أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال المظفر - تنهدات لأمرأة تحترق














المزيد.....

تنهدات لأمرأة تحترق


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 07:06
المحور: الادب والفن
    


حبيبتي
من شفتيك تعلمت النطق
ومن عينيك تعلمت الكذب
بأني لاأشتاق اليك .... واشتياقي اليك لاحدود له
بأني لاأحترق ... وأنا أحترق ... وأحترق .... وأحتراقي لامثيل له
بأني لست ذائبا فيك .... وأنا الذائب فيك حد الثمالة
علمتيني كيف الثغ الحروف... كيف اتسكع على شفتيك مثل اي مراهق يدخل مدرسة الحب
مازالت نكهة شفتيك اللتين بللتا أطراف السيجارة تذوب في ثناياي
لأول مرة أشعر بأن التدخين مع امراة يثيرني حد اللعنة ، كنت أظن ان المرأة تذوب في الدخان المتطاير من فم حبيبها الملاصق لها وهو ينفث دخانه بحجم اللذة أو اشتهاء لجسد انثوي.... ولكني أكتشفت أني أذوب شيئا فشيئا في دخان سجائرك .. استنشقه بلذة وأشعر بأنك تتغلغلين في خلاياي ... تذوبين في داخلي مثل قطعة سكر في قدح الشاي الساخن..
لأول مرة أشعر بأن نهديك يجيدان الحوار من خلف نقابهما ...
ثائران ... مغامران ... متمردان ...
محاوران لذيذان ...
شقيان ...
يصهلان مثل حصانين بريين ... يهرولان أمام عيني دون أن تدرين ...
كوكبان تسمرا في مكانهما .. والكواكب لاتحب التقييد ... تهوى الحركة واللهو بعيدا عن الجاذبية والنسبية والمكانية والاعراف الوضعية ....
دعي نهديك يمارسان طقوسهما
أراهما يلهوان خلف ستارهما الكلاسيكي....
يتوسلان بأن امارس دوري التوعوي في النهضة والتحضر والحرية والمساواة...
مازلت امرأة بدائية ....
تخافين أن تدخلي في عيوني
تهربين بعينيك الى الجهة الأخرى كي لاتفضح دواخلك تلك العينين المزغللتين
لست خجلة مني، ولكن الفتاة المراهقة في داخلك تعبث بثناياك
تثيرك حد اللذة ....
اشعر بحركاتك على المقعد في المقهى وانت تفتعلين الأشياء
اطمئني ... مهما فعلت من حركات .... فاني اجيد قراءة حركات النساء...
من أول نظرة في عينيك اعرف ماذا تريدين...
رجل بحجم جنونك
رجل بحجم انفعالاتك
رجل بحجم الحرائق المشتعلة في خلاياك
رجل بحجم احتياج هذا الجسد الملتهب
من يقدر ان يطفئ حرائق امراة تشتعل أطراف أصابعها منذ سنين
امراة من رماد متقد حتى هذه اللحظة...
وانت تهربين بعينيك عني في لحظة خجل أو اشتعال أو رغبة ... كنت أحاور نهديك
وكانا في منتهى اللياقة والتحضر
كانا وديعين ... محاوران ذكيان ... يجيدان الحديث
اهربي بعينيك الى أية جهة .... لايهم استدارة وجهك
هروبك فرصة للحوار المتمدن
أن احاور نهديك في لحظة احتظار
ان امتع عيني بدورة الكواكب حول محورهما
ان اعيش الجاذبية الكونية ... والجسدية
شئ ما يشدني أقوى من الجاذبية
سأكون منذ هذه اللحظة مروضا للخيول
سأروض خيولك البرية وستكون مطاوعة لنظراتي وللمسات يدي البريئتين
أول نهدين شرقيين يجيدان الحوار..
كل النهود الشرقية تعاني البلادة والامية
الا نهديك فانهما محاوران من طراز خاص
أشتهيك ... وأنت تهربين بعينيك ... الى اللذة ... الى الحرائق
أشتهيك ..... عندما تكونين بمنتهى الاثارة .. بزغللة عينيك.... وطأطأة رأسك الى الاسفل لأخفاء رغباتك
أشتهيك .... بحجم الحرائق التي تدخل ثناياي مع دخان سجائرك
أشتهيك ... بحجم المفردات المثيرة التي تخرج من بين شفتيك
أشتهيك ... بحجم اللعاب الذي يبلل أطراف السجائر التي تشعلينها لي بدعوى الاتيكيت ...
تشعلين السجائر بأطراف شفتيك من أجل ان تتعمد بلعابك الغروي .. . وتعرفين ان لعابك يغريني
يحرقني ... يدمرني...
كل السوائل تصلح لأطفاء الحرائق
الااللعاب الذي يبلل شفتيك فانه يزيد حرائقي
أشعربه يحرق أجزائي وكأنه سيل من البنزين ... من ماء النار
أية امرأة انت
كل شئ فيك يحرقني... يكويني
نظراتك .. حركاتك ... ايماءاتك ...
لوعتك
حيرتك
أشعر أن المقعد يحترق
وحرارة جسدك تلسع أجزائي
كيف أطفئ حرائق امرأة في مكان عام
هل أدعي الجنون وأمارس الطقوس البدائية
أم أدعي البلاهة وأغير المواضيع .... فما علاقة نهديك بالسياسة ... وحرائقك بالماديات والمثاليات
كيف أطفئ حرائق امراة مشتعلة منذ ألف عام
هل لقبلة أن تطفئ حرائق امراة
هل لمداعبة رقيقة أن تزيل تراكم الرماد
احترقي ياحبيبتي
فأجمل الحرائق وألذها حرائق النساء
احترقي
ولتحترق معك دفاتر الذكريات ... والرغبات
فلتحترق قواميس اللذة والرغبة
احترقي الى مالانهاية
فأني سأحترق معك ..... الى آخر خلية تختبئ فيها الرغبة الجانحة
احترقي الى مالانهاية .. وسأحترق معك
سنصبح سوية رمادا غير قابل للفصل
سنذوب معا ونمارس طقوسنا بكل حرية
وداعا للمكان واللامكان ... وداعا للاعراف والنظرات
وداعا للقيم والمبادئ
وداعا للمقهى وللمقعد المحترق
سوف لن تهربين بعينيك الى الجهة الاخرى
صلافة عينيك ونهديك لامثيل لهما وهما ينصهران في عيني
احترقي ياحبيبتي فأني أحترق معك
بكامل شعوري وأحاسيسي
بكل انفعالاتي
بكل جنوني
بكل هذا الكبت الذي يمارس دور الرقيب علينا ... دور القاتل والرقيب .. دور المخبر السري..
أحترقي ياسيدتي
فأحتراقك وأحتراقي من أجمل الحرائق وألذها.



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلد العجايب
- لعنة السمتيات
- الكتابة مابين اللذة والنار
- القاصة والروائية سافرة جميل حافظ: الثقافة الاجتماعية تقف حجر ...
- ضحايا الريادة الشعرية
- انا والعراف ويوم السعد
- المجلس الاعلى ... والمثقف المبتلى
- المربد .. وماادراك ماالمربد
- شيوعيون بلا مبادئ
- الى قروية
- امبراطورية المؤخرات
- ايناس البدران:الكتابة ثمرة من ثمرات العقل
- جمالية الصورة والمعنى في شعر رنا جعفر
- واحدا واحدا يرحلون/ اصدارات جديدة
- موت آخر النبوءات
- مرقاب خفي/ الجدل الشعري والأيحائية المستترة
- مرقاب خفي/ الجدل الشعري والايحائية المستترة
- اغتيال سيدة الاقمار الثلاثة
- غرام في خانة الشواذي
- اغتيال الشرف العراقي


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال المظفر - تنهدات لأمرأة تحترق