مراسيم ملكية 4


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 6385 - 2019 / 10 / 20 - 14:06
المحور: الادب والفن     

لتكنْ للقناطرِ أقدامٌ
تمشي في البحرِ
فتصلِ الأمواجُ حتى أعناقِهَا

لتكنْ للمعاملِ أحلامٌ
تنزلُ مِنَ الليلِ
فتضحكِ الفضةُ في أقمارِهَا

لتكنْ للحدائقِ أقوامٌ
تتآخى مَعَ القمحِ
فتنمِ المناجلُ بين أزهارِهَا



في المملكةِ القناطرُ تتكلمُ اللغتينِ العبريةَ والعربيةَ والمعاملُ تدخنُ السجائرَ الأمريكيةَ والحدائقُ تنبتُ فيها النساءُ الفرنسياتُ القناطرُ مِنْ تاريخٍ وأسماكٍ والمعاملُ مِنْ حديدٍ وأضواءٍ والحدائقُ مِنْ مثيلٍ وأثداءٍ



لتكنْ للظلامِ نجومٌ
تتلألأُ في الكتبِ
فيسهرِ العِلْمُ بين دفاتِهَا

لتكنْ للكلامِ تخومٌ
تشيرُ إلى السُّفُنِ
فيهتدِ البحارةُ بحروفِهَا

لتكنْ للسهامِ همومٌ
تزولُ معَ الرماحِ
فَيُصِبِ العالمُ غيرَهَا بغيرِهَا



مِنَ الظلامِ تُصْنَعُ الهويةُ ومِنَ الكلامِ يُطْعَمُ الإنسانُ ومِنَ السهامِ تُبْنَى المدنُ الظلامُ قضيبُ النهارِ والكلامُ منيُ الإلهِ والسهامُ استيهامُ العقلِ



لتكنْ ليعقوبَ امرأةٌ
تحبُّهَا الصحراءُ
فيُحْرِقِ الأخضرُ نجدَهَا

لتكنْ لبولسَ أَسْوِرَةٌ
تسقيها الأملاحُ
فيعقدِ الأصفرُ حُلْوَهَا

لتكنْ لعثمانَ أعنَّةٌ
تَشْدُدُهَا الآياتُ
فيصهلِ الأبيضُ حَتَّاها



المرأةُ هي يعقوبُ والأَسْوِرَةُ هي بولسُ والأعنَّةُ هي عثمانُ فيا امرأةَ الرياحِ كوني ملكةً للعالمِ ويا أَسْوِرَةَ النملِ كوني نبيةً للبشرِ ويا أعنَّةَ الرمالِ كوني تَكْنَلَجَةً للأكوانِ