أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مؤيد احمد - مرة اخرى في الدفاع عن اتحاد المجالس والنقابات العمالية... رد على مقالة لامجد غفور















المزيد.....



مرة اخرى في الدفاع عن اتحاد المجالس والنقابات العمالية... رد على مقالة لامجد غفور


مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مقدمة
في 20 حزيران 2007 نشرت رسالة علنية حول مشاكل تخص "اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق" شرحت فيها اسباب عدم اتفاقي مع الرفيق ريبوار احمد حول طرح معلن من قبله لحل تلك المشاكل. ففي القسم الثاني من رسالتي اشرت الى الجذور السياسية لتلك المشكلة بغية توضيح ابعاد المسألة بهدف الوصول الى نتائج ملموسة وخطة عمل فعالة وموحدة للتطوير بالحركة العمالية. لقد رد كل من الرفيق امجد غفور وريبوار احمد ورفاق اخرين على رسالتي .ان ما تقرأونه الان هو تعليقاتي على رد امجد غفور وسوف ارد بشكل مستقل على ريبوار احمد.
من هم دعاة الانشقاق؟
يحاول الرفيقان امجد غفور وريبوار احمد ان يعرضوا واقع الجدال الدائر، حول التطاولات على اتحاد المجالس وقيام مجموعة بخرق حق هذا الاتحاد في "اسمه "، وكانه جدال بين طرف يدعو الى الانشقاق وهم مؤيد احمد وفلاح علوان واخرين، وطرف يدافع عن وحدة الطبقة العاملة وهم ريبوار احمد وامجد غفور واخرين.
ففي هذا العرض للمسالة يؤكد الرفيقان بان البحث يدور بين دعاة ومثيري ومنظري "الانشقاق" وبين مدافعي ودعاة "الوحدة" بين العمال، ولكن، بقليل من التمعن يظهر بان هذا الامر ليس هو بواقع الحال وليس صحيحا على الاطلاق لسبب بسيط وهو ان الانشقاق ليس وليد اليوم ولم يكن من صنعنا اي من صنع مؤيد و فلاح وغيرنا. ان الانشقاق امر وقع قبل عام وبالرغم من ارداتنا ومناهضتي و انتقادي المدونة له. ان الحديث عن الانشقاق كامر متعلق بالحاضر ليس الا الابتعاد عن حقيقة الموضوع وعدم تبيان الامور كما هي.
لقد كانت الدعوة الى عدم الانشقاق والحفاظ على وحدة صفوف المنظمة العمالية اي اتحاد المجالس امرا مهما وقضية سياسية محددة ومؤثرة قبل عام. ولكن ومع الاسف الشديد ان اصحاب الدعوة الى "الوحدة" اليوم، الرفيقين امجد وريبوار، هم انفسهم دعموا بشكل او باخر انشقاق المجموعة التي انشقت عن اتحاد المجالس واسست "اتحاد نقابات العمال العام–العراق" العام الماضي. فلم يقل الرفيقان، ريبوار و امجد، كلمة بوجه من انشقوا عن الاتحاد واخلوا بوحدة نضال الطبقة العاملة العام الماضي ولم يرفعا شعار وحدة نضال الطبقة العاملة مثل ما يرفعونه اليوم. كما ووفر مؤتمر حرية العراق المكان والتسهيلات والدعم المادي والمعنوي لتحقيق ذلك الانشقاق وعقد مؤتمرهم.
انه امر مثير للاستغراب والاعتراض ايضا بان الرفيقين ريبوار وامجد يعطون الحق، باسم الدعوة الى وحدة صفوف الطبقة العاملة، لتلك المجموعة التي تركت وانشقت عن الاتحاد بان تعلن من جديد بانها صاحب مشروع اتحاد المجالس ولها الحق في عزل رئيسه وخرق حق المنظمة في "اسمها". لقد كان الحديث، في تلك الفترة بالذات اي العام الماضي، عن الوحدة وعدم الانجرار وراء الانشقاق، فيما يخص اتحاد المجالس، امرا مهما جدا لانه كان هناك انشقاق بصدد الوقوع، ولكن اليوم، ليس الا كلام خال من محتوى، لا لاني ارفضه بل لانه لا ينطبق على واقع الصراع الحالي حيث انه اصبح في طور اخر ومرحلة اخرى. ان الصراع الان هو حول اسس وموازين الوحدة وليس على الوحدة بشكل عام. انه صراع لا يتمحور حول الوحدة والانشقاق بل حول الدفاع عن اتحاد المجالس او عدمه وحول التمسك بالية الحركة العمالية او بتدمير تلك الالية. انه بكلمة حول الوقوف بوجه تطاول قد وقع على اتحاد المجالس وتصحيحه وتامين اسس وحدة على اساس ذلك التصحيح او غض الطرف عنها وسد الطريق امام اي عمل موحد جدي.
ان المشاكل الاخيرة في اتحاد المجالس ليست في دائرة مفهوم وميدان الانشقاق زمنيا وعمليا كي يصاغ لها مفهوم الوحدة والتطبيق العملي للوحدة تجاهه. ان تلك المشاكل هي من حيث تسلسلها الزمني والعملي اتت بعد حدوث الانشقاق وتشكيل "اتحاد النقابات العام–العراق" وجوهرها تتلخص في تطاول مكشوف على منظمة عمالية جماهيرية موجودة على الارض اسمها "اتحاد المجالس...". فما حدث اخيرا ليس بانشقاق سياسي داخل تلك المنظمة بل عملية فرض انشطار ميكانيكي عليها.

مسألة لا يمكن لاحد التهرب منها
هناك مسالة محورية وهي ان هذا الجدل هو حول مسالة عملية محددة موجودة على الارض ولها ابعادها التنظيمية الفعلية وستكون لنتائجها تاثيرعلى مسار حركتنا العمالية. فليس لدينا جدل فكري مجرد وبالتالي لا يستطع احد من الطرفين القفز على تلك المسالة الواقعية حتى وان كتبنا مئات الصفحات وقدمنا مئات الحجج الفكرية والسياسية. فتلك المسالة هي: ان اتحاد المجالس والنقابات العمالية المعروفة منذ اربع سنوات لدى الجميع وداخل الحركة العمالية على صعيد العراق وعالميا بهذا الاسم وله رئيس وقيادة ميدانية ومقرمركزي في بغداد ويضم الان عشرات من نقابات وفروع ونقابيين قياديين من ضمنهم غالبية القادة والكوادر في فرع البصرة المنتخبين في مؤتمر عمال البصرة ويعمل عشرات الناشطين والقادة العماليين في هذا الاتحاد، اصبح يواجهه مجموعة اخرى نقابيين وغير نقابيين وهم فالح مكطوف، عبدالكريم عبدالسادة(ابو وطن)، علي عباس، صبحي البدري، سعيد نعمة، عبد الزهرة واخرين، اذ انهم قد اعلنوا بانهم هم القادة الشرعيين الوحيدين لهذا الاتحاد. ان هذه المجموعة قاموا بهذا التطاول بالرغم من قيامهم بالانشقاق عن الاتحاد ورغم استقالة ثلاثة منهم (سعيد نعمة، عبد الزهرة وفالح مكطوف) وقبل عام من المنظمة. انهم بعد عام من العمل خارج الاتحاد وبعيدا عنه وداخل المنظمة الاخرى، التي اسسوها،"اتحاد النقابات العمال العام-العراق"، يعودون ويتطاولون على حقوق اتحاد المجالس كمنظمة عمالية جماهيرية ويقولون بانهم قادة شرعيين للاتحاد ويخرقون حق هذه المنظمة في "اسمها". فقاموا بالاعلان عن انفسهم بانهم يمثلون اتحاد المجالس وبالتالي قاموا بشطر هذه المنظمة واعلنوا انشطاره للعالم ومستمرون بهذا العمل.
بموازاة ذلك هناك اشخاص معينين في قيادة حزبنا وتحديدا، ريبوار وامجد، يكتبون مقالات ويقدمون مقترحات يعلنون عن حرصهم على وحدة العمال ولكن لا يدينون هذا الخرق وهذا الانقلاب التنظيمي ولا يقولون شيئا عن هذا، فبدل هذا وخلاصة مقترحاتهم هي اعطاء الامتيازات، تحت اسم الدعوة الى "الوحدة "، لهؤلاء الناشطين وخلق التصور بانهم هم قادة اتحاد المجالس الشرعيين ايضا واعضاء مكتبها التنفيذي ايضا. بالاضافة الى كل ذلك، يتهمونني "بالتنظير" للانشقاق ويعلنان باننا مسؤولون عن حدوث الانشقاق اذا لم نستجب لاطروحاتهم.
من جانبي وكناشط شيوعي عمالي لا يمكنني القبول بهذا الامر ولا يمكنني ان اتفق مع احد ممن لا يدين هذا العمل ولا يطلب من هؤلاء الاعتذار والتراجع عن هذا النمط من الاعمال لانه، ببساطة شديدة، لا يبقى لنا الاعتبار والثقة داخل الحركة العمالية ولسنوات عديدة قادمة اذا لم نكن حازمين اليوم تجاه هذه الخروقات وهذه التطاولات. اننا شيوعيون عماليون لنا مبادؤنا وقيمنا السياسية والعملية والمبدئية، كما واننا عمليون ووحدويون وسياسيون نناضل من اجل تقوية الحركة العمالية وتطويرها وتوحيدها. فلا تتحقق اسس وحدة متينة وعمل مؤثر داخل الحركة العمالية اذا لم نرسم ومنذ البداية خطوطنا الفاصلة مع هذه الانماط من العمل وهذا التوجه الانشطاري. انها مسيرة طويلة وتحتاج الى اخر درجة من درجات التمسك بالقيم والمبادئ العمالية والشيوعية في اكمالها. لا يمكن فرض الوحدة على قيادة منظمة عمالية جماهيرية اذا لم يسد الطريق اولا امام الاعمال الانشطارية والتطاولات وهذا من ابسط الشروط والموازين التي يطلبها قيادة اية منظمة او اية مؤسسة جماهيرية .وهذا على النقيض من اعطاء الاميتازات للانشطاريين.
ان ما يجري فيما يتعلق باتحاد المجالس والنقابات العمالية ليست هي مؤامرة يحيكها البرجوازيون من امثال جلال الطالباني ضد اتحاد العاطلين في كردستان سنة 1993، كي نضع اسس عملية وتاكتيك سياسي لاحتوائها والسعي لتوحيد صفوف المنظمة لحمايتها من آثار تلك المؤامرة. ان ما يحدث اليوم في اتحاد المجالس هو قضية خاصة بحركتنا الشيوعية العمالية والحركة العمالية وحزبنا، وهو صراع بين نمط عمل تنظيمي وممارسات انقلابية وتشهيرات شخصية والذي يرى الشقوق في صفوف حزبنا ويتغذى من نمط عمل اليسارالراديكالي داخل حزبنا لكسر اتحاد المجالس والحاق نفس المصير الذي اصاب اتحاد العاطلين في كردستان. ان ما يجري هو مرض اليسار الراديكالي في حركتنا وحزبنا وانعكاس لاساليب واليات عمله المضرة فيما يتعلق بالحركة العمالية والمنظمات الجماهيرية. فيجب ايقافه وفرض التراجع عليه، اذا اردنا ان نكون مدافعين حقيقين عن وحدة نضال العمال الطبقي ووحدة الحركة العمالية.
ان هذا الصراع ليس بين دعاة "وحدة صفوف العمال " ودعاة "الانشقاق" والابقاء على فلاح علوان كرئيس اتحاد المجالس كما يطرحها كل من امجد وريبوار. واقع الامر هو ان للرفيقين تصور اخر لموقع اتحاد المجالس ودوره، وتصور اخر لما يجري وجرى من المشاكل في الفترة الاخيرة، كما يعتبران الناشطين الاخرين على حق في هذا الصراع. كل هذه التقيمات والاختلافات في التصور امور طبيعية وقابلة للنقاش ولكن وضع تلك التصورات والتقيمات في قالب الحياد وبكونها افكار تدافع عن وحدة الطبقة العاملة ليس الا الابتعاد عن الحقيقة. ان اتخاذ موقف مشترك كانت ستصبح مسالة بسيطة لو كانت لنا تصور سياسي مشترك حول ما جرى ويجري ولكن لسوء الحظ اننا مختلفين في تقيم هذه الاعمال وموقعها ومكانتها وآثارها على الحركة العمالية.
اني بذلت قسما من جهودي ووقتي وخصصت قسما من نضالي خلال السنوات الاربع الماضية لتقدم مشروع اتحاد المجالس وعملت كل ما في وسعي لانجاحه وكتبت مقالات عددية للدفاع عنه وعن الحركة العمالية. فكنت من مؤسسي اللجنة التحضيرية لهذا الاتحاد، منذ صيف 2003 ولحد عقد مؤتمره الاول، وكتبت البيان التأسيسي للجنة التحضيرية التي انبثق منها فيما بعد اتحاد المجالس. فارى نفسي ملزما بان ادافع عن اتحاد المجالس وتطويره وان اقف بوجه اية اعمال او ترتيبات تؤدي الى اضعافه. كما ولدي قناعة كاملة بان الحركة العمالية، حركة طبقية عصرية وتحررية فلا تقبل ذلك النمط من الممارسات بل تخلص نفسها منها كجزء من اليات وديناميزم حركتها. فالسكوت عن هذا التطاول ليس هو اختياري ولكن ربما يكون امرا ممكنا للاخرين ولكن يجب ان يعرف هؤلاء الرفاق بانه سيتم ذلك السكوت على حساب الحاق ضربة مدمرة للحركة العمالية وعزل الحزب عن تلك الحركة وسد الطريق امام المساعي لايجاد حل اصولي لمشاكل الاتحاد الحالية.

لماذا يقوم الرفيق امجد بابتذال البحث؟
من البداية يخلط الرفيق امجد غفور في مقدمة رده على رسالتي العلنية "الدفاع عن اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق وادانة التصفويين والانقلاب التنظيمي" مجموعة مسائل عامة غير مترابطة وغير متعلقة بالموضوع ويعرض نقده ويقوم بابتذال بحثي كي يجد طريقة سهلة لتحقيق هدفه السياسي وعرض ارائه الى القارئ. ان هذا الابتذال للبحث يستمر في المقاطع الاخرى في رسالته والى النهاية ويشكل منهجا خاصا به في مجمل رده فهو يقول " ان المسائل التي كتبه ( مؤيد ) حول الشيوعية العمالية وعلاقة اليسار التقليدي الرديكالي بحركة عمالية .... انها تبغي فقط لتغطية بحث يعني في نهاية المطاف بان الرئيس الحالي لاتحاد المجالس مقدس ويجب الحفاظ عليه الى الابد "
ان طرح الموضوع بهذا الشكل يعكس في واقع الامر مدى عدم جدية الرفيق امجد غفور في الدخول في نقاش سياسي وفكري حول مشاكلنا ومشاكل حركتنا الشيوعية العمالية واتحاد المجالس. ان من لديه قناعة مثل قناعة امجد المذكورة اعلاه، لا يحتاج الى البحث والانتقاد بل يحتاج الى خلق صورة مشوهة عن الطرف المقابل وابتذال البحث وهذا هو ما يقوم به فعلا. اني افهم جيدا بانه ابتذال مقصود حيث انه بحاجة الى ذلك كي يخلص نفسه من ورطة ادانة اعمال مجموعة قاموا بالتطاول على منظمة عمالية وبالحاق الاذى بالحركة العمالية والحزب.
ولكن قبل هذا وذاك انه بعرضه للامور بالشكل الذي يصفه اعلاه يسعى لسد الطريق علي كانسان وكناشط شيوعي عمالي في ان يكون لدي نقد وحق الاعترض بوجه اعمال "تصفوية" و"انشطارية" فيما يخص اتحاد المجالس، من خلال صياغة المسالة واتهامي بكوني من مدافعي "قدسية" الرئيس الحالي لاتحاد المجالس. انه اسلوب معروف ومكشوف وله تاريخ مئات السنين حيث انه من الاسهل خلق صورة مشوهة عن المنتقدين كي يتخلص المنتقد من أثار الانتقاد. يدرك الرفيق امجد ام لا يدرك انه بعرضه للجدال بهذا الشكل يعكس تصور "مذهبي " للتعامل مع النقد بادخاله مفهوم "المقدس"، وكوسيلة سياسية سهلة لوضع المقابل و"المخالف " السياسي في قفص الاتهام. ان هذا المنهج الذي يطبقه امجد هنا لتشويه الصورة هو نفس المنهج الذي يستخدمه في مكان اخر من رسالته حين يقول: "من جهة أخرى فإن أسلوب تعامل فلاح و مؤيد بأتهام أفراد معينين بأنهم متآمرين و إنشطاريين وسبب التفرقة داخل المنظمة، تلك الكلمات هي دائماً لأناس يدافعون عن تسلطهم الفردي ويتهمون المنافسين لهم بمتآمرين وإنقلابيين ومخربين وإنفصاليين، وذلك لكي "يحافظوا على عقيدتهم الشيوعية المقدسة وعلى نقائها" صراحة لم أتصور يوماً بأن أحد منا يلجأ إلى عبارات "التخريب والتآمر".
لندع كلمة المؤامرة جانبا اذ اني لم استخدمها ابدا في رسالتي حيث لا ارى الذي حدث في اتحاد المجالس هو مؤامرة بل عمل سياسي مقصود وذات اهداف عملية مشخصة. لاحظ الان ان هذا المنهج الذي يستخدمه الرفيق امجد هنا فهو نفسه الذي يشوه به الموضوع وذلك باتهامي بـ"القداسة" الفردية لفلاح، انه نفس عملية خلق الصورة المشوهة عن الطر ف المقابل على حساب الابتعاد عن الموضوع كي يحقق هو مهمة الحماية، عن السياسة التي تمت ممارستها والدفاع عن التطاول الذي حصل من قبل هؤلاء، وصدها من هجمة النقد والاعتراض بوجهها. على العكس مما يقوله امجد بوجهنا انه هوالذي يخلق صورة مشوهة عن المنتقد والمعترض كي يضعهم في قفص الاتهام ويسلب منهم حق الاعتراض.
في رسالتي وفي مجمل نقدي كنت ولا ازال واعيا بان الذي يحدث هو عمل مقصود ومخطط ومدروس، ليس هذا فقط، بل انه يتغذى من وجود تقليد اليسار الراديكالي داخل حزبنا. لقد قلت كل ذلك بصراحة تامة. انه ليس مؤامرة بل صراع سياسي، فعندما اقول بانهم "تصفويين" واقول انهم قاموا "بالانقلاب التنظيمي" و قاموا بـ "تخريب" منظمة عمالية، تشكل كل تلك المفاهيم، مفاهيم سياسية عملية بالنسبة لي، وهي ليست اطلاق الشتائم ولا تشويه صورة المقابل، انها نقد واعتراض على ممارسات معينة. كما انه نابع من قناعتي السياسية حول هذه الاعمال فيما يخص اتحاد المجالس، فلماذا يلجاء الرفيق الى خلق تلك الصورة المشوهة عن نقدي ويأسف بانني استخدم عبارات مثل " التخريب". ان اسفه هو ادخال "الاخلاقيات" في موضوع سياسي جدي للغاية وهو شكل انعم من ادعاءات الرفيق توما حميد بمقارنة اعتراضي السياسي على المتطاولين بانه مثل ممارسات احزاب "الكتلة الشرقية"!. اني لا اريد ان ادفع بهذا الجدال الى استنتاجات مثل تلك التي يصل اليها كل من امجد وتوما، ولكن، وكما هو واضح بانكم انتم الذين تخلقون صورة مشوهة عن المعترض والمنتقد ولست انا. ففي قناعتي ان المنظمة العمالية اي اتحاد المجالس كانت ستنهار لو كان لحملة المتطاولين القوة كافية لتدميرها، كما وان لم يكن هناك صف عريض من الكوادر والناشطين والقادة العماليين الذين حافظوا على الاتحاد بجسارة فائقة. فانه من حقي بان اقول بان تلك الحملة هي تخريب منظمة عمالية.
هذا من جهة، ومن جهة اخرى، ان الدفاع عن فلاح علوان واتحاد المجالس مهمة سياسية بوجه هجمة، فليس هو بـ"تقديس" الفرد. لو قرر "الانشطاريون" الابقاء على فلاح علوان كرئيس للمنظمة لبقى رغم ذلك جوهر انتقادي في مكانه ولم يتغير شئ من الموضوع. ان مفهوم الدفاع عن فلاح علوان لدي هو جزء من مفهوم الدفاع عن اتحاد المجالس ودفاع عن تصور سياسي معين وسياسة معينة (ساوضح ذلك فيما بعد في هذا الرد)، فيما يتعلق بهذه المنظمة.

نداء ريبوار واتهامات امجد لي
بعدم الالتزام بوحدة الطبقة العاملة
يقول الرفيق امجد في رده على رسالتي " ان اقتراح ونداء ريبوار هو أن يتخلى قادة اتحاد المجالس والنقابات العمالية عن كل ماجرى في الماضي، وأن يركنوا هذه المشاكل والتي لا ترتبط أي منها بالمشاكل التي تعاني منها الملايين من العمال المحرومين في العراق، جانباً. أن يوحدوا صفوف منظمتهم من اجل المصالح التي تأسست من أجلها أتحاد المجالس و النقابات.
ولكن مع الأسف الشديد في مواجهة هذا النداء المبدئي والطبقي، نرى توجه يبدأ الآن بأنتقاد والتشكيك "بوحدة العمال"، توجه لا يهمه أن تتفتت المنظمة، ينادي بنا لكي ندين الإنقلابيون والمتآمرين وأن لا ندع احد يشكك في قدسية الرئيس ويعتبر مجرد ذكر مسألة تغيير الرئيس كفراً عظيماً. وكل قضيتهم هي إنه وكيفما يحللونه فإنه من الممكن في النهاية بأن رئيس تلك المنظمة سيتغير لأن أغلبية أعضاء المكتب التنفيذي المنتخبين من قبل المؤتمر الثاني يرون هذا. إن القبول بهذا الامر ليس بأمر صعب لمن يصبح مسألة الرئاسة بالنسبة إليه مسألة أساسية، بل إن هذا التغيير يعتبر لديهم جريمة وكفر من يسمونهم بالمتآمرين والإنقلابيين. في حين إن من منظور من لا يكون لديه هذا التعصب هي مسألة بسيطة جداً لأن لا ترغب في أن تكون في موقعية رئاسة هيئة لا يقبلك أعضائه."
لماذا لا يوجه الرفيق امجد الاسئلة التي يوجهها الينا، الى نفسه؟، اي لماذا لا يتخلى هوعن هؤلاء الرفاق ويقترح عليهم الكف عن التطاول على اتحاد المجالس واخذ رئاسة الاتحاد؟ ولماذا هذا الاصرار من قبلك ومن قبل الرفيق ريبوار على طرح التركيبة الثلاثية للرئاسة؟. لماذا لا ينتقد امجد نفسه على ما قام به العام الماضي من دعم انشقاق هؤلاء عن اتحاد المجالس. ليقدم الرفيق امجد على نقد نفسه وطرح الامور بالشكل الذي جرى لا من منطلق تفكيره هو كي نطمئن بانه هناك توجه جدي للعمل سوية في مسالة اتحاد المجالس والحفاظ على وحدة الطبقة العاملة.
فهو يقول ان طرح الرفيق ريبوار طرح "طبقي ومبدئي ". اني لا استطع ان اخذ نداء الرفيق ريبوار بانه "طبقي ومبدئي " لو كنت اراه كذلك لكنت اقبل طرحه بدون لحظة تاخير ودون اي تردد. انه طرح غير طبقي لانه لا علاقة له بالمصالح الحيوية للحركة العمالية ومصالح وحدتها، ولا يطرح الاسس المادية الطبقية للوحدة ومنحاز لصالح من اضروا بمسالة وحدة العمال في منظمتهم الجماهيرية. كما انه غير مبدئي لانه لا يتمسك بالحفاظ على ابسط المبادئ والاصول التنظيمية العمالية في تشكيل المنظمات الجماهيرية للعمال التي خرقها هؤلاء واختار السكوت حول تلك الخروقات فلا يدينها ولا يطلب منهم الاعتذار كي ننهي مخاطر تكرارها ونخلق اسس مبدئية لوحدة العمال.
النداء الطبقي والمبدئي من وجهة نظري هو حل المنظمات المنشقة والكف عن الاستمرار بالعمل باسم اتحاد المجالس والاعتذار عن ذلك، ومن بعد ذلك الانضمام الى صفوف اتحاد المجالس والعمل على تطوير هذه المنظمة العمالية ومن ثم ترشيح انفسهم في المؤتمر للرئاسة. ان هذا الامر ممكن ايضا لو انهم حريصون على تحقيق وحدة الطبقة العاملة. ساوضح بشكل مستقل وفي جوابي على رسالة الرفيق ريبواراحمد راي حول مسالة وحدة الطبقة العاملة وشعار ماركس يا "عمال العالم اتحدوا" الذي يورده الرفيق للدفاع عن موقفه في هذه القضية.
ثم، لماذا كل هذا الاصرار وباسم وحدة الطبقة العاملة على هذه الخروقات وهذه الاعمال الغير صحيحة والغير مبدئية بوجه رفاقهم في الحزب والحركة؟. ماذا حصل لحركتنا؟، واصبح وعلى غفلة الدفاع عن منظمة عمالية والوقوف بوجه تطاول الاخرين عليها وشق صفوفها وخرق حقوق رفاقنا في الحركة العمالية والحزب،امرا "انشقاقيا". فهل كان علينا كشيوعيين وناشطين عماليين راديكالييين ان لا ننشق من ليش فاليسيا في بولندا عندما باع قضية العمال وسلمها لريغان والبابا وافرغوا الحركة العمالية من كل طاقته التحررية والاشتراكية. هل ان الشيوعيين ليسوا تلك الفصيلة من العمال الذين يدافعون عن مصالح الحركة العمالية ومصالح نضال العمال الطبقي باجملها في كل مرحلة من مراحل تطورها وان ذلك يشكل احد تمايزاتهم عن الاحزاب العمالية،هل تريدون ان تقعنونا وتقعنون صفوف العمال الملتفين حول اتحاد المجالس بالخضوع لهذا النمط من الممارسات باسم الحفاظ على وحدة صفوف العمال، وحدة صفوف نضال العمال مع من؟ مع من لا يبحث عن الدفاع عن النضال الطبقي للعمال وليس في اجندتهم قضية وحدة الحركة العمالية والدفاع عن منظماتها الجماهيرية. انه من باب ابتذال الموضوع بان لا تشيرون الى حقيقة كون القادة العماليين والنقابيين والناشطين العماليين يريدون الدفاع عن منظمة عمالية جماهيرية بوجه من تطاول عليها والذين ارادوا ان يكسروا سمعتها، فهناك حركة الدفاع عن تلك المنظمة فلا يمكن سدها بالادعاء بانها هي الدفاع عن "الدكتاتورية" و"الفردية" وشخص فلاح علوان ؟او باننا من منظري "الانشقاق" و "التشكيك" بالوحدة العمالية.
خلال 14 سنة من العمل داخل الحزب كنت انتقد دائما و لا يزال المقولات والمفاهيم التي كانت تنتقد الحزب والقيادة وممارسات الحزب من منطلق "الدكتاتورية" و"الستالينة" وغيرها، وكنت ولا ازال اركز على اهمية النقد السياسي الطبقي للامور والمشاكل، ماذا يحصل وعلى غفلة نرى كل هذا التراجع في المبدئية والفكر الانتقادي الماركسي لحركتنا؟ ماذا يحصل ؟ بحيث تحولت مفاهيم مثل "الرئاسة" و" القدسية " الى ادوات فكرية انتقادية بايديكم للخوض في بحث مشاكل الجدل الدائر حول اتحاد المجالس. انه ليس بطرح مبدئ ذلك الذي يدافع عنه الرفيق امجد وريبوار فيما يخص المشكلة التي نحن بصددها، انه تراجع في الدفاع عن مبدئية حركتنا وقيمنا التنيظيمة واللجوء الى احضان المفاهيم التي وضعناها جانبا في مسار تقدمنا خلال السنوات 14 الماضية والتي ساهم كثيرا الرفيق منصور حكمت في نقدها.
ان التسليم لـ والمساومة مع هذه الانماط من العمل هو قبل كل شئ اعلان موت اتحاد المجالس وكل تنظيم عمالي وكل ثقة و كل اعتبار بان نبني منظمة عمالية جماهيرية ونحافظ على وحدتها، اي ايجاد منظمة عمالية جماهيرية وعمل مشترك و ارادة شتركة رغم الاختلافات، وهو قبل كل شئ تدميركل ما بينناه خلال الاربع السنوات الماضية فيما يتعلق باتحاد المجالس. فاذا كان الرفيق امجد لا يرى بان اتحاد المجالس انجز شيئا ما فليحتفظ ذلك لنفسه وكراي شخصي له وليكف عن المحاولة لفرضها على الاخرين ايضا. ان اتحاد المجالس مهم بالنسبة لنا ولا نريد ان يكون موضع التهميش والعزلة ولا يتدمر بسبب تلك الاعمال التي قام بها هؤلاء الرفاق .
انكم لستم على التوافق مع اتحاد مجالس يقوده فلاح علوان وجمع من الرفاق حاليا في المكتب التنفيذي، ان هذا امر طبيعي وهو ليس اتحاد المجالس الذي تريدونه. انكم سعيتم لخلق نموذج اخر وهو "اتحاد النقابات العمال العام-العراق" لكن هذا الاتحاد لم يتوصل الى مكان ما. اذا كان هناك اعتبار لاتحاد المجالس داخل الحركة العمالية في العراق وعالميا واذا كان هناك الحديث عن نجاح نسبي وهو بسبب توفر رفاق من امثال فلاح علوان واخرين الذين لم يدعوا ان يتهمش ويتفكك الاتحاد بعد ان شقوا تلك المجموعة عنها. فلا يمكن تغيير هذا الواقع انه امر موجود وقائم. فاذا تريدون انضمام قطاعات اخرى اليها فلنساعدهم على تحقيق ذلك ولكن ليسمعوا هم ايضا شكاوينا وشكاوي الاخرين منهم وينتبهون لخطورة عدم رعاية الاصول والموازين المبدئية في تاسيس وادراة المنظمة العمالية. ان رسم الخطوط الفاصلة مع هذا النمط من التعامل مع القضية هو الاساس بنظري في الاقدام على ايجاد الحلول الجدية لقضية توحيد صفوف العمال في اتحاد المجالس.

المحفلية "داخل اليسار التقليدي الرديكالي "
ام محفلية اليسار التقليدي تجاه الطبقة العاملة ومنظماتها
اتحاد المجالس "ضحية من ضحايا" اية محفلية؟

يقول الرفيق امجد " من الواضح و الملموس من المشاكل داخل هذه المنظمة بأنه هناك طرف دون أن يكون في حوزته أي برنامج وخطة سياسية واضحة و دون أن يكون له دور في قيادة النضال العمالي والحركة العمالية يحاول تنحية رئيس الأتحاد، وبنفس الأسلوب فإن الطرف الآخر، دون أن يكون لديه أي خطة واضحة للتطوير بالحركة العمالية ولقيادة النضال العمالي في العراق، لا يخضع لضخط أغلبية قادة المنظمة وبحكم موقعه الرئاسي يهمل كل توجهاتهم والرد على مشاكلهم. لهذا يتركون مشاكلهم معقدة ومعلقة الى اجل غير معلوم ودون حل. وفي النهاية ينتقدون البعض إنتقادات اخلاقية. ان مقالة مؤيد هي وليدة هذا الواقع لا يتجاوزه قيد أنملة ويقف وقوفاً مطلقاً إلى جانب معين لأنه يعتبره ويعرفه كمؤيد لخطه السياسي. ما هو هذا الخط السياسي؟ هو معلق في السماء و لا يقدر قادر على إنزاله إلى الأرض. لهذا فإن تلك الممارسات لا يمكن أن ينتج منه شيء خارج اطار المحفلية والسكتاريستية داخل "اليسار التقليدي الراديكالي" وفي النهاية يصبح اتحاد المجالس والنقابات العمالية ضحية من ضحايا هذا الصراع".
يقول الرفيق امجد وفي طرحه اعلاه بانه ليس هناك شئ اسمه خطة لتطوير اتحاد المجالس وان الصراعات الجارية داخل الاتحاد هو " انتقادات اخلاقية " و ان "مقالة مؤيد لم يتجاوز هذا الواقع ... ولكن يقف الى جانب معين ". باختصار يبلغنا الرفيق بانه ليس هناك شئ اسمه نقابة عمالية ومساعي رفاق للم نضال العمال في اطارها. انه انتقاد لا يضع الاعتبار للجهود المضنية ومساعي الرفاق في تنظيم صفوف العمال. فاذا كان الوضع بهذا الشكل فلماذا كل هذا الجدل؟ ولماذا كل هذا التدخل من جانبك واطلاق الاحكام؟. امجد له قناعة خاطئة بهذا الخصوص، ليس هذا فقط، بل انها استخفاف بجهود الناشطين العماليين في اتحاد المجالس ونضالهم من اجل تنظيم العمال في هذا الاتحاد . كما انه استخفاف بصراع واقعي حول مسائل محددة فيما يتعلق بالاتحاد.
ولكن لماذا يتدخل امجد ويتحدث ويهاجمنا بهذا الشكل؟، فله رسالة اخرى يريد ان يبعثها. فهو يريد ان يقول ليس هناك شئ في عالم السياسة والصراعات السياسية داخل هذا الحزب، داخل الحزب الشيوعي العمالي العراقي، غير صراع "المحفلية والسكتاريستية" المرتبطة بالحزب والذي سيقع اتحاد المجالس "ضحية من ضحايا " تلك المحفلية . انه يريد ان يمحي الصراع الحالي الجاري حول مسائل الحركة العمالية وان يستبدلها بمسالة "المحفلية" الضيقة الداخلية "الحزبية". غير ان هذا غير ممكن ان يقنع احد لانه توجد هناك محفلية و"سكتاريزم" اليسار التقليدي داخل حزبنا بوجه الطبقة العاملة. ان هذه المحفلية لليسار التقليدي تجاه الحركة العمالية والطبقة العاملة هي التي تقف وراء الصراع الحالي فيما يتعلق باتحاد المجالس. انها محفلية مضرة جدا للحزب، انها محفلية بوجه الطبقة العاملة والحركة العمالية وهي محفلية بوجه المجتمع والجماهير وقضاياها الاساسية الحيوية.
ان المحفلية التي تقلل من نتاح جهودنا وتعزلنا خلال سنوات وسنوات هي تلك المحفلية التي تديم بنفسها تحت اسم الحزب و"مديرية" وادارة حزب وتكفيها وضع كذلك ولكن على حساب ادامة العزلة عن الطبقة العاملة والجماهير والمجتمع وعدم التحول الى جزء من معادلات القوى فيه، انها محفلية اليسارالرديكالي تجاه الحركات الاعتراضية الجارية في المجتمع مثل حركة النساء والشباب والحركة المناهضة للبطالة والفقر والماسي الاجتماعية وغيرها. انها المحفلية التي لا تريد ان تنهض بوجه القومية والاسلاميزم والقوى البرجوازية المستعبدة لمصائر البشرية ولا يبني حزبا سياسيا ذو قاعدة اجتماعية كبيرة ومتدخلة لتحقيق التغير في حياة الجماهير. انها المحفلية التي لا تقود مساعي الطبقة العاملة والجماهير للتحول الى قوة مادية مؤثرة في المجتمع ولا يهمها النضال الفكري بوجه الهجمات العظيمة والواسعة التي تقودها البرجوازية ضد القيم الشيوعية العمالية والامال التحررية للبشرية. انها المحفلية التي لا تحول الماركسية الى اداة نقد مؤثر بايديه في فرض التراجع على مدافعي الراسمالية. ليس هناك استثناء اننا ككل داخل الحزب والشيوعية العمالية كحركة هي في مواجهة انهاء تلك المحفلية لليسار الراديكالي فهذه هي المهمة المطروحة و ليست الصاق تهمة المحفلية الداخلية الحزبية بهذا وذاك.
ان المحفلية الضيقة الحزبية الداخلية التي يعيش الرفيق امجد اوهامها والذي يريد ان يضع الصراع الحالي في اطارها ليس لها موضوعية ولا يمكنها ان تعمل شئ و ليست هي بموضع لان وضع الحزب والمهام التي تواجهه متغيرة. نحن نواجه ردود على اسئلة ومهام على صعيد اجتماعي يرتهن مصيرنا كشيوعيين عماليين بها. فلو بقينا سوية او خارج الحزب، في محفل كان او خارجه ، لن يقلل من على كاهلنا عبء تلك الاسئلة والقضايا لا بل تزيدها وسيتضرر الكل اذا كنا منفردين. ان الشيوعية العمالية وتيار الشيوعية العمالية ليست بسيكت ومحفل داخل الطبقة العاملة والمجتمع، انها تيار نضالي عضوي واجتماعي وسياسي وفكري داخل الطبقة العاملة وتلك الحركة وانها حركة اجتماعية داخل المجتمع . فلا يمكن الحديث عن شيوعية عمالية لا تكون اجتماعية، فليست هناك شيوعية عمالية لا تجسد في افق تحركها التحولات الاجتماعية.
فيما يخص مشاكل اتحاد المجالس انها تكشف نمط العمل اليسارالراديكالي وتعكس محفليتها تجاه هذا الاتحاد العمالي. انه تطبيق لتلك المحفلية لليسار التقليدي باول نقابة واتحاد عمالي في العراق المعروف في المجتمع وداخل اوساط العمال باربتاطها الوثيق مع الحزب الشيوعي العمالي العراقي وبنهجه السياسي والشيوعية العمالية. ان اتحاد المجالس هو نمط من العمل الاجتماعي الغير محفلي الذي نراه يتحقق على صعيد الحركة العمالية في العراق، فهناك طريقان امامنا: اما ان ندفع بهذه العلاقة بين الشيوعية العمالية والحركة العمالية ونعمق من ابعادها ونطورها او نتخذ موفقا محفليا يساريا تقليديا تجاهها ونقول بان هذا لا شئ مادام لم يتحول الى قوة سياسة مؤثرة في الساحة السياسة في العراق ونبرر اعمال التكتلية والانقلابية بوجه اتحاد المجالس. ان شق الاتحاد في السابق والعودة اليه هذه السنة للقيام بشطره هو اسوء انواع المحفلية واسوء انواع اللامبالاة بمصالح الحركة العمالية وبعلاقة الشيوعية العمالية والحزب بالطبقة العاملة والحركة العمالية. ان الصراع الجاري الان ليس صراع محفلي حزبي داخلي فلا يمكن تاطيره في داخل تلك الصراعات المحفلية وليس له ذلك المنشأ الضيق، انه قضية اخطر بكثير وهي قضية محفلية تياراليسارالرديكالي تجاه الحركة العمالية والطبقة العاملة. فاذا ما تمت اتاحة الفرصة لهذه المحفلية وبقينا مكتوفي الايدي تجاهها سيحطم كل جهودنا وسيقع الحزب والشيوعية العمالية ضحية من ضحاياها قبل اتحاد المجالس.

ما علاقة المجالسية
بالمسألة المرادة بحثها؟
يقول الرفيق امجد و كذلك الرفيق ريبوار وفي معرض ردودهم على رسالتي بانني و نظرا لكوني ادافع عن الرفيق فلاح علوان كرئيس للاتحاد المجالس ولا اقبل بمشروع الرفيق ريبوار الذي يتضمن طرح هيئة من 3 اشخاص لرئاسة المنظمة لحد المؤتمر، لذا يبدو الامر مستغربا في نظرهم، فكيف من جهة اني ( مؤيد ) مجالسي ومن جهة اخرى ارفض هذا الطرح. انه غريب جدا بالنسبة لي ايضا بان يخلط الرفاق مفهوم المجالسية والتصور المجالسي مع هذه القضية المحددة اي قضية من يكون رئيس الاتحاد ووضعه في مقابل "المجالسية" و"الفردية".
اولا، انني اخالف بان يتم تحويل رئاسة المنظمة الى هيئة يكون من ضمنها الرفاق الذين قاموا بالاعمال الانقلابية الاخيرة لانه لا يضمن احد بعد ذلك، الا اذا اعترفوا بخطائهم، بانهم سيقومون بالدفاع عن الاتحاد ولا يكررون ما فعلوه . ثانيا، كيف نستطع نحن ان نقنع وان نقترح على هيئة تنفيذية كاملة مستقلة الان والمتكونة من 12 شخصا من ان تقبل بمجموعة اخرى، لم يترددوا في الحاق الاذى بالمنظمة، من ان يكونوا هيئة رئاسة المنظمة الان.
ولكن لندع هذه الامور جانبا، انه امر مدع للدهشة بان يخلط المجالسية كمفهوم مع المسالة التي نحن بصددها . فلا تناقض في ان اكون مجالسيا ومن دعاة الحركة المجالسية وعلى كافة المستويات وفي نفس الوقت في ان ادافع عن ان ياخذ شخص معين مهام سكرتير لجنة او رئاسة لجنة منتخبة لمجلس معين من المجالس. ان الحركة المجالسية والمجالس لا تنفي بان يكون هناك شخص يقود عمل اللجنة المنبثقة عن مجلس معين فيما بين الاجتماعات العامة للمجالس . لقد كان تروتسكي رئيسا لمجلس بتروغراد وكان لينين رئيسا لمجالس السوفيتتات في روسيا وكان هناك رؤساء المجالس المحلية في اوج ايام الحركة المجالسية في روسيا. ان خلط مفهوم الرئاسة مع المجالس ليس في مكانه ولا افهم لماذا يستخدمه الرفاق . ولكن كما هو واضح انهم يستخدمونه بكوني ادافع عن الفردية بوجه المجالسية، ففي هذه الحالة اقول لهما باني مجالسي وان مرشحي الحالي لرئاسة مجلس "اتحاد المجالس" الحالي هو الرفيق فلاح علوان، فاين العيب في ذلك؟ واين الدكتاتورية والفردية في ذلك؟. ولكن اذا يريدون ان يقولا بما انني ارفض طرحهم في هيئة رئاسة من 3 اشخاص كبديل لرئاسة فلاح علوان لذا انا في تناقض مع مجالسيتي فاقول لهما بان هذا النمط من الكلام ليس صحيحا ولا علاقة لها بالمجالسية.
كما ان المجالسية هي حركة وكلنا نعرف بان تسمية اتحاد المجالس والنقابات العمالية ومنذ تاسيسها كانت بصدد افساح المجال وتوفير المرونة للعمال والحركة العمالية في ان تتخذ البعد المجالسي والبعد النقابي الحالي ايضا. ان المثل العليا بالنسبة لنا هو انشاء حركة مجالسية للحركة العمالية تشترك فيها الفئات المختلفة والواسعة من الطبقة العاملة والجماهير وهذه احدى الاحتمالات الممكنة اذا توفرت الفرصة لنا وفي الظروف السياسية المتازمة في العراق. كما واود ان اؤكد باني اعتبر نفسي من نشطاء ومدافعي الحركة المجالسية العمالية في اقصى اشكالها ولكن هذا موضوع منفصل والذي نتحدث عنه موضوع اخر.

مفهوم الرفيق امجد عن دور الحركة العمالية في اوضاع العراق،
مفهوم يسار راديكالي ام شيوعي عمالي؟

لنرى ماذا يقول الرفيق امجد،زاعتذرعن طول النص المنقول هنا. لاحظ مفهوم" النضال العمالي" الذي يستخدمه امجد ان ذلك غير واضح بالنسبة لي:
"نستطيع القول إنه في الصراعات السياسية والأحداث والكوارث في الوضع السياسي في هذه الفترة المنصرمة في العراق، إن الطبقة العاملة و الحركة العمالية كانت غائبة كحركة سياسية وكتدخل و دور مؤثر. وذلك بسبب إن واقع الأحتلال والحرب والسيناريو المظلم والحرب الطائفية والقومية كلها خارجة عن ارادة العمال وفرضت عليهم ولحد الأن ندفع ضريبتها. ان غياب و إنعدام دور النضال العمالي، مع بالغ الأسف، مستمر الى هذه اللحظة....... برأي ان قادة أتحاد المجالس والنقابات العمالية لم يصبحوا قادة سياسيين مقتدرين ومبادرين للنضال العمالي في العراق، ولم يتمكنوا لحد الأن الاستجابة من الموقع التنظيمي للنضال العمالي للدور والتدخل المنشود للنضال العمالي مقابل أحتلال العراق والاوضاع المأساوية وانعدم الاستقرار السياسي والهجوم على حياة العمال وانعدام الأمان والحرب الطائفية والقومية، ولم يستطع احد من قيادات هذه المنظمة تجربة مقدرته السياسية ودوره الطليعي في هذا الميدان، و ليس لأحد منهم نفوذ تأييد واسع داخل عمال العراق، من المؤسف أنهم ليسوا في هذا الموقع، وليس بالكلام والقسم وعدد اللقاءات مع العمال...."
وقبل ذلك يقول امجد : "حاولنا ان ندخل في الميدان بحزب عمالي و منظمات عمالية لنقود ونطور بالحركة العمالية ونملأ هذا الفراغ....،" وثم يقول "في الحقيقة ان تأسيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية كان مشروع حزبنا للفعالية السياسية وقيادة وتنظيم النضال العمالي في العراق....." لكن هل كان بإمكان هذه المنظمة مع كل تفاني وجهد فعاليه ومع كل مشاكلها الداخلية ان تخطو خطوات الى الأمام لقيادة وتنطيم النضال العمالي.....ز و عدا عن هذا فليس لاي طرف منهم خطة سياسية عملية ومتدخلة ومؤثرة، ولم يستطيعوا أن يجدوا طريقهم داخل فوضى الوضع السياسي، و لحد الأن لم يجدوا طريقا لتطوير النضال العمالي. رفع أتحاد المجالس في فترة معينة شعار "عمال ضد ألأحتلال" و"طلاب ضد الأحتلال" ولم يعلم أحد بعد ذلك ماذا حصل لذلك الشعار و ما الذي جاء بعده. بمعنى انهم لم يكونوا يوماً أصحاب خط سياسي وشعار عملي واضح ليجعلهم رمزاً لقيادة وتنظيم النضال العمالي على مدى واسع. لم نرى منهم اية مبادرة غير حصر انفسهم فقط في بعض المسائل الأيدولوجية والذهنية والأخلاص للشيوعية العمالية بأسلوب ضبابي، كما انعكس هذا الموضوع في مقالة مؤيد أيضاً." برأي هذا هو الأساس الواقعي للمشاكل داخلية للأتحاد المجالس والنقابات العمالة، ويجب تناولها من هذا الجانب، وان ندخل في الجدل والنقاش من هذه الزاوية وليس من مشاكل عدم الأنسجام والابحاث الغير معلومة والاتهامات الغير مثبتة، أو أستخدام عبارات التشهير والإنقلاب و التآمر بين قادة هذه المنظمة. ...."
يثبت رد الرفيق امجد بان الحركة العمالية في نظره لا يمكن ان تكون شيئا الا اذا عبرت عن نفسها كحركة سياسية مقتدرة، اي اذا لم تستطع الظهور بهذا الشكل فانها غير ذات شأن.
ان الصراع الطبقي ومساعي جماهيرالعمال لتحسين حياتها ومعيشتها لا تتوقف بسبب كون الحركة العمالية لم تتحول الى قوة مؤثرة سياسية على الساحة السياسية في العراق، اولم يستطع ان يحقق ما يراه الرفيق امجد. ان الصراع الطبقي موجود لانه هناك الراسمالية وهناك الطبقة العاملة واعتراضاتها المستمرة واليومية، وهناك الملايين من العمال يعيشون في اشد الاوضاع وخامة وبالحاجة الى ان تعيش وان تناضل وتجمع قواها من اجل تحقيق ادنى الاصلاحات وابسطها وان تؤسس المنظمات العمالية وغيرها لتحقيق ذلك.
بين تاريخ السنوات الاربع الماضية ورغم كل الماسي التي عانت منها الجماهير بانها كانت هناك احتجاجات عمالية في مصانع واماكن عمل مختلفة وعلى اصعدة مختلفة. كما انه كانت هناك حركة عمالية للدفاع عن نفسها و بادرت الى تشكيل النقابات وتوحيد مساعيها النضالية لتحسين حياتها وعيشها. كانت تعمل الاحزاب البرجوازية الرجعية باستمرار لكسب النفوذ داخل هذه الاعتراضات والاحتجاجات ويبادرون هم انفسهم الى تفريغ مساعي العمال لتشكيل النقابات وذلك بانشاء نقابات فوقية مرتبطة بالاحزاب السياسية المتسلطة وغيرها.
كوننا نحن كشيوعيين عماليين وكحزب وكقادة عماليين راديكاليين لم نستطع ان نعمل الكثير، ولم نستطع ان نؤثر على مسار تطورها بالشكل المراد، وهذا هو موضع الانتقاد، الا ان ذلك لا يعني غياب حركة عمالية ومساعي العمال لتحسين حياتها ومستوى معيشتها. كما ولاتعني بان اتحاد المجالس ليس منظمة عمالية ذات دور ومكانة مهمة، ومن الممكن ان يلعب دورا مؤثرا في الحركة العمالية اذا كنا متحدين ومتفقين على تطويره بانسجام وبقوة في اوضاع العراق الحالية.
رغم كل ما يقوله الرفيق امجد عن صعوبة الوضع السياسي ومشاكل الحركة العمالية والقادة العمالين واتحاد المجالس في عدم المقدرة على ترك تاثير ملحوظ على مسار الاوضاع السياسي فهناك جانب اخر من الموضوع لا يفكر به امجد وهو انه استطاع اتحاد المجالس والنقابات العمالية خلال الفترة السابقة من ان يجسد علاقة الشيوعية العمالية بالحركة العمالية. لقد استطاع ان يحقق نمط من العلاقة بين تيار الشيوعية العمالية بالحركة العمالية في العراق لم يكون موجودا منذ عقود وهذا مبعث تشجيع كبير. هناك فرصة فريدة من نوعها، على صعيد الوسط وجنوب العراق اساسا، وهي ان منظمة جماهيرية عمالية تلعب دورا في توحيد نضال العمال ويدرك العمال مسبقا بانها منظمة على علاقة سياسية واسلوب راديكاليتها مرتبطة بالشيوعية العمالية والحزب الشيوعي العمالي العراقي ولكن رغم ذلك وبالضد من محاولات القوى الاسلام السياسي ينظمون نضالهم في اطارها ويدافعون عنها و يطورونها حتى في ظروف السيناريو الاسود الحالي. صحيح هناك كثير من المشاكل والمعوقات و لكن تاريخيا قد تحقق نوع من العلاقة بين الشيوعية العمالية والحركة العمالية وتجسد ت في اتحاد المجالس وهذا مكسب مهم للحركة العمالية نستطع ان نطوره بشكل كبير.
نحن الان نناضل من اجل ان يتطور اتحاد المجالس وعلى وجه السرعة الى منظمة عمالية كبيرة وجماهيرية وتكسب الاعتبار والنفوذ الكبيرين داخل الطبقة العاملة وفي المجتمع ايضا. اننا نعرف بان تحقيق ذلك امر ممكن جدا وعملي جدا، ونرى ان ذلك امرا واقعيا بان يتحول الى منظمة عمالية تضم في صفوفها ملايين العمال وتنظم النضال الاقتصادي والسياسي لاوسع قطاعات العمال في العراق، في اطاره، وان تجسد المبادرة السياسية العمالية ايضا في التطورات والمنعطفات السياسية الحالية والمقبلة. اننا نناضل من اجل ان يقاد هذا الاتحاد من قبل عدد كبير جدا من القادة والناشطين العماليين ويتوسع من بينهم صفوف القادة والناشطين الراديكاليين والشيوعيين العماليين لكسب النفوذ والاعتبار الكافي للدفاع عن المصالح الطبقية المستقلة للحركة العمالية وللتقدم بها.
لم اكن انتقد الرفيق امجد لو اقتعنت بانه اراد ان يكون للحركة العمالية تاثير سياسي كبير في المجتمع، غير ان نمط طرحه ليس من ذلك المنطلق. اني انتقده من حيث كون طرحه للامور بهذه الطريقة يعكس وجهات نظر يساري راديكالي لا يربطه شئ بالحركة العمالية واليات عملها ودورالمنظمات العمالية في الدفاع عن الطبقة العاملة وحقوقها وحرياتها. كما ان طرحه لا ياخذ بالاعتبار كيفية وعملية وتفاصيل كسب الاقتدار الطبقي والسياسي العمالي بشكل فعلي ..الخ. انه يتحدث عن الحركة العمالية من مكان منفصل ومعزول عن تلك الحركة. مهما كانت درجة وخامة الاوضاع السياسية ودرجة التازم السياسي في المجتمع فانها لا تغير من ضرورة وجود علاقة عضوية بين الشيوعين والحركة العمالية والطبقة العاملة.
ان حزبنا والشيوعية العمالية ايضا كتيار فكري وسياسي واجتماعي ،ولحد الان، لم تستطع ان تحول تلك العلاقة فيما يخص الحركة العمالية الى حيز التطبيق لا في العراق ولا في ايران، ان ذلك يشكل نقطة ضعف جدية بالنسبة لنا فيجب التغلب عليها للتطوير بالشيوعية العمالية وكسب موقع مؤثر في الحياة والمعادلات السياسية والاجتماعية في اي بلد يكون.
من وجهة نظري لا ارى حاجز حديدي بين التحول من النضال الاقتصادي للطبقة العاملة الى النضال السياسي في مسار الاوضاع السياسية المتازمة الحالية في العراق والتطورات المقبلة في الحركة العمالية. ان تنظيم قطاعات واسعة من العمال في منظمة جماهيرية عمالية تقود وتنظم النضال الاقتصادي للعمال اليوم، لا بد وعند نقطة معينة من تطور الحركة وان يتحول الى مبادرات سياسية عمالية للتدخل في الوضع السياسي في العراق. ان هذا ممكن مادام هناك الحزب والشيوعية العمالية ومنظمة راديكالية جماهيرية مثل اتحاد المجالس ومادام هناك اسباب موضوعية متعلقة بالاوضاع المتازمة السياسية وكون السياسة هي في صدر اولويات المجتمع. فهناك الحزب وهناك تيار الشيوعية العمالية الواسعة في صفوف الطبقة العاملة وهناك ازمة سياسية خانقة ومعقدة، ربما قد تطول لسنوات عديدة قادمة، ففي هذه الاوضاع نحتاج الى المبادرة، الى يكون لدينا افقا سياسيا حيا للتطوير بالحركة الشيوعية العمالية والحركة العمالية، برنامج وخط سياسي واضح ومؤثروفعال، ونكون موحدين. تلك هي رؤيتي وتصوري وافاقي فيما يتعلق باتحاد المجالس والحركة العمالية ودورهما في مسار الاوضاع، ولكن عند الرفيق امجد لا نرى غير صورة قاتمة وكئيبة وافاق مسدودة فيما يتعلق بهذا الاتحاد والحركة العمالية. ومن هنا نراه لا يهمه كسر موقع هذا الاتحاد ولا يتفوه بكلمة عندما يشوهون صورته ومكانته المعنوية والدور النضالي لذي كسبه لحد الان والذي نعقد عليه امالا كبيرة .
اننا بصدد البحث عن الحركة العمالية ومنظمة عمالية جماهيرية اسمها اتحاد المجالس ولكن الرفيق امجد يحول المسألة الى علاقة تلك المنظمة العمالية بالاوضاع السياسة وبالخطة السياسية التي يفكرفيها هو في ذهنه. ان اليسار الراديكالي ينفذ تصوره السياسي عن الحركة العمالية عن طريق جر الحركة واقحام سياسات وتاكتيكات معينة لهذا اليسارالرديكالي عليها. ان الرفيق امجد هو من الذين كان له دورا انشقاقيا لا بوصفه يحيك المؤامرة او"تنظيرات للانشقاق" بل لكونه معتقد بتصوراته المذكورة اعلاه عن الحركة العمالية. انه ساعد على تجسيد انشقاق اتحاد المجالس وذلك بمساعدة المنشقين على تشكيل "الاتحاد النقابات العام للعمال-العراق" حيث انه كان على قناعة بان الاتحاد الذي كان يشكله هؤلاء المنشقون والذي كان قد اندمج مع مؤتمر حرية العراق سيكون اتحادا ناجحا والقيام بالانشقاق سياسة صحيحة، اذ انه كان يفكر بان ذلك هو الطريق الوحيد لانماء حركة قوية جماهيرية لخلاص من الوضع الحالي في العراق. انه من حقه ان يفكر هكدا ولكن ليس من حقه التطاول على حق اتحاد المجالس في اسمه وليس من حقه ان يشجع الانشقاق عمليا وكما فعل هو ذلك العام الماضي.


السياسية الشيوعية العمالية تجاه المجتمع تصبح اجتماعية
متى ما تبنتها الطبقة العاملة والحركة العمالية كهدف نضالها
هناك مسالة مهمة ومعروفة في حركتنا وهي اننا ننطلق كحزب سياسي للتاثير على مسار الاحداث في المجتمع من خلال تدخلنا الشيوعي العمالي في التحولات السياسية والقضايا السياسية والاجتماعية الاساسية التي يستقطب المجتمع حوله في فترة ومرحلة معينة من حياته. اننا كحزب سياسي نسعى من اجل تجسيد سياسات الحزب للتاثير على التغيرات والتحولات التي قد تحصل في المجتمع اي من خلال طرح سياسات وتاكتيكات محددة تعطي الحلول الملموسة للجماهير لتحقيق ارادتها ولعب دورها في ترسيم مصيرالمجتمع في تلك الفترة.
اننا لا نخلق التغير بل نؤثرعلى مسارالتغيرات والتحولات والقضايا المستقطب حولها مجتمع معين لترسيم تحركها لصالح الطبقة العاملة والجماهير ولصالح اهدافنا في الحرية والمساواة . غير انه بالمقابل وفي قلب هذه التغيرات والتحولات والمسارات هناك الحركة العمالية ومساعي الجماهير المحرومة للعب دورها وهناك الحركات الاعتراضية مثل الحركة النسوية والشباب وغيرها داخل المجتمع وهناك مختلف التيارات والقوى السياسية يدخلون في علاقات وصراعات لترسيم تلك القضايا العقدية التي استقطب المجتمع حولها. اخد مسالة الوضع السياسي الحالي في العراق وقضية تحقيق الامان وانهاء الاحتلال وفرض التراجع على الاسلام السياسي. ان بحث موقع الحركة العمالية والطبقة العاملة ونضالاتها هو بحث موقع القوى الاجتماعية والقطب الاجتماعي الراديكالي للشيوعية فيما يخص تلك الاطروحات الشيوعية والسياسة الشيوعية العمالية لترسيم مسار تلك الاوضاع.
ان الطبقة العاملة طبقة اجتماعية وهي موضع وملتقى مختلف التيارات والسياسات والافكار مثلها مثل الطبقات الاجتماعية الاخرى في المجتمع. اني على قناعة تامة بانه عندما تتحول سياسات شيوعية الى سياسات اجتماعية فانها تنتقل وتتجسد اجتماعيا من خلال تبني الحركة العمالية ومنظماتها الجماهيرية والتيار السياسي الشيوعي العمالي كحركة اجتماعية واسعة داخل الطبقة العاملة تلك السياسات وتعطي الدعم والقاعدة الاجتماعية لتلك السياسات. ان هذه العلاقة هي علاقة الحزب السياسي واليات عمله بالطبقة الاجتماعية التي تمثلها اي الطبقة العاملة. انني لا استطيع ان افهم بان تحول الطبقات الاخرى والفئات الاخرى الغيرعمالية في المجتمع سياسات الشيوعية وسياسات حزب شيوعي عمالي الى رايتها ويؤمن لها البعد الاجتماعي، ولكن، بدون ان تعمل ذلك الطبقة العاملة. براي لا يمكن لحزب سياسي شيوعي عمالي بان يحقق سياستها الشيوعية ويحولها الى سياسات عامة للمجتمع بدون ان يكون لها ولتلك السياسات البعد الاجتماعي بشكل ما وفي طور ما داخل الطبقة العاملة والحركة العمالية.
فالسياسة الشيوعية تقوي الحركة العمالية وتحقق استقلايتها وتنظمها ولكنها لا تكسب تلك السياسات البعد الاجتماعي ولا يتحول الحزب الى حزب اجتماعي بدون ان تكون لتلك السياسات التحقق الاجتماعي داخل الحركة العمالية وفي صفوف الطبقة العاملة. واضح انه في البلدان الراسمالية المتقدمة تكسب الاحزاب "الاشتراكية الديمقراطية" قاعدتها الاجتماعية واصواتها من ضمن اوساط الطبقة العاملة بالاساس. وهذا شئ معترف ومتداول وهو شكل لتجسم نفوذ الاحزاب "الاشتراكية الديمقراطية" داخل صفوف العمال والحركة العمالية بعد تفريغها من بعدها التحرري والاشتراكي. فالعمل داخل الطبقة العاملة وتقوية نضالها الفكري والاقتصادي والسياسي في العراق امرعملي وممكن وان الاوضاع المتازمة والوضع السياسي الانتقالي الذي يمربه العراق لا يستبعد احتمالات تطورات نوعية في مسار الحركة العمالية والنضال السياسي للطبقة العاملة بالارتباط مع الحزب. ان التاثير المباشر للشيوعة العمالية والحزب على الحركة العمالية وكذلك تنظيم وقيادة نضال العمال الطبقي باتجاه تحقيق الاقتدار السياسي امر ممكن. ان ذلك يمهد الطريق لتحويل الحركة العمالية والحزب الى قوة اساسية في معادلات القوى السياسية في العراق ولتغيرالمسار السياسي الحالي فيه. غير اننا نعرف بان هذا لا يحدث بشكل منفصل عن المجتمع بل بالارتباط معه ايضا.
فهناك بموازة الطبقة العاملة والحركة العمالية والحزب الشيوعي العمالي العراقي جمهور من الناس لهم مصلحة في انهاء الوضع الحالي. فعلى الحزب ان يكون تاكتيكه تاكيتك لخلاص المجتمع ككل من الوضع الانتقالي والمتازم الذي يمر به حيث ان هناك جمهور اخر واسع عدا الطبقة العاملة ترى ضرورة حماية المجتمع من الارهاب وتامين الامان وفرض التراجع على الاسلام السياسي وطرد الاحتلال. ان موضوعي ليس تفاصيل هذا البعد من السياسات والتكتيكات بل هو تبيان علاقة تلك السياسات العامة الموجهة للجماهير بالحركة العمالية. ان تلك السياسات التي هي سياسات حزب شيوعي عمالي معين، هي في الوقت نفسه سياسات وابعاد النضال السياسي للطبقة العاملة وتيار الشيوعية العمالية فيها ايضا وغير معزول عنهما. بتعبير اخر انها تطوير للنضال السياسي للحركة العمالية التي تهدف عادة الى جلب اوسع القطاعات من الجماهير اليها. ان سياسات الحزب الشيوعي العمالي لا تنفصل بطبيعة الحال عن الحركة العمالية والنضال السياسي لهذه الطبقة اذا انهما مترابطان عضويا.
يسقط الرفيق امجد بجرة قلم كل اوجه الصراع الاقتصادي والسياسي والفكري بالنسبة للحركة العمالية وكل هذه الابعاد والاوجه لنضال العمال الطبقي ويضعها في مسالة واحدة وهي مدى تاثير الحركة على الوضع السياسي في العراق. انه بمعنى ما ويبدو وكانه يركز انتقاده للحركة العمالية والقادة العماليين في نقطة واحدة هي انهم لم يستطعوا ان يتحولوا الى قادة عماليين معروفيين يقودون نضال السياسي للعمال وانه يفكر بنضال العمال الطبقي . غير انه في الحقيقة ليس كذلك اذ انه لا يفكر بتطوير نضال العمال الطبقي الى نضال سياسي مؤثر بل يريد ان يقول لنا بانه لا يمكن لهذه الحركة العمالية ان تحقق ذلك ويدرج اسباب ذلك الى الضعف الحركة والى مسئلة الاوضاع السائدة في العراق وعدم امكانيات الحركة في التحول والتطور. انه يفكر بان هناك شئ مطروح تاريخيا في صدر اولويات واجندة المجتمع وهي سياسية ولكن الناشطون العماليون يقومون بالعمل النقابي اي يقومون بشئ اخر تماما. ان مفهومه لعزل السياسة عن الحركة العمالية وسلب هذا البعد من النضال الطبقي من الحركة العمالية والطبقة العاملة امر لا يخص الرفيق امجد فقط بل خاص بكل طيف اصحاب مفاهيم اليسار الراديكالي داخل حزبنا وحركتنا، تجاه الحركة العمالية.
لا يعتقد امجد بان الحركة العمالية قادرة على ان تحقق شئ مؤثر وتتحول الى حركة سياسية مؤثرة ومستقلة، انه يرى ما نفعله فيما يخص اتحاد المجالس هوعمل نقابي وغير سياسي ولا يمكن ان يعطي الثمار. انه مقتنع بانه على الحركة العمالية ان تكون جزءا من الحركة الشعبية العامة في العراق بوجه الاحتلال والاسلام السياسي والتحولات السياسية الدارجة في اجندة المجتمع الان، لا بوصفها قائدة لتلك التحولات بل بكونها جزءا واستطيع ان اقول "ذيلا" لتلك التحولات والحركة الشعبية العامة. ان مشكلتي الاساسية مع طرح امجد ونمط تفكير اليسارالرديكالي داخل حزبنا يكمن هنا. لقد كتب لينين كتبا ومئات الصفحات حول مسالة اهمية قيادة الطبقة العاملة للتحولات السياسية في المجتمع ودعى الى ان تتجاوز الحركة العمالية افق الاقتصادوية الضيق ولا ان تتحول الى "ذيل" لتلك التحولات بل تناضل من اجل ان تؤثر على مسارها وطابعها. ان صراعه مع الاقتصادوية كان حول هذه "الذيلية" وترك التحولات السياسية وامر قيادة التحولات السياسية "الديمقرطية الطابع" الى القوى الاخرى.
ان انتقادي ليس هي بوجه احتمالات وجود تيارات اقتصادوية او تيارات يمينية داخل حزبنا تجر الطبقة العاملة الى ان تكون ذيل البرجوازية الان، اذ انه لا توجد تيارات مثل تلك او على كل حال ليس هناك من يتبنى خطا يمينا او اقتصادويا في الحزب. ان انتقادي هو ان التعامل مع الحركة العمالية بانها لا تستطع ان تعمل شئ او اطلاق الاحكام العامة العابرة حول هذه الحركة والاستخفاف بمنظمة عمالية وصراعاتها الى الحد الذي يؤكده امجد ليس الا تصورا سياسيا يساريا للمثقفين لا يربطه شئ بالحركة العمالية، انه تجسيد لنمط تفكير سياسي لا يفكر بتطوير نضال العمال الاقتصادي والسياسي والفكري بشكل عضوي وكيف ان تلك الاوجه من النضال مترابط و ان الحزب الشيوعي العمالي جزءا منها. ان هذا النمط من التفكير سيجعلنا ان ندور في فلك حلقة مفرغة من الامل بالتحرك الشعبي وبالتالي يضعنا في مكان معزول وضعيف في معادلات القوى في العراق.
هذا، وان الرفيق امجد لا يعترف بوجود خط سياسي ويرفض في ان يكون هناك شئ على الارض اسمه خط سياسي عندما اقول باني اشارك فلاح علون سياسيا فيما يخص الحركة العمالية. غير ان الواقع هو ان فلاح وانا وكثيرون امثالنا مشاركون في الراي ولدينا عموما هذا النمط من التصور والرؤية للحركة العمالية وافاق تطورها وعلاقتها بالحزب الشيوعي العمالي كما ذكرته اعلاه ، ليس هذا فقط، بل نعمل من اجل تحقيق تلك الرؤية والتطوير باتحاد المجالس والحركة العمالية بكل ما لدينا من الطاقات.

بعض مسائل اخرى
صحيح ان العراق يمر باوضاع سياسية وسيناريو اسود وان السياسة هي في صدر اولويات المجتمع و بان جميع المسائل بما فيها المطالب العمالية والنقابات وغيرها تاخذ ابعادا سياسية وبسرعة، ولكن الموضوع الدائر الجدل حوله هي قضية مرتبطة بمسالة دورالشيوعية العمالية في الحركة العمالية ونضالات العمال الاقتصادي في منظماتها الجماهيرية. ليس هناك تيار اقتصادوي واخر سياسي داخل حزبنا كما قلت، وليس هناك يميني ويساري بل هناك تيار سياسي راديكالي لا يربطه شئ بالارض ووقائع الحركة العمالية والمجتمع وتيار حزبي شيوعي عمالي يريد ان يتحرك. ان الواقع المؤسف الحالي هو بهذا الشكل: هناك منظمة عمالية جماهيرية تتقدم وتخطو خطوات الى الامام ونحن نصطدم بواقع هو كيف انه على غفلة نلاحظ تتفاقم الامور وتتحول المنظمة الى مكان لصراعات سياسية غير مرتبطة بقضية العمال وبقضية تحرر المجتمع. ان هذا انعكاس لنفوذ وعمل الخط اليسار الراديكالي داخل حزبنا واساليب عمله. اني وفي ردي على الرفيق ريبوار ساتناول النقاط التي يدرجها هو حول من يمثل نمط العمل اليسار الراديكالي في حزبنا؟. اما فيما يخص الرفيق امجد فانه لا يعترف بوجود الخط اليسا رالرديكالي داخل حزبنا بل يعترف بوجود "المحفليين والسكتاريستيين" الذي يثبت هنا ايضا مدى ابتعاده عن المسائل المتعلقة بالحركة العمالية.
ان جوهر المسالة هو: ما هي آلية تحقيق انشاء حركة عمالية قوية ومقتدرة؟ وما هي علاقة الحزب السياسي الشيوعي العمالي بالحركة العمالية؟ وهل اننا مطالبين بان نكون حركة شيوعية عمالية منخرطة مع النضال الطبقي العمالي؟. ان الرفيق امجد لا يرى نفسه ملزما بان يرد على تلك حيث انه بصدد تحقيق "الرديكالية السياسية" وتحويل "راديكاليته" الى قوة سياسية، اذ انه مستعد بان يقبل بان يكون اتحاد المجالس منشقا اذا استطاع ان يدفع بقسم من هؤلاء الرفاق في اتحاد المجالس الى الانضمام الى مشروع مؤتمر حرية العراق الذي لديه ترجمة خاصة لدوره في مسار الصراع الاجتماعي والسياسي الدائر في العراق. اني لا اريد ان اخوض في تفاصيل هذه المسالة الان حيث انه بحث اخر ولا يحسم المشكلة التي نحن بصددها. اذ ان مشكلتي مع اليسار التقليدي ونمط عمله داخل حزبنا يرجع الى ما قبل مشروع مؤتمر حرية العراق وان ضعفنا في تنظيم وانشاء و قيادة حزب سياسي ذو قاعدة اجتماعية واسعة لا يرتبط بمسالة هذا المشروع ولا يرتبط حتى بمسالة تفاصيل الخلاف حول كيفية فهمنا له. أن مشكلتي مرتبطة بمسالة اكثر جوهرية وهي نمط العمل الشيوعي العمالي الاجتماعي واليات عمله السياسي الاجتماعية لتغير مسار الاوضاع السياسة والذي لدينا ضعف جدي في تحقيقه.

كلمة ختامية
لست بصدد التنظير للانشقاق او كسب مكتسبات سياسية على حساب شق المنظمة الجماهيرية العمالية . انني مع اي طرح يخلص هذه المنظمة من مخاطر الهجوم وعملية تفريغها من محتواها ومكتسباتها. مع الاسف ان طرح الرفيق ريبوار لا يقدم لنا هذا، ان طرحه يحول اتحاد المجالس الى ان يكون اتحادا معرضا للانكسار والخمود وملتقى التكتلات والانقلابات والانشطارات ومبنية على التحيز مع الرفاق الذين قاموا بالحاق الاذى بهذه المنظمة العمالية. فلا يمكنني ان اقبل بمشروع كهذا. كما و اني لا اريد غير تامين اسس مبدئية واصولية للتعامل مع اتحاد المجالس.
اننا بصدد تطوير منظمة عمالية كبيرة واسعة وموحدة تضم في صفوفها ملايين من العمال في العراق فلا يمكن خلق هذه المنظمة بدون ان نهيئ الارضية لادامة منظمة عمالية جماهيرية قوية وذات اسس عمالية وافاق عمالية وتحررية. اني اتفق وبدون اي شرط مع اي ناشط عمالي يضع جهوده في تطوير هذه المنظمة وليست لي مشكلة شخصية مع احد ولدي التقدير العميق للكل في بذل ابسط الجهود على صعيد تطوير الحركة العمالية وهذا يشمل بقية الرفاق الذين لدي اختلاف معهم على صعيد اتحاد المجالس.
لقد تم بناء اتحاد المجالس كمنظمة جماهيرية عمالية، وهذا مكسب عظيم. انها موجودة على الارض وتمثل مصالح العمال ومصالح النضال الطبقي للعمال وهي مستقلة عن الدولة والتيارات والاحزاب والقوى السياسية والاجتماعية للطبقات الاخرى الغير العمالية. انها منظمة عمالية بشكل مباشر واداة تنظيم ونضال بايدي العمال ينظمون مباشرة، من خلالها، نضالهم واعتراضهم. للاتحاد المجالس راية تحررية عمالية وبرنامج عمل عمالي راديكالي داخل صفوف الحركة العمالية في العراق. وهي موجودة كمؤسسة ومنظمة عمالية وكجزء من نضال العمال الطبقي في العراق ومعترف بها بوصفها كذلك عالميا وعلى صعيد الحركة العمالية العالمية. للاتحاد المجالس جريدتها وقيادتها وادواتها النضالية الاخرى وباتت تنضم اليها المنظمات العمالية الاخرى داخل العراق باستمرار. ففي مسار نضالها خلال السنوات الاربعة الماضية اخذت تكسب النفوذ والاعتبار داخل الحركة العمالية. انها بشكل عملي وواقعي على عتبة التحويل الى منظمة تضم صفوفها ملايين العمال على صعيد العراق باجمله. هذا، ان تحويلها الى منظمة مؤثرة سياسيا في معادلات القوى السياسية والارتقاء بها الى لعب دورها في تطوير النضال السياسي للعمال في الافق ولكن ذلك يستلزم، قبل كل شئ، عدم الاقدام على اي عمل تكتلي، فوضوي وانقلابي وانشطاري ضدها، ليس هذا فقط، بل تركيز الجهود والطاقات والنضال على تطويرها وتوسيعها والتقدم بها.
ان المجالس والاتحادات والنقابات وغيرها وهي كلها منظمات جماهيرية وهي الاماكن التي نستطع ان نناضل في داخلها ونسعى من اجل خلق التاثير السياسي والمعنوي والفكري الشيوعي على الحركة العمالية. ان هذه المنظمات الجماهيرية هي اماكن لنقل التاثيرات السياسية المختلفة. نحن الان وداخل حزبنا غيرمتفقين على كيف نحافظ على هذه المنظمة الجماهيرية ونوسع من قاعدتها وقواها فلو كنا في حزبين مختلفين لواجهنا نفس المسائل والمعضلات. انه من جانب معين امر مهم بالنسبة لنا ولحزبنا باننا مستمرون في الجدل حول قضايا متعلقة بالمجتمع داخل حزبنا. آمل ان يكون صراعنا صراعا عصريا ومؤثرا ويعمق من اسس وحدتنا. واني على قناعة تامة بان هذه الاخلافات لا تؤدي الى اية هزة انشقاقية في الحزب، ليس هذا فحسب، بل يرسخ وحدته ويقويه.



#مؤيد_احمد (هاشتاغ)       Muayad_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الدفاع عن اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق..ادا ...
- اية بربرية تلك التي تقتل دعاء بهذا الشكل؟
- فشل امريكا في العراق ومهام جسام امام الشيوعية العمالية والحز ...
- الاول من آيار يوم طبقة العمال العالمي واقتدارهاوتضامنها
- آفاق جديدة امام الحركة العمالية في العراق، اتحاد المجالس و ا ...
- فشل ستراتيجية بوش، تحويله الى مكسب للبشرية مرهون بتصعيد نضال ...
- تيارات الاسلام السياسي مستمرة في تصعيد مجازرها ضد العمال في ...
- اربع سنوات بعد قرار الحرب على العراق والحل هو تحقيق البديل ا ...
- حرب البارزاني حول العلم لعبة تستهدف اعتراض الجماهير وتهرب من ...
- انتهت الحرب في لبنان مؤقتا ولكن دوافعها لا تزال تهدد سكان ال ...
- بصدد مظاهرات جماهير كردستان الحالية ضد الحزبين القوميين الكر ...
- الاول من ايار يوم الاقتدار والتضامن الطبقي للعمال
- تأسيس الحكومة ام تعميم وترسيخ الطائفية الاسلامية والقومية
- بعد ثلاث سنوات من الدمار لا زال التغيير مرهونا بمبادراتنا ال ...
- الثامن من ذار يوم المراة العالمي
- لا يفيدنا الترقب اننا في مازق دمار حياتنا المدنية فيجب التصد ...
- يجب التصدي للخنق البعثي للحريات في كردستان على ايدي الحزبيين ...
- التصويت لحماس تراجع مؤقت لآمال الجماهير التحررية في فلسطين
- لنقف بوجه من يمس حرية التعبير لا للاستبداد الاسلامي
- تشكيل -الحكومة-! الاسلامية الشيعية في العراق خنق لارادة الجم ...


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مؤيد احمد - مرة اخرى في الدفاع عن اتحاد المجالس والنقابات العمالية... رد على مقالة لامجد غفور