: المقالة الثانية من المطلب 11 : ثالثاً: بعض النتائج- -- دول الاتحاد الأوروبي انموذجا:


نجم الدليمي
الحوار المتمدن - العدد: 7883 - 2024 / 2 / 10 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

في عام 2024 تم ضم جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية وتم فرض عقوبات اقتصادية على روسيا الاتحادية، وفي 24-2-2022 بدأت العملية العسكرية الروسية الخاصة لتحرير شعب الدونباس، اقدمت اميركا وحلفائها في دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على فرض حصار اقتصادي على روسيا الاتحادية وزاد عدد العقوبات بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة وحتي تشرين الثاني - 2023 نحو 17500 نوع من الحصار الاقتصادي والمالي والدبلوماسي والسياسي والثقافي والرياضي والحصار على شركة الطيران المدنية الروسية ايروفلوت وغير ذلك ولا يزال هذا النهج مستمر ما دامت العملية العسكرية الروسية الخاصة مستمرة ولا توجد اي افق في الوقت الحالي لرفع الحصار وبكل انواعه عن روسيا الاتحادية.
ان الحصار المفروض على الشعب الروسي واستمراره هو شكل من اشكال الارهاب السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والثقافي... وهذا مخالف للقانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية، ولعبت وتلعب القيادة الاميركية الدور الرئيس والفعال في تطبيق هذا النهج اللاقانوني واللاشرعي ضد الشعب الروسي انه اسلوب لم يحدث لاي دولة في التاريخ الحديث بهذه الشدة والكمية. ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان...،

لقد نفذت والتزمت دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بتطبيق كل انواع الحصار المفروض على الشعب الروسي بفعل ضغط وتحذير اميركا لقادة دول الاتحاد الأوروبي باستثناء هنغاريا وبهذا اوقعت دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا نفسها في فخ الحصار وقد اثر ذلك وبشكل سلبي وكبير على اقتصاديات غالبية المواطنين في دول الاتحاد الأوروبي سيما وان اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي تعتمد على الطاقة الروسية ( نفط، غاز...) بنسبة تتراوح ما بين 40-- 70 بالمئة وخاصة المانيا.

نعتقد، ان من اخطر واشد نتائج الحصار على شعوب دول الاتحاد الأوروبي واقتصادها تمثل بارتفاع أسعار الطاقة لهذه البلدان وهذا اثر وبشكل مباشر على زيادة كلف الانتاج الصناعي والزراعي...، مما ادي ذلك الى ارتفاع أسعار السلع الغذائية والدوائية والسلع المعمرة...، وهذا ادى الى انخفاض الدخل الحقيقي للغالبية العظمى من المواطنين في دول الاتحاد الأوروبي وخاصة اصحاب الدخول المحدودة وكما نتج عن ذلك تنامي معدلات البطالة وتسريح للعمال...، ونتج عن ذلك تنامي ظاهرة التذمر الشعبي للغالبية العظمى من المواطنين في دول الاتحاد الأوروبي وغياب الامن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ناهيك عن تنامي ظاهرة التذمر الشعبي للغالبية العظمى من المواطنين في دول اوربا بسبب استمرار الدعم المالي والعسكري... للنظام الحاكم في اوكرانيا اضافة الا استقبال الملايين من الاوكراينين الهاربين من جحيم الحرب الاميركية-- الاوكرانية وهؤلاء شكلوا عبئاً اقتصاديا واجتماعياً.. على دول الاتحاد الأوروبي.

ان استمرار مقاطعة دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا للنفط والغاز الروسي...، قد اثر وبشكل سلبي على تطور اقتصاديات هذه الدول وخاصة على القطاع الصناعي مما ادى ذلك الى هروب راس المال الاوروبي وهجرت الكوادر العلمية والمهنية للخارج وخاصة الى اميركا وتفيد التقديرات حول حجم الاموال المهربة من دول الاتحاد الأوروبي للخارج والتي تجاوزت اكثر من 6 ترليون دولار أمريكي، حصة الاسد منها انتقل الى اميركا وكما رافق ذلك توقف واغلاق المعامل والمصانع وخاصة في المانيا بسبب زيادة كلف الانتاج وصعوبة تصريف الانتاج وتكبد الراسمالين في دول الاتحاد الأوروبي ومنهم الراسمالين الالمان خسائر مادية كبيرة.
نعتقد، من النتائج الاخرى للحصار المفروض على الشعب الروسي وانعكاس ذلك على دول الاتحاد الأوروبي هو ان القيادة الاميركية مارست ضغوطات متعددة ومختلفة على قادة دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا من خلال ((خلق عدوا وهميا)) لهم، الا وهو روسيا الاتحادية وبالتالي طلبت القيادة الاميركية من قادة دول الاتحاد الأوروبي زيادة التخصيصات المالية للدفاع في دولهم ما بين 2-3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لدول الاتحاد الأوروبي كافة ومعروف ان الغالبية العظمى من دول الاتحاد الأوروبي ليس لديها مصانع لتصنيع الأسلحة ومنها الدبابات والمدرعات والطائرات الحربية والعتاد...، وبالتالي سوف تلجأ دول الاتحاد الأوروبي لشراء الاسلحة من اميركا وهذا سوف ينعش المجمع الحربي الصناعي الاميركي تحديداً وتم منع دول الاتحاد الأوروبي من استيراد وتصدير بينهم وبين روسيا الاتحادية في حين أن اميركا تستورد اليورانيوم المنضب والأسمدة الكيماوية... من روسيا الاتحادية؟. انها سياسة الكيل بمكيالين او ازدواجية المعايير انها سياسة المصالح اولا وقبل كل شيء الاقتصاد الاميركي اولا.
ان من اخطر واشد نتائج الحصار الاقتصادي والمالي.. تبين أن الرابح الأكبر والاول هي اميركا والخاسر الكبير هي دول الاتحاد الأوروبي هنا تظهر التبعية لدول الاتحاد الأوروبي وتحويلها الى شبه محمية او شبه مستعمرة للولايات المتحدة الأمريكية، بدليل اضطرت دول الاتحاد الأوروبي الى شراء النفط والغاز... من الولايات المتحدة الأمريكية وباسعار خيالية بالمقارنة مع اسعار النفط والغاز من روسيا الاتحادية قبل بدء الحرب الاميركية --الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية وهذا ايضاً قد صب لصالح الاقتصاد الامريكي ولصالح الاوليغارشية الحاكمة في اميركا او تقوم دول الاتحاد الأوروبي بشراء النفط والغاز.. من طرف ثالث وباسعار مرتفعة وهم يدركون ان هذا النفط والغاز.. هو روسي؟.

لقد استطاعت القيادة الروسية من تخفيف حدة الحصار الاقتصادي تحديداً المفروض عليها من قبل اميركا وحلفائها وتم ايجاد السبل الممكنة لبيع النفط والغاز والحبوب.. واصبحت جمهورية الصين الشعبية والهند... احد اهم الاسواق لبيع النفط والغاز.. الروسي واصبحت الصين والهند احد اكبر المستوردين للنفط والغاز... الروسي، علماً ان البلدين يشكلون تقريباً نحو 45 بالمئة من سكان العالم ويتم شراء الطاقة الروسية باسعار تفضيلية وبالتالي يمكن القول ان المنتج والمستهلك سوية قد حققوا منافع اقتصادية ومالية تخدم الطرفين وفق الظروف الحالية. وكما يمكن القول، ان دول بريكس شكلت سوقاً مهماً لروسيا الاتحادية وكما تم ويتم التعامل التجاري بينهما بالعملات الوطنية وكما اقدمت العربية السعودية والامارات ومصر... بالتعامل التجاري مع روسيا الاتحادية بالعملات الوطنية وعدم استخدام الدولار الأمريكي كعملة دولية في تسوية التبادل التجاري بين دول بريكس وغيرها من الدول الاخرى. ان هذه الخطوة تعد اكبر واخطر ضربة للدولار الاميركي لان قوة الدولار الأمريكي مرتبط بالأساس ببيع الطاقة النفط والغاز.. والنفط تحديداً وفي حالة استمرار هذه السياسة ونعتقد سوف تستمر هذه السياسة بعد انتهاء الحرب الاميركية- الاوكرانية ، وهذه السياسة تعني اضعاف دور ومكانة الدولار الأمريكي في التجارة الدولية ومن هنا تنبع الكارثة المحدقة على الدولار والاقتصاد الامريكي.

ان تنامي واشتداد الخلافات بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري الاميركي وتنامي الرفض الشعبي في اميركا ودول الاتحاد الأوروبي حول استمرار الحرب الاميركية الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية واستمرار الدعم المالي والعسكري للنظام الحاكم في اوكرانيا كل هذا لا يصب لصالح الادارة الامريكية وصقور المجمع الحربي الصناعي الاميركي.

نعتقد، ان الخلافات بين قيادة الحزب الديمقراطي والجمهوري لها طابعاً مؤقتاً -- كما نعتقد - وفيها التنافس بين الحزبين من جهة انه تنافس دعائي من اجل الانتخابات الرئاسية في نهاية عام 2024 وكل حزب يسعى لكسب الجمهور الامريكي لصالحه ولكن الموقف من الحرب الاميركية الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية تقريباً هو موقف واحد الانحياز عملياً لصالح النظام الحاكم في اوكرانيا لان الاستراتيجية الاميركية تكمن في اضعاف روسيا الاتحادية والعمل على تفكيكها الى دويلات صغيرة سواء فاز بايدن او فاز ترامب اوغيرهم من احد الحزبين الديمقراطي او الجمهوري. النهج ثابت اتجاه روسيا الاتحادية ولن يتغير بتغير الرؤساء الاميركان لان اصحاب القرار الحقيقي هو في يد الدولة العميقة في اميركا ويلعب المجمع الحربي الصناعي الاميركي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبنتاغون، وقوى الثالوث العالمي وحلفائهم الدور الرئيس في جميع القرارات سواء داخل اميركا او خارجها.
.( 3) ويشير وزير الدفاع الأمريكي استيون انه في عام 2024 سنقوم بتشكيل قوة عسكرية جديدة في اوكرانيا لمواجهة روسيا الاتحادية.( 4) وكما يؤكد ايضاً ان امن اميركا متعلق بضمان الأمن في اوكرانيا(. 5) بالمقابل يحذر زيلينسكي المتهم بتعاطي المخدرات الاميركان اذا لم تقدموا لنا الدعم المالي والعسكري سوف تواجهون الحرب مع روسيا الاتحادية.6). انه اسلوب رخيص وساذج في آن واحد لولا الدعم الاميركي والناتو للنظام البنديري - الارهابي في اوكرانيا لما استطاع هذا النظام ان يصمد 2-3 شهر امام القوة العسكرية الروسية. في 11-12-12-2023 قام زيلينسكي بجولة مكوكية للارجنتين والمانيا واميركا وتم اللقاء بالكونجرس الاميركي وكذلك مع وزير الدفاع الأمريكي استيون وطلب مساعدة مالية قدرها 61 مليار دولار أمريكي وفي حالة عدم الاستجابة لذلك سوف تحقق روسيا الاتحادية النصر العسكري على اوكرانيا وبالنتيجة حصل زيلينسكي على 200 مليون دولار أمريكي.( 7).
لقد قرر البنتاغون ارسال مجموعة من الجنرالات الاميركان بقيادة الجنرال انطونيو الى اوكرانيا لقيادة الحرب الاميركية-- الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية(. 8).
نعتقد، ان الدعم المالي والعسكري... للنظام البنديري - الارهابي في اوكرانيا سوف يستمر من قبل اميركا وحلفائها والناتو ولكن لم يكن كما كان في عامي 2022 -2023، وان استمر هذا الدعم الغربي الى اوكرانيا سوف لا يغير من موازين القوى على الأرض لصالح النظام الحاكم في اوكرانيا وحتى لو استلم الطائرات الحربية ف-15،ف-16 او غيرها من الاسلحة الحديثة فهذا لن يكون لصالح النظام البنديري الحاكم في اوكرانيا ولكن استمرار الحرب الاميركية الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية واستمرار الدعم المالي والعسكري للنظام النيوفاشي - النيونازي الارهابي في اوكرانيا احتمال ان يؤدي ذلك إلى مواجهة عسكرية بين اميركا والناتو من جهة وبين روسيا الاتحادية من جهة أخرى فهو احتمال قائم وغير مستبعد وفي حالة حدوث المواجهة العسكرية ستكون نتائجها كارثية وخيمة على كافة شعوب العالم بما فيها شعوب اوربا واميركا وفي هذه الحرب الجنونية الكونية وان اندلعت فهي حرب نووية وفي هذه الحرب لا يوجد طرف رابح فيها فالجميع خاسرون وهذه هي الحقيقة الموضوعية والتي يجب أن يدركها الامبرياليون المتوحشون.

مصادر المطلب الحادي عشر
1- انظر لينين، المؤلفات الكاملة، المجلد، 26، ص،41 باللغة الروسية.
2- قناة روسيا -1 التلفزيونية بتاريخ 29-12-2023.

3- المصدر السابق، بتاريخ 13 - 12-2023، 14-12-2023.
4- المصدر السابق، بتاريخ 12-12-2023.
5- المصدر السابق، بتاريخ 13-12-2023.
6- المصدر السابق، بتاريخ 13-12-2023.
7- المصدر السابق، بتاريخ 12-12-2023.
8- المصدر السابق، بتاريخ 14-12-2023.