2
من هو المنشي البغدادي؟

نبتدئ بهوية كاتب الرحلة، فالمحقق الإستاذ عباس العزاوي يسميه جامع هذه الأخبار، وهو السيد محمد بن أحمد الحسيني المنشي البغدادي. الذي كان موظفا في دار الحكومة ببومبي… لدى (يار صاحب). كان قضى ببغداد عدة سنين مشغولاً بخدمات المقيمية البريطانية ببغداد. بقى هناك إلى سنة 1235هـ – 1820م. ثم رافق ذا الجاه الرفيع (كلاديوس جمس رج) المقيم البريطاني ببغداد بأمل التنقل ترويحاً للنفس وتنزيهاً للخاطر في رحلته إلى ديار الكرد (شهرزور، وسنة، وسقز، وكركوك، وكبري، وأربل) والموصل، والأنحاء الأخرى هناك .
أراد - المنشي البغدادي - أن يتطلع إلى بقايا الآثار البائدة، والعجائب القديمة. وأن يتجول في تلك الربوع للتعرف بها، ولم يأبه إلاّ لما شاهده رأى العين، ولا بالى بالمسموع المنقول. دون كل ما رآه بلا زيادة ولا نقص في مجموعة أراد أن تكون نبراساً لأرباب النهى، ولأصحاب الرحلات الذين يقصدون تلك الأنحاء، فقدمها لإستفادة أهل المطالعة ليكونوا على ثقة من معرفة الطرق والمنازل والأصقاع كاملة غير منقوصة، وتامة مستوفاة.

3
شخصياً أعتبر أدب الرحلات في الثقافة نص مفرد، فهو يكتب لمرة واحدة، ولا يمكن لمؤلف آخر أن يكتب عن المواقع والأحداث نفسها بما يشابه ما كتب قبله، ولذلك فهي نصوص بكر ومادة أولى تشير إلى بئر من المعلومات التي يمكن أن يشاد عليها أبنية جديدة. كل رحلة نص مفرد، والنص المفرد عالم مجهول، وثيمة منفتحة على التأويل.فنص الرحلات مثله مثل نص المذكرات، كلها تكتب عن وقائع حدثت وليست عن وقائع ستحدث. وهذا ما يجردها من البعد التخيلي، فحجم المعلومة هي النص وحده، وتسطيرها وحسن صياغتها هو الأدبية فيه. وقد نفاجأ هنا أن المحقق الأستاذ عباس العزاوي يكتب كتابا أخراً وهو يحقق هذه الرحلة المهمة، فالشروح التي حوتها هوامشه الكثير الذي جعل من نصه نصاً موازياً لنص المنشي، ولذلك فنحن أمام كتابين مهمين، الأول يسرد رحلة بتفاصيلها التي عرفها مباشرة ، بينما الثاني يقيم مفردات تلك الرحلة على مصادرها التاريخية والمعرفية فيربطها بالقديم وبالحديث. وعندي أن تحقيقا مثل هذا يرقى إلى مستوى من الإبداع عندما تتحول النصوص الوثائقية القديمة إلى معلومات متحركة، ويمكن أن تزداد وأن تنقص فيدخل فيها عمل المخيلة،وقد نلمح طرفاً خفياً من وصف العزاوي للمنشي، مؤلف هذه الرحلة ص4 بـ " جامع الأخبار السيد محمد بن أحمد الحسيني المنشي البغدادي" ولفظ جامع يعيننا على تفهم معنى أن يكون مؤلف الرحلات مبدعاً أم غير مبدع. أما السيد المنشي فيصف نفسه في ص 6 بـ " راقم هذه الحروف ". نحن إذن في مسألة تصنيف مؤلف أدب الرحلات، هل هو ، جامع أم راقم، أم مؤلف، وعودة إلى قواميس اللغة نجد أن الجامع " هو المؤًلِّف بين المتماثلات والمتضادات في الوجود، وهذا ما قصد إليه المحقق السيد العزاوي بينما والراقم من " المُرًقّمُ" وتحمل كل معاني الكلمة معنى " الكاتب". والكاتب غير المؤلف. وقد نتفق في هذا أو نختلف، فصفة المؤلف تختلط بالكاتب وبالراقم. وهي شكل من أشكال المهن الخاصة. فالسيد المنشي هو السكرتير الفارسي كما يلقب للمستر رج، وهذا يعني أن من وظيفة السكرتير، أن يكون كاتباً أحياناً لدى مؤسسة، وفي جانب منه يسجّل ما يطلب منه ككاتب ، وهذا هو ما فعله المستر رج المقيم البريطاني في بغداد من السيد المنشي، لأن يكتب عن جولتهما في البلاد التي هم فيها، ومن ثم يسلمه ما يكتب له. بدليل أن أوراق هذه الرحلة، كانت بصحبة زوجة المستر رج في بومبي. ومن هناك صدرت هذه الطبعة بعد أن أعدها المنشي نفسه بعد وفاة رج في إيران.
4
يقول محقق الرحلة " كانت هذه الرحلة أيام داود باشا حررها إيراني سمى نفسه (السيد محمد بن أحمد الحسيني المنشي البغدادي) من موظفي المقيمية البريطانية ببغداد، بقي فيها إلى سنة 1235هـ - 1820م. وعرف (بالسيد محمد آغا الفارسي) إلا أنه دعا نفسه في أول رحلته بما ذكرت. رافق - كما قال - ذا الجاه الرفيع (كلاديوس جمس رج) Claudius James Rich المقيم البريطاني Resident ببغداد في رحلته إلى ديار الكرد (شهرزور، وسنة، وسقز، وكركوك، وألتون كوبري، وأربل) والموصل. كما أنه تجول في الأنحاء الأخرى."
الرحلة مكتوبة باللغة الفارسية حيث أن المؤلف من أصول إيرانية، ولكنه موظف لدى المقيم البريطاني المستر " رج". وبذلك فهو أرد أم لم يرد أن ما سيكتبه في الرحلة هو بناء على رغبة المستر رج، والسيد المنشي لم يخالف هذه الرغبة بل يتعدى التدوين إلى الموافقة على مواقف المستر رج في خلافه مع الوالي العثماني داوود باشا، بل ويتبنى كما تقول الرحلة، هذه المواقف. ونلاحظ إن محقق الرحلة الإستاذ عباس العزاوي ، يشير إلى أن المستر رج، ليس مقيماً عادياً، بل هو مؤرخ " وفي أيامه زار خرائب بابل، فوضع رسالة في آثارها نالت رواجاً، طبعت سنة 1839م، وكذا كتب كتباً عن ديار الكرد، ونينوى طبعته أرملته ماري سنة 1836م وكتابه هذا (حديث الإقامة في كردستان وفي نينوى القديمة) Narrative of a Residence in Koordistan and on the Site of Ancient Ninevehولا يخرج عن كونه رحلة عينت تواريخ السفر، وأوضحت الزمن الذي كتبت فيه ووصفت ما مر به، رجعنا في تعيين بعض التواريخ إليها، وكأنهما سياحان في وقت واحد لا يدري أحدهما بالآخر، فكتب كل ما شاهد دون أن يعلم صاحبه. ومن ثم كانت الواحدة مكملة الأخرى. وطبع السر وليم فوستر Sir W. Foster سنة 1896م رسائله إلى حكومة بومبي بين مجموعة الرسائل الواردة إلى شركة الهند الشرقية. وباقي أحواله مدونة في رحلة المنشي البغدادي" ص 3

والملاحظة الأولى، أن الرحلة أشبه ما تكون بتسجيل خرائط مدونة للعراق بلغة أدبية معلوماتية، وهذا من أوائل أساليب التدوين والتأليف. الذي يجمع فيه بين المعلومة الجغرافية والأدب. وكل مفردة منها لها على أرض العراق وجود. لذا نحن في بحث يشمل بلدانا وقبائل وعقائد ونحلاً وطرقاً وآثاراً..
المستر رج وما يتبعه هم مقيمون رسميون عند سلطة الدولة العثمانية على العراق . إلا أن المقيمية تتبع الحاكم الإنجليزي في بومبي. ويوضح هذا الإرتباط في جملة ما يوضحه التاريخ أن العراق كانت تتجاذبه قوى عالمية كبرى، الدولة العثمانية من جهة والنفوذ البريطاني المقيم في الهند من جهة ، وإيران الطامعة في العراق من جهة ثالثة. كان وما يزال مثل هذا الإرتباط له نغمة سياسية وثقافية مع الهند. بدليل لأن أول رواية عراقية، وهي " جلال خالد" لمحمود أحمد السيد، بنت جزءً كبيراً من بيتها الروائي في الهند، وبالذات بين بومبي وبغداد. وكان موضوعها عن الشباب الجديد الذي تقع عليه مسئولية بناء العراق مستقبلاً. فوجد محمود أحمد السيد، وهو من أوائل رواد النهضة في العراق، نموذجاً لبناء دولة في الهند متعددة القوميات والأديان والتيارات السياسية، فأراد للجيل الجديد من شباب العراق، أن يتعلموا مبادئ الحرية والعدالة والحوار كما هو قائم بين المسلمين والهندوس هناك. وثمة في المدونات البريطانية الكثير عن علاقة العراق بالهند، وعندما نمد أعناقنا بعيداً لأدب ألف ليلة وليلة ، نجد أن الأرستقراطية العربية، ممثلة بالتجار العرب، كانوا يبحثون عن أسواق جديدة لبضاعتهم ودينهم، فكانت وجهتهم دائما بلاد السند والهند. وما رحلات السندباد إلا شاهد على ذلك. فوجود الإنجليز في الهند تطلب أن يكون لهم ممثلوهم في الأمصار العثمانية، ليس كعلاقات دبلوماسية فقط، وهو ما حاول العثمانيون أن يظهروه، بل أن الإنجليز كما تشير الرحلة تصرفوا كما لو أنهم أصحاب البلد. ويشهد على ذلك الباب الأول من هذه الرحلة حيث نشب خلاف بين المستر رج والوالي العثماني داوود باشا، عندما إعترض المستر رج على سوء الإدارة العثمانية وعدم جباية الضرائب بالطريقة المعروفة. فيقول المنشي بهذا الصدد : " لما كان المستر رج العالي الجاه بالموصل لتبديل الهواء، حدث بينه وبين حاكم بغداد داود باشا بعض ما يكدر الصفو، وذلك أن رجال الباشا أهملوا العهود والفرامين ولم يعملوا بها في حق الأموال والرجال والعشور الكمركية وأموال التجار الإنكليز، ومن يلوذ بهم ممن يتردد إلى بغداد والبصرة. خالفوا ذلك كله، وأبدوا استهانة بهم. سمع المستر رج بذلك وهو المقيم البريطاني في بغداد، فشرح لوالي بغداد الأمر وهو داوود باشا، فأجابه على كتابه بجواب بعيد عن الصواب" ،- ونلاحظ كلمة بعيد عن الصواب؟. وعن الغرض وما يؤول إليه، فكتب إليه مرة أخرى، فأخذ منه نفس الجواب السابق، الأمر الذي دعاه أن يكتب إلى معاونه في البصرة الكابتن تايلر، أن يمنع السفن الواردة من الهند، بما فيها من أمتعة، فلا يدخلها البصرة، وأن يصدر السفن التي تحمل الأموال والأمتعة من البصرة إلى تلك الأنحاء. هنا يقول محقق الرحلة الأستاذ عباس العزاوي، ثمة نقص في المعلومات، فالمقيم البريطاني عندما نشب الخلاف بينه وبين الوالي العثماني، لا يزال في الموصل، وليس في بغداد. فهو قد كان في سفرة إلى كردستان، وثمة معلومة وصلت للوالي داوود باشا تقول: أن المستر رج بسفرته إلى كردستان سببت بعض المشاكل للوالي العثماني، لم نعرف ما هي هذه المشاكل. مما يعني أن الإنجليز كانوا يفكرون بمنطقة كردستان منذ زمن بعيد. ومؤلف الرحلة لا يذكرها، فاستغل الوالي المعلومة ليمنع المستر رج من العودة إلى بغداد، لاسيما وأن الوالي، عازم على مصادرة أموال التجار الإنجليز ومن يحتمي بالمستر رج من العراقيين. تكشف هذه الإشارة المقتضبة الخلاف العميق بين بريطانيا والدولة العثمانية، ليس على الساحة العراقية فقط ،بل في مناطق أخرى من العالم. فما كان من داوود باشا إلاّ أن إحتجز المستر رج في بغداد بعد عودته من الموصل فترة من الزمن، إلى أن تدخل حاكم بومبي لدى الدولة العثمانية، فسمح له بالرحيل إلى إيران، ومن هناك أصيب بمرض الكوليرا فلم يستطع الذهاب إلى بومبي لرؤية زوجته التي رحّلها قبل مرضه.
الملاحظة الأولى على الباب الأول تفيد بأن كاتب الرحلة منحاز إلى المقيم البريطاني، وقد يكون إنحيازه بحق نتيجة لتصرف الوالي العثماني تجاه التجار البريطانيين والعراقيين من جهة، ومن جهة أخرى، فهو كاتب هذه السطور، كما يقول عن نفسه وليس مؤلفها، هو السكرتير الفارسي للمقيم البريطاني. وهذا يعني إن ثمة وشيجة ما بين بريطانيا وإيران، وميدانها العراق كجغرافيا، والدولة العثمانية كطرف سياسي. وقد يعكس هذا الوضع ما يدور تحت العباءة من تقاسم نفوذ في العراق بين الدولة العثمانية التي دب بها المرض، والدولة البريطانية التي توسع نفوذها، و دور إيران في مثل هذا الصراع كان واضحا جداً.
الباب الأول لم يجعل من إيران إلا ملاذاً وسطا، فالمستر رج عندما أطلق سراحه بعد تدخل المقيم البريطاني في بومبي، سافر إلى إيران، وقضى فيها فترة ثم مرض ومات. ونستشعر خفية أن كاتب الرحلة، وهو إيراني، جعل طوال الرحلة المكتوبة من إيران بلداً محايداً للصراع بين الدولة العثمانية وبريطانيا.. قد لا يكون ذلك صواباً، وقد يكون، ولكن إيران دائما كانت مكاناً وموضعاً مشكوك في أمره. ومحقق الرحلة الأستاذ عباس العزاوي يسرد في مقدمته لهذه الرحلة، عددا من الوقائع التاريخية التي سببتها إيران للعراق في عهد حكم الدولة العثمانية. ومنها إحتلال عدداً من المدن العراقية الحدودية،" في هذا العهد ساءت الصلات بين إيران والعراق. وكان بعض الضباط الفرنسيين المنهزمين من جيش نابليون قد لجئوا إلى إيران، وحرضوا أمراءها على مهاجمة الحدود العراقية. وإن الأمير محمد علي مرزا طلب من المقيم البريطاني أن تمده بريطانيا بالأسلحة، وأن ترسل إليه أحد الضباط لتدريب جيشه، فعرض المستر رج الأمر على حكومة بومبي، فاستمرت المناوشات بين إيران والعراق طول سنة 1818م.
إن محمد علي مرزا هو ابن فتح علي شاه (بابا خان)، كان قد شوش أمر العراق. كما أن الشهرزادة الآخر، ولي العهد عباس ميرزا، فعل في الأنحاء الشمالية في جهات أرضروم (أرزن الروم) عين فعله. والشهرزادة محمد علي ميرزا التزم جانب عبد الله باشا البابان، وتمكن أن يقضي على جيش داود باشا نوعا، فوصل إلى دللي عباس الناحية المعروفة الآن بـ (ناحية المنصورية)، إلا أنه مرض هناك وفاوض في أمر الصلح فأتمه، ولم تمض مدة حتى توفي في حدود العراق في ليلة السبت 26 صفر سنة 1237هـ - 1821م. ولما وصل خبر وفاته للشاه نصب أبنه الأمير محمد حسين ميرزا مكانه في كرمنشاه (قرميشين). ولعل إتصال الشهرزادة محمد علي ميرزا بالمستر رج، كان من أسباب نفرة الوالي منه. فانتهى النزاع بما عقد من معاهدة صلح مع الإيرانيين في سنة 1238هـ - 1822م تقضي بلزوم المحافظة على أحكام المعاهدة المعقودة مع نادر شاه، وأن لا تتدخل إحدى الدولتين بشؤون الأخرى. وأشير إلى أن لا تتعرض إيران لشؤون العراق خاصة ولا أمور الكرد، وهكذا أكدت هذه بمعاهدة سنة 1245هـ ولكن الإيرانيين بعد معاهدة سنة 1238هـ المعروفة بمعاهدة أرضروم (أرزن الروم)، لم يلتفتوا إلى نصوص المعاهدة وبقوا في قصر شيرين وزهاو (زهاب) وما والاهما مما بقي في تصرفهم... " هذا ما يقوله الأستاذ عباس العزاوي عن الخلفية بين العراق وإيران بمساعدة الأجليز.
كما أن السلطات الإيرانية لم تقف عند نقض المعاهدات، بل ترسل دائما بأشخاص للتآمر مع الإنجليز لبعث القلاقل في كردستان والمدن الجنوبية. مما جعل الوالي العثماني أن يرتاب من رحلة المستر رج إلى كردستان.. وفي جانب آخر كانت إيران مكاناً لحل لخلافات الدولية، ومنها هذه التي نشبت بين الدولة العثمانية والمقيمية البريطانية. أو مكانا لتهيئة أحداث لاحقة وهذا ما وجدناه في إحتضانها الجنود الفرنسيين الهاربين من حروب نابليون في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، ليعودوا ثانية بعد انهيار نابليون إلى فرنسا. لتأتي معاهدة سايكس بيكو لتقسم العالم العربي بين بريطانيا وفرنسا، فتصبح سوريا من حصة فرنسا، والعراق من حصة بريطانيا، بينما تبقى إيران محتلة لعدد من المناطق الحدودية العراقية. ونشهد كذلك دورها في الحرب العالمية الثانية عندما حوت في إجتماع مهم رؤساء دول أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا، لتقسيم العالم. ويبقى العراق في السياسة الإيرانية مثال جدل تاريخي، وما نشهده اليوم من تدخل سافر بشئون العراق إلا امتداداً لتلك النزعة التي بنتها على أساس البحث عن موقع لإيران على حساب العراق.في العالم.




#ياسين_النصير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن منطق صائب خليل المشوه
- إيران ظهيرالقاعدة في العراق
- اسئلة الحداثة في تجربة الدكتور عوني كرومي الفنية
- تسليح الخرافة
- المبحرون حول بيوتهم
- الأ يخجلون 200 ألف دولار لاتحاد الأدباء العراقيين؟
- على الساسة العراقيين أن يعقلوا رباط خيلهم على أرض العراق
- جنوب لبنان /غزة/جنوب العراق
- نازك الملائكة ضمير اليقظة ونشيد الحداثة
- العراق ومؤتمر شرم الشيخ
- القراءة وعلاقات الدائرة
- منحوتات محمد غني حكمت
- يوميات سائق تكسي
- تحية لحزب المناضلين العراقيين
- ما تروية الشمس...ما يرويه القمر
- سواجي الكلوب وتعري الذاكرة
- هل بدأ العد العكسي لضرب إيران؟
- أعمال المهجر المسرحية
- المعارضة البرلمانية العراقية المتخاذلة
- ...حكومة نظام الاموات


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين النصير - قراءة في رحلة المنشي البغدادي إلى بلاد الكرد عام 1821