أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالص عزمي - المطاردة















المزيد.....

المطاردة


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 10:28
المحور: الادب والفن
    



المشهد الاول



أشخاص المشهد الاول :

الدكتور خالد ـ اكاديمي وأديب معروف
الاستاذ وجيه ـ عضو نقابة المحامين
الفنانة سمية ـ رسامة مشهورة ؛ ومدرسة جامعية
الاستاذ أكرم ـ عضو نقابة المعلمين وشاعر
ثلاثة اشخاص يشاركون في الجلسة كمستمعين .

خالد ـ ( متحسرا ) وكما ترون هكذا هي حال الدنيا .. ليس بمقدوري ان أغير شيئا
سمية ـ ولكن الغريب في الامر والسؤال المحير ؛ لماذا امتنعت ثلاث صحف عن النشرمرة واحدة .
أكرم ـ لابد من ان يكون هناك ايعاز ؛ او توجيه مباشر من المختصين
وجيه ـ لعل الاتفاق قد جرى بين رؤساء التحرير أنفسهم !
خالد ـ ( يلتفت الى أكرم ) انا اؤيد ما ذهبت اليه ؛ هناك توجيه صارم بعدم نشر اية مادة لي ؛ ومن يدري فربما يعمم هذا الايعاز على صحف أخرى ؛ بل وربما تمنع احاديثي الاذاعية ايضا .
سمية ـ ان احاديثك ادبية وفنية ؛ وليست سياسية لكي تمنع !
وجيه ـ في كثير من الاحيان ؛ ان الابعاد موقف شخصي ؛ لايتعلق بالنتاج ؛ وانما بكاتب ذلك النتاج .
أكرم ـ لقد تابعت الموضوع منذ امد ؛ اي منذ انقطاع الدكتور خالدعن النشر وبخاصة في الفترة الاخيرة ؛ لقد قال لي احد الاصدقاء ؛ ان المشكلة كلها تتعلق باخلاق وترفع الدكتور خالد عن كل ما يشين ؛ فقد جبل كل حياته على الابتعاد تماما عن التملق ؛ وتحاشي المادة التي تجيء عن طريق غير الجهد الشخصي والعمل الجاد ؛ وكذلك
سمية ـ ( معقبة ) ... وكذلك عدم ارتباطه ب( الشلل ) وتجمعات المرتزقة .
خالد ـ اذا كنت كذلك ؛ فلأني حقا لم استطع التساهل او التعايش مع مثل هذه الاساليب التي يعتبرها البعض اساس الوصول الى الشهرة والمال . ان ما ربيت ثم روضت نفسي عليه ؛ هو من القواعد الاساسية في سلوكي الشخصي والعام ؛ وستبقى كذلك حتى الممات . ومن تلك القواعد ( ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ) .
أكرم ـ واعتقد ايضا ؛ ان ما كتبته في الاصلاح السياسي والاجتماعي والتربوي ؛ مباشرة ام عن طريق البحوث القانونية والادبية ؛ كانت من المبررات لاتخاذ موقفهم السلبي منك
وجيه ـ أعتقد ايضا انهم درسوا شخصيتك مليا فوجدوا ان ما تسير عليه لايمكن تغييره ؛ او حتى تعديله .
خالد ــ ربما يكون كذلك ؛ ولكن لماذا لايغيروا هم من مواقفهم لصالح وطنهم ؛ انظر الى الآخرين ؛ لقد جاءوا من آخر العالم ؛ غزاة ومرتزقة الى فيتنام مثلا ؛ من اجل مصالحهم ؛ بل ومحاولة السيطرة على العالم ؛ في حين نلام نحن حينما ندافع عن مصالح بلادنا ؛ ومستقبل اولادنا .. كيف يجوز ذلك ؟ لذلك فقد اتخذت قرارا لا رجعة فيه !
سمية ــ ( باستفهام مرتبك ) نرجو ان لايكون القرار قاطعا ... يقف دون مواصلتك الكتابة ؟!
خالد ــ ( موجها كلامه للجميع ) سترون في القريب العاجل مدى جدية هذا القرار .. والآن الا يمكننا التمتع ببعض تغريدات أكرم الشعرية وطرائفه .
أكرم ـ ( مبتسما ) وبكل سرور ؛ ولكن هذه المرة سأنشد لكم قصيدة من شعر غيري
خالد ـ وهل هي من عيون الشعر أم من رديئه الذي يموت ساعة نظمه كما يقول دعبل الخزاعي
يموت رديء الشعر من قبل اهله وجيده يبقى وان مات قائله
أكرم ـ لا ... ان هذه الجلسة الجدية لا تتحمل قرآءتي لبعض طرائف الشعر الركيك كالعادة ؛ وانما سأقرأ لكم قصيدة هي من عيون الشعر العربي ؛ لذلك المصور البارع البحتري ؛ وهي تناسب مجمل الحديث :
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وترفعت عن جدا كل جبس
< هنا ينصت الجميع الى الالقاء .... ثم يتلاشى صوت الملقى والضوء تدريجيا >

المشهد الثاني

< الوقت عصرا ... غرفة انيقة الاثاث في جريدة عربية واسعة الانتشار ؛ تطل على شارع العاصمة الاهم... من الشباك تلوح حركة المارة من على الرصيف المجاور للصحيفة . يظهر سكرتير التحرير وهو يجلس خلف المكتب الغارق بالاوراق وقصاصات الصحف ؛ يحيط به شخصان ... الغرفة مضاءة بتوهج .... )

أشخاص المشهد الثاني :

أحمد ـ سكرتير التحرير
بديع ـ محرر الصفحة السياسية
جوليت ـ محررة الصفحة الثقافية
الدكتور خالد
الفراش ـ جوزيف

جوزيف ـ ( يدخل الغرفة ويقترب من المكتب ) استاذ لقد وصل الدكتور خالد ؛ ان سهى في غرفة التصميم كما طلبت منها ؛ هل ادخله ؛ أم ينتظر لحين عودتها ..
أحمد ـ لا اعوذ بالله ... ادخله فورا ( ينهض المحرران للخروج ) لا... لا .. امكثا ؛ وجودكما ضروري ؛ هناك كثير من الامور تخصكما ؛ ولا مانع من المشاركة بالحديث ( يجلسان ويخرج الفراش جوزيف )
( هنا يدخل الدكتور خالد ؛ فينهض الجميع مرحبين )
خالد ـ ( وهو يجلس قرب المكتب ) ارجو ان تكون بخير ( يلتفت الى المحررين ) وارجو ان تكونا انتما ايضا بكل خير
. ( مخاطبا احمد ) لقد حاولت ان اراك قبل ان تطلبني ؛ فلم يسعفني الحظ ؛ ومشاغل الحياة كثيرة
أحمد ـ كيف حالك ؛ وكيف حال الاسرة هنا ؟
خالد ـ مع انه قد مضى عليّ هنا كل هذه المدة الطويلة ؛ فأني وأسرتي لم نتكيف بعد على المحيط .
أحمد ــ بالطبع انها الغربة ... اذا مرت عليك ستة اشهر فقط وأنت على هذه الحال ؛ فلقد مرت عليّ اربع سنوات ؛ وانا و أسرتي ما زلنا مثل القبائل الرحّل . وهكذا الدنيا كما تعهدها ؛على حد قول الشاعر .
خالد ــ على اية حال ؛ لكل ظروفه وواقعه ولك كل الشكر على هذا الاستهلال الرقيق ؛ والآن ... ما هو الامر الملح الذي طلبتني من اجله ؟ فانا لا اريد ان اضيع شيئا من وقتك المليء بالمهمات والعمل !
أحمد ــ في الحقيقة .... انا خجل من اضطلاعي بمهمة مفاتحتك بشأن هذا الموضوع الشائك ؛ انه يتعلق بما تنشره عندنا من مواد في القانون والسياسة وغيرها .. فقد وردت عدة اتصالات الى مجلس الادارة بهذا الشأن !
خالد ــ في كل ما أنشر ؛ حتى في الادب والفن ؟
أحمد ـ في مجال الادب والفن ؛ ستتحدث في ذلك مع المحررة المختصة السيدة جوليت ؛ وفي السياسة وغيرها سيتحدث معك فيها الاستاذ بديع ؛ بحسب اختصاصه هو ايضا ؛ اما انا فسأذكر لك ما يتعلق بالامور العامة .
خالد ــ ( مبتسما ومدلالا على فهمهالمقصود من هذه المقدمة ) اذن لنبدأ بالعام قبل الخاص ؛ لو تفضلت ببيان المحور !!
أحمد ــ ان صحيفتنا كما تعلم صحيفة دولية واسعة الانتشار ؛ وهي ممولة لان تكون محايدة وديمقراطية ومتحررة ذهنيا :
ولذلك يصعب علينا كمحررين نعمل في هذا الاطار العام ؛ ان ننشر بعض مقالاتك التي تتعرض فيها الى قضايا هي حساسة جدا وتشكل لنا صعوبات امام العديد من الجهات ؟ ( يشير الى بديع) والان سيكمل الاستاذ بديع الموضوع .
بديع ـ هناك قسم من المقالات نشرناها ....
خالد ــ ( مبتسما ) أي قبل ان تصدر تعليمات المنع !
بديع ـ ليس كذلك ؛ وانما المقالات التالية لما نشرناه كان قاسيا ومباشرا وشديد المجابهة
خالد ــ وماذا تريد من كاتب ان يقول ؛ ويرى بلاده محتلة ؛ ودولته مدمرة ؛ وشعبه مداهما ؛ ومسروقا ؛ ومعذبا ؛
هل هناك شعب يقبل بذلك الهوان والذل والتهجير والجوع ؟ انه شعب يؤخذ عنوة نحو مجاهل العصور الحجرية .
طيب ... وماذا عن بعض اعمالي الادبية والشعرية ؛ لقد اوقفتم نشرها هي الاخرى ايضا ؟
أحمد ــ ( يطلب مجييء جوليت تلفونيا ) ؛ ستجيبك السيدة جوليت حال حضورها
جوليت ـ ( تدخل ) طاب مساؤكم ؛ اهلا دكتور خالد !
خالد ـ وأهلا بك سيدتي الفاضلة .
أحمد ـ ( بعد ان تجلس جوليت ) ؛ ارجو توضيح سبب عدم نشر بعض نتاج الدكتور خالد الادبي والفني ؟!
جوليت ـ هناك ـ على سبيل المثال ـ قصائد وقصص ومسرحيات في غاية الابداع ؛ لغة وأسلوبا وفنا اباعيا ؛ الا انها لاتبتعد ابدا ؛ عن الجانب السياسي ؛ او الحالة التي يعيشها العراق حاليا ؛ فجوابي هنا لايختلف ابدا عما جرى التدوال به مع بقية الزملاء ورئاسة التحرير ؛ بل وحتى مجلس الادارة في الاجتماع الشهري المعتاد .
خالد ــ لكم الحق فيما تقولون ؛ فأنتم الصحيفة الثالثة ؛ التي تتوقف عن نشر نتاجي ؛ وعندما ناقشت الموضوع مع بعض المحررين هنا وهناك ؛ تأكد لي بان مصدر الكلام واحد ؛ وقد وصلت الرسالة ؛ كما يكرر بعض الببغاوات هذه الايام .
أحمد ـ ( بأرتباك ) ست جوليت ؛ استاذ بديع ؛ يمكنكما التفضل الى عملكما ؛ وشكرا وامتنانا . ( يودعان ثم يخرجان)
خالد ( ينهض للخروج ) وانا ايضا استأذن
أحمد ــ لا دكتور ... ارجو ان تبقى قليلا ؛ فلي حديث خاص معك .( متكلما مع السكرتيرة تلفونيا ) ارجوك اطلبي من جوزيف ان يجلب لنا القهوة ( يغلق التلفون ) دكتور خالد ؛ ان العلاقة التي بيننا متينة وصادقة اليست كذلك ؟!
خالد ــ لاشك في ذلك ؛ ان ما يجري في اروقة العمل لاعلاقة له بعلاقاتنا الشخصية السبقة على كل هذا !
احمد ـ يصعب علي ان اقول لك بان نتاجك سوف لن يكون له موقع في صحيفتنا بعد الآن !
خالد ـ ( بابتسامة تدلل على معرفته بما يدور ) وحتى الادبية ؛ وحتى قصائد الشعر ؛ وحتى ما أكتب في الفنون ؟!!
أحمد ـ الموضوع برمته لا يتعلق بما تكتب ؛ بل يتعلق بك شخصيا ؛ انهم وشللهم لا يرغبون بمطالعة اسمك على صفحات هذه الجريدة ؛ وربما بأية صحيفة أخرى !!
خالد ـ ( باستفهام ساخر مباشر )؛ هل لان موقفي من المحتل كان دائما وابدا ضد حربه الوحشية ثم ضد وجوده أصلا ؛ هل لاني لم أكن من مستشاريه ولم اشارك الغير بدخول وطني من على دبابة الاحتلال ؛ هل لاني لم اسرق ؛ ولم انهب ؛ ولم اعتد على حرمات بلادي ابدا ؛ هل لاني صادق مع نفسي ومع الآخرين ؛ هل لاني ادعو لوحدة الوطن والامة ؛ ففيهما القوة والمنعة ؟!! أم لأني مترفع عن الدنايا بكل صورها واشكالها ؛ ولا أقبل مبرراتها المقززة ؟
احمد ــ انها كلها مجتمعة ؛ بل وازيد ؛ لانك شخصية مستقلة ووطنية ما زالت صامدة ومؤمنة بمواقفها منذ صدر الشباب وحتى الآن ؛ ولانك زاهد بالمال ؛ وعف اليد و الظمير . اليس هذا يكفي لأبعادك ؟!!
خالد ـ لا ان هذا يكفي وأكثر مما يجب ؛ لقد كنت اردد دائما ؛ ان السراق لايجلبون نزيها ليفتح لهم الخزانة ؛ وان الادنياء لايسألون الشريف لكي يسهل لهم طريق السمسرة الوضيعة !! . لقد توقعت يوم كنت في بغداد ؛ ان المطاردة ضدي ؛ وعلى مختلف الاصعدة ستستمر داخل العراق ؛ ولكن لم اتوقع انها ستأخذ طريقها حتى الى خارجه ؛ ( يضحك ) انها حقا مطاردة ضد الحرية .....( يقف الدكتور خالد على قدميه ثم يصافح أحمد ) .... اودعك واتمنى لك التوفيق .
أحمد ـ ( ينهض بخجل وأسف ... مودعا الدكتور خالد حتى باب الغرفة ) : آسف .. بل وشديد الاسف حقا ؛ وارجو ان تستمر علاقتنا ياصديقي .
خالد ـ لاشك في ذلك ؛ فأنت تقوم بواجبك الاداري ؛ وهذا لن يؤثر على علاقتي بك .. ياصديقي . ووداعا
( يغلق احمد الباب ؛ وهو يتصبب عرقا ؛ ثم يتهاوى على كرسيه منهارا )


المشهد الثالث
( الوقت ظهرا ـ مزرعة كروم واسعة على تلال الفخاو في النمسا ؛ مائدة خشبية مستطيلة بدائية
يلتف حولها عدد من الفلاحات والفلاحين واقارب صاحب المزرعة ؛ وهم يتناولون
طعام الغداء ؛ اثناء فترة الاستراحة ؛ خالد يجلس الى جانب مدرس الادب الالماني وزوجتــــــه الباحثة في معهد اللغات ...)

اشخاص المشهد الثالث

الدكتور جيرهارد ـ مدرس اكاديمي
الاستاذة هيلما ــ باحثة لغوية
كونج ــ فلاح عاشق للشعر النمساوي الكلاسيكي
الدكتور خالد

جيرهارد ـ وعدتنا بان تكمل الحديث عند الاستراحة
خالد ــ وانا عند وعدي .. بدأت الصحف بالتوقف عن نشر نتاجي تدريجيا ؛ وتوقف المصدر المادي تبعا لذلك ... وكما هو معروف ؛ هناك طرق شتى لحصول الكتاب على المال وبكل يسر وسهولة ؛ وهي تناسب الكثيرين ؛ ولكنها لا تناسب ما جبلت علية ؛ وما روضت نفسي عليه ؛ من تعفف تؤطره القناعة واحترام الذات .
هيلما ـ ( يبدو عليها الانزعاج ) ولكن ماذا فعلت أزاء ذلك ؛ .....انت تحتاج وعائلتك ـ لاشك ـ الى النقود ؟
خالد ـ انتم تعرفون انني تجاوزت سن التقاعد للعمل في المؤسسات القانونية القريبة من اختصاصي ؛ كما ان لغتي الالمانية الادبية ليس بالدرجة التي تؤهلني للكتابة بالصحف ؛ وحيث اني لا استطيع التوقف عن النتاج القانوني والادبي والفني ؛ فقد اتجهت الى المواقع الرصينة التي تنشر ما اكتب دونما اية رقابة اطلاقا .
كونك ـ ( مستفسرا بالحاح ) وهل كانت تلك المواقع تدفع لك جيدا ؛ ارجو ان يكون ذلك ؟!
خالد ـ ( مبتسما ) بالطبع كلا ؛ كنت اكتب مجانا اذ غرضي هو الاستمرار في الكتابة وعدم الانقطاع ؛ لان الانقطاع معناه الدخول في زاوية مظلمة كئيبة ؛ اضافة الى تجمع ما يدور في الذهن دونما اي سبيل لاظهاره والتنفيس عنه .
جيرهارد ـ اذن ... هدفك تحقيق الشهرة .... اليس كذلك ؟!
خالد ـ لقد بلغت في بلادي وامتي ؛ شهرة واسعة على اصعدة الصحافة والاذاعة والتلفزيون والمهنة القانونية والتأليف ؛ وذلك خلال اكثر من نصف قرن من الزمن ؛ وهو ما لا يكيفني شهرة وحسب ؛ بل وليطغى على ذلك !
هيلما ـ ( بارتياح ) اذن انت مقتنع بان استمرارك في النشر يحقق لك ما تريد ؟
خالد ـ ( مقهقها ) لاسيدتي ... لم اكمل حديثي بعد للوصول الى نتيجة اخرى من المطاردة !!
كونك ــ يا لسخرية القدر ان كان هناك مزيد من المطاردة ؟!
خالد ـ ( يهز رأسه بحسرة وألم ) سأكمل حديثي ... لكي اسدد بعض النفقات المادية ؛ فقد لجأت الى المساعدة في حملات قطع الكروم مع اصدقائي الفلاحين كما ترون والذي تطلقون عليه انتم ( واين ليزه) ؛ اما النشر فقد اخذ يتقلص تدريجيا ؟
هيلما ـ ( باستغراب ) يتقلص ؟ ومجانا ! ؛ وبشهرتك ومكانتك !؛ ومع ذلك يتقلص ؟!
خالد ـ الاعذار شتى ؛ واغلبها مضحك وغير مقتع لاصحاب بعض المواقع انفسهم ! لقد لاحظت بأن ذلك التقلص يتناسب طرديا كلما عقد مؤتمر او مهرجان او اجتماع مسّيس ؛ هنا اوهناك ؛ حيث تشترى مواقع وصحف و ذمم ؛ بصيغ ومسببات لا حصر لها ؛.وكنت دائما من بين عدد من الكتاب الافاضل الذين تشملهم ( مكرمة ) المطاردة ؛ ولكن
اصراري على ايجاد البدائل للنشر ما زال قائما ومتماسكا .
جيرهارد ـ بمناسبة اشارتك الى ( المكرمة ) ؛ هل كرمت حقا في وطنك على كل ذلك الزخم من الانجازات الثقافية ؟
خالد ـ بلى ..... ان الطبقات الشعبية والمثقفة اعطتني منزلة لائقة من التكريم والتقدير . ان كثيرا من المترفعين عن الدنايا بكل اصنافها ؛ لايكرمون عادة من واجهات الدولة في بلادنا . بل ربما ينسحب ذلك حتى بعد رحيلهم الأبدي .
هيلما ـ وما هي خلاصة تجربتك من وراء كل ذلك ؟!
خالد ـ شيء جوهري يوجز كل ذلك ؛ ان الترفع ينسجم مع الشخصيات ذات المواقف المبدأية النقية المتوازنة التي لا تهادن الباطل ابدا ؛ اما التكالب المخزي المتذبذب فانه يتماشى مع الشخصيات المتهافتة المهزوزة المتداعية التي لا تقيم اي وزن لاعتبارات الوطنية والمباديء ومقاييس الاخلاق .

( ينادي صاحب المزرعة على الجميع بالتوجه الى خطوط الكروم مناولا كلا منهم المقص
الخاص به ؛ يأخذ الدكتور خالد مقصه المعتاد ويبدأ العمل بهمة وحيوية ؛ بينما تكون الشمس
قد اخذت تضفى على سحر المكان الشاهق غلالة من رقة عطائها ؛ في حين كانت النسمات
العذبة تداعب اوراق كروم الريزلنج الغافية على مدرجات التلال المطلة على نهر الدانوب ...)

الختام



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المركزية والفيدرالية
- صبيحة الرابع عشر من تموز 1958
- فن الحكم والتقرب الى الشعب
- الأفاك
- الزوبعة
- الجار الهاديء
- الى زوجتي
- جدار عدو الحرية
- ذكريات خاصة عن جسر مكسور الجناح
- محاولة في اصلاح ما خربه الاحتلال 22
- محاولة في اصلاح ما خربه الاحتلال 1 2
- محصلة الحرب المشؤومة
- *موريتانيا كما شاهدتها
- من مناهل مجالس بغداد الادبية
- تل الحروف المتفحمة
- والقصف الوحشي مستمر
- حجاب المرأة والحرية الشخصية
- أدب القضاة -20
- في هوى بغداد
- أدب القضاة رسائل وتعليقات


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالص عزمي - المطاردة