أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أمياي عبد المجيد - الشعوذة التلفزيونية














المزيد.....

الشعوذة التلفزيونية


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 11:52
المحور: الصحافة والاعلام
    


خلال السنوات القليلة الماضية اكتسحت أنظمة استقطاب القنوات الفضائية معظم البيوت العربية ،فسلت أسنان وتعاظمت نزوات ودخل رجال الأعمال والباحثين على مسار للثراء الخارق في سباق مع الزمن يشيدون ويطلقون البث لقنوات غريبة ، وخلال فترة وجيزة تناسلت هذه القنوات محدثة طفرة لم يسبق للفضاء الإعلامي العربي أن شهد مثلها .
لقد طلعت علينا قنوات الأغاني ومروجات الفيديو كليب الصاخب والساقط كأول الغيث.هذه القنوات التي لا يخفى على فحيص أن رجال أعمال يقفون ورائها بعباءات مختلفة ، تارة باسم الحرية ،وتارة أخرى باسم موسيقى الشباب ...وهكذا حتى يراكموا الثروة ويكدسونها متناسين العواقب النفسية، والاجتماعية الحادثة في المجتمع ،وعندما وضعوا أمام أمر واقع يسوده انحطاط أخلاقي وتبجح ما شهدناه من قبل أنكروا أن تكون منتجاتهم السخيفة هي السبب عاملين بمبدأ الإنكار والاستنكار !!
بالتدريج تأقلم رواد الفضائيات وعرف العارفون أن أخلاق المجتمع لن تسقط لدواعي صبيانية ، وأخذت الموجة بالتدريج على نحو اعتيادي ، لكن المستفزون المتلذذون للدرهم والدولار أبو أن يكتفوا بما حصدت أيديهم وتوجهوا إلى تأسيس فئة جديدة من القنوات الانتهازية ، وما هي إلا فترة وجيزة حتى تناسلت قنوات تدعي التسلية وتقديم الخدمات الروحية لروادها ، فيحدث أن ترى خدمة من قبيل : إرسال رسالة قصيرة واحصل على الدعاء الفلاني، أو أرسل قولة كذا لعدد من الأشخاص يساوي كذا تربح عددا من الحسنات يساوي كذا !! وهكذا يستمر المسلسل المستخف بالعقل العربي والإسلامي وتقزيم سعة تفكيره وقدرته على التعامل بلباب مع مجريات حياته . وفي الحقيقة هم يضعون الحجة على أنفسهم بأنهم وجدوا في هذا المجتمع لتخريب البيوت ، وشغل المجتمع عن همومه الكبرى وقضاياه المصيرية .
لم تتوقف آلة البذخ والتلاعب بمشاعر الإنسان العربي عند حد استنزاف جيبه ونقله من عالم المعقول إلى عالم الخيال بل تعدى ذلك حتى صدمنا بنتاج جديد لا يمكن تفادي صيغة التدمير في نعتها ولا عبارة الشعوذة في تصنيفها .
إنها قنوات ظهرت مؤخرا كأخر نتاج توصل إليه هؤلاء الحاذقين حسب الزعم !! ليضعوا الأختام والتوقيعات على عصر الصورة . وبدأت بثها بتلقائية وحرية ما عهدناها في مجال الإعلام، وقد يتيه بنا التفكير ونتساءل عن مغزى تواجد قنوات تروج للسحر والشعوذة بينما يمنع الترخيص لقنوات ثقافية وتوجيهية ؟الجواب على هذا السؤال يفرض تلميحا على حال الأنظمة العربية وعلاقتها بالإعلام ، فهذه الأنظمة لن تتغير ما بقي الإعلام يشرب من نبعها أو غيب في دهاليز القمع عندها ، وحيثما ظهر إعلام مسئول تبددت أحلام الأنظمة المستبدة وبالتالي فانا اعتقد أن الترويج للسحر والشعوذة على الفضاء هي خطوة تواطئية بين مروجي الخرافة لشغل الشعب وبين الأنظمة التي تستفيد من جهالة الناس وان كانت العملية تتم بشكل غير مباشر .
إذا ما تغاضينا عن الاسترسال في واقع الأنظمة المعروف للقاسي والداني وانحرفنا إلى السوق الشعبية المتهافتة على تبني الفكر الخرافي التلفزيوني نجد نقطتين أساسيتين تعتبران مفصلين في طبيعة تشكل فكرة الاستسلام للوهم وشرائه :
الأولى : إن المشاهد لهذه القنوات منزوع الإرادة ولا يغلب منطق العقلانية على ترادف الآراء التي يتعرض لها باستمرار فيحدث أن يخلط بين قيم دينية روحانية بما تجوب به الشعوذة . ولما كانت هذه العشوائية في توجيد الحلول النابعة من لمحات توهم التفاعل مع الواقع تقدر على المشاهد الانزواء وراء الشبهات بمعية الروحانية الناقصة أو ما يسمى بضعف الإيمان . وبما أن الشريعة الإسلامية عند المسلمين أقرت الاحترام للعقل ودعت إلى تحكيمه فالتقابل والتعارض الذي يعيشه المشاهد يشهد بفداحة وبساطة التفكير ويوحي في النهاية بانقلاب بين على منطق التمحيص والتفحيص .
الثانية : علاوة على ما ذكرناه في النقطة الأولى تأتي الظواهر الاجتماعية كتكملة لحلقة الإفراغ الذي يعيشه المواطن ، فتختار العائلة لنفسها ذرائع من قبيل تكاليف العيش الضنك ومتطلبات الحياة اليومية ، وقلما وجدنا من يعيل أي اهتمام لحالته الصحية ومن دبت في خاطره ذرة مسؤولية يتوجه التوجه الخاطئ ويختصر طريقه في العلاج بالاتصال هاتفيا وبتكلفة اقل حتى يخلص حاله أو قريبا من غم أو مرض .
* كاتب مغربي



#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الفنان محمد عزام أبو العز
- نقد الاستبداد وتحرير الفكر السياسي العربي
- الشباب والحقيقة الدينية
- الفن وبناء الشخصية
- المرآة العراقية وأهمية البناء المستمر
- محاربة الفقر : تجربة بنك جرامين
- أزمة القراءة في الوطن العربي
- هجرة العمالة وتأثير العولمة
- السودان والمحكمة الجنائية الدولية
- الحرب على الإرهاب أو الانفراد المطلق بالقوة
- الإصلاح العابر للقارات !!
- إيران النووية في مواجهة الضغوط الخارجية
- القذافي ودولة الطّز
- خرافة العالم المسطح.
- الأمن في العراق : أزمة الأزمات
- YouTube ثورة الفيديو على شبكة الانترنت
- رحلة البحث عن رجل السلام.
- الإخوان المسلمين : مسمار جحا اللعين .
- أمريكا وإستراتجية الانسحاب من العراق
- تكريس مفهوم القوة أساس الحق .


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أمياي عبد المجيد - الشعوذة التلفزيونية