أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسن الفواز - انثربولوجيا الكلاشنكوف/ عقدة اللغة وعقدة السلاح!!!














المزيد.....

انثربولوجيا الكلاشنكوف/ عقدة اللغة وعقدة السلاح!!!


علي حسن الفواز

الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 06:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في رواية (ضجة في الزقاق) للروائي غانم الدباغ ،يقول رجل الامن لرئيسه في العمل،ان هذا المتهم شيوعي!!فقال له رئيسه،وكيف عرفت؟ قال رجل الامن، ان كتبه كلها تضم اسماء لمؤلفين تنهي اسماءهم تلك ب(الاوف)!!!
هذا النحت اللغوي تحوّل الى مرجعية عميقة في انثربولوجيا العقل السياسي العراقي ،اذ فرضت شروطها على سايكولوجيا الرعب في السياق الامني مثلما فرضت ذات الشروط في السياق الايديولوجي وشفراته ،،واصابت الكثير من يوميات السلوك الشعبي لصراعات الاحزاب السياسية في العراق بحمى افتراضية جعلت من الخطاب اللغوي المحدود خطابا اجتماعيا ذي فوبيات قهرية بامتياز ،انتقل فيما بعد الى فضاءات التأويل والى صناعة معقدة للاشاعة وصولا الى صياغة اشكال غرائبية من ظواهر الخوف والتقية اللغوية/ الاجتماعية..
ان مرجعية (الاوف) في الذاكرة السياسية العراقية واستعمالها السسيو سياسي،تمظهرت في السياق الاجتماعي والثقافي عبر اشكال سرية في اطار انتاج خطابات اجتماعية ذي ايهامات القت بظلالها على وقائع المشهد العراقي خلال ستين عاما في مؤسسات ! الحزب والمقهى والشارع والمنظومة الامنية ..
بالامس قرأت خبرا في احدى صحفنا المحلية عن مسؤول في وزارة الدفاع عن توجّه وزارة الدفاع العراقية لتجهيز وحدات الجيش العراقي باسلحة غربية وامريكية ليس فيها اية رائحة ل(الاوف) وكأن هذا المسؤول من دون ان يدري رمى حجرا على تاريخ كل المرجعية المسلحة في حياتنا العراقية التي امتلات بغبار الاوفات !!حتى بات الكلاشنكوف والسيمنوف والديمتروف الرموز المسلحة تلتقي بتقاطع لغوي ورومانسي مع شولوخوف الرمز الادبي وديمتروف الرمز السياسي والايديولوجي..
ان الذاكرة القمعية الامنية العراقية وذاكرة الانقلابات العسكرية كلها ارتبطت بازمة لغوية وتأويلية مع هذه الاوف !!وتحولت هذه الاضافة التي عادة ما تقترن باسماء ومرجعيات عائلية لادباء ومفكرين وسياسيين وحتى رياضيين ينتمون الى الشرق السياسي والايديولوجي، وطبعا هذه المرجعيات مثيرة للمشاكل الخطيرة والمتابعات الامنية وكثيرا ما دفعت المتورطين بتداولها الى السجون والتعرّض الى انواع شتى من التعذيب..مقابل هذا ظلت الذاكرة الامنية القمعية العراقية وربما العربية ايضا تعاني من حساسية ساذجة ازاء هذه الاضافة الملعونة، التي يتباهى بها البعض علنا وتحديا للمزاج الامني .
ان تاريخ هذا التقاطع ما بين الامني بكل تعقيداته وغرائبه مع اللغوي التقليدي في اطار فهمه كخطاب او ممارسة اجتماعية او حتى في اطار التعاطي معه كسياق معرفي او شفرات،لايعبّر في جوهره الاّ عن ازمة غريبة في منظومة التلقي اولا و عن ازمة العقل الامني القمعي الذي يؤسس الكثير من حساباته وازماته وحساسيته في العنف والاقصاء والحبس والموت على بنيات لغوية اعتباطية لاشأن لها بهذه المرجعيات ثانيا ..ولاشك ان هذه الحسابات والحساسيات قد ادّت الى تغييب وموت المئات من الناس من اطياف مختلفة ومن انماط ثقافية واجتماعية وتعليمية متعددة ،لاشأن لهم سوى بامراض السلطة الامنية وعقدتها اللغوية التي يحمل تاريخها الكثير من العجائب والغرائب حدّ انها منعت بيع الطماطة لانها حمراء وهذا اللون يمثل بنية تعبيرية افتراضية عن فكر معين ، وهذا المرض اللغوي واللوني يتكرر الان مع وجود العقل النكوصي وعقده وحساسيته ،،اذ يحاسب الناس ويقتلهم على اسمائهم وهوياته وربما لون سحناتهم ولغتهم وحتى لكناتهم !!
ان ثقافوية الكلاشنكوف وكل مشتقات الاوف ، فرضت خطابها ونمطها على حياتنا زمانات طويلة ودخلت بها الحكومات العربية كل حروبها وهي تخضع طبعا لحسابات الخبراء والمحللين الذي يقرأون ويحللون هذه غلواء هذه الحروب ليس بين جيشين او بين ارادتين متقاطعتين بل بين سلاحين وبين مرجعيتين لغويتين !! ولاشك ان هذه الثقافوية!!!!!!تعكس نمطية العقل الواحد الذي كان يؤمن بالايديولجيا الواحدة والحزب الواحد والطريق الواحد والسلاح الواحد ،،وظلت الجيوش العربية ومنها الجيش العراقي في ضوء هذه الاشتقاقات تلك ،،تدخل في اطار هذه البنية اللغوية تعبيرا عن دخولها الى بيئة سياسية وايدولوجية وحتى عسكرية تركت اثارها على الحياة الاجتماعية والاقتصادية وطبيعة النمط التجاري المعقد الذي كان تقترحه السلطات العربية لصق الصفقات العلنية والسرية والتدريبية التي كان ينظمها المعنيون والذين لاعلاقة لهم بالايديولوجيا ولا باللغة طبعا لانهم يمارسوا صفقاتهم تلك بمزاج وتخطيط تجاري بحت ،حيث تركوا هموم ومذابح الايديولوجيا واللغة الى المثقفين الحالمين الذين لايعرفوا بالمقابل شيئا عن الاسلحة والاسواق والحروب ..
ان هذا التصريح المهني البحت الذي لم يعن صاحبه اثارة الغبار حوله ،يقدم لنا الكثير من الحقائق التي تقول ان اللغة متورطة تورطا عميقا مع السلطة كما يقول (نورمان فيركلو) وان السلطة الامنية تدرك اهمية هذه اللغة ،لذا فانها بالقدر الذي تتركها مباحة للتداول على اساس انها خطاب او ممارسة اجتماعية او ممارسة ثقافية متعددة الاستخدام ،فانها بالمقابل تضعها في اطار الايديولوجيات والشروط الاجتماعية المحددة وربما في اطار القمع الاجتماعي والسياسي والاثني القهري ..
فهل ثمة قراءة اخرى لثقافة النمط خارج شرطه القامع؟ وهل ثمة منظور اخر تتفكك في سياقه الكثير من اشكلات الهيمنة التي فرضتها مرجعية السلطة القديمة والايديولوجيا القديمة في اطار قمعها اللغوي والثقافي والمادي الذي جعل اللغة اكبر من السياق ذاته ؟



#علي_حسن_الفواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراثي المواطن الاخير
- ما قبل الدولة //مابعد الدولة
- ازمة السياسي والثقافي
- المجلس الاعلى للثقافة النوايا والاسئلة !!!!
- حقوق الانسان وثقافة التسامج
- من يصنع محنة المثقف العراقي؟ من يغسل وحدته بالموت؟
- ملتقى القاهرة الشعري //ثمة اسئلة دائما
- التجربة النووية الكورية الشمالية/نهاية الشرق القديم أم بداية ...
- حقوق المرأة..وعي في الحرية/اسئلة في الضرورة...............مل ...
- ثقافة الوعي الخائف
- الشعرية الكوردية
- خطاب الليبرالية/قراءة في اشكالية المركز/مواجهة في اشكالية ال ...
- العربفونية
- هشاشة المعرفة وعولمة القوة
- امال عواد///الكتابة بشرط الاستعادة
- المحترف الحضاري ...اسئلة في صراع الحضارات ام السياسات
- مشروع الحداثة العربية ...ثمة اسئلة دائما
- المؤتمر العام للادباء العرب ومشكلة الادباء العراقيين
- الكتاب العربي/ ثمة من يصنع الاسئلة دائما
- الصراع الفلسطيني //من يبحث عن قابيل اخر


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسن الفواز - انثربولوجيا الكلاشنكوف/ عقدة اللغة وعقدة السلاح!!!