الخليج يكره المملكة 7 وأخير


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 6446 - 2019 / 12 / 25 - 15:27
المحور: الادب والفن     

هناك استحمارية سياسية في كل النصوص الستة السابقة تقوم على الحمرنة الفكرية التي هي عماد النظامين الإسرائيلي والاستعرابي، فهما يصنعان أسسًا للتحرك باتجاه الجماهير غير واقعية وغير إقناعية مثل إيران تشكل خطرًا واحدًا على مصالحهما وإسرائيل لهذا ضحية كما السعودية وباقي دول الخليج الخرائية ضحايا، وبما أن أمننا واحد يا أبا زُلم إذن سلامنا واحد، وسلامنا يعني التطبيع من كله الذي هو في حقيقته اقتسام عوائد الذهب الأسود وفوائده الأسود من الأسود، وهذا التطبيع سيدور ويلف حول المسألة الأساسية التي هي بالفعل المسألة الأساسية، فيتم إلباسه كلسون معاهدة عدم الاعتداء المثقوب من الخلف، فأي اعتداء هناك بين دول لا تجمعها حدود واحدة ولا إستراتيجيات حرب ولا هم ولا سخام ناقصة أو زائدة، لتبدأ عمليات حسابية دنيئة وسافلة يقال عنها وطنية بتعهر لغوي لم يحسن وصفه سارتر في كرخانات باريس ولم يحلله بارت في حوليات دعارة الخطاب عن السلام الشامل في الشرق الأوسط بينما هو سلام النظامين المنحطين وعن التطور الكامل في دول المباول بينما هو تطور الدشداشة والزنزانة.


لا يوجد أي سلام شامل ولا أي تطور كامل بدون أن تحل المسألة الفلسطينية، بدون أن تكون المسألة الفلسطينية في قلب كل المسائل السياسية أولاً وقبل كل شيء فالاقتصادية فالثقافية فالاجتماعية فالقردية فالشيطانية فالكرخانية، بدون أن تكون المسألة الفلسطينية ربة المسائل في صميم كل الحلول العادلة كما أرى لن يكون هناك شرق أوسط سلمي ولن يكون هناك حتى ماخور بحريني أو كرخانة سعودية إماراتية عُمانية قطرية، بدون أن تكون القدس الشرقية عاصمة المملكة عاصمة العواصم كما أرى لن تكون هناك إسرائيل خزقية ولن تكون هناك حتى يافا خيانية أو عكا بعبصية شرمطية قوادية نتنياهووية باختصار موسادية! في كل المقالات السابقة الخاصة بهذا الملف ليس هناك أي وزن أو أي اعتبار للعلاقات الإنسانية بين بشر اسمهم اليهود وبشر اسمهم العرب، هناك علاقات أرقام هذا كل ما هنالك مثل كم ستحصد إسرائيل من مليارات أكثر بالقطار (الذي اقترحته أنا منذ سنوات يا دين رب الأرباب تحت اسم الأورينت ستار) بين إسرائيل والأردن والسعودية وشِشَم الخليج، أو كم سيوفر على إسرائيل من مليارات أقل خط الغاز القطري الذي اقترحته أنا كذلك ليس عبر الأردن كما ترى النتانة عبر سوريا. الكلب السعودي والكلب البحريني والكلب الإماراتي والكلب العماني والكلب القطري ليس لدى كل هذه الكلاب غير النباح بالإيجاب!


الحمرنة على مستوى أعلى حمرنة أمريكا، فهؤلاء كلهم أبناؤها، هي ربة الحمرنة في تفكيرها، ربة حمرنة إسرائيل، وربة حمرنة السعودية، وربة حمرنة البحرين، وربة حمرنة الإمارات، وربة حمرنة عُمان، وربة حمرنة قطر، سداسي الحمرنة هذا الأقذر في العالم، لأنه من مستوى أدنى من الحمرنة الأم، ولكنهم كلهم الأم والأبناء في الاستحمار من مستوى واحد شِشَمي، فإستراتيجيا النفوذ هي هذا، أن تستحمر العالم بالصراع الشيعي السني لتبرير كل الحمرنة التي تحته، وكل السفالة التي تحته وفوقه، وكل شيء ضد تاريخي ضد اقتصادي ضد ثقافي ضد إنتاجي ضد إنتاجي ليس في المصنع ضد إنتاجي في المحافل السياسية العالمية والمحلية. وبهذه المناسبة سأكشف عن سر لا يعرفه سوى القليل من الناس: ال 110 مليار دولار عقود أسلحة جناها الأستاذ ترامب كما قيل حين زيارته للسعودية فيك نيوز، نعم لا شيء غير فيك نيوز، فالمبلغ الصح الذي أقره الكونغرس 500 مليون دولار ذخائر للسلاح الجوي السعودي، ليست كل تلك الفهلوة غير جزء من الاستحمار الذي يمارسه الرأسمال الأمريكي بلسان حاله في البيت الأبيض، هذا يعني أن الحمرنة تفشل أمام العقلنة، وأن لا مناص من العقلنة يا أساطين الحكم الحقيقيين في أمريكا، وبخصوص الشرق الأوسط العقلنة كما أقدم العقلنة كما أرتأي العقلنة كما أرى. شيء آخر يؤيدني في السياق العِملاقي سياق الحلول المعجزات كما أقترح، تحقيق الإف بي آي الذي طالب به أحد أعضاء الكونغرس في مصرع خاشقجي بعد المحاكمة المهزلة، إنها بداية العد العكسي لسقوط النظام السعودي وباقي أنظمة النتانة، إثبات على إثبات لفشل الحمرنة كفكر والاستحمار كممارسة.