أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ناديه كاظم شبيل - المغتربون ! في الوطن تقمع حرياتهم ، وفي الغربه تقمعهم الحريه















المزيد.....

المغتربون ! في الوطن تقمع حرياتهم ، وفي الغربه تقمعهم الحريه


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1964 - 2007 / 7 / 2 - 10:11
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


في اعقاب الحروب الدوليه والنزاعات السياسيه المتعدده والازمات الاقتصاديه الحاده (الحصار الاقتصادي ) ،وبسبب القمع السياسي والارهاب الفكري والتعذيب الجسدي الذي يدفعه المواطن من اجل نيل الحرية في العيش بكرامه، يضطر رب الاسرة الى الهجره ولكون الاسره تؤخذ بجريرة ولي الأمر المعارض للسلطه ، برزت ظاهرة الهجره الجماعيه الى مختلف دول العالم وبالاخص الدول الاوربيه ،وامريكا واستراليا .في الايام الاولى لوصول المغترب الى ارض الاحلام الورديه ، يعيش المواطن نشوة الحريه التي حرم منها ، فيبحث عن وسيلة للاندماج في المجتمع الجديد، منها تعلم اللغة ،ودراسة قانون البلد الوافد اليه.تستهويه ظاهرة حب الاستطلاع ، لتكشف له عالم يكفل له الحياة المنشوده التي ضحى بالوطن والاهل والاصدقاء من اجل نيلها ،ولسان حاله يقول ليتني حصلت على كل هذا في وطني الحبيب . لا تمض على المغترب اشهر قليله حتى يصاب بخيبة شديده ، فاللغه الجديده التي يقضي جل وقته في تعلمها لا يستطيع استيعابها او لفظها كما ينبغي ، وعندما يريد التحدث مع اهل البلد ،يشعر انهم يواجهون صعوبة بالغة في فهم ما يقول، وان دعته الضروره الى النقاش او الجدل لاظهار وجهة نظره في موضوع ما فانه يشعر بالتلعثم والارتباك ،فتصيبه حالة من الاحباط والانزعاج، كذلك الحال عندما يتحدث اليه احد المواطنين فانه لا يفهم ماذا يعني الرجل فيعتذر بالم وتصبح لغة الاشاره هي التي تربط بينهما وهي متعبة وغير مضمونة النتائج في معظم الاحيان . هنا يحس المغترب بانه اصبح ابكم واصم في ان واحد فيثور ويعاني من الالام النفسيه الحاده ،وتصبح اللغة الام اجمل موسيقى يسمعها في كل انحاء الدنيا ،الى هنا والامور لا تزال بخير ،ولكن هنالك امور لا بد ان يظهرها لابناء الوطن الام ..للاقارب والمعارف وابناء الجيران ، ذلك بانه لا يزال يحمل عادات الوطن ويعتز بها وانه سوف لن يتنصل عنها مهما كلف الامر ، فيبدأ بفرض شروط الطاعة على افراد اسرته وبالأخص الاناث ، الحجاب هو المظهر الذي يؤكد التزامه بدينه وشرفه فيحاول وبشتى الطرق اقناع النساء بارتدائه ، تعاني النساء عموما من ظاهرة الحجاب ، البعض منهمن تكتم هذه المعانات لأسباب اجتماعيه قاهره ،والاخريات يعلن الثورة الصامته واحيانا الثورة العارمه ،فلا تحل الا عند البوليس .واتحدى من ينكر هذا الامر.الحجة التي تعوز المراة هي مطالبتها للرجل بارتداء الزي الاسلامي ،الرجل في العادة ينكر ان له زيا اسلاميا خاصا ، ونسي الرجل ان السبب في عدم نزول اية حجاب للرجال هو كون الرجل العربي من الاصل يعتمر العمامة او اليشماغ والجبه او القفطان او ما شاكل ذلك ، واشعار العرب ،واحاديث اهل البيت تؤكد ذلك .ولقد كان الرجل يغطي وجهه ايضا بالعمامة،كي يقي نفسه من وهج الشمس او من كيد الاعداء ،نعم لو كان هنالك عدل ، لطالبت المرأة المحجبة زوجها ان يكون قدوتها فيتمسك باللباس والعمامة التي كان الرسول الكريم والصحابة الاخيار يتخذونها في حياتهم الماضيه. المسألة المهمة الاخرى ،هي ان بعض الملتزمين دينيا يرفضون اي عمل يعهد اليهم ،فالطبيب المسلم يرفض ان يغير حفّاضة المريضه بحجة ان الاسلام يامره بعدم كشف عورة الاخرين ،ويرفض كذلك ان يقدم للعجائز البيره او الكحول لان الاسلام لعن حاملها ،ويرفض كذلك ان يحمّم المريضات ..وما الى ذلك من امور لا حصر لها ولا عد ،فترفض الدوله تعيينه بحجة عدم اهليته لذلك .المطاعم الاوربيه ممنوعة على المسلمين لدخول الشك في كون اللحم حلالا ام حراما ،او ربما لكون لحم الخنزير يدخل في بعض الوجبات ،او لكون الطاهي من غير اهل الكتاب . المسألة التي تعتبر الاشد ضراوة على حرية المهاجر هي ان الطفل في الغربة يتمتع بحرية اكبر مما يتمتع بها ولي امره ، فوقت الدراسة اليومية للطفل هي اضعاف وقت والديه ،والرعاية التفسية والصحية التي يتمتع بها الطفل هي اكبر من الرعاية التي يتمتع بها والديه ،فالدوله تولي رعاية خاصة للطفل المغترب اولا لكونه كان قد حرم منها في وطنه وثانيا لانه سينتمي للبلد الجديد اكثر من انتماء والديه وثالثا لأن قانون حماية الطفوله يكفل للطفل ان يقرر المكان الذي يعيش فيه عند بلوغه سن الثالثة عشر ان صرّح للمسؤولين بأنه يرفض العودة الى ذويه لتعرضه للقهر الاجتماعي او النفسي ،تسارع الدوله لتلبية مطاليبه والسبب في ذلك هو ان الطفل في فترة المراهقه يكون مرهف الحس بسبب الهرمونات المختلفه التي يفرزها الجسم مما يجعله يكون عرضة للانتكاسات النفسيه التي تؤدي به الى الانتحار.تعتبر السويد من البلدان المتقدمة في الانتحار بمختلف الاعمار ،بسبب العتمه والغيوم والامطار ،والثلوج المتساقطة التي لم يتعود عليها المغترب في وطنه الام. تربي اوربا لدى الطفل قوة الشخصيه والاعتداد بالنفس والصراحه المتناهيه ،انه ليس طفلا خانعا مهزوما يخشى سيطرة الاهل كما هو الحال عليه في الوطن ، على العموم تخاف الاسره عادة من قوة الشخصية هذه فلها عواقبها الوخيمة في تطويعه ،انه يهزأ من الأساليب التهديديه التي يستعملها الأهل ويهدد بعصا الطاعة ،ان تمادى الاهل في فرض اراءهم او اضطروا الى استعمال العقاب الجسدي معه ،فرقم الهاتف الذي يحفظه عن ظهر قلب يكفل له الحمايه وذلك بقيام هيئة الشؤون الاجتماعيه بسحبه من والديه وايداعه عند عائلة موثوق بها من قبلهم .حالة لجوء الفتيات الى السوسيال فانهن يضطررن الى تغيير اسماؤهن والقابهن باسماء اوربيه كي يتم التعتيم على ذويهن خشية العقاب الصارم الذي ينتظرهن في حالة العثور عليهن.الطفل المغترب يعلن الولاء لوطنه الجديد ويسارع الى الانتماء اليه والاندماج فيه اسرع من ذويه بكثير فهو لا يزال عجينة يسهل تشكيلها ،ولذا تراه يبوح باسرار العائله وتلاعبها ببعض الامور التي تعاقب عليها الدوله ،فيكون مصدر حذر لوالديه .يحصل الولد على حرية كبيرة في الوقت التي تنتزع فيه ابسط حقوق الفتاة ،فتشعر الفتاة بالظلم وتصاب بحالة من القنوط ، تكتشف الباحثة الاجتماعية بسرعة بالغه معاناة الفتاة فتسحب من العائله بسبب الظلم الاجتماعي الذي يعتبر خطرا فادحا قد يؤدي بها الى الانتحار،. غالبا ما يرفض الاهل الاندماج في سوق العمل كون الاعمال التي تنسب اليهم مهينة في نظرهم اما لكونهم كانوا يحتلون مكانة اجتماعية مرموقة في الوطن الام او لكون العمل لا يوافق مؤهلاتهم ،فمثلا يوكل للطبيب انيمارس غسل الصحون او للمهندس ان يعمل كمنظف وهكذا مما يتسبب في محدودية دخل الاسرة علاوة على عدم اندماجها بالمجتمع الجديد مما يعرضها لضياع فرص كثيرة ومؤهلات مستقبلية رائعه، فتبقى العائلة تعيش على وتيرة واحد مما يسبب لها العديد من الخلافات الاسريه التي ما كانت لتحدث لو ان الامور سارت ببساطة وبلا تعقيدات من تراكمات العادات والتقاليد والخوف من نظرة المعارف الدونية في حال قبولهم بالاعمال البسيطة الموكلة اليهم من قبل دائرة العمل. ان كل هذه الامور تجعل من الغربه قيدا قاسيا ،فالحرية هنا تتعارض كليا مع كل الموروث الثقافي والديني والاجتماعي الذي رضعه المواطن في وطنه الام،وتصبح الحرية لعنة ونقمه ،بدل ان تكون نعمة ورحمه. .



#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلى، الوطن انسان وارض وذكريات
- أجهلا ام تجاهلا لمقام السيده زينب ياوفاء سلطان؟
- الى منظمة حقوق الانسان! اخوانناالعرب البدون يستصرخونكم
- عندما تصبح اهانة الاخرين لنا اطراء ،فهذا يعني اننا فقدنا اخر ...
- الا من جرّاح ماهر يستأصل الورم السرطاني من وجه العراق الجميل
- سيدتي المغتربه! قبل ان ترفعي سماعة الهاتف
- حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعيه والبيئيه والموروث الديني
- حكومة المالكي! لا الشيعه شيعة علي ولا السنه سنة عمر
- اطفالنا في السويد غربة وضياع
- رذاذ المطر
- التحدي
- لولا القدرلكان عدوي انا ،ولكنت عدوي
- مسلمو اوربا : تتخبط النساء في الجحيم ،ليرتع الرجال في النعيم
- فكرنا اله متفرد وشيطان متمرد
- انها وصمة عار في ضمير الانسانيه
- لأنك انت العنفوان
- نحن من يعشق خلق الالهه
- الحكام والرؤساء والملوك العرب :نحن لا نرى ،لا نسمع ،لا نتكلم ...
- جدتنا ذات النطاقين
- سأل سائل


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ناديه كاظم شبيل - المغتربون ! في الوطن تقمع حرياتهم ، وفي الغربه تقمعهم الحريه