يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 9


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 6367 - 2019 / 10 / 2 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الظل والثدي والقلب



الطريقُ إلى القدسِ تسيرُ بأقدامِ السَّفرِ معَ ظِلِّكِ
لكنِّي أكرهُ القدسَ
وأحبُّ ظِلَّكِ
لماذا لا تحبُّني القدسُ
وأنا أحبُّكِ؟


الحريرُ في القدسِ يَرِقُّ بأصابعِ القمرِ على ثديِكِ
لكنِّي أقسو على القدسِ
وأحنُّ إلى ثديِكِ
لماذا لا تحنُّ إليَّ القدسُ
وأنا أحنُّ إليكِ؟


الحريقُ مِنَ القدسِ يدقُّ بنيرانِ السَّحَرِ في قلبِكِ
لكنِّي أُطفئُ القدسَ
وأُضيءُ ليلَكِ
لماذا لا تضيئُنِي القدسُ
وأنا أُضيئُكِ؟


* * *


سأُشَرِّعُ بظِلِّكِ ما لمْ يُشَرِّعْهُ نقَّاشٌ بالشَّمسْ
سأُلَوِّنُ بظِلِّكِ ما لمْ يُلَوِّنْهُ رسَّامٌ بالضَّوءْ
سأُمَوِّجُ بظِلِّكِ ما لمْ يُمَوِّجْهُ بحَّارٌ بالبحرْ


سأُحرِّرُ بثديِكِ ما لمْ يحرِّرْهُ جيشٌ بالحربْ
سأُعَمِّرُ بثديِكِ ما لمْ يعمِّرْهُ عقلٌ بالقمعْ
سأُثَوِّرُ بثديِكِ ما لمْ يثوِّرْهُ مهنَّدٌ بالحدْ


سأفتحُ بقلبِكِ ما لمْ يفتحْهُ نبيٌّ بالعدلْ
سأقلبُ بقلبِكِ ما لم يقلبْهُ قويٌ بالضَّعفْ
سأمحقُ بقلبِكِ ما لمْ يمحقْهُ أبيٌّ بالضَّيمْ


* * *


تعالَ إلى العدمِ يا ظِلُّ
لأكتبَ الحياةَ بالموتِ
فتقرأُ البشريَّةُ قِصَّتَنَا


تعالَ إلى الموجِ يا ثديُ
لأجْدُلَ الرملَ بالبحرِ
فتُنْشِدُ الأشرعةُ شِعْرَنَا


تعالَ إلى الوقتِ يا قلبُ
لأُمَوْسِقَ الحاضرَ بالماضي
فتعزفُ الأزمنةُ لَحْنَنَا


* * *


يحبلُ الظِّلُّ منِّي
فيلِدُ القدسَ
القدسُ ابنتي


يشهقُ الثَّديُ فِيِّي
فيكونُ القدسَ
القدسُ زوجتي


يَعمى القلبُ عنِّي
فيُبْصِرُ القدسَ
القدسُ حفيدتي


* * *


لن أحبَّ غيرَ اللونِ الأسودِ
ليتحررَ القمرُ
وينيرَ الظِّلَّ


لنْ أعبدَ غيرَ البركانِ الهائجِ
لتتحرَّقَ الحلمةُ
وتثيرَ الثَّديَ


لنْ أقبلَ غيرَ القَدِّ الممشوقِ
لتتحدَّى الشَّهوةُ
وتديرَ القلبَ


* * *


وماذا عنْ حرِّيَّتِكَ يا ظلُّ؟
يا نحلُ؟


وماذا عنْ هُوِيَّتِكَ يا ثديُ؟
يا نملُ؟


وماذا عنْ بشريَّتِكَ يا قلبُ؟
يا نصلُ؟


* * *


سأبكي كثيرًا في حِضْنِ ظِلِّكِ
قبلَ أنْ يموتْ


سأضحكُ كثيرًا على حلمةِ ثديِكِ
قبلَ أنْ ينوحْ


سأحلِّقُ قليلاً بجناحِ قلبِكِ
قبلَ أنْ أعودْ