الشرق الأوسط يكره المملكة 7 وأخير


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 6453 - 2020 / 1 / 2 - 02:59
المحور: الادب والفن     

1) نستنتج من النصوص الستة السابقة أن هناك جامعًا يربط إسرائيل بتركيا بالأكراد بإيران بجنوب السودان بالدروز بقبرص، يربط إسرائيل بهذه الكيانات الستة التي في الواقع لا يجمعها جامع ألا وهو النظام، هوية النظام السياسي واحدة فيها جميعًا رغم اختلاف الهوية القومية، ورغم اختلاف الطرق التي يعبر النظام عنها، والتي تؤدي إلى أهداف متشابهة، إنها المنظومة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية التي تفرض نفسها بتلك الصيغة –كما يقول دكتور آدم عربي- وبكلام آخر إنها نوعية النظام.


2) لكن نوعية النظام تقوم على عوامل زمنية وإستراتيجية وبنيوية محددة، ومن هذه الناحية تقاس الفوائد التي تعود عليه، إنها طبيعة النظام.


3) فتؤثر العوامل الزمنية والإستراتيجية والبنيوية في المنظومة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية لتخلق النظام الجديد.


4) النظام الجديد هو نظام المملكة بضعف الأشياء بما أنها لم تتأسس بعد بما أنها لم تزل مشروعًا في الذهن على الرغم من أنه قابل للحياة بجرأة الحلم الذي يراود صاحبه، وهو نظام إسرائيل وباقي الكيانات التي تدور في فلكها بقوة الأشياء بما أنها هنا في قلب التغيير الحضاري العولمي العالمي والمناطقي بما أنها علاقات منطقية لبنى تتشكل من كودات عمل في اللغة وفي الإنتاج.


5) يشترط هذا التغيير تجاوز إيديولوجيا النظام وإلا بقينا نراوح في أماكننا إلى الأبد بالطرق القديمة إياها الطرق السافلة إياها، نهيمن ونحن نرى العالم يبتعد عنا مئات آلاف السنين الضوئية ولا نتنافس في تكنولوجيا الشراكة التي تفرض نفسها علينا، فشرط الهيمنة عقود طويلة ضائعة من زمننا كما حصل مع إسرائيل في جنوب السودان وفي شمال العراق، وشرط الشراكة بضع سنين قصيرة ثرية من عمرنا كما سيحصل مع كل دول المنطقة، الشراكة بين أنظمة ديمقراطية دستورية لا خليجية بربرية أو كردية برازانية أو تركية إسلامية. في مفهوم الشراكة نفسه يكون تأسيس الديمقراطية وتأسيس الدستورية وتأسيس الشفافية، وفي مفهوم الشراكة نفسه يكون ضمان الحدود وضمان العيش وضمان الهوية، وينهل هذا المفهوم قوته الوجودية لا قوة القوي الذي هو في حقيقته نعل ونتن وخردة غير التاريخية وغير العلمية وغير الإنتاجية ينهل مفهوم الشراكة من العوامل الزمنية والإستراتيجية والبنيوية الجديدة المتجددة على الدوام.