اسلام سياسي واستراتيجيات اقليمية .


فريد العليبي
الحوار المتمدن - العدد: 5953 - 2018 / 8 / 4 - 23:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

قبل سنوات عندما تمكن الاسلام السياسي المعاصر من فرض سيطرته على ايران أصبحت طهران قبلة كل الاسلاميين سنة وشيعة وغيرهم ، بعد ذلك انقسم الاسلام السياسي الى مركزين المركز التركي السني والمركزالايراني الشيعي بعد أن فقدت السعودية نفوذها الاقليمي وحول كل مركز تدور فروع وتمت استباحة الوطن العربي من طرف المركزين وهدمت بلدان على رؤوس أهلها ولا تزال عملية التهديم جارية على قدم وساق .
وغير بعيد عن المركزين هناك مركز ثالث يقوم بالوظيفة ذاتها ولكن بالاستناد الى دين آخر هو الدين اليهودي.
وبينما تعمل تركيا وهى التى تحتل لواء الاسكندرونة منذ ما يقارب قرن من الزمان ( والآن عفرين وبعشيقة )التمدد جنوبا تحاول ايران التى تحتل عربستان والجزر الثلاث التمدد شمالا أما الكيان فهو يعلن فلسطين دولة قومية لليهود وأنظاره على منطقة أوسع تقع بين النهرين .
تلك المراكز الاقليمية تتصارع الآن على الجسد العربي وقد تنتهى بنهش أجساد بعضها البعض تحت أنظار الامبراطورية الأمريكية .
القاسم المشترك بين تلك المراكز الاقليمية هو التجييش والعسكرة باستعمال الدين ولكن الدين مثل قنبلة انشطارية عندما نرميها تنشطر الى قنابل كثيرة تحدث حرائق يعسر اطفاؤها وفي عدد غير قليل من الحالات فإن راميها يحترق بها .
قبل أيام احتل متظاهرون في الجزائر ساحات عرض الفنون وحولوها الى ساحات صلاة وأمس في تونس لم يجد مخاتلون دينيون (يحركهم ملياردير يقطن لندن كان قبل 30 عاما فقيرا معدما ) مكانا يصلون فيه غير ساحة مقابلة لأكبر مسارح البلاد وفي الشارع الرئيسي بالعاصمة حلما بالفوز في رئاسيات وتشريعيات بعد عام أما في ايران فقد هاجم متظاهرون حوزة دينية وهم يحملون حجارة وكسروا كل نوافذ قاعة الصلاة وهم يرددون شعارات ضد النظام ....وللتاريخ مكره ...ولو بعد حين ومن يعش سيرى .