لماذا تلاحقينه يا صغيرة؟! عشان شبه السيسي


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 11:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

أُكملُ معكم ما بدأتُه في مقالي السابق: “لماذا صوتي للرئيس السيسي" يوم الخميس الماضي ... أمنحُ صوتي للرجل الذي واصل الليلَ بالنهار على مدى سنواتٍ عشر مضت من عُمر مصر الطيبة: يرمّم ما تهالك من جدران الوطن، ثم يُشيدُ ويُعمّر، آخذًا بيد "المرأة المصرية" حتى تتعرفَ على حقوقها المهدورة سنواتٍ وعقودًا وآمادًا، ثم يُمكّنها من نيلها كما لم تنلها في أي عصر مضى؛ ذلك لإيمانه بأن المرأة ليست وحسب نصفَ المجتمع بل هي صانعةُ نصفِه الآخر، وآخذًا بيد "الطفل المصري" حتى ينمو صحيحَ البدن صحيحَ النفس صحيح العقل؛ لإيمانه بأن الاستثمار في الطفل وبنائه البنية السليمة هو ضمانة المستقبل المشرق، وآخذًا بيد "التعليم المصري" لكي يتطور وينصُع عبر مناهجَ تربوية حديثة تعلو بالفكر وتخلق العقلية المفكرة الناقدة غير الناقلة، وعبر تشييد المدارس المتطورة والجامعات الدولية على أرض مصر، وآخذًا بيد "العمالة المصرية" عبر تشييد المصانع ومدن للطاقة ومدن للدواء والرخام والأثاث والجلود لخلق فرص للاستثمار والتحقق، وعبر مد الفدادين الزراعية والصُّوب والمزارع السمكية ومشروعات لتنمية الثروة الحيوانية، وآخذًا بيد "الكود الوظيفي والعملي المصري" عبر تحويل الجهاز الإداري المتهالك إلى الأنظمة الذكية لتيسير الجهد وتوفير الوقت، وشق شبكات جديدة للطرق والجسور وشبكات السكك الحديدية وإصلاح الجهاز المروري وتوفير الحافلات والقطارات، من أجل توفير وقت التنقلات في عاصمة مكتظة ومدن ومحافظات مزدحمة بالسكان.
أمنح صوتي للرئيس المثقف "عبد الفتاح السيسي" الذي احترم "حقَّ المواطَنة" فلم يفرّق بين مواطن وآخر على أسس عَقَديه، فدخل الكاتدرائية في عيد الميلاد المجيد ليهنئ أقباطَ مصر في عيدهم مثلما يدخل الأزهر في أعيادنا، وتلك سابقةٌ تاريخية لم يفعلها رئيسٌ سابق رغم أن "العدل" من أبجديات الحاكم. أمنحُ صوتي للرجل الذي احترمَ "القوى الناعمة" كونَها سلاح العقول، واحترمَ "الهوية المصرية" المنسية وأعاد لها جلالَها المُغتال وافتتح المتاحفَ في جميع ربوع مصر لتعزيز السياحة العالمية في مصر.
والحقّ أن سرد ما أنجزه الرئيسُ الوطني "عبد الفتاح السيسي" في عشر سنوات، أمرٌ عسير، فما حصدناه نحن المصريين من منجزات في عهد "السيسي" ما كان ليُنجز في مائة عام على روزنامة الكود الزمني، وعلينا الإيمانُ بحقنا في استكمال ما بدأه. وبعد عشر سنوات من حكمه أدركتُ لماذا حين سألناه عن برنامجه الانتخابي عام ٢٠١٤، في لقائه مع الأدباء والمفكرين، فقال: “مقدرش أقول برنامجي!”؛ اندهشنا يومها لكننا أدركنا مع الوقت أنه لو كان أخبرنا بما كان ينتوي تقديمه وما قدمه بالفعل لمصر، ما صدقناه، وكنا سنقول يومَها: “هكذا يعدُنا المسؤولون طوال الوقت، ثم لا يقرنون الوعودَ بالعمل!” أثبتت الأيامُ والسنواتُ أن الرئيس السيسي رجلُ "عمل" لا رجل وعود لا تتم. عهدناه لا يتكلم عن منجز جديد قبل إتمامه، وكنّا نحن الصحفيين، نتفاجأ بافتتاح المشاريع والمنجزات بعدما تصيرُ واقعًا ملموسًا، لا أحلامًا ومداعبة آمال. ولولا نوازلُ جسامٌ حلّت بالعالم مثل التضخم الاقتصادي والكساد العالمي وجائحة كورونا وحرب أوكرانيا، ومؤخرًا حرب غزة، لكانت مصرُ في مكان آخر، وسوف تكون بإذن الله في المكان والمكانة التي تستحقها في عهد الرئيس العظيم "عبد الفتاح السيسي" الذي أمنحُه صوتي بكل اقتناع ورضا ورجاء في غدٍ مشرق وشيك بإذن الله تعالى.
ودعوني أتذكّر معكم واقعتين سجّلهما التاريخ ولا أنساهما حدثتا وقت ترشّح الرئيس السيسي قبل عشر سنوات. الحاجة "ناريمان"، سيدة مصرية بسيطة من مدينة المنيا، ذهبت لتعطي صوتها في الانتخابات الرئاسية ٢٠١٤، وقفت أمام ورقة التصويت، ثم طرحت جانبًا القلمَ الذي منحوه لها، وأخرجت من طيات طرحتها دبوسًا وخزت به إصبعها، وانتخبت المرشّح: "عبد الفتاح السيسي" بقطرات دمائها. وهكذا قد أوفت النذرَ الذي قطعته على نفسها بأن "تمنحه دمَها" لأنه منحنا الحريةَ من النازية الإخوانية. هكذا سجَّلْ التاريخ. أما الواقعة الثانية فكانت لطفلة مصرية صغيرة راحت تلاحق جنديًّا من القوات المسلحة كان يقوم بتأمين العملية الانتخابية عام ٢٠١٤. إن مشى الجنديُّ مشت إلى جواره، وإن توقّفَ توقفتْ. ضحك المجندُ وسألها أن تكفَّ عن ملاحقته حتى يلتفت إلى عمله، لكن دون جدوى! ولما سألها المارةُ: “لماذا تلاحقينه يا صغيرة؟" أجابت في براءة الطفولة: “عشان شبه السيسي!” ثم التفتت الطفلةُ للمجند تسأله: “هو أنت رايح عند السيسي؟" فقال لها: “نعم!"، فقالت بتلقائية: “هاجي معاك.” سألها: “ليه؟ عاوزة تقوليله ايه؟" أجابت بعفوية: “هاقوله: بحبك أوي يا سيسي!” سجِّلْ يا تاريخ.
بكل اقتناع ورضا أمنحُ صوتي لرجل صنع في سنوات قليلة أمجادًا حقيقية، تُنبئ عن قادمٍ أجمل وأقوى بإذن الله تعالى. تحيا مصر.
***