الكرة عربية ام امازيغية


عدوية السوالمة
الحوار المتمدن - العدد: 7467 - 2022 / 12 / 19 - 15:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

مع الالتفاف الكبير الذي شهدته الكرة المغربية في الايام السابقة من المحيط الى الخليج برزت بعض الأصوات التي هالها هذا الالتفاف الموحد لقضايا شعوب المنطقة -الدينية والسياسية تحديدا - تطالب بأحقية نسب هذا الانجاز وحصره في فئة عرقية معينة دون غيرها دون مراعاة لحساسية الحدث الذي يعتبر الالتفاف حوله عنصر مهم من عناصر الكسب في المعركة الكروية , والاجدركان ان نركز على الهدف الاساس في اللعبة والذي هو الفوز بالكأس قبل ان ندخل في صراعات الاحقية والوجود والحروب العرقية التي لا مكان لها في هذا الحدث .
هنا لا اريد ان ادخل في نقاش حول قضية التنوع العرقي والتمازج الذي يفرض نفسه انسانيا بين كل الشعوب فما بالك بشعوب منطقة واحدة لها تاريخ ولغة وحضارة متداخلة ومتفاعلة مع بعضها البعض منذ الازل ,ولكني اريد أن أشير إلى أن عملية الانسلال الآن من صورة الاندماج الكبرى الموحدة لشعوب المنطقة الواقعة بين المحيط والخليج عملية لا تفيد في أي شيء .
الانسلال العرقي سواء اكان امازيغي او سرياني او اشوري او او او ........ لن يؤمن للمنسلين أي امتيازات تنزع عنهم كراهية أو عدم احترام أو الاحساس بالدونية أمام الانساني الغربي .
المشكلة في الفهم العام لواقعنا والأساس الذي قامت عليه تلك الكراهية لشعوب المنطقة الناطقة باللغة العربية , فليس بالضرورة ان تكون تحديدا من شبه الجزيرة العربية يكفي فقط ان تنتمي جغرافيا لتلك المنطقة المسماة بالدول العربية دون تحديد معمق لهويتك العرقية –(لأنه ببساطة لا أحد يهتم لتلك التفاصيل إلا بالقدر الذي يكون مفيدا له في حروبه ضد شعوب المنطقة ليبقيهم أقليات مفتتة )-لتكون في خانة المطاردين من وجهة النظر الغربية نظرا لأسباب عديدة تاريخية, لعب الاستحواذ على الثروات والموقع الاستراتيجي دورا حاسما في إشعال الحروب فيها منذ الازل والى الآن.
حقيقة اثبات انك من عرق لا يمت للأعراب بصلة لن تقي من فكرة الاضطهاد الغربي , ما يقي من فكرة الاضطهاد هو فقط اثباتنا لذاتنا في جميع المجالات والعمل على تأكيد قدرتنا على انتزاع ذلك الاحترام بالعمل والسعي .
توجيه اللائمة على الاخرين والانقاص من قيمة مجهوداتهم لا يعني أبدا أنك أصبحت في مقدمة الشعوب فما ينقصك لتصبح في المقدمة لا علاقة له بمن تكون بقدر ما له علاقة بماذا قدمت للبشرية وماذا ستقدم لاحقا .
المهاجرون واللاجؤون الى الغرب يعرفون تماما اهمية الاندماج في عملية التطوير والخلق ويعرفون تماما ان ما تؤمن به شيء شخصي جدا .
الغرب يكره الصين ولكنه يحترمها ويحترم انجازاتها وتفوقها عليه يحترم شعوب شرق آسيا لاندماجها في عملية التطور والتطوير العلمي . لم يتم التعرض لمعتقداتهم وعاداتهم والتشهير بها وجعلها شيء يجب القضاء عليه كما فعل معنا لكونها اعتبرت سببا فيما عليه الانسان الاسيوي الان .
بالمحصلة ان كان التهميش على جميع الصعد يزعجنا علينا العمل لدخول دائرة الضوء من جديد كما فعلت قطر حين قدمت حدثا يرقى لمستوى العالمية . بذلت كل ما تستطيع لانجاحه بما يتماشى مع معتقدات كامل المنطقة العربية قدمتنا نحن كما نحن شعوب لا تؤمن بالغرق في المادية نعلي اهمية الدين في سلوكنا .
لا يجب ان نخجل بما نؤمن به يجب ان نخجل حين لا نعمل وحين نعيش على ارث من سبقونا .
الفرق العربية المشاركة في الحدث قدمت فكرة القدرة على النجاح التي تنقص ساكني المنطقة ,ووصول الفريق المغربي لمركز متقدم لم يكن إلا بتنامي الاحساس لديه بالقدرة على الانجاز .
الغرب لن يمنحنا جوازات سفر لدخول عالم الدول المتقدمة ان اقمنا دويلات عرقية داخل اقطارنا . الدخول فقط مرتبط بالانجاز ولا علاقة له بعرقك او دينك او لونك .