أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - ازمة العراق ..ازمة اخلاق وازمة فراغ














المزيد.....

ازمة العراق ..ازمة اخلاق وازمة فراغ


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 04:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دردشة على فنجان قهوة
نعم ان العراق محتل ...! وان الفرد العراقي يعاني من تصرفات الجندي المحتل في مفردات حياته اليومية الكثير جدا اضافة الى ماعاناه من ارهاب عهد صدام وحصار العالم عليه افضالا.
هذا الشعب لم يذق الراحة من استيلاء حزب البعث في سنة 1963 على السلطة بعد مجزرة لاق فيها الكثير من اليسار الديمقراطي القتل والتشريد .. وبقى على حالة الاضطراب والمعاناة حتى تاريخه .. هذا الذي وكل هذا من عوامل القهر والبطش ..
جعلت من الانسان العراقي الذي كان يعتبر رمزا للشهامة ورمزا للبساطة العربية في حياة صافية مسالمة يعيش بها بين الجيران والاهل .
كانت العلاقات صافية وملئها الحنان بين هذا العراقي السوي وبين غيره من الجيران والمتعايش معهم في محلة او مدينة وبألاساس هو نظيف مع نفسه .. وهكذا كان العراق وكان العراقيون والان لنرى كيف اصبحوا ولماذا تلاشت هذه الصفات العالية .. عجبا هل نجح صدام حسين في تفتيت الرابطة الاسرية ...! وهل نجح بدفع الجيل الجديد نحو انانية مفرطة لايرى غير نفسه وذاته كوقوفه امام المرآة وقد انساه النظام كل القيم والصفات الاخلاقية وصار يستمرء الفساد ويلتذ بألعفونة الاجتماعية وما نخشاه ان تتوسع دائرة مثل هذه المخلوقات الانانية ..!

كان صدام في عهده يوزع المال ويخيف المواطنين من اجل تمجيد شخصه وسيادته حتى جعل من حزب البعث الذي يستند اليه النظام اكبر واضخم حزب عربي يعتنق مفاهيم تختلف حتى بما جاء في نظامه محرضا اياهم على الاعتداء والغصب والنصب والاحتيال وأكل حقوق الاخرين بأساليب فاشية ترضى قبول وتشجيع السلطة اذ كان افراد دائرة المخابرات لايقلون عن الرئيس في استغلال وظائفهم والاعتداء على الناس .
سعا النظام بكل طاقاته فك الروابط العائلية وأخذ يشجع العداء والاستعداء بعضهم على البعض .. الاب على ابنه والابن على ابيه والاخ على اخيه والزوجة على زوجها وهكذا .. الكل يرفعون تقاريرهم الانتخابية وأكثرها كذب ضد افراد عائلتهم ومن يلوذون بهم فما كان من صدام الا تشجيع هذه الظاهرة بألمال والاعلام والشعب العراقي لاينسى يوم اعطى وساما لاب اخبر عن ابنه الهارب من العسكرية وكان قصاص الابن الاعدام ثم تبين قضاءا ان هذا الاب صاحب الوسام قد تعمد على التخلص من ابنه لاسباب عاطفية .. وقد احيلت هذه القضية الى محكمة الكرادة الشرقية .. وما اشجع القاضي العراقي آنذاك ان يحاكم شخصا يحمل وساما من رئيس الجمهورية .
كانت دائرة المخابرات وقوى الامن تفتح اوسع آذانها لكل وشاية او نميمة تصب في مصلحة بقاء النظام ناهيك عن جيشها الواسع المكون من مئات الالاف افراد الامن المندسين المنتشرين في كل زاوية من العراق .. وأستمر نظام صدام في هذا التعامل اللاوطني وفي غير مصلحة العراق .. ولطول دوام السلطة البعثية وجدنا انها استطاعت ان تغطي اخلاقيا على ثلاثة اجيال .. جيل مارسوا الظلم ضده في انقلاب 1963 وجيل بعده وآخر قبل انتهاء حكم صدام حتى اصبح العراق وبكل اسف مليء بهذه النماذج الغريبة عن المجتمع والبعيدة عن قوة الارتباط بألعائلة وألنسب وأعتبرت في رأي صدام انها احدى مكونات جهاز ماكنة ضخمة تنام على تسبيح الباري لبقاءه وبقاء نظامه وتصبح على التملق بسلطته وماله الوفير .وحيث ان الامريكان لم يضعو في حساباتهم ماذا يعملون بعد سقوط صدام وممن يتكون المجتمع العراقي المدني وما رأي التربويين الاخصائيين في تأهيل الجيل الذي تركه صدام والذي لم يألو جهدا في تفتيته ليخرج عن آدميته وأخلاقه التي اتسم بها العراقي سابقا .

هنا حصلت الكارثة .. جيش مدجج بألسلاح اطلق العنان لكل فاسد ان يعبث .. فتح الحدود .. نهب المتاحف .. الغى الجيش وقام ما قام به حتى وضع العراقيون وجها لوجه امام جنود الاحتلال بدون ان يزودهم بما يستطيعون الدفاع حتى عن عوائلهم وانفسهم .

بدأ المجرمون السابقون وقدرهم مائة وثمانون الف مجرم بتنظيم مخطط اجرامي لايقل عن تنظيمات المافية في العالم وبدأوا بألسرقات وألقتل وألاختطاف لا لاجل شيء ولا لاجل طرد المحتل وانما لاجل المال والمال فقط .. كانوا يطلبون الفدية ولما يستلموها يختطفون حامل المبلغ فيطالبون مرة اخرى الشخص الذي جلب المال .
اي استهتار في القيم مثل هذا الاستهتار وفي اي بقعة من العالم ترى مثل هذا الاستهتار .. وكانوا آمنين في تصرفهم على نظرية من امن العقاب ساء الادب .. فكيف يكون العقاب والحاكم المدني الامريكي حجم القضاء العراقي القوي واستطاع فصل مائة وثمانون قاضيا في يوم واحد بدون اي تهمة وأي محاكمة حتى ان وزير العدلية المعين احتج على هذا التصرف .. فأصبح القضاء مشلولا وقاعاته فارغة فقد هربت العدالة من هذه القاعات ومن الساحات والشارع وأصبح كلا يأخذ حقه بيده خاصة بتشابك المصالح العقارية بأحتلال البعض لمساكن البعض الاخر وهي المساكن التي تعود للمؤجرين بألقوة من حزب الدعوى او فيلية الاكراد وهم بمئات الالاف .
واستمرت دوامة العنف وستستمر اذا لم يصح الامريكان على روحهم ويبدلوا سياستهم القمعية بسياسة الاحتواء والمحاورة والاصلاح الحقيقي لا اللفظي والصرف الجزيل لمبالغ حصل عليها العراق من دول اخرى تريد له الخير .
ان الاخلاق تنمو كألنبات ومتى ذلك اذا سقيت بماء المكرمات .. فأي ماء مكرمة يشربها جيلنا القادم حتى يستطيع ان ينال نبل الاخلاق وحسن المعشر ومعرفة الحق والانصاف بألمعاملة .
اللهم اقبل دعانا لانقاذ جيلنا القادم ..



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من البعض يقتل البشركما يصطاد الدراج في الربيع
- لاشك .. ان الهاجس الوطني .. اسبغ على المعادلات الطائفية .. ز ...
- كتل هائلة .. أقليات عراقية مهاجرة .. تقف أمام مسؤوليتها الوط ...
- لو رفعت يد الفرقة..من احتلال وطائفية وعنصرية...لزرعنا النخيل ...
- الاستقرار يستلزم وضع العراق تحت مظلة الامم المتحدة
- ماذا سيدلي التاريخ عن فترة الاحتلال...!!!
- ليس للعراقيين خيارا .. سوى الاصرار على طرد الاحتلال
- عراقنا الذبيح بحاجة الى هذا التجمع القانوني
- القرارات الانفعالية غير المدروسة ..اثرها في الواقع
- ايستطيع ان يكون الفرد سفيرا لبلاده...!!!
- هل يعتبر تطوع المحامون الى جمعيتنا
- أواجب أم إسقاط بول...!!ا
- استمرار الاجرام بحق الكنائس
- لمن يدق جرس التطبيع ولماذا
- غياب القانون والتمادي في الظلم واهدار الحقوق وخرق الدستور هي ...
- اهمية التحكيم القانونية من اجل حسم القضايا
- أمريكا وخيارها بين التفاوض مع المقاومة أو تفاهمها مع ايران
- شعب العراق.. لا يرضى باقل من الجلاء..
- أللعراق مصلحة في الغاء عقوبة الاعدام
- طريق النضال طويل ام ان شعبنا كسير الجناح


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - ازمة العراق ..ازمة اخلاق وازمة فراغ