تحرش جماعي بمغربية في مصر .. كبث أم انغلاق العقلية المصرية؟


حميد بعلوان
الحوار المتمدن - العدد: 6454 - 2020 / 1 / 3 - 09:44
المحور: المجتمع المدني     

ما وقع للشابة المغربية بمدينة المنصورة في مصر، فضح المستوى الأخلاقي والقيمي للمصريين خاصة وللعرب عامة.

لقد تعرضت هذه الشابة للسب والشتم وشتى أنواع التحرش بالأيدي والكلام الفاحش، لا لشيء إلا لأنها ترتدي تنورة اشترتها من بلدها المغرب، لكن ذلك اللباس الذي ترتديه كانت ترتديه في المغرب مثل كثير من النساء لا يروق للمصريين.

بعض هؤلاء المتحرشين يقولون أن تنورتها قصيرة .... بصراحة هذا عدر واه، لأن الفتيات يلبسن نفس الملابس في المغرب والجزائر وتونس ولا يتعرضن للتحرش الجماعي، اللهم بعض الحوادث النادرة والفردية، مثل تحرش شخصين بفتاتين في إنزكان-المغرب سنة 2015، أما مصر كل من زارها لاحظ أن الناس هناك لديهم عادة غريبة في انتقاد ملابس النساء في الشارع !!!

هذه النوع من الاعتدءات على الأجانب في مصر من طرف المواطنين أصبح يثير القلق، إذ أن الشعب المصري يعد من أقل الشعوب تسامحا مع السياح، حتى أن المواطنين مستعدين للاعتداء على أي سائح حمل كاميرة للتصوير.

وحسب اليوتوبر فيصل صاحب قناة Fayssal Vlog والذي زار عدة دول، قال : "مصر من أصعب الدول التي يمكن التصوير فيها، لكون المواطنين يمنعون من التصوير".

رغم أن مصر بها مآثر ومعالم تاريخية كالأهرامات والتماثل الفرعونية، إلا أن عدد السياح الذي تستقبله في السنة لا يصل حتى إلى 12 مليون سائح وهو رقم تجاوزه المغرب في 2018 رغم أن المغرب ليس فيه أهرامات ومساحته أقل من مساحة مصر، لكن المغرب ساعده قربه لأوروبا في تفتح عقلية المغاربة وتقبل الآخر، ما جعل السياح ينجدبون للمغرب عكس مصر التي حافظت على العقلية المتطرفة.

ما وقع للشابة المغربية يدعو لفتح نقاش جاد حول موضوع قيم والتسامح في مصر، لأن مثل هذه السلوكات تضر بالسياحة المصرية واقتصاد البلد. وهذا التردي في المستوى القيمي والأخلاقي للمصريين يتحمله الجميع، بما في ذلك المدرسة والأسرة والإعلام.

وأخيرا.. وليس آخرا يتوجب أن نحيي أولئك الشباب القلائل الذين أنقدوا تلك الفتاة، وساعدوها على الهروب من المتحرشين، ومثل هؤلاء الشجعان، يجعلوننا نحس أن هناك بصيص من الأمل في الانعتاق من ظلمات الجهل والتخلف.