الإخفاق الذريع 12


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 6010 - 2018 / 10 / 1 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

إيراني أول: انظر إلى كل نسائنا الموشحات كلهن عاهرات.
إيراني ثان: القانون يسمح لهن بالوشاح.
إيراني أول: كلهن عاهرات.
إيراني ثان: الصغيرة ابنة للكبيرة.
إيراني أول: ما هو قصدك؟
إيراني ثان: الوشاح ابن للحجاب.
إيراني أول: قصدك المحجبات عاهرات كالموشحات؟
إيراني ثان: التعميم هنا كالتعميم هناك.
إيراني أول: ابنة خامنئي عاهرة؟
إيراني ثان: ابنة خامنئي مقدسة.
إيراني أول: أرأيت؟ يجب تحجيبهن كلهن.
إيراني ثان: انظر! شرطيات الأخلاق! تقول للموشحة لماذا معطفك أزراره مفتوحة، تقول لها لماذا أصابع قدميك من صندلك خارجة، تقول لها لماذا وشاحك يكشف شعرك أكثر من اللازم.
إيراني أول: أسئلة في محلها لتكون هذه المرأة مواطنة صالحة.
إيراني ثان: انظر! انظر! شرطية الأخلاق تجذبها من شعرها، تصفعها، تضربها، ترميها أرضًا.
إيراني أول: أنا مع الحجاب لا مع الضرب، ابعد باقي شرطيات الخراء، واترك المجرمة لي.
إيراني ثان: سيكون مصيرنا نحن مؤسسة الإصلاح.
إيراني أول: فليكن.
إيراني ثان: إن لم يكن سجون الحرس الثوري الرهيبة.
إيراني أول: فليكنين!
إيراني ثان: لا يا صاحبي أنا ذاهب.
إيراني أول: قذر جبان اهرب يا أرنب، ابق على الأقل قليلاً، انظر كم هو الأمر سهلاً، شرطيات الخراء الثلاث تكفيهن ضربة بقبضتي على دماغ كل واحدة، ها هن مغميات عليهن ملقيات على الأرض، وتكفي الشرطية الرامبو ضربة بقدمي في جبال قفاها (ثم للموشحة المعتدى عليها) روحي يا أختي بأمان، الحسين معك! (تخلع وشاحها وتعطيه إياه وتركض ذاهبة بعد أن تلتفت عدة مرات وتبتسم وتلوح بيدها، وهو يقطر سعادة، يشم وشاحها غائبًا عن الدنيا وما فيها إلى أن ترده إلى الواقع صيحات صديقه).
إيراني ثان: ماذا تنتظر؟ (ويلوذ بالفرار)
إيراني أول: (وهو يركض مع صاحبه) إلى البازار! إلى البازار! سنضيع بين الناس! إلى البازار!
إيراني ثان: (وهو يركض مع صاحبه) لن نضيع سيمسكوننا!
إيراني أول: (وهو يضبط أنفاسه) هناك بعض المحجبات فلنحتم بهن!
إيراني ثان: (وهو يضبط أنفاسه) لن يحمينا أحد في هذا الماخور الذي أوقعتنا فيه!
إيراني أول: انظر! تلك المحجبة تفتح صندوق بائع الفستق الحلبي الذي يصلي وتفرغ ما في صندوقه من نقود.
إيراني ثان: قلت لك الصغيرة ابنة للكبيرة.
(يتبعانها فتدخل المسجد يدخلان من ورائها تصلي في مكان النساء ويصليان في مكان الرجال أو بالأحرى يتظاهران بالصلاة وأعينهما عليها وما أن تخرج لتغيب في زقاق يلحقان بها ويمسكانها، تعترف بسرقتها حالاً وهي تخرج النقود المسروقة من حقيبتها)
إيراني أول: احتفظي بها.
إيراني ثان: لماذا؟ يجب إعادتها.
إيراني أول: تقدمي (وهو يشدها من ذراعها).
إيراني ثان: إلى أين؟ أنا ذاهب.
إيراني أول: أرنب.
إيراني ثان: أرنب أم غير أرنب أنا ذاهب.
(بعد الزقاق وهم في الشارع يوقف تاكسي)
إيراني أول: اصعد معنا.
إيراني ثان: لا أريد (لكنه يصعد والمحجبة لا تنبس ببنت شفة).
(يوصلهم التاكسي إلى بيت الإيراني الأول وفي الحال تخلع المحجبة حجابها ويحاول الإيراني الثاني أخذها في أحضانه فيصفعه الإيراني الأول ويستر المحجبة)
إيراني أول: نحن لسنا دورية إرشاد فلا تخافي.
إيراني ثان: إذن لماذا أتيت بها هذه القحبة؟
إيراني أول: انتبه إلى ما تقول.
إيراني ثان: لماذا؟
إيراني أول: اذهبي يا أختي.
إيراني ثان: لماذا؟ لماذا؟
إيراني أول: عودي غدًا طيب؟
إيراني ثان: لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟
إيراني أول: تعالي مع موشحتين.
إيراني ثان: لأنهن القحبات برأيك.
إيراني أول: رافقتك السلامة الحسين معك وإلى الغد، غدًا في مثل هذا الوقت.
(في الغد تعود المحجبة مع محجبتين أخريين)
إيراني أول: فهمت.
إيراني ثان: ماذا فهمت؟
إيراني أول: ألم تفهم يا طبل؟ (للمحجبات) اذهبن يا أخواتي الحسين معكن (يرفضن فيطردهن على صيحات استنكار صاحبه).
إيراني ثان: فعلتك هذه لا يفعلها المرشد الأعلى!
إيراني أول: ذكرتني... سنعمل له زيارة.
إيراني ثان: للمرشد الأعلى؟ من سابع المستحيلات!
إيراني أول: ليس هناك مستحيل في هذا البلد المستحيل.
إيراني ثان: في هذا البلد عندما يتعلق الأمر بالمرشد الأعلى حتى الحجارة تبلغ عنك.
إيراني أول: سنرى إذا كان كلامك صحيحًا.
(يذهب به إلى سور المرشدية)
إيراني أول: يا حجارة أبلغي عني!
(وفي الحال تحيط بهم فرقة مدججة بالسلاح)
إيراني ثان: ماذا قلت لك؟
إيراني أول: نحن هنا لأجل عطل الكهرباء في مكتب سيدنا المرشد (يقول لشياطين الجمهورية الإسلامية ويخرج من جيبه إذنًا بالدخول).
إيراني ثان: (يهمس) إذنٌ من أين؟
إيراني أول: (يهمس) بعدين أقول لك.
(وهما وحدهما في مكتب المرشد الأعلى)
إيراني ثان: إذنٌ من أين؟ وكيف عرفت بالعطل الكهربائي في مكتب خامنئي؟
إيراني أول: بعدين أقول لك.
إيراني ثان: وهل تفهم أنت في الكهرباء؟
إيراني أول: أفهم.
إيراني ثان: منذ متى؟
إيراني أول: منذ اللحظة التي خلعت فيها تلك المرأة وشاحها وأعطتني إياه.
(يخرج الوشاح من جيبه ويفرده على مصباح مكتب المرشد فيضيء)