الخليج يكره المملكة 2


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 6445 - 2019 / 12 / 23 - 14:41
المحور: الادب والفن     

تسعى البحرين بخطوات حثيثة إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وقبل حوالي سنتين مررت رسالة بهذا الخصوص إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حسبما كشفت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية. ونقلت القناة عن موظفين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة حمّل خلال لقاء سري مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة عضو الكنيست تسيبي ليفني رسالة لتنقلها إلى نتنياهو على هامش المؤتمر الأمني في ميونيخ في شباط/فبراير 2017، وقال الموظفون الإسرائيليون إن الوزير البحريني أبلغ ليفني أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة اتخذ قرارًا بالتقدم نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وفي رسالته، طلب الوزير البحريني من ليفني أن تنقل إلى نتنياهو ما مفاده أن البحرين تريد دفع علاقاتها مع إسرائيل بما فيه مصالحهما الوطنية. أبلغت ليفني نتنياهو الرسالة البحرينية، لكنها رفضت التطرق إلى اللقاء مع الوزير البحريني ومضمونه. وقالت ليفني للقناة 13 "إن البحرين دولة متميزة، وفي السياق اليهودي أيضًا، فهم كانت لديهم سفيرة يهودية في واشنطن، هم مهذبون جدًا، وهم معتدلون في المسألة الدينية، وكذلك تجاه دولة إسرائيل". أشارت القناة إلى أن العلاقات بين إسرائيل والبحرين مستمرة منذ أكثر من 25 عاما، وجلّ هذه العلاقات سرية. تدير إسرائيل علاقاتها مع البحرين، كما هو الحال مع دول خليجية أخرى، من خلال جهتين أولاها الموساد. وقال المحامي دوف فايسغلاس مدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أريئيل شارون "إن الموساد يستخدم كوزارة خارجية إسرائيلية في العلاقات مع جميع الدول التي لا توجد لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها". الجهة الثانية هي وزارة الخارجية الإسرائيلية، أو على الأصح دبلوماسي واحد يعمل بشكل سري. وقالت ليفني في هذا السياق "إن هذا جزء من الأمور الجارية تحت الطاولة، كان هناك مندوب لنا تجول بصورة هادئة، وأقام علاقات شخصية جيدة جدًا، وكان محل تقدير، وشكّل عنوانًا وذراعًا طويلة لإسرائيل في هذه الأماكن". هذا الدبلوماسي، الذي يحظر نشر صورته أو هويته، هو أحد مهندسي العلاقات السرية بين إسرائيل والبحرين، تحول إلى مقرب من عدد من وزراء الخارجية البحرينيين، وفي العام 2009 نظم لقاء سريًا في نيويورك بين الرئيس الإسرائيلي حينذاك شمعون بيرس وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.


يشار إلى أن ولي العهد البحريني سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة كان قد نشر مقالاً في صحيفة واشنطن بوست في تموز/يوليو 2009 اعتبر فيه "أن علينا التحرك نحو سلام حقيقي بواسطة تربية شعبنا والتوجه إلى الجمهور الإسرائيلي بهدف التشديد أمامه على نجاعة السلام الحقيقي، ومهمتنا هي رواية قصتنا بصورة مباشرة للشعب الإسرائيلي وتمرير الرسالة بواسطة وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأن تعكس هذه الرسالة رأي التيار المركزي في العالم العربي بأنه اختار السلام كخيار إستراتيجي"، ورد نتنياهو مرحبًا بمضمون المقال. في وقت لاحق، قال ولي عهد البحرين خلال لقاء مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل "إن علينا نحن العرب أن نهدئ مخاوف الإسرائيليين والتحدث معهم مباشرة، وهذا سيجعل مهمة نتنياهو أسهل أيضًا"، علمًا بأن إسرائيل كدولة احتلال ودولة تملك ترسانه عسكرية وخاصة نووية رهيبة تهدد المنطقة كلها.


وفي أعقاب الانتفاضة البحرينية عام 2011 التي قمعها النظام بالحديد والنار وبانتهاك رهيب لحقوق الإنسان، خرج نتنياهو للدفاع عن النظام البحريني خلال مقابلة أجرتها معه شبكة سي.إن.إن في آذار/مارس من العام نفسه، وذلك بعد أن اتهم النظام إيران بالوقوف وراء هذه الانتفاضة. وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن هذه الانتفاضة التي استمرت حتى العام 2014 "كانت أحد أسباب العلاقة الغرامية بين البحرين وإسرائيل". وقال الحاخام مايك شناير المقرب من ملك البحرين "إنه خلال السنوات 2013 – 2014 كان هذا ملك البحرين الذي قاد باقي دول الخليج للإعلان عن حزب الله كمنظمة إرهابية، وكان هذا ملك البحرين الذي قال في العام 2016 إن الطريق الوحيدة لضمان صوت عربي قوي ومعتدل في الخليج هي إسرائيل قوية". هذا وأرسلت البحرين مندوبًا عنها إلى جنازة بيرس في أيلول/سبتمبر 2016، واعتبر وزير الخارجية البحريني أن بيرس "رجل سلام يحتاج الشرق الأوسط إلى أشخاص مثله". بعد ذلك بأشهر قليلة، أعلن ملك البحرين خلال لقاء مع منظمات يهودية في لوس أنجلس أنه يعارض مقاطعة إسرائيل، وأنه يلغي الحظر على سفر مواطني البحرين إلى إسرائيل. وأكد الحاخام شناير "أن ملك البحرين مثابر حيال رغبته في إقامة علاقات مع إسرائيل، وإذا كانت هناك دولة بنى زعيمها القاعدة والأسس للعلاقات مع إسرائيل فهي مملكة البحرين".


كانت البحرين الدولة الأولى التي رحبت بزيارة نتنياهو إلى سلطنة عُمان، والتي صادقت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بخصوصها قبل شهرين ولأول مرة على أن إسرائيل تجري اتصالات مع البحرين من أجل تطبيع العلاقات الوطنية بينهما. وحسب شناير، فإن إقامة علاقات كهذه هي مسألة وقت، وأضاف "أنه توجد ستة خيول في السباق -السعودية، الإمارات، البحرين، قطر، الكويت، وعُمان – وإذا تعين عليّ أن أراهن على حصان سيصل الأول إلى خط النهاية للعلاقات الدبلوماسية، فإني سأراهن أولاً على الحصان البحريني". وقال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعقوب نغل "إن البحرين بإمكانها على التأكيد أن تشكل نوعًا من تلمس الوضع من أجل فحص ردود فعل الدول العربية الأخرى أو العالم تجاه التقارب بين الدول العربية وإسرائيل، وإن جزءًا من تصريحات القادة هناك توجه الأمور إلى هذا الاتجاه".