أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عدنان الظاهر - المتنبي يبقى في لندن / الشاعر سعدي شيرازي يُرثي بغداد















المزيد.....

المتنبي يبقى في لندن / الشاعر سعدي شيرازي يُرثي بغداد


عدنان الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2025 - 2007 / 9 / 1 - 10:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


- 29 -

في ثالث أيام عيد الفطر الموافق 8/12/2002 فوجئت برسالة مطوّلة من الصديق أبي الطيب المتنبي ومعها بطاقة تهنئة باللغة الإنجليزية. فوجئت أكثر بقوله إنه قد تناهى إليه في الحلم مرةً وفي ما يشبه أحلام اليقظة مراتٍ ماكان يدور في خلدي من أمور وتساؤلات ووساوس ونقاشات مع الذات المشوّشة حول العراق ومعارضة لندن وما عرض عليه من منصب وزاري ثم فتاوى بعض رجال الدين. قال ليس هناك من خلاف بين المؤرخين حول فتوى السيد " رضي الدين بن طاووس " من أن ( الكافر العادل أفضل من المسلم الجائر ). ولا خلاف بينهم حول حقيقة إستسلام الفيلسوف والفلكي السيد نصير الدين الطوسي لهولاكو إثر إخضاع الأخير لقلعة آلموت حصن الإسماعيليين الحصين. لكن، أضاف المتنبي، الخلاف الكبير بين المؤرخين كان وما زال قائما حول حقيقة مواقف مؤيد الدين محمد بن أحمد بن العلقمي، وزير المستعصم بالله آخر الخلفاء في بغداد. كان إبن العلقمي متهماً بالتواطؤ مع الزعيم المغولي هولاكو، وإنه هو من يسّرَ للمغول دخول بغداد للتخلص من حكم خلفاء بني العباس. لكن هناك من ينفي هذه التهم ويدافع عنه بحرارة (( حسن الأمين / كتاب : جنكيز خان وهولاكو، الغزو المغولي للبلاد الإسلامية، من بغداد الى عين جالوت. دار النهار للنشر. بيروت 1983 . الصفحات 89 - 106 )).
ثم قال المتنبي ساخراً : يعرف " أهل لندن " فتوى إبن طاووس جيداً لكنهم يقولون إنها لا تنطبق على واقع الحال. فالسيد ( بوش ) ليس كافراً ، إنه مسيحي ومن أهل الكتاب . هذا فرق جدَّ كبير بين هولاكو الوثني الكافر وبين الرئيس الأمريكي بوش المؤمن . أما الجدل حول مؤيد الدين بن العلقمي فما أكثر ( علاقمة ) لندن وباقي العواصم. كل العراقيين في المنافي وبلدان الشتات يتمنون رأس
( المستعصم بالله )... ولا عبرة فيمن سيقطعه !! تذكّر : الأجنبي غير المسلم العادل أفضل من الحاكم المسلم الجائر !! هذا ما يقوله البعض... فلا حول ولا قوّة إلا بالله. أنا مثلك عزيزي حائر بين الصحافي والكاتب زهير الجزائري والشاعر والكاتب فوزي كريم وعاجز عن الإلتزام بأي موقف واضح. إلتبست عليّ الأمور كما قد إلتبست عليك ... فهل أمشي خلف رجل الصحافة أم خلف الشعراء الذين يتّبعهم الغاوون والذين يقولون ما لا يفعلون وفي كل واد يهيمون ؟؟ مع ذلك فإني أكاد أرى رأس خليفتنا محنطاً في المتحف البريطاني ... فرجة ً مجانية ً للعالمين. متى تأتي كيما نزوره معا بصحبة زهير وفوزي ؟

ختام ( رثاء بغداد )

رسالة إلى الشاعر أبي الطيّب المُتنبي /

التاسع من نيسان 2003

عزيزي أبا مُحَسّد :
أكتب لك من العالم الآخر، عالم الأموات. فلقد سقط بيتي فوق رأسي في بغداد بعد أن رأيتُ الدبابات الأمريكية في حدائق القصر الجمهوري على ضفاف دجلة.
( دجلة أبي نؤاس وشهرزاد ). ورأيتها تعبر جسر الجمهورية ( هل تتذكر جمهورية الرابع عشر من تموز 1958 ؟ ). ثم رأيتها تقصف فندق فلسطين
( هل تتذكر فلسطين ؟ ). تَذّكّرْ إذا ً ولا تنسَ الجمهورية العراقية وتَذَكّرْ فلسطين. ذُهِلتُ أبا الطيّب إذ سمعتُ أنَّ قتلةَ عبد الكريم قاسم الذين وَأَدوا الجمهورية يختفون ويذوبون كقبضة ملح في نهر دجلة.
سقطتْ بغداد !! سقطت الرُصافة وسقطت كرخايا وكلواذا وباب البصرة وباب خراسان. لا أحد يُدافع عنها.
سقطتْ بغداد في وسط جسد العراق والعالم العربي ( من المحيط إلى الخليج ) كما تُسقِطُ الحاملُ الجنينَ!!
ماتَ مُروّضُ وصديق الوحوش أنكيدو وسقطَ جلجامش في بئرٍ للنفط قرب مدينة أُور فإنتحرتْ عِشتارُ. سقط في بابلَ حمورابي فهوتْ مسلّته فوق رأسه. سقط في نِينوى آشور ناصربال وإحترقتْ مكتبته.
سقط العراق وجفَّ رافداه.
لا مكان لك أيها الشاعر المُشَرّد بعد اليوم في بغدادَ والكوفة.
إبحثْ لك عن مأوى أو منفى.
إبقَ مع سيف الدولة في حلب. تحمّلْ الأذى ولا تقلْ إنما به تذوى الأجسامُ...
إبقَ في مصر مع كافور الإخشيدي ولا تقلْ وماذا بمصرَ من المضحكات...
إبقَ في بلاد فارس مع أبي الفضل إبن العميد ولا تقلْ إني غريبُ الوجه واليدِ واللسان...
إبقَ حيثُ أنتَ في لندن ولا تقلْ إنها بلاد ( أبو ناجي ) فأبو ناجي يحتلُّ اليوم بلدك. إنه يصولُ ويجول في مرابع الحسن البصري والفراهيدي والجاحظ بعد أن علّقَ إبنَ الزبير على أعواد المشانق أمام أمّه أسماء بنت أبي بكر.
عوَّدْ نفسك على مياه نهر التيمس بدل ماء دجلة والفرات. وعلى شارع أُكسفورد بدل شارع الرشيد وشارع أبي نؤاس.
إبقَ مع الإنجليز... فلقد تمَّ أخيرا ً لهم ما أرادوا... لقد عاد لهم الحصان الهارب.

أين ولّى خليفةُ بغداد ؟ أين المُستعصم بالله وأين مؤيد الدين محمد بن أحمد بن العلقمي ؟ أين بل وكيف إختفى صدّام وطه الجزراوي وطارق عزيز وعلي الكيمياوي وبقية عناصر المافيا التي حكمتْ العراق لأكثر من أربعةٍ وثلاثين عاما ( تموز 1968 - نيسان 2003 ) ؟؟؟ أين محمد سعيد الصحّاف ( أو الزحّاف أو الزهّاف) صاحب العِلْج والعلوج ؟؟؟
أين عَشَرات مليارات الدولارات التي هربوها وفي أية مصارف أخفوها ؟؟؟؟
أسقطوا فوق رؤوسنا عاصمة الرشيد ثم إختفوا. هربوا بجلودهم بعد أن إمتصوا العراق شريانا ً شريانا. هربوا بجلودهم بعد أن قتلوا أبناءه وسجنوهم وشرّدوهم وأذلّوهم وأجاعوهم. سلخوا جلود العراقيين وأبادوهم بالإغتيالات والسموم والإسلحة الكيمياوية والحروب وبالغزو.
كيف سيواجه الأحياءُ منهم شعبَ العراق؟ ماذا سيقولون أمام القضاء ؟؟ ماذا سيقولُ وطبان وبرزان وسمير عبد العزيز وحكمت العزاوي ؟؟ بأي وجه سيواجهون التأريخ ؟؟
لا نحتاج إلى محاكم عسكرية عُليا أو دنيا، خاصّة أو عامة. سيحاكمهم الشعب المظلوم الذي قهروه ومسخوه روحاً وجسداً.
سيقوم من القبور ضحاياهم القتلى، يأتون أفواجاً أفواجاً من العالم الآخر للإدلاء بالشهادة أمام القضاء الذي طال أجله ولم نفقد الأمل.
تذكّرْ عزيزي أبا الطيب دلالات الشهر الرابع نيسان / أبريل :
السابع عشر من شهر نيسان هو عيد الجلاء السوري. وفيه عيد الفصح اليهودي وجمعة المسيح الحزينة وفصح النصارى.
وفي شهر نيسان تأسس حزب البعث، السفينة التي قادها صدام حسين إغتصاباً ثم أغرقها وأغرقنا وأغرق العراق وجيرانه في بحور الدم.
وفي هذا الشهر وُلِد خليفة بغداد المعتوه والمِسخ، حامل المسدسات والبنادق، صاحب التماثيل والأصنام والصور التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى. يُقال...، يُقال إنه وُلِدَ في هذا الشهر واللهُ أعلم !!
في شهر الربيع والورود هذا سقطتْ بغداد
و في هذا الشهر (( إلتفّتْ الساقُ بالساقِ )).
صدّام حسين : أيها الجبان المأفون والمعتوه، أيها القاتل الأكبر وزعيم عصابات القتلة... خذْ معك إلى قبرك المجهول قصورك الرئاسية وغير الرئاسية الخُرافية الطُرُز والتي شيدتها على جماجم العراقيين ومن أموالهم ودمائهم شيعةً وسُنّةً، عَرَباً وكُرداً وتركماناً، آشوريين ويزيديين وكلداناً، مندائيين وبهائيين / شيوعيين وبعثيين وقوميين ومستقلين.
لا ألومك وحدك صدام حسين وقد عرف الناسُ فيك جنون العظمة وإنفصام الشخصية وشهوة القتل والسرقة. لا ألومك وحدك إنما وألومُ الزمرة الخبيثة من أشباه الرجال التي أحاطت بك. زمرة النِعاج الخرساء الصمّاء التي عرفتْ كيف تُداري هَوَسك وجنونكَ وكيف تداعبُ نرجسيتك وتُشبع فيك غرور المرضى والمنحرفين والمجانين.
أحطتَ نفسك صدّام حسين التكريتي بفئة من الجَهَلة وأنصاف الأُميين ومن يحملون شيئا من نسيجك النفسي والخُلُقي من أمثال نائب الضابط طه الجزراوي وبائع الثلج عزت الدوري و( العريف الرُكن ) حسين كامل ... قريبك وصهرك الذي قتلتَ شرَّ قتلة ثم العريف الغامض علي حسن الكيمياوي المجيد وأضرابهم.
لِمَ لا تظهر من غيبتك في سامراء أو تكريت أيها الخليفة غيرالمُستعصِم بالله وتُسلّم نفسك لقوات التحالف كما فعل مستشارك الفريق الرفيق عامر السعدي ؟
سَمِعتُ - أبا الطيب - وأنا تحت أنقاض بيتي المهجوم على رأسي في بغداد صوتا شبيها بصوت عبد الكريم قاسم أتاني هادراً جَهوُرياً جمهورياً من تحت مياه نهر ديالى مُنشداً شعراً للشاعر سعدي شيرازي قاله بعد أنْ رأى ما حلَّ ببغدادَ من دمار على يد المغولي هولاكو :

حَبَستُ بجفنيَّ المدامعَ أنْ تجري
فلمّا طغى الماءُ اْستطالَ على السُكرِ

نسيمُ صَبا بغدادَ بعد خرابِها
تمنيّتُ لو كانتْ تمرُّ على قبري



صديقك الذي لا ينساك
عدنان الظاهر



#عدنان_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتنبي في لندن / إبن طاووس وإبن خلدون
- المتنبي في متحف الشمع في لندن
- المتنبي يزور المتحف البريطاني في لندن
- المتنبي يُقيم ويعمل في لندن
- المتنبي في لندن / مع الشاعر عزيز السماوي
- المتنبي في أوربا / مع كارمن ودولة الخروف الأسود
- حوارات مع المتنبي / المتنبي في أوربا
- تصحيح معلومة خاطئة / إلى الأستاذ سلام عبود ... حول قصص جلال ...
- مقبرة الغرباء / رثاء الجواهري
- آليات الإبداع في الشعر / المتنبي نموذجاً
- الأوزون ... درع الأرض الهش
- رسالة لعدنان الظاهر من محمد علي محيي الدين
- التلوث والبيئة / الزئبق
- ليزا والقاص جلال نعيم حسن
- عامر الصافي والمناضل القتيل الحاج بشير
- البايولوجيا الإشعاعية ومخاطر الإشعاع / لمناسبة إسقاط القنبلة ...
- مشاكل ومخاطر محطات توليد الطاقة
- لوركا والبياتي / في ذكرى رحيل الشاعر
- شعراء ثلاثة : أديب وحسين وعبد الهادي
- المتنبي في أمريكا


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عدنان الظاهر - المتنبي يبقى في لندن / الشاعر سعدي شيرازي يُرثي بغداد