أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - مشكلتنا مع مافيا النظام وليس مع الديمقراطية















المزيد.....

مشكلتنا مع مافيا النظام وليس مع الديمقراطية


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1976 - 2007 / 7 / 14 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن أعدنا قراءة محمولاتنا الفكرية والأيديولوجية ونحن نميل باتجاه أن نحدث قطيعة ما مع فهمنا السابق للتاريخ وللعملية التاريخية في بلد كسورية بالدرجة الأولى التي تجد بعدها العربي حاضر دوما ـ صحيح أو مزيف ـ لكنه فاعل تاريخي مثالي في الهوية السورية. وبعكس لبنان ففي سورية الأقليات والتاريخ الفكري السياسي لفعاليات الأقليات السورية هي من أسست للوعاء العربي في الهوية السورية. وهذا أمر تبحث عنه كل الأقليات المهمشة من أجل تأكيد نفسها ضمن أكثرية تتيح لها ذلك. بغض النظر عن مستويات الحقيقة في أن أكثرية سورية قد اضطهدت فعلا الأقليات أم لا! خصوصا بعد العهد العثماني الذي كان يحسب على أكثرية سورية سنية لكنها في الحقيقة لم تكن أقل اضطهادا من الأقليات لا في حوران ولا في ريف فلسطين وعكا أو ريف حلب والجزيرة السورية.
لا بل العكس هو الصحيح حيث كان الحكم العثماني في الغالب وخصوصا في سورية ولبنان قد أسس مشروعه على ألا يضهد الأقليات التي تقبل بسلطته السياسية. و لا يعني في التاريخ الحديث للمنطقة أن أية ثورة تمت بوجه العثمانيين هي نتاج لاضطهاد ديني أو طائفي! لكنه منطق الحياة نفسه ونتيجة لاضطهاد عام يشمل البقعة المحتلة كلها. فالثورات في معظمها لم يكن يقوم بها سوى الأمراء الذين عينهم العثمانيين أنفسهم. وهذا مبحث نتركه للتاريخ والمؤرخين. نميل دون أن نجزم في ذلك إلى أن منطقة بلاد الشام حتى قبل الإسلام هي منطقة لم تكن أبدا هادئة فهي مهد الأديان ومهد الطوائف أيضا في المسيحية نفسها. وهي النصف الثاني من حوض البحر الأبيض المتوسط. لهذا الحديث عن أن الإسلام أتى بالخراب لهذه المنطقة حديثا غير صحيح من الوجهة التي كانت تعيشها المنطقة عموما في ظل الصراع الدامي بين الأمبراطوريات الفارسية المتعاقبة والرومانية واليونانية..
حتى أن هنالك من يميل إلى اعتبار أن صلب سيدنا المسيح كان علامة ليست فارقة عما كان يدور في هذه المنطقة الموبوءة بالحضارة والدم معا. ولهذا نحن عند نطالب ونؤكد على الإصلاح الديني في العالم الإسلامي لا ننطلق أبدا من معياريات قبلية ضيقة ونعممها على كل التاريخ الإسلامي، بل ننطلق من الحاجة الراهنة لهذا الإصلاح ودوره فيما لو تم في إخراج المنطقة من لعبة السلطة والدين. والسؤال الذي لابد لنا من طرحه الآن في سورية هو: من هم الذين يعيدون الآن قراءة التاريخ وما علاقتهم بالمحمول السلطوي الذي تكرس شفاهيا وعمليا على مدار أربعة عقود من زمن الاستبداد الخانق المانع لأي تنمية وإصلاح وتطور ؟ لهذا علينا أن نميز جيدا بين أن تمتد الكلمة نحو رموز الاستبداد السلطوي المباشر من أجل ديمقراطية للجميع وبين أن تمتد لتطال الشعب المسلم والذي لا حول له ولا قوة في أنه خلق مسلما ولم يخلق مسيحيا أو يهوديا أو لم يخلق / طائفيا! أليس عجيبا المنطق الذي يقوده بعض المتبلرين الجدد على ناصية اقتصاد السوق الاجتماعي للنظام السوري*: أن يقوموا ليل نهار بمحاولات بائسة تعيد تخلف سورية عن الركب الحضاري حتى لدول المنطقة إلى الإسلام / والسني تحديدا / لدرجة تجد نفسك أنك أمام خندق بات الآن في سورية واضح المعالم ويريده النظام وهو: الطوائف مقابل الأكثرية الدينية، وكي نكون أكثر وضوحا نقول: إن هذه الأقلام تجد ضالتها في تحميل الأكثرية السورية برموزها الدينية والتاريخية سبب تخلف هذا البلد! وهي منذ ستينيات القرن العشرين وباتت هذه الأكثرية الدينية مجرد أقلية تافهة في الميزان السياسي وفي صياغة تاريخ هذا البلد المعاصر أي لا حول لها ولا قوة وذاتيتها منهوبة تماما: الأكثرية يجب عنوة أن تنبذ رموزها وتردد بلا كلل أو ملل رموز الأقلية: حتى شبكة الملفوظات اليومية.

والأغرب طورا في حكايتنا السورية المريرة: أن هذه الثقافة المصدرة تسعى لإيجاد ضامن طائفي واضح لدى الأقلية بينما مطلوب من الأكثرية أن تتحلل من كل تضامناتها! وإن كنت مع هذا المنطق في جزء منه والذي يتعلق بكل التضامنات المعادية لحقوق الإنسان: لكنني أبدا لا أرى أنه مطلوب من هذه الأكثرية أن تموت في إحساسها أنها: أقلية مضهدة! مثال آخر عندما يتحدث بعض الرفاق الكرد عن استيطان عربي واحتلال عربي: يجد المرء نفسه أمام أحجية من نوع جديد تجد مجراها النهائي في الحقيقة في خدمة لعبة السلطة الداخلية من جهة وفي خضم التسطح الشكلي الذي يسود الآن موضة المثقفين المعادين للإسلام كدين! هل من يزرع الآن بذور الفتنة من خلال توزيع الأراضي الجائر في منطقة ديريك السورية هم الأكثرية أم السلطة؟
لاشك أن للتاريخ حكمه الذي لا نستطيع كثيرا التغيير فيه في كثير من الأحيان لكننا لا بد من القول ولو كلمة. إنه التواء القوة العارية ليس إلا..هي نكتة يرددها بعضهم: إن الخوف على مستقبل سورية هو من جماعة الأخوان المسلمين!وربطهم بأنهم حكما هم ممثلي هذه الأكثرية وعندما يجدون ولو تيارا صغيرا لا يؤمن بمنطقهم هذا فإنه مباشرة يحولون محمولاته إلى أنه خطاب محسوب على هذا التنظيم، هذا التنظيم الذي لازال لم يدرك حتى هذه اللحظة استمرار بقاءه سياسيا تحت أسم يأخذ بعدا طائفيا في سورية.

ولم يتعلموا من تجارب العصر بعد. هم على طريقة الأحزاب الشيوعية التي رفضت تغيير اسمها لأنه يحمل مشروعيتها التاريخية مع العلم أن تغيير الأسم ليس نابعا من منطقا شكلانيا بل من منطق تفاعلي بين حركية الشكل والمضمون بمعنى عندما: يتبنى أي تنظيم من تنظيمات الأخوان المسلمين في أية دولة كانت الميثاق العالمي لحقوق الإنسان يصبح بقاء الاسم مناقضا لجوهر تبني هذا الميثاق. أنه منطق مناهض لسنن التطور والحياة نفسها. انطلاقا من هذه التوضيحات البسيطة: المشكلة في سورية هي مع النظام ليس كأشخاص ولا ككتلة تاريخية محسوبة عليه وتسانده في السراء والضراء بل مشكلتنا تكمن مع النظام كجملة من العلاقات تكرست وواضح أنها تأخذ سورية نحو الهاوية ولا منقذ لنا سوى الديمقراطية التي ليست هي المشكلة بل هي الحل. الديمقراطية هي الحل ومعها يبدأ فصل جديد مما يمكن تسميته: إزالة آثار العدوان عن الشعب السوري الذي كان ولازال يشكله نظام الاستبداد هذا..
* الطريف بالموضوع: أن التيار الليبرالي الجديد بكل ضحالته المعرفية وغيرها تجده فقط في سورية يلتقي مع مناهضي العولمة وتيارات الماركسية التي لم تخرج من عباءة شموليتها بعد متفقين على أن الخطر على سورية هو: من الأكثرية المسلمة. أنه شبكة واحدة من الدلالات الطائفية المخبوءة تحت عباءة خطابين متناقضين: الخطاب الليبرالي المسطح والخطاب الماركسي الشمولي والقضية واحدة: الخطر هو من الأكثرية! وهذا يجد عمقه في المخزون الدلالي لخطاب السلطة. لهذا نعتقد أن هذين الخطابان هما الأكثر عداءا للديمقراطية في سورية!
ومع ذلك الديمقراطية التي تسعى لها المعارضة السورية في المستقبل تستوعب هؤلاء حتى المخبرين منهم الصغار والكبار



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 5
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 4
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 3
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 2
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية
- ردا على د. برهان غليون في مقالة سورية والمحكمة الدولية
- الفساد يلغي السياسة في الشرق الأوسط
- النخب العربية لاتراهن على مجتمعاتها
- تعالوا نختلف لنتفق.. لنتحاور..!
- الديمقراطية في سورية ضحية الزيف الأيديولوجي
- مانفع الإسلام العربي بدون المسيحيين العرب وغير العرب
- السلطات الإقليمية تبادل الدم والثروة والإسلام
- أولمرت والأسد ..سيبقى السلام ضحية
- السؤال الأمريكي في ضوء 5 حزيران
- المجتمع السياسي السوري بعد القرار 1757
- من نهر البارد إلى دجلة ومن الدجيل إلى حماة
- القرار 1757 المحكمة الدولية وانقاذ لبنان
- الاستفتاء والمسألة الطائفية في سورية
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة مقاربة ثالثة
- الوضع الشاذ لدينا جميعا


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - مشكلتنا مع مافيا النظام وليس مع الديمقراطية