أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - معايدة ..؟ من خواطر زوجة معتقل سياسي














المزيد.....

معايدة ..؟ من خواطر زوجة معتقل سياسي


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 12:02
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


ربما أنت جائع الاّن يا حبيبي ..؟
نستقبل العيد و العام الجديد .. ونحن جياع ..
لم أذق الطعام منذ الصباح
لا أشعر بالجوع أبداًَ
لا أشعر بالنوم أبداً
لا أشعر بالحب .. أبدا أبداً .. !؟

لا أفكر بالنبيذ والشموع .. ولا الرقص .. ولا الغناء .. ولا القبل الصاخبة .. والموسيقى المجنونة .. أو الفيروزية
لا أفكر بالسفر .. بالشوارع .. بمأكولات العيد .. بالملابس .. بالهدايا .. بالقهوة المرَة .. والحلويَات
كل هذا لا يعنيني ...

لا أفكر بشئ من هذا إطلاقاً .. !؟
إنما هو مصيرك , وجودك
تحت ظل هذا الحكم الأسود .. الظالم
الذي تئن تحت ضرباته مئات القلوب .. وتدمع اّلاف العيون .. وتختنق اّلاف الإبتسامات ..؟
لم أستطع أن أهديك إلا هذه الكلمات : كل عام وأنت بخير وسلام وصحة جيدة يا حبيبي ..
أكنت في تدمر , أم في المزَة , أم في أقبية المخابرات .. لا أدري ؟
في أي زنزانة تقبع الاّن.. وفي أي إقامة مجهولة لا أعلم ..؟
المهم أننا معك .. معك ..
لنضيْ شمعة العيد رغم أنف الظلام .. رمزاً للتحدَي والرجاء .. !

ليلة عيد رأس السنة .. دمشق / 1975

***

..... كنا " بنكاً " غنياً بالحب العامر الذي لا يفلسه سحب جميع الأرصدة التي كنتم وراء سحبها أيها الحكاَم المستبدَين ..
كان يموَل نفسه بنفسه .. بصورة ذاتية وديناميكية . عجزتم عن تحريفها وإيقافها .
أردتم ترويعنا .. و سحق عائلتنا بجوع الماضي المزمن .. ولكن الإخوة والرفاق الحقيقيين مدَوا العون غير عابئين بهراواتكم الوحشية , ولم يفتك بهذه العائلة داء الجوع لأنها تمرَست بالمناعة , وطردته وقاومته بالرغم من الاّثار المادية التي تركها في صحة أبنائي .
ألا تدرون أيها المجرمون , إنها أحد أسلحتي المعنوية التي سلَحتني بالصمود ضدَكم . .؟
إنكم لم تهزَوا إيماننا طالما أن المال ليس معبودنا ..

إنه الواجب .. فإله المال حطَمناه مذ وجدنا في ساحة النضال .. إننا " ننبش " على الذهب الحقيقي في ذرَات التراب .. وطيَات الأمل والإرادة الحرة .. لأنها الكنز الذي لا يفنى , وسيظل يتدفَق على ملايين المضطهدين .
إن الإيمان الذي غرس في نفوسنا وروحنا غذتَه المحن والصدمات .. وزادته صقلاً ونضارة .. تجارب النضال العنيد القاسي المرير ..
العمل .. والإيمان بمبادئ وعقيدة الحق والخير والعدالة والجمال .. الخبز والحرية لكل البشرية الضطهدة المعذبة هو سبيلنا وإليه ننشد مزاميرنا .. !؟

تقول لي وتلومني يا رفيقي على بكائي الصامت ..
لم أبك أبداًخوفا ولا جبنا ولا تأففا أو ضعفاً .. بل إنسانية .. وقوة , لم أبك أمام أحد .. ولم أركع لأحد ..
هل يشعر بالجسم سوى القلب , و " العيون سراج الجسد " والدمع هو عطر الحب والمحبة والإيمان ..
سوف لن أتوجَع من المناظر الخلاَبة التي يعيشها البرجوازيون في الملاهي والمسابح والمصايف ودور اللهو , ولكي أعيش مع كل إنسان مهيض الجناح وأسرة صابرة مضطهدة مثلنا لها سجين وراء القضبان ..لا أستطيع إلا أن أعيش مع كل احرار العالم .. عليَ أن أتضامن معهم ماديا ومعنويا وروحيا
قبل أن أنام .. وقبل أن أشبع .. وقبل أن ألهو , سوف أتحسَس وأشعر وأعيش اّلام وجوع واضطهاد الاّخرين ..
إنهم لم يرتكبوا أي ذنب .. سوى وجودهم في مجتمع طبقي وانتهازي وظالم .. نظام إستبدادي قمعي لا يرحم ...
إنني أصرخ مع كل امرأة وطنية فقدت إبنها برصاص عربي عميل , لأنه يحمل الفكر ويثور ويجسَد التمردعملياً في الساحة العربية .
إنني كأم أنضم إلى أمهات فقدن أبناءهن في ساحة الإعدام ( الشرف )لأنهم رسموا العلامة .v. لشعبنا ..
إنها بداية النهاية لنظام شوّه وأجهض وخرَب كل شئ , ما عدا فكر الأحرار ..
قيَد .. وسجن .. وأعدم .. واغتال البراعم .. الأخضر واليابس , الإنسان والحيوان .. والجماد بكى !؟
ولكن لم يؤثر على عقول الوطنيين الشرفاء , لم يستطع أن يحطَم سوى النمور الكرتونية .. وحزم القش ..
و أما الأحزاب التي تاجرت بالمبادئ ....لم تكن سوى سوقاً للنخاسة وشهوداً للقمع .. و عبيداً للفكر الإنتهازي ,
لم تنجرف في هذا التيَار سوى الرمال , أما الصخور , وأما حجارة البناء الصلدة فبقيت علامة للتحدي .. والرصف .. لتعيد تعبيد الطريق من جديد ..
- يا من تريدون طحننا كحبوب العلف .... نحن كحبَات القمح المخبأة في جرار الفلاحين لحياة الإنسان والطيور في الشتاء القاسي ..
للصمود في وجه الريح والجوع والقيد ..
أردتم أن نكون تراب تدوسوننا تحت أقدامكم لتقيموا قلعة الطين والرمال ..
ولكننا كنا صخوراً .. كنا فولاذاً.. عجزت أدواتكم واّلاتكم على صهرنا .. وتذويبنا .. ووضعنا في قالب بنائكم ...!؟
...........

مهداة إلى أسر المعتقلين الأحرار والمناضلين في سورية الحبيبة ..
أنا معكم معكم .. أيها المناضلون أيها المعتقلون الأحرار معتقلو الرأي والضمير في سجون سورية .. كلكم إخوتي وأبنائي ورفاقي وعائلاتكم المعذبة معاً
على طريق الحرية ...



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الجذور - .. كالصفصاف
- مداد الكتابة ..؟
- رسالة حب للوطن
- من خواطر زوجة معتقل سياسي
- دور المرأة في الإنتاج , والبناء الإشتراكي , والدفاع عن الوطن
- من كل حديقة زهرة : زراعة .. صحَة .. جمال - 4
- للصباح الغناء .. على مشارف الفجر - 3
- أوطاننا .. جراحنا ؟ ؟
- من كل حديقة زهرة : زراعة .. صحة .. جمال - 3
- وداعاً شاعرة العراق .. نازك الملائكة
- من كل حديقة زهرة : زراعة .. صحة .. جمال - 2
- دعوة مدرسية - دروس إنسانية من هولندا ..!؟
- ديمقراطيتنا بين حقول الألغام ..!؟
- أناشيد النكبات .. أناشيد الشهداء .. أناشيد الحرية
- أنت لي .. أنت لي
- إلى شهيدة الحبَ والبراءة , دعاء -
- الحقيقة دوما عنيدة ..!؟
- تعليق الصورة القديمة ..!؟
- أهمية المجتمع المدني .. ضرورة تفعيله وتنشيطه وحمايته - 2
- لا ... لبشَأر..؟؟


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - معايدة ..؟ من خواطر زوجة معتقل سياسي