أرجوك ابني، .. لا تقرب كوكب الأرض!


حميد بعلوان
الحوار المتمدن - العدد: 6503 - 2020 / 3 / 1 - 08:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع     

ابني العزيز،
الحياة في كوكب الأرض جميلة ومليئة باللحظات السعيدة، لكن رغم كل ذلك، لا أنصحك أن تأتي إليه. الثمن الذي ندفعه مقابل الحياة الـسـعـيـــــدة غااااالي جـدا، إنه يساوي آلام رهيبة .. آلام لا أتمناها لك ولا لأي إنسان.

أرجوك ابني العزيز،
اسمع نصيحة والدك، وابقى بعـيــيـيــدا عن كوكب الأرض .. إني لا أطيق أن أراك تتعذب بسبب الأمراض التي يظهر منها في كل سنة نوع جديد، ولا أطيق أن أظل قلقا بشأن سلامتك عندما تتأخر في المساء خارج البيت.

الأخطار تلاحق البشر في كل مكان : حوادث سير، جرائم وصعقات كهربائية ... الموت يلاحقنا في هذا الكوكب في كل وقت وحين.

الأسوأ من ذلك، ابني العزيز،
أبوك مغربي، وحتى إن إدعيت أن لي قلب يحب، أجزم أن من المغاربة، من لا تصلح قلوبهم لشيء آخر غير ضخ الدماء في أجسادهم، أخشى أن يعذبوك.

خوفي عليك يا ابني في محله، أقسم أني لا أبالغ، ليتني أستطيع أن أريك فيديوهات لمدرسين يعاقبون التلاميذ بالضرب لأنهم لم يحفظوا الدروس!

ليتني يا ابني أستطيع أن أسمعك صوت طفل يبكي عندما صفعوه في وجهه .. لأ، بل عندما صفعه أبوه أو أمه ! .. أ رأيت ؟؟ .. ليس حنان الأبوان بتلك الغزارة التي يتغنى بها الشعراء؟

ستقول يا ابني أن الطفولة ستمر بسرعة، ثم تصبح شابا حرا، تحمي نفسك ومصالحك.

نعم، لكن هل تعرف كيف ستكون النهاية؟

مهما طال عمرك، ستصبح شيخا هرما، وسينتهي بك الأمر بالموت، ولا أحد يملك ضمانات لما سيحدث لنا بعد الموت!

في كوكب الأرض يا ابني، ديانات كـثـيـيـيـــرة، إذا اتبعت الديانة الـخــاطـــئــــة ستذهب إلى جهنم بعد موتك! .. أنا أخشى عليك من عذاب الله وأهوال يوم القيامة، لأ، لن أجني عليك، خاصة أن في عصر الأنترنيت الأفكار الإلحادية تنشر في كل المواقع، وأنا يا ابني، مع كل هذا الكفر لا أستطيع أن أجعلك مسلما تقيا، ولا أطيق أبدا، أن أسمع صراخك وأنت تحترق في نار جهنم، عندما أكون أنـــــا في الجنة مع الصحابة والتابعين.. نأكل الرمان في أعلى العليين.

كل ما أنا متأكد منه يا ابني الحبيب، هو:

" إذا لم تُـخـلــق لا خـوف عليك مما سيحدث لنا بعد الموت. "

اسمع نصيحة أبيك يا حبيبي! .. لا تأتي!