المطلب الثاني عشر: من بدا الحرب؟ ... النتائج... وما العمل؟ خامساً: بعض الحقائق عن الحرب الاوكرانية -- الروسية.

ان الحقيقة الموضوعية تبقى حية لأنها تمثل وتعكس الواقع الموضوعي الملموس حول قضية معينة ولفترة زمنية محددة وان الحقيقة الموضوعية لا يمكن دحض - تفنيد الحقيقة الموضوعية رغم ان البعض لا يودون فهم وإقرار الحقيقة الموضوعية ولكن يجب ان يتم الاعتراف بالحقيقة الموضوعية عن اي حدث كان بهدف توضيح وفك الالتباس حول هذا الموضوع او ذاك. نبين بعض اهم الحقائق الموضوعية عن الحرب الاوكرانية -- الروسية من خلال متابعتنا المستمرة ومن نظرة من الداخل.

1- لا يمكن للنظام الحاكم في اوكرانيا ان يحقق النصر العسكري على روسيا الاتحادية ولاسباب عديدة منها: ان عدد سكان روسيا الاتحادية اليوم نحو 150 مليون نسمة في حين عدد سكان اوكرانيا اليوم عملياً ما بين 17-18 مليون نسمة مع وجود نحو 10 مليون متقاعد علماً ان لدى روسيا الاتحادية ما بين 38-40 مليون متقاعد وكما لا يمكن مقارنة القوة العسكرية لروسيا الاتحادية مع القوة العسكرية لاوكرانيا رغم الدعم المالي والعسكري من قبل اميركا والناتو للنظام الاوكرايني، اذ يمتلك الجيش الروسي سلاح جوي متطور وأسلحة صاروخية حديثة ومتطورة ومنها: كينجال وكليبير وسارمات واسكندر وبيسيدون وفانغارد وغير ذلك وهذه الاسلحة لا تملكها اميركا - الناتو الان.

2- ان السلاح الجوي الروسي الحديث عملياً اليوم هو المسيطر سيطرة كاملة وفعلية على كامل الاجواء الاوكرانية ويعد ذلك احد اهم عوامل تحقيق النصر العسكري على النظام البنديري الحاكم في اوكرانيا وهو يعد ايضاً مؤشر كبير لنجاح العملية العسكرية الروسية الخاصة لتحقيق اهدافها طبعاً مع تضافر العوامل الاخرى مع هذا المؤشر الهام.
3- يلاحظ ان عدد افراد الجيش الروسي وعدد المتطوعين للجيش الروسي في تزايد مستمر وهو يفوق عدد الجيش الاوكراني عدة وعدداً ولا يمكن مقارنة القوة العسكرية لروسيا الاتحادية مع القوة العسكرية لاوكرانيا من حيث المبدأ وكما يلاحظ ان الجيش الاوكراني يعاني من مشاكل عديدة ومنها قلة السلاح والعتاد والاعتماد كلياً على الدعم الامريكي -- الناتو وكما يلاحظ ايضاً ظاهرة الهروب من الحرب وبوسائل عديدة والاستسلام للجيش الروسي وازدياد عدد الاسرى للجيش الاوكرايني لدى الجيش الروسي وضعف الروح القتالية للجندي الاوكرايني لانهم يشعرون انهم وقود للحرب ((مثرمة)) لحرب زيلينسكي وفريقه وهم هؤلاء من فقراء الشعب الاوكرايني، في حين اولاد الاغنياء وكبار المسؤولين في السلطة الاوكرانية واولاد الاوليغارشية الاوكرانية يسرحون ويمرحون في اوربا والليالي الحمراء لديهم وليس لديهم أي علاقة بالحرب الاوكرانية.

لقد اقدم زيلينسكي اليوم بتعبئة عسكرية جديدة بهدف تحشيد نحو 500 الف شخص ويتم تحقيق ذلك ليس عبر التطوع بل عبر قيام المفارز العسكرية للجيش الاوكرايني من خلال مداهمة البيوت السكنية وقطع الطرقات وتفتيش السيارات والمخازن والمحلات وفي الشوارع...، ومنع السفر وتجميد الحسابات المالية للشخص بهدف تجميع الشباب للحرب حتى وصل الامر بالنظام الحاكم تجنيد المعوقين وزج النساء الاوكرانيات في حربه ضد روسيا الاتحادية وهذا غير موجود في روسيا الاتحادية اصلاً بدليل يشير وزير الدفاع الروسي الجنرال شيغو خلال المدة من 1/1-2023 --25-10-2023 تطوع للعملية العسكرية الروسية الخاصة نحو 380 الف شخص. (16).

4-يلاحظ ان المجمع الحربي -- الصناعي الروسي يعمل وعلى مدار 24 ساعة اي بثلاث وجبات عمل بهدف انتاج السلاح والعتاد الحديث الذي يحتاجه الجيش الروسي اضافة الى العمل على تطوير وتحسين الانتاج الحربي والاليات العسكرية المختلفة والمستخدمة في العملية العسكرية الروسية الخاصة بدليل يصنع المجمع الحربي-- الصناعي اكثر من 100 صاروخ باليستي في الشهر كما يعتمد المجمع الحربي-- الصناعي الروسي كلياً على موارده البشرية والمادية 100 بالمئة، وهو يعمل وفق خطة عسكرية ويتم تنفيذها بالكامل عبر المتابعة المستمرة من قبل القيادة الروسية وقيادة الدفاع الروسية في حين ان الجيش الاوكراني يعتمد على الدعم العسكري والمالي. الخارجي. .. بنسبة 99 بالمئة وبسبب الحرب وتفشي الفساد المالي والإداري وخاصة في قمة السلطة الحاكمة في كييف اصبح نظام زيلينسكي نظاماً مفلسا من الناحية الاقتصادية والمالية والعسكرية، وان المجمع الحربي-- الصناعي الاوكرايني قد خرب خلال فترة الحرب واصبح عاجزاً من انتاج ما يحتاجه الجيش الاوكراني وكما يواجه نظام زيلينسكي صعوبات مالية ومنها صعوبة دفع اجور والمرتبات للعاملين في الاقتصاد والسلطة بدليل اصبحت مرتبات السلك الدبلوماسي الاوكرايني تدفع من قبل بعض (( حلفاء)) كييف اليوم.

تشير التقديرات تحتاج اوكرانيا سنوياً الى( 2.4) مليون من الذخيرة الحية العسكرية المختلفة وان اميركا والناتو ليس بمقدورهم تامين ذلك الا بنسبة 50 بالمئة فقط ويشك في ذلك ايضاً وحسب التقديرات يحتاج الجيش الاوكراني سنوياً نحو 1800 مدفع وهذا غير متوفر لدى الجيش الاوكراني وفي بداية عام 2023 كان الجيش الاوكراني يطلق يومياً نحو 7000 قذيفة.. وفي نهاية عام 2023 اصبح يطلق نحو 2000 قذيفة..،( 17). في حين الجيش الروسي يطلق ما بين 20-25 الف قذيفة... ؟.

5-- الحقيقة الموضوعية تؤكد وجود شعور وطني كبيراً لدى الغالبية العظمى من الشعب الروسي في دعم واسناد العملية العسكرية الروسية الخاصة وبكل الوسائل المتاحة والممكنة وبشكل طوعي لدعم وانجاح العملية العسكرية الروسية الخاصة من اجل تحقيق اهدافها في تحرير كامل للشعب الاوكرايني بشكل عام والشعب الدونباسي بشكل خاص من النازية - النيونازية البنديرية انه طاعون اصفر يواجه الشعب الاوكرايني المتمثل بالبنديرية والكتائب النيونازية البنديرية وهم كتائب ازوف وايدار والقطاع الايمن والقوى القومية المتطرفة الاوكرانية...، وهذه القوى حضيت وتحضى بدعم كبير من واشنطن ولندن وباريس وبون والناتو وبروكسيل.
خلال المدة من 1-1-2023 --25-10-2023 قدم الشعب الروسي اكثر من 300 مليار روبل ( العملة الوطنية لروسيا الاتحادية) لدعم واسناد الجيش الروسي اضافة الى تقديم السلع الغذائية والدوائية وغيرها من السلع الضرورية للجندي الروسي ناهيك عن ارسال الرسائل بالالاف من قبل المواطنين الروس لدعم واسناد الجيش الروسي من الناحية المعنوية. (18).

لقد استطاع الجيش الروسي والجيش الشعبي الدونباسي سوية من تحرير اكثر من 20 بالمئة من اراضي الدونباس ( جمهورية دانيسك ولوكانسك وخرسيون وزابوروجيا) للمدة من 24-2-2022 حتى كانون الأول - 2023 وبشكل هادئ من اجل تجنب الخسائر العسكرية البشرية للجيش الروسي.
ان العقيدة العسكرية للجيش الروسي للفترة المذكورة أعلاه كانت تقوم على أساس عقيدة الدفاع وليس الهجوم من اجل تقليل الخسائر العسكرية البشرية ومن المعدات وكما لا يستبعد من ان يتم تغيير العقيدة العسكرية للجيش الروسي في عام2024 من عقيدة الدفاع الى عقيدة الهجوم العسكري المنظم بهدف تحقيق اهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة.
اما العقيدة العسكرية للجيش الاوكرايني للمدة المذكورة أعلاه كانت تقوم على أساس عقيدة الهجوم الغير مدروس وكذلك من اجل الحصول على الدعم المالي والعسكري من قبل اميركا وحلفائها والناتو كاثبات وجود وان الجيش الاوكراني يقاتل... فمثلاً مدينة باخموت مدينة استراتيجية ومهمة من الناحية العسكرية للطرفين وكانت محسومة مسبقاً من الناحية العسكرية لصالح الجيش الروسي ولكن بامر من زيلينسكي ضرورة الاستمرار بالقتال وقدم الجيش الاوكراني اكثر من 50 الف عسكري وبعد ذلك انسحب الجيش الاوكراني من باخموت وكذلك ميريوبل وغيرها من المدن الاخرى.

6-- بتاريخ 11-12-12-2023 قام الرئيس الاوكراني زيلينسكي بزيارة إلى واشنطن وكان الهدف الرئيس من الزيارة هو الحصول على الدعم المالي والعسكري من اميركا وطلب من الكونغرس الأميركي نحو 61 مليار دولار أمريكي وتعهد زيلينسكي في حالة حصوله على هذا الدعم المالي سوف يحقق النصر العسكري على روسيا الاتحادية خلال عام2024، بالمقابل حصل زيلينسكي على 200 مليون دولار أمريكي فقط.( 19). ويعتقد زيلينسكي في اكتوبر عام 2024 سوف يتم تحرير كامل الاراضي الاوكرانية المحتلة من وجهة نظره وهذا مستحيل وضربا من الخيال اصلاً. و حسب تقديرات الجنرالات الاميركان والناتو يستعدون لتحقيق النصر العسكري على روسيا الاتحادية في عام 2025، وان الجنرالات الاوكران يتفقون مع راي حلفائهم من الاميركان والناتو ( جريدة زافترا ( الغد) العدد الاول، كانون الثاني - 2024، باللغة الروسية).

7-- شكلت الحرب الاوكرانية عبئا ومأزقا خطيراً وحقيقيا على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، بالرغم من الدعم المالي والعسكري المقدم من قبل اميركا وحلفائها للمدة من شباط - 2022 حتى كانون الأول - 2023، كان دعماً كبيراً من الناحية المالية والعسكرية فتم تقديم اكثر من250 مليار دولار أمريكي للفترة المذكورة اضافة الى تقديم اسلحة حديثة ومنها نظام باتريوت...، والذي تم تدمير منصتين من نظام باتريوت في ظواحي كييف ولكن هذا الدعم المالي والعسكري للنظام الحاكم في اوكرانيا كان بدون جدوى ملموسة بل اعطى نتائج سلبية فالخسائر العسكرية للجيش الاوكرايني في العدة والعدد كانت كبيرة واصبحت الهزائم العسكرية للجيش الاوكرايني سمة ملازمة له ومنها ميريوبل وباخموت ومارينكا...، مقابل ذلك يطلب اليوم الجنرال زالوجني رئيس هيئة الأركان للجيش الاوكرايني من البنتاغون نحو 400 مليار دولار ( يشكل هذا الطلب تقريباً 50 بالمئة من ميزانية البنتاغون) وكما طلب ايضاً نحو 15 مليون من الذخائر العسكرية المختلفة من اجل تحقيق النصر العسكري على روسيا الاتحادية، وهذه الطلبات غير معقولة وغير قابلة للتنفيذ، لان لاتوجد لدى اميركا والناتو تحقيق طلبات الجنرال الاوكرايني زالوجني.

8-- منذ عام 1992--2013 كان النظام الاوكرايني يعاني من خطر تفشي ظاهرة الفساد المالي والإداري بشكل عام وبعد الانقلاب الحكومي في شباط - 2014 وخاصة خلال فترة حكم الرئيس الاوكراني زيلينسكي منذ عام 2019 ولغاية اليوم بشكل خاص قد تفشت ظاهرة الفساد المالي والإداري وبشكل غير مألوف وخاصة في السلطة من اعلى قمة السلطة حتى ادناها واصبحت هذه الظاهرة اشبه(( بفايروس كورونا)) القاتل في جسم السلطة الاوكرانية ومن دون اي معالجة جذرية لهذه الظاهرة الخطيرة وتفشت هذه الظاهرة اكثر فاكثر خلال فترة الحرب الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية في عامي 2022-2023 ولا تزال هذه الظاهرة في تنامي كبير وخاصة في قمة السلطة الحاكمة في اوكرانيا بدليل اضطر زيلينسكي من اقالة وزير الدفاع الاوكرايني مع اكثر من 12 من مساعديه بسبب الفساد المالي والإداري في الوزارة وهذا انموذجا حيا وملموسا على ذلك، علماً ان هذا الوزير (( صديق - حليف)) لواشنطن ولندن وبعد هذه الفضيحة الكبرى تمت اقالته وتم تعينه سفيراً في لندن وهو يعد من المليارديرية وبالدولار الاميركي وهو لم يكن عسكرياً من حيث المبدأ؟!.

ان الدليل والبرهان على تفشي فيروس الفساد المالي والإداري في قمة السلطة الاوكرانية وحتى قبل بدأ العملية العسكرية الروسية الخاصة في 24/ 2/ 2022، فان هذه الظاهرة موجودة في السلطة الاوكرانية بدليل قبل شباط - 2022 كانت الثروة المادية الى زيلينسكي نحو 750 مليون دولار أمريكي اصبحت الان نحو 1،5 مليار دولار أمريكي وكما قام بشراء شقة لعائلته في مصر باكثر من مليون دولار والصحفي الاوكرايني الذي قام بالتحقيق بذلك تم قتله؟ وكما اقدم زيلينسكي بشراء فيلا تعود إلى وزير الاعلام الالماني النازي غولبيز الصديق والحميم الى هتلر الفاشي - النازي بقيمة 8 مليون يورو. (20). اما بخصوص ثروة وزير الدفاع الاوكرايني رزينيكوف كانت ثروته 780 مليون دولار أمريكي اصبحت 1،3 مليار دولار أمريكي وكيليبوف وزير الخارجية الاوكرايني زادت ثروته من450 مليون دولار أمريكي الى 1،2 مليار دولار وميخائيل بودالاك مستشار الرئيس الاوكراني زيلينسكي زادت ثروته من 680 مليون دولار الى مليار دولار أمريكي وكليجكوف، محافظ كييف اصبحت ثروته 800 مليون دولار أمريكي بعد ان كانت 150 مليون دولار. ناهيك من ان الاوليغارشية المافيوية الاوكرانية قد نمت وتطورت ثرواتهم المادية بشكل غير مالوف عبر ما يسمى بتنفيذ اسوأ برنامج عرفه التاريخ الحديث الا وهو برنامج الخصخصة السيئ في شكله ومضمونه وتم شراء ممتلكات الشعب الاوكرايني بثمن بخس جدا وان امولهم تم تهريبها خارج اوكرانيا اليوم.

ان هذه الثروات المادية لهؤلاء المتنفذين في السلطة الاوكرانية في تزايد مستمر ومن دون أي حساب ورقابة حقيقية وفعلية لا من قبل الشعب الاوكرايني ولا من قبل الجهات الرسمية ذات العلاقة. ان هذه الظاهرة الخطيرة قد شكلت سمة رئيسة لغالبية رابطة الدول المستقلة التي تحولت نحو الراسمالية وكما يمكن القول ان هذه الظاهرة الغير مالوفة تنموا في دول المركز والاطراف التي تبنت الراسمالية كنظام سياسي واقتصادي واجتماعي.

9-- بعد عام 1992 ولغاية اليوم، فان النظام الحاكم في اوكرانيا واجه ويواجه اليوم مشاكل اقتصادية واجتماعية ومالية... عديدة وكثيرة ودخل او ادخل هذا النظام في مأزق حقيقي وخطير ومظلم للغالبية العظمى من الشعب الاوكرايني باستثناء الاوليغارشية والمتنفذين في السلطة الاوكرانية ومن اخطر هذه المشاكل هي:: تنامي معدلات البطالة والفقر وعودة الامية وخاصة وسط الشباب وكذلك تفشي ظاهرة المخدرات والتلوث الاجتماعي وبيع السلع الحية وهجرة المواطنين للخارج للبحت عن فرص العمل والعيش والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وبعيداً عن الحرب وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة الاوليغارشية الحاكمة وحلفائها في السلطة وتنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية بدليل زادت المديونية الخارجية من 92،5 مليار دولار في تموز/2021 الى 136 مليار دولار حتى نهاية عام 2023 ويتوقع ان تصل الى 171 مليار دولار لعام 2024.( 21).

10 - يلاحظ اشتداد التنافس في قمة السلطة الاوكرانية بين زيلينسكي ورئيس هيئة الأركان للجيش الاوكرايني الجنرال زالوجني حول سير الحرب مع روسيا الاتحادية... وتبادل التهم بينهما وكما يشير كليجكوف محافظ كييف اذ قال احتمال اختفاء اوكرانيا من الخارطة بسبب الحرب مع روسيا الاتحادية ونحن نواجه ديكتاتورية زيلينسكي اليوم. (22).

11- حسب تقديرات قيادة السلطة التنفيذية في اوكرانيا فان اجمالي الخسائر المادية قد تجاوزت ترليون دولار أمريكي وان كلفة اعادة اعمار البلاد للمدة من شباط - 2022 حتى نهاية عام 2023 تحتاج إلى ترليون و300 مليار دولار أمريكي.( 23). والحرب لا تزال مستمرة وكلف الأعمار تزداد مع اطالة امد الحرب؟ من سيدفع كلفة اعمار اوكرانيا؟ ناهيك عن الخسائر البشرية التي لا يمكن ان تعوض اصلاً. من المسؤول عن كل ذلك؟ نعتقد ان المسؤول الأول عن ذلك هي واشنطن ولندن وباريس وبون والناتو وبروكسيل وكذلك قادة النظام البنديري الحاكم في اوكرانيا.

12- تؤكد الحقيقة، ان من بدا الحرب، هو النظام الحاكم في اوكرانيا ومنذ الانقلاب الحكومي في شباط - 2014 ضد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك ثم بعد ذلك تدخلت روسيا الاتحادية لانقاذ شعب الدونباس من الابادة التي كان يهدف لها النظام البنديري الحاكم في كييف، وبدات العملية العسكرية الروسية الخاصة لتحرير شعب الدونباس في 24- شباط - 2022 ولغاية الان.

نعتقد،لولا الدعم والاسناد المقدم للنظام البنديري الحاكم في اوكرانيا من قبل لندن وواشنطن وبون وباريس والناتو وبروكسيل وبعض القوى الاقليمية ومنها بولونيا وجمهوريات البلطيق لما اقدم النظام الاوكرايني بالحرب ضد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك.

كان من الاجدر بالرئيس الاوكرايني بروشينكو ان ينفذ اتفاقية مينسك الاولى وتنتهي الحرب ضد شعب الدونباس ولكن لم ينفذ اي بند من بنود اتفاقية مينسك الاولى؟ وكذلك لو قام زيلينسكي وفريقه بتنفيذ اتفاقية مينسك الثانية واتفاقية اسطنبول لما استمرت هذه الحرب لغاية الآن وتعتبر اتفاقية اسطنبول اخر فرصة قد فقدها زيلينسكي لوقف الحرب مع روسيا الاتحادية. نعتقد، يعود السبب الرئيس في عدم تنفيذ اتفاقية مينسك الاولى والثانية الى .
بروشينكو وزيلنسكي الذين كانوا ادوات طيعة ومنفذة ومخربة لصالح القوى الدولية والاقليمية وبالضد من مصالح شعبهم ودولتهم والحفاظ عليها من خطر الاختفاء والتفكك و يتحمل مسؤولية ذلك كل من لندن وواشنطن وبون وباريس والناتو وبروكسيل بهذا النهج حولت اميركا وحلفائها الشعب الاوكرايني الى (( مثرمة لحم)) حقيقية وتحت شعار كافر (( قاتلوا حتى اخر جندي اوكرايني))، وحسب تقديرات الخبراء العسكريين يخسر الجيش الاوكراني يومياً ما بين 800-1000 قتيل عسكري.( 24).

لقد فقد الجيش الاوكراني قوته العسكرية الفعلية خلال السنتين الماضية (2022-2023) في حربه ضد روسيا الاتحادية اذ فقد الكادر العسكري المهني المدرب والمؤهل عسكرياً اما الغالبية العظمى من الجنود الاوكراينين ليس لديهم خبرة وتدريب عسكري بالشكل في القتال وان النظام البنديري الحاكم في اوكرانيا يحارب بهؤلاء ومع بعض المرتزقة والارهابيين الاجانب ومع بقايا الكتائب النازية من مثل ازوف وايدار والقطاع الايمن والقوى القومية المتطرفة الاوكرانية والبنديرين علماً ان جبهة الحرب بين الجيش الروسي والاوكرايني هي بحدود 2000 كيلومتر وان الجيش الاوكراني يعاني من مشاكل عديدة ولا يمكنه من تحقيق النصر العسكري على روسيا الاتحادية، لان دولة مثل روسيا الاتحادية تمتلك السلاح النووي والسلاح الحديث لا يمكن ان تهزم عسكرياً ولا يمكن ان تخسر الحرب,13-- منذ الانقلاب الحكومي في شباط - 2014 ولغاية اليوم، مارس النظام البنديري الحاكم في اوكرانيا اسلوب الارهاب المنظم ضد خصومه السياسيين داخل اوكرانيا وخارجها وهو يعد هذا النهج نهجاً ارهابيا اضافة الى ذلك فهو احتضن الارهابيين والمرتزقة الاجانب والذي تجاوز عددهم نحو 40 الف ارهابي ومرتزق اجنبي وان الاغتيالات السياسية التي نفذها النظام البنديري داخل اوكرانيا ومنهم زاخارجينكا وموتيليرا وكيفي وغيرهم في الدونباس اما خارج اوكرانيا فقام باغتيال ابنة الاكسندر دوغين، داريا والصحفي تتارسكي من خلال تفجير المقهى الذي كان يجلس فيه،ناهيك عن عشرات المحاولات الفاشلة التي كانت تستهدف شخصيات سياسية وأدبية... من مثل الكاتب اليساري بيليبين وغيره اضافة الى ذلك اقدم النظام الحاكم في اوكرانيا الى اسلوب الارهاب ضد المدنيين في جمهورية لوغانسك ودونيتسك من خلال قصف المجمعات السكنية والتجارية ورياض الاطفال والجسور ومحطات الوقود والكهرباء وكذلك المدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات...، وهذه ليست مواقع عسكرية اصلاً ويدرك قادة النظام البنديري الحاكم في اوكرانيا وهؤلاء مواطنين ابرياء وهذا العمل الارهابي لم ولن يحدث لولا استلام زيلينسكي وفريقه الضوء الأخضر من قبل لندن وواشنطن وبون وباريس والناتو وبروكسيل.( 25).

14- يشير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ان وقف الحرب لا يتم الا من خلال تحقيق اهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة.( 26).ثم اكد بوتين نحن مع المباحثات ولكن وفق شروطنا.( 27) وكما خاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القيادات العسكرية من خلال اللقاء بهم قائلاً (( لديكم كل شيئ، الشعب الروسي ينتظر منكم تحقيق النصر العسكري...)). (28).

15- ان انضمام فنلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي، الناتو ما هي إلا عملية استفزازية من قبل واشنطن والناتو ضد روسيا الاتحادية وهو قرار غير صائب وغير سليم لان روسيا الاتحادية لم تهدد ولم تشكل خطرا على فنلندا والسويد ومن غير المعقول ان تقام نحو 21 قاعدة عسكرية بمافيها 3 مطارات عسكري في فنلندا علماً ان فنلندا مجاورة لمدينة ليننيغراد.( 29). ومن الاعمال الاستفزازية الاخرى اقدمت المانيا بارسال نحو 5000 عسكري الى جمهوريات البلطيق وكذلك السويد نحو 800 عسكري. ان هذه الاجراءات تعد اعمال استفزازية بامتياز ضد روسيا الاتحادية وبيلاروسيا فماذا تريد الادارة الامريكية وصقور المجمع الحربي الصناعي الاميركي والناتو وبروكسيل من هذه الاستفزازات الغير مالوفة والخطيرة على شعوب العالم كافة؟.

16-- نعتقد، احتمال كبير من ان يتكرر سيناريو تفكيك يوغسلافيا عام 1999 على اوكرانيا وخاصة في حالة استمرار الحرب واطالة امدها ومن دون ايجاد حل سياسي سلمي للحرب الاميركية --الاوكرانية، فمثلاً احتمال انضمام غرب اوكرانيا الى بولونيا ورومانيا وهنغاريا لان هذه الأقاليم والمدن غرب اوكرانيا كانت تابعة لهذه الدول وان ضمها قد تم من قبل ستالين خلال الحرب العالمية الثانية كطرف منتصر في الحرب العالمية الثانية ويمكن ان تعود هذه الأقاليم والمدن لهذه الدول وبهذا الخصوص اكد بوتين انه لا يعارض ذلك اما القسم الشرقي ووسط اوكرانيا يعود إلى روسيا الاتحادية وكما اكد ويؤكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان كييف ( ام المدن الروسية) وان اوديسا وخاركوف ونيكولايف.... هي مدن روسية كانت ولا تزال.( 30).

17- ان الغطرسة والعنجهية الفارغة للرئيس الاوكرايني فلاديمير زيلينسكي قد ادت الى حصول كوارث اقتصادية واجتماعية وخسائر بشرية ومادية هائلة لشعبه ودولته وارجعت اوكرانيا الى القرون الوسطى واحتمال تفكيكها او اختفائها من الخارطة السياسية - الجغرافية. كان من الاجدر على زيلينسكي ان يقوم بتنفيذ اتفاقية مينسك الثانية، اتفاقية اسطنبول في اذار - 2023 لوقف الحرب وتقليص حجم الخسائر البشرية والعسكرية والمادية للشعبين الشقيقين الاوكرايني والروسي وخاصة للشعب الاوكرايني وبقيت جمهورية دانيسك ولوكانسك وخرسيون وزابوروجيا ضمن اطار الدولة الاوكرانية مع اعطاء بعض الحقوق المشروعة للشعب الدونباسي ومنها اللغة الروسية وبعض الصلاحيات الادارية وفق الدستور الاوكرايني، ولكن جنون العظمة الفارغ للرئيس الاوكرايني وغياب الخبرة السياسية والادارية في ادارة الدولة الاوكرانية ناهيك من انه وصل للسلطة وفق ما يسمى بالانتخابات الرئاسية وبدعم من قبل القوى الدولية والاقليمية وهو قد مثل مشروع لهذه القوى وتحويله الى اداة طيعة ومنفذة ومخربة لصالح القوى الدولية والاقليمية وبالضد من مصالح شعبه الاوكرايني ولكنه لم يستطيع ان ينفذ اي اتفاقية مينسك الثانية، اتفاقية اسطنبول، لان واشنطن ولندن وباريس وبون والناتو وبروكسيل لن ولم تسمح له بتنفيذ ذلك لان القوى الدولية والاقليمية لها استراتيجية محددة ضد روسيا الاتحادية وتحقيق هذه الاستراتيجية وفق منظورهم لا يمكن أن تتحقق الا من خلال الحرب ضد روسيا الاتحادية واطالة امدها والهدف الرئيس هو تقويض النظام في موسكو ويمكن القول لقد انقلب السحر على الساحر.

19- لقد فشلت مراهنات القيادة الاميركية وحلفائها حول تفكيك الاتحاد الروسي من خلال فرض عقوبات اقتصادية، حصار اقتصادي وبكل انواعه حتى وصل إلى اكثر من 18 الف نوع من انواع الحصار ضد الشعب الروسي، بدليل لم ينهار الاقتصاد الروسي ولم تنهار العملة الوطنية الروبل اتجاه الدولار الأمريكي ولم تظهر احتجاجات شعبية ضد النظام في موسكو مثلاً، بل الذي حدث هو العكس تماما، بدليل حسب تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان روسيا الاتحادية قد احتلت المرتبة الخامسة عالمياً بخصوص قيمة الناتج المحلي الإجمالي وبالاسعار الثابة بعد كل من جمهورية الصين الشعبية واميركا والهند واليابان ثم روسيا الاتحادية وكما احتلت المرتبة الأولى في اوربا بقيمة الناتج المحلي الإجمالي وبالاسعار الثابته وفقدت المانيا مكانتها بهذا المؤشر الاقتصادي الهام. (31)، اضافة الى ذلك ازدادت لحمة ووحدة الشعب الروسي وقواه السياسية الوطنية والتقدمية والشيوعية بدعم واسناد النظام في موسكو والسبب الرئيس يعود إلى ان الغالبية العظمى من الشعب الروسي وقواه السياسية تدرك اليوم الخطر الداهم والجاد حول دولتهم وهو خطر التفكك وعلى هذا الأساس فان وحدة الشعب الروسي ودعمه للعملية العسكرية الروسية الخاصة ينطلق من ذلك لان البلد في خطر والحاق الهزيمة العسكرية بالنظام البنديري الحاكم في اوكرانيا اصبح مطلب الغالبية العظمى من الشعب الروسي والدونباسي،ناهيك من اشتداد التناقضات وتفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية... داخل الولايات المتحدة الأمريكية وفي دول الاتحاد الأوروبي وفي الناتو حول الموقف من الحرب الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية.

20-- نعتقد، ان حل ووقف الحرب الاوكرانية يكمن تحديداً في يد واشنطن وليس في يد كييف وكان من الأجدر ان تقوم واشنطن بتلبية المطالب المشروعة لروسيا الاتحادية وفق المذكرة التي قدمتها القيادة الروسية للادارة الاميركية في كانون الأول - 2021 حول توسع الناتو شرقاً وحول ضمان أمن الدولة الروسية...، وكان على القيادة الاميركية ان تأخذ بنظر الاعتبار والتفاهم مع القيادة الروسية حول مطالبهم وعدم رفضها ومن دون اية مناقشة للمذكرة. اين الديمقراطية وحرية الرأي...؟ اذا كان هكذا تتعامل اميركا مع دولة عظمي؟ فكيف يتم التعامل مع بقية الدول ومنها بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية ورابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي)؟.

ان مسار الحرب الاميركية-- الاوكرانية ضد الشعب الروسي يسير ليس لصالح اوكرانيا وحلفائها في الناتو واميركا، وان الجنوح لمبدأ المفاوضات الجادة من قبل واشنطن مع موسكو يعد احد اهم العوامل لوقف هذه الحرب المدمرة بهدف نزع فتيل احتمال نشوب الحرب الكونية الثالثة والتي تشكل ان اندلعت كارثة إنسانية وهي فناء حتمي للمجتمع البشري لان ان حدثت سوف لن تكون بالسلاح التقليدي، بل استخدام كافة الأسلحة بما فيها السلاح النووي وفي هذه الحرب والتي نامل ان لا تحدث اصلاً ولكن مخاطرها قائمة وغير مستبعدة وان جميع الأطراف المعنية تدرك خطر ذلك وكما يدركون في هذه الحرب لا يوجد احداً يحقق النصر العسكري بل الجميع فيها خاسرون، وليس اعتباطا ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما حاجتنا إلى عالم بدون روسيا الاتحادية؟ وكما قال ايضاً، نحن نذهب للجنة وهم يذهبون للنار. هذه هي الحقيقة الموضوعية.

مصادر المطلب الثاني عشر:
1- الاتحاد السوفيتي بالارقام، موسكو، السنة، 1985، ص، 8، باللغة الروسية.
2- اوليغ شينين، زمن الصراع -- زمن الهجوم، موسكو، السنة، 2001، ص،372، 429-430، باللغة الروسية.
3- جريدة روسيا السوفيتية، 17-3-2018، باللغة الروسية.
4- جريدة روسيا السوفيتية، ، 9-12-2021، باللغة الروسية.
5- جريدة البرافدا، 12-8-2021 باللغة الروسية، جريدة روسيا السوفيتية، 23-11-2023، باللغة الروسية.
6-؛ قناة روسيا -1 التلفزيونية بتاريخ 23-11-2023.
7- جريدة روسيا السوفيتية، ، 9-12-2021، باللغة الروسية.
8- جريدة روسيا السوفيتية، 6-8-2021 باللغة الروسية.
9- جريدة روسيا السوفيتية، 23-7-2022، باللغة الروسية.
10- جريدة روسيا السوفيتية، 17-11-2022، باللغة الروسية.
11- جريدة زافترا ( الغد) ، العدد، 47، تشرين الثاني، السنة، 2023، باللغة الروسية.
12- المصدر السابق، العدد، 48، تشرين الثاني، السنة، 2023 باللغة الروسية.
13- قناة روسيا --1 التلفزيونية بتاريخ 23-11-2023، 27-11-2023، 28-11-2023.

14- جريدة روسيا السوفيتية، 5-12-2023، باللغة الروسية.
15-قناة روسيا -1 التلفزيونية بتاريخ 12-12-2023، 14-12-2023، 17-12-2023.

16- جريدة زافترا ( الغد)، العدد الأول، كانون الثاني، السنة، 2024 باللغة الروسية.
17- المصدر السابق.
18- المصدر السابق.
19- قناة روسيا -1 التلفزيونية بتاريخ 13-12-2023، قناة روسيا -24، 13-12-2024.

20- قناة روسيا -1 التلفزيونية بتاريخ 29-12-2023.
21- جريدة روسيا السوفيتية، 9-12-2021، باللغة الروسية، قناة روسيا -1 التلفزيونية بتاريخ 28-12-2023.
22- قناة روسيا -1 التلفزيونية بتاريخ، 5-12-2023.
23- المصدر السابق، بتاريخ 9-12-2023.
24- المصدر السابق، بتاريخ 27-12-2023.
25 -- المصدر السابق، بتاريخ 20-12-2023.
26- المصدر السابق، بتاريخ 15-12-2023.
27- قناة تفي سنتر بتاريخ، 23-12-2023.
28- القناة التلفزيونية -24، بتاريخ، 19-12-2023.
29- قناة روسيا -1 التلفزيونية بتاريخ، 20-12-2023.
30- المصدر السابق، بتاريخ 19-12-2023.
31- قناة روسيا -1 التلفزيونية بتاريخ 12-1-2024، قناة روسيا -24 التلفزيونية بتاريخ، 11-1-2024.
شباط / 2024