أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - يحيى الكفري – وحلاق الموتى0














المزيد.....

يحيى الكفري – وحلاق الموتى0


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2015 - 2007 / 8 / 22 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


القلق 00 التواتر 00 الخلق 00 الحياة 00 الموت 00 وحلاق للموتى , وأشياء أُخر , ضفاف تبتعد لدرجة أنها تلطم انفك, وتستفز الوجع فيك , تهرش دمك متوضِّــئة ً بالمنطق واللامنطق , وتشيل نفسك معه , وأنت تأتي إلى شوارع المدينة , وجوه شوهها القهر فتسلطت قاهرة , أنيابٌ تقطر باروداً , وفي واحة القهر هذه وبحر الزنازين, يصافحانك أب وأم رؤومان, فَتَدْفَأ ونَتَدَفْأ بهما, كما يُدفؤك يحيى الكفري بأحرفه , الواجّةَ سعيرَ ذاته, ويُنير لك , بأحرف ِ من شمع ٍ غليان َ ذاته , وهو يكسر السوط , ويُبكيك ضحكاً , وأنت تعيش سيناريو " حلاق الموتى " ويُفزعك " سعدان " الشيخ بصراوي – ويطربك حد ّ المدد , تعيش الحسين من جديد في بغداد , وها بيروت تبحث عن قرطبة , ويبحث عن قمره المسروق , ( لكن ذات يوم حين أُعلّق متأرجحاً على مشانقكم , وأنتم تقفون أمامي تنظرون عالياً كي تروا وجهي أنا الفوق وأنتم التحت ) يمتدّ هو ليطاول السماء , إذ أن له فضاءات تجعلك تتيه في عوالم كثيرة ً , ويأتِك نجم آخر تلطمه العفة, ويغسل قدميه بأريج الغيم , وهو يحِّدق على مشارف دروب السماء , فلا هادي له إلا خناجر صديقه- أحمد محمود المصطفى - , ذاك الذي حمل خناجره وجرح بها خدود الأرض, وأبكى عليه الأرض وهو يطعنها , ملفعاً بجنون الكتابة ( دفعته الجراحات ناسياً أن يترك لنا خناجره ) , حموده الذي غنته السنابل وصبايا القرية وعزف له القمر في لياليه , وأرضعته عرائس النجوم, لبناً لا يعرف طعمه إلا من كان على ضفاف قرية فراتية , فتتيه معه في خطوط الطول والعرض , وأنت على مشارف فوانيس- حمود الشبلي- فتتلوّن أحرف الجمل بلون البلوى التي رسمتها خطوط الحرب , (( والله يا سيدي ما رفعت سعر البندورة والفليفلة أبداً )) 0 أخرس يا كلــ 00 ؟ تبتسم له ممرضة , عربستان , اسكندرون , فلسطين ورسالة 0 أن الجملة التي تتعايش معها وأنت تقرأ الكفري تمنحك فضارءات أخر, وترسم لك بانوراما من نوع خاص ,و تحكي ذاتك لذاتك , فتحدثهم عما يريد أن يحدثك به الكاتب :
(( من يفترس الحمل الجائع
غير الذئب الشبعان ؟
ارتاح الرب الخالق في اليوم السابع
لكن لم يسترح الإنسان ))
من الذي شق عباب العجاجة قادماً, من مزق عباءة العشيرة ؟ ومن الذي يكره أكياس الرمل المكّدسة فوق الأبنية ؟ والميكروباصات ذات السقوف الواطئة ؟ من الذي لا يحني رأسه لأنّ جبهته تصافح الغيم ؟ - إنه أبو زكي- الذي رافقته السحب ولحظة الولادة من القرية حتى أسوار المدينة الموشاة بسراويل ( ليس لها دِككْ ) آه يا حمدوش العلو السفر هذا البلاء الذي يحكّ ظهري مثل أجرب ويطقطق مقصٌ أبو زكي ويلعن اليابان التي جلبت هذه الآلات الممسوخة التي حملت لنا كل ما هو مشوّه) , وتظل هكذا تتدافع بين يديك الأحرف وتسوح مع الجملة التي تعطيك أفقاً رحباً , وتتعامر مع اللغة النقّية الجميلة , والتي تقترب من الشعر في أحايين كثيرة , وتركيز اللحظة والدفقة الشعورية المتسامقة , وتعجب من قاص تفرد بأسلوبه في مجموعة واحدة ,ولا أظنك تستعجل القراءة 0 لأنّ الجمل لها أبعاداً في جميع الاتجاهات , لأنك تحتاج إلى حكم القيمة , فالدلالات والرموز تشعرك بخرير دم يحيى وهو يُعَمِّدُ كلماتهُ بالجرح العميق, الذي يجعل السماء تبكي, والأرض تمزق براقعها 0 إذ هذا العمل لو رأى النور منذ كتابته لكان له شأن آخر 0 فهو " أي العمل " طـَفقَ" يهرب بعيداً عن المباشرة والجملة العادية والأفكار تقترب من اليد 0
- فالكاتب عمدَّ شخوصه بحارة " الرميلة " وشوارع الرقة الطينية , ومن روحه ودفق دمه , جعل الفرات يبكي وهو يغسل أقدامنا من عوالق المدينة , ويجفف دمعنا , وأحياناً ينتحب حزناً علينا , فبالإضافة إلى الشفافية التي تمتطي خيولها البيض , هناك براءة طفولية , تجعلك أكثر استيحاءاً وأنت تتعايش مع المفردة فتعشقها , لم ينظر إلينا من أعالي السماء , بل شق عباءة الأرض مارداً إنساناً , ينطق المعرفة ويذمّ كل من كان جباراً عصيا 0
هينة ٌ عليه اللغة يصوغها بشكل جميل , مستخدماً ذاكرته , لتكثيف الحدث , وتسليط الضوء على خلجات نفوس شخوصه 0 هؤلاء المردة الذين قهرتهم الأرض ولم ترحمهم السماء , فزرعوا أصابعهم مواسم قمح لتطرح حَباً للأرض والناس 0 لغة تجتاحك فلا تحيد عنها عمل متماسك (( الليل حيوان مفترس يمضي بشراسة نحو المدينة – الشوارع تحتضن الكلاب , والقطط الباحثة في تلك النفايات عن شيء تقتات به, المدينة مطرّزة بالسكون المولود من رحم الضجيج )) 0
* يحيى الكفري في مجموعته القصصية " حلاق الموتى " والتي صدرت عام 1996 عن دار الينابيع بدمشق – ولوحة الغلاف للفنان – ممدوح حمادة – قطع متوسط (100 ) صفحة 0 والذي نال العديد من الجوائز في القصة على مستوى محافظة الرقة والقطر العربي السوري الذي يعمل الآن في حقل التمثيل والإخراج 0 يأتي إلينا صوتاً حنوناً دافئاً واثقاً يطرح أبواب الإبداع , ليشدنا إلى عمق القاع يهزنا بعمق لنستيقظ من غفوتنا , ولا نغفل هواجسنا وهمومنا اليومية 0 فهل هي دعوة لنقرأ يحيى بهدوء وبعمق 00 ربما 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استخبارات محمد
- لماذا يريدون إبادة الشعب اليزيدي؟
- قصة الحجر الأسود
- امتيازات قريش
- العمرة
- كيف نشأ الحج
- الدين والعبادة
- الغلو في محمد
- عمل الدعاة الإسلاميين في العصر العباسي
- محمد- أزواجه –1
- - محمد - أزواجه0
- - محمد - سلاحه وأثاثه
- أوجاع الذرف المائي
- - محمد - عبيده وإماؤه
- الموارد المالية الخاصة بالنبي 2
- موارد النبي المالية 0
- المسلمون ينتقمون من أعدائهم
- محمد والملائكة
- سقوط المدائن في عهد عمر بن الخطاب
- محمد في المدينة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - يحيى الكفري – وحلاق الموتى0