أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رداد السلامي - عن وطنية علي سالم البيض















المزيد.....

عن وطنية علي سالم البيض


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 11:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يظل علي سالم البيض شخصية وطنية لايستطيع أحد إنكار دوره في تحقيق الوحدة اليمنية وما قدمه من تنازلات من أجل ذلك ولم لم يكن كذلك لم أقدم على القبول بمنصب نائب رئيس بعد أن كان رئيس دولة ، والى جانب ما كان يحظى به من إعجاب وتقدير الجميع بدأ يرى الناس بعد ان تكشفت لهم الحقائق أنه كان مدفوعا إلى الانفصال بعد أن وجد أن النظام الحاكم بدأ يمارس تدمير دولة مدنية بناها حزبه لسنوات طويلة وهو أمر ربما كان يرى فيه البيض ارتدادا وإضاعة لمكسب وطني ناضل ورفاقه من أجل إيجاده ليجد أن التخلف الذي كان موجودا في الشمال بدأ يضرب صميم النظام المدني المتقدم بوعيه واحترامه لمفاهيم الرقي والتقدم
لم يعد علي سالم البيض اليوم في نظر أغلب اليمنيين انفصاليا خائنا لان مفهوم الخيانة إن جاز إطلاقه سيشمل أيضا أولئك الذين يمارسون نهب خيرات البلاد ويستأثرون بنفطها ويشعلون الحرائق وينمون التصادم والفوضى وصناعة التناقضات .. فالخيانة لا تعنى أن تكون انفصاليا فحسب و أقدم عليه البيض كما يرى- محللون- كان تحت دوافع منطقية أبرزها ما ذكر آنفا إلى جانب ممارسة النظام المتمثل بالحزب الحاكم ورموزه السيادية جرائم الاغتيالات والتصفيات لرموز الحزب الاشتراكي الذي كان شريكا في تحقيق الوحدة ليصبح حق الحياة والبقاء الآمن مشروعا وهو مادفعه لخيار الانفصال كحل نهائي يقطع سريان الموت الذي كان يتربص به ورفاقه عند كل منعطف وحافة وشارع ..
فاستهداف النظام الذي حكم الشمال لرموز النظام الجنوبي آنذاك عن طريق التصفية الجسدية والاغتيال كان يهدف كما يرى البعض إلى استئصال الأدمغة التي كانت تمثل عقل الشعب وضميره وبالتالي الانفراد به وتدجينه ودمجه في منظومة التخلف وتحويله إلى أشبه بقطيع يساق إلى حيث يشاء، وهو ما تم له فعلا بعد حرب صيف 1994م، وهو ما تم له فعلا حيث استطاع النظام إحياء روح النزعة القبلية وإشعال فتائل الخلافات الهامدة التي جمدها النظام الاشتراكي وأوعز إلى متنفذيه بعد ذلك نهب أراضيهم واستضعافهم وتدمير كل ما تبقى من حياة مدنية ليحل محلها الاقتتال والاحتراب والاحتكام إلى ثقافة العنف وفوهة البندقية في ظل انعدام العدل وغياب القانون وحضور الأعراف والتقاليد القبلية المستوردة من شمال الوطن إلى جنوبه بالإضافة إلى إدمان رموز الحزب الحاكم إدارة البلاد على مصفوفة ممتدة من المتناقضات التي يصنعها .. كما أن استشعار النظام فداحة ما يقوم به من ممارسات ولكي يأمن حدوث انقلاب ضده قام من واقع ما يحس به بتسريح كافة الجنود والضباط من ابنا المناطق الجنوبية قسرا وبطرق غير مباشرة ليضيف إلى معانات الناس هناك معاناة أخرى كما كان يمتلك جاهزية من التهم لكل من رفع صوته شاكياً من ظلم وصارخاً من فساد ليطلق عليهم بالانفصاليين والشرذمة ..وبحسب -سعيد شحتور- الذي أعلن تمرده على النظام فإنه قاتل مع الرئيس صالح كما قال ضد أصحابة لكنة ندم بعد فوات الأوان وتكشفت له حقيقة مفادها أن الوحدة فقدت معانيها وتحولت إلى ما يشبه الإقصاء ليتم حد قولة ركل ستة ملايين بضربة قدم واحدة ..
كما يرى البعض أن أطلاق وصف الخيانة والانفصال على البيض وبقية القيادات التي فرت معه بعد إحداث 94م خطاء كبير لأن الأيام أثبتت أن الخطاء الذي دفع البيض إلى إعلان الانفصال كان كامنا في النظام الشمالي الذي كان لا يمتلك خصائص القابلية بمن توحد معهم باعتبارهم شركا بقدر ما كان يرى فيهم مجرد كائنات لا تستحق البقاء والحياة وهو تحليل فية من الصدق بحيث لا يستطيع أحد انكارة فقد ضلت القيادات التي والت النظام من ابنا المناطق الجنوبية مجرد وجودا شكليا في تركيبة النظام الحاكم رغم وجودهم في أعلى قمة السلطة وضلوا يمارسون وظائف بسيطة ومحدودة غير تلك التي كانوا يمارسونها قبل 90م.
إلى أن بعضهم رفض البقاء والوجود الشكلي الذي يمثل فقط غطاء لفساد النظام وممارساته كالدكتور الفقيد فرج أبن غانم رئيس الوزراء السابق بعد أن وجد أن قراراته لا تطبق وأن مطالبة بإقالة وزراء فاسدين تعفنوا في وزاراتهم فسادا ونهبن للمال العام وثروات البلاد لم تلقى قبولا .. الأمر الذي دفعه إلى طلب اللجوء السياسي ليظل في موقعة وطنياً شريفا يقدم وفاءه وخدماته للوطن من مكمن وجودة ولم يمارس أي كيد ضد النظام
ليس ما نورده للتبرير ولكن للضرب على جذور المشكلة ومعرفة أين تكمن..فللأسباب مقدماتها المنطقية الدافعة إلى خلق التوتر وتصعيد الأزمات وبالتالي فردود الفعل لها ما يبررها خصوصا حين تكتشف أن هناك من يسعى إلى إقصائك وتأبيد حالة غيابك وتحويلك إلى مجرد وجود شكلي هامد.. فاقد القدرة على تحديد مسارات اتجاهك ..
البيض لم ينشأ على ثقافة المخاتلة..ولم يتمترس خلف جُدر الأحجية والألغاز وحزاوي القدامى..فثقافته المتقدمة بصمت عقليته وسلوكه بالصدق والمفاصلة التي لاتعرف المداهنة وأنصاف الحلول وبالتالي فممارسات النظام الذي كان أحد شركائه ولد لديه إحساسا بضياع مصير جماهير وثقت به وظنت أنه الأقدر على فرضها كشريك فاعل في كافة مجالات الحياة الوطنية ..
الوحدة خيار ..قدر ومصير وطن..وإرادة شعب ذاك أمر لا مرية فيه ولا جدال ..لكن الوحدة كمفهوم للقوة ..للامتزاج الروحي والنفسي والوجداني..كمفهوم للنهوض والمساواة والشراكة في صناعة الغد الأفضل ..والوطن الأجمل..أفرغها النظام من محتواها أوجد انقسامات حادة..وتمميز استعلائي..أنتج الأفكار التمزيقية..زرع في النفوس عقدة المنتصر والمهزوم..و بالتالي خلق انفصالا نفسيا ووجدانيا في نفوس أبناء الشعب..وتفكيرهم..رغم واحديه المعاناة ، وكما قال أحد أبناء المناطق الجنوبية ذات مرة"كنا شعب في شعبين واليوم شعبين في شعب" وحين يجد النظام أن هناك مطالب مشروعة سواء في شمال الوطن أو جنوبه يلجأ الى محاولة الالتفاف على هذه المطالب وإفقاد شرعيتها وقوتها بالحديث عن الوحدة كخط أحمر وثابت ويتناسى أنه تجاوز كل الثوابت الوطنية والخطوط الحمراء وألوان الطيف وداس" ببيادته" على الدستور والقانون والوطن وهدد الوحدة التي يدعي حمايتها ويسن قوانين ضربها تحت مسميات الحفاظ عليها..
لم يكن البيض ينطلق في إدارته حين كان رئيسا للشق الآخر من الوطن قبل الوحدة من فكرة التموضع الأبدي والبقاء السرمدي ..ولم يعد أبنائه ليكونوا ورثة العرش من بعده ولو كان يفكر في ذلك لما مد يده للوحدة مع إدراكه ربما لما ستنتجه من صراع ..لم يحشو أكتافهم بالأوسمة والنجوم ولم يضعهم في مواقع القوة ورأس الجيش وأجهزة الأمن ..ولم يكن يمتلك تلك النظرة السرمدية المنحصرة في تقوية الحرث والنسل..ولذلك يكتشف من وقف ضده اليوم أن وجود عقلية قابلة لتعديل أخطائها واحترام الاختلاف الرشيد وقدرته على التعاطي مع مفاهيم العصر وأدواته والاحتكام الحقيقي إلى الديمقراطية كحل لتحكيم خيارات الشعب وحل مشاكله خيرا من عقول متحجرة وذوات مستعلية لاتؤمن إلا "بخرافة" تميزها وأنها خلقت لتحكم بينما خلق الآخرون ليكونوا أتباعا وعبيدا ..

---------------------------------
*كاتب وصحافي يمني






#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة اليمنية غياب حتى إشعار آخر
- اليمن تنافس مبكر وبوادر بتفكك حزب الرئيس صالح
- قصة من العذاب في سجون الامن السياسي في اليمن –خالد البتول نم ...
- ورقة -دور الشباب في مكافحة الإرهاب
- هموم صحفي يمني
- ثلاثية خطيرة تهدد وحدة اليمن:استبداد السلطة..عجز المعارضة... ...
- هل فقد الرئيس صالح السيطرة..أم أن عبد ربه منصور بدأ يعي ذاته ...
- إلى أخي في الجنوب كلينا في الهم غم
- المرحلة القادمة ترسيخ الوحدة وتطوير اساليب العمل الوطني
- عش إنسانا حقيقيا
- هكذا ينظر إليك الساسة أيها الصحفي؟
- إفساد التعليم بالنفاق السياسي
- طلاب جامعة صنعاء من أبناء صعده بين المعاناة وتهمة الحوثية
- عن كون الضالعي مناضلا وحدويا
- عن الناس و استقالة علي الجرادي
- وطن على الرصبف
- بوادر التفكيك لتكتل المعارضة اليمنية -اللقاء المشترك- بدأت ت ...
- بنكهة صنعاء
- توكل كرمان..أذابت جليد الصمت بدوي الكلمة
- إلى سيادة الرئيس سئمنا خطاباتك


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رداد السلامي - عن وطنية علي سالم البيض