أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - إبراهيم اليوسف - في الوداع الأخير للشاعر كلش














المزيد.....

في الوداع الأخير للشاعر كلش


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 08:59
المحور: سيرة ذاتية
    


هاهو يوم الثامن عشر من حزيران لعام ألفين وسبعة ، قد أصرّ أن يترك علامةً من الأسى في أرواحنا ، وهو يختطف من بيننا شاعراً ، عذب الرّوح ، طفلاً حليماً حكيماً كنّا قد أحببناه ، وأحبّه كلّ من عرفه على امتداد عقود حياته ، وهو يترك بصماته على كلّ ماهو حوله : البيوت – الأصدقاء – الحياة الثقافية – الحياة السياسية، إنه سيدايي كلش ، الشاعر الذي نذر حياته منذ سني طفولته الأولى للثقافة، والمعرفة ، وحبّ الإنسان ، بل والذّود عن إنسانه الكردي الذي شهده يتجرّع سائر صنوف الحرمان والظلم ،والتعسف، والاستبداد ، وهو يعيش فوق أرضه ، دون أن يحمل إلا رسالة الحبّ إلى الآخرين على الدوام .
لقد ذاق الشّاعر كلش ، كما رواه لي ، في حوارات مسجّلة ، شتّى صنوف العذاب منذ طفولته ، وكأنّه يستعيد صورة صديقه جكر خوين ، صورة إنسانه الكردي ، يتجرّع علقم اليتم والجوع والشقاء ، يسوح لاهثاً بين خطوط خريطة وطنه ، عساه يظفر بواحة أمان ، دون أن يتوقف قطّ ، كي تكون القصيدة أخيراً، ذلك المركب الذي يوصله إلى من حوله ، دون التخلّي عن أن يكون رجل موقف ، ملتزماً بقضيته، كما هو ملتزم بقصيدته ، لم تلن له قناة في يوم ما ، وهو يواجه الظلم والظالمين ، قائلاً كلمة" لا "بأعلى ما يمكن من صوت ، كي يتصادى ذلك في أربع جهات المكان ..!
حقيقةً ، لقد كان الشاعر الكبير سيدايي كلش ، صورة عن الشاعر الحقيقي المؤمن بقضيته ، المحبّ لكلّ من حوله ، المتفاني من أجل رؤاه ، دون أن يساوم عليها البتة ..
لقد عرفت سيدايي كلش ، عن قرب ، وأنا على مدارج الشباب ، لأرى فيه ذلك الشّخص المناضل ، البارّ ، لا يفتأ يترجم رؤاه ، لحظةً لحظةً ، يجلس وراء – آلته الكاتبة – التي تصادر أكثر من مرّة ، وتمارس عليه الضغوط بسبب موقفه من أهله ، وثقافتهم الملاحقة ، المطلوب إمّحاؤها ، كما هو شأن شعبه الذي يشكّل ثاني أكبر قومية في سوريا ، وليظلّ على هذا المنوال نفسه ، وهو يقود سنوات عقده الثامن ، يتنقل من مكان إلى آخر ، وهو يعلّم النشىء- في مابعد- فكّ حروف الأبجدية الكردية ، يحضر حفلات تخرّجهم ، يسلمهم وثائق التخرج ، بروح شاب لا يعرف الكلل أو الملل، وكان منزلي شاهداً على إحد ى أولى تلك الدورات ...!
هاهو سيدايي كلش ، المثقف والحزبي الذي ينسب إلى الدائرة الأوسع ، يغادرنا بعد ساعات من الاحتفال بذكرى مرور أول تنظيم كرديّ ، حيث كل ّشيء على حاله :
الديمقراطية ترتدّ إلى الوراء، ولقد كانت الانتخابات الماضية خير دليل عليها تغيير ديمغرافيا المنطقة الكردية كما كان
حيث نقرأ عن استقدام حوالي مائة وخمسين عائلة إلى عدد من قرى المنطقة امتدادا ًلمشروع محمد طلب هلال، ومهندسه عبدالله الأحمد ، وحرمان أهل المنطقة الذين هم أولى بتلك الأرض
-لا جريدة كردية مرخّص لها
-لا جمعية ثقافية – مرخّص لها
-لا مدرسة يتعلم فيها الطفل الكردي بلغته
-لا وزير يدخل الوزارة يمثل الشعب الكردي في سوريا بملايينه
-لا عضو مجلس شعب في البرلمان لأنّه كردي
-لا محافظ كردي

-لا ولا ولا .......إلخ.......
قضية المنسلخة عنهم جنسيتهم السورية، هاهي تنتظر التوقيع عليها منذ خمسة وأربعين عاماً – وهو عمر كاف لبناء أربعين دولة ً...
كلّ هذا، وسواه ، وهو غيض من فيض، من معاناة إنساننا الكردي ، بل وان الأكثر مرارة منها آفات البغضاء التي تتوسع دائرتها بين مثقفينا ، بكلّ أسف ، بعد أن توارثناها عن بعض ساستنا ، وكلّها مدعاة ألم !!
إيه أيّها الراحل الكبير !!
هي ذي صورة طبق الأصل عن بعض جروحنا
صورة عن حالة كنت لا تريدها ، وتريد مجاوزتها
ترى –
هل تريدون رسالة كلش إليكم.......؟
هل تريدون رسالة جكرخوين إليكم ...؟
هل تريدون رسالة أوصمان صبري.....؟
هل تريدون رسالة نورالدين ظاظا ، تيريج ، وغيرهم ....وغيرهم من القامات العالية...........؟
ارفعوا جدر الأحقاد الوهميّة التي تعيق تواصلكم
وتواصلوا .....!
أجل تلكم رسالة هؤلاء .......مختصرة ......فهلا أطعناهم....!
تلكم رسالة قضيتكم .....قضيتنا......
وكفى ، أن نلتقي أثناء تشييع راحلينا ، وتحت خيم عزائهم ، كي نرمي أرضاً أعمدة الخيمة الأكبر التي تجمعنا ، خيمة الحب
خيمة القضية ، لئلا تجرب فيكم ، فينا ، مرّة بعد مرة ، تجارب الحاقدين علينا ، ممّن لاهم لهم سوى الانصراف إلى مؤامراتهم ..البائسة ضدنا.......
تحية إلى أكبرنا قلباً نابضاً بالحبّ والحنان
ونبذ الضغائن والأحقاد
تحية إلى روح كلش ....
ولتطمئن روحك ياصديقي
لأن الأجيال المقبلة ، لأن أبناء انتفاضة قامشلو ، لن يرضوا أن نستمرّ في فلسفة الخلافات بأكثر مما نحن عليه ...!


قامشلي
18-6-2007
هوامش :
-لم أتمكّن من إلقاء الكلمة أعلاه أثناء التشييع، رغم جاهزيتها أثناء التشييع......!

-كذلك اكتفيت بمشاركتي في" أربعين الراحل "عبر نص نشرته على المواقع الألكترونية ...!
-أول حوار أجري مع سيدايي كلش خلال مسيرته كان في تسعينيات القرن الماضي من قبل أسرة مجلة مواسم، قمت بالإعداد له، بالتعاون مع عضوي تحرير المجلة: خورشيد أحمد وأحمد حيدر
-كان الرّاحل من المشاركين في فعّاليات الملتقى الثقافي في الجزيرة الذي أطلق في العام 1982
-كما أن هذا الملتقى ومجلة مواسم وأسرة جائزة جكرخوين قاموا بمنحه جائزة جكرخوين في دورتها الأولى وكانت أولى جائزة باسم جكر خوين يتم إطلاقها ، بعد الإعلان عنها في العام2001، في عدد من المنابر
-قام الملتقى وأسرة الجائزة بإحياء حفل تكريميّ كبير للشاعر في أواخر20.2
-لعلّ الحوارات المدوّنة والمسجّلة عبر الفيديو مع الشاعر والتي ستقدّم ضمن فيلم وثائقي عن حياة الشاعر، هي من الحوارات النّادرة معه، إن لم تكن الوحيدة ، على امتداد السنوات العشر الأخيرة من عمره................!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يرثي النّثر
- رسالة مفتوحة إلى د. نجاح العطارنائب رئيس الجمهورية للشؤون ال ...
- دواعي الاستقواء كردياً:-تهديدات الاجتياح التركيّ لحرمة كردست ...
- سعيد دوكو.. حقا إني بكيتك
- مالم أتمكّن من قوله في بضع دقائق متلفزة:
- خليل عبد القادر : راكضاً تحت ثقل امبراطورية وحرائق....!
- خليل عبد القادرراكضاً تحت ثقل امبراطورية وحرائق...!
- الكرد - أنترنيتياً
- سوريا وكردها:بريد يعج ّ برسائل متناقضة من النظام
- أسئلة صارخة في محراب الذكرى الثالثة لانتفاضة آذار
- أحد بلا ساعة يد
- رسالة مفتوحة إلى محيي الدين شيخ آلي:
- ما أشبه الطعنة بالطعنة : في ذكرى الشهيدين الكرديين كما ل أحم ...
- كرد سوريا : صقور وحمائم..!
- ثلاث قصص طويلة جداً
- إعلان دمشق بعد عام من انطلاقته
- إعدام الاستبداد: رسائل تصل سريعاً....!
- سليم بركات يكتب بالكردية...!
- حوار مع الشاعر إبراهيم اليوسف: المرأة جزء رئيس في الفضاء الش ...
- أما آن الأوان لملف الإحصاء الجائر أن يطوى


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - إبراهيم اليوسف - في الوداع الأخير للشاعر كلش