الفلسفة والنقاب في تونس.


فريد العليبي
الحوار المتمدن - العدد: 7832 - 2023 / 12 / 21 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

1ــ همس فلسفي في تونس حول اعتلاء منقبة منبرا فلسفيا والقائها مداخلة في ندوة نظمتها الجمعية التونسية للدراسات الفلسفية ، فـ" أباطرة " الفلسفة ظلوا صامتين ، لتقاسمهم مع " المتهمين " الفضاء الفلسفي بالعدل وفق قاعدة الاحترام المتبادل الذي يفرضه التقيد بحدود المجال والواجب.
.
2ـ ما حدث كان لا بد ان يحدث فتلك " الجمعية " ماتت منذ وقت طويل بينما بقى على قيد الحياة مديروها ، وقد هجرها جمهور الفلسفة من تلاميذ وطلبة ومدرسين ولم يبق منها غير صدور عدد سنوي من مجلتها وملتقى يتيم يعقد كل عام في فندق بمدينة مترفة على شاطئ المتوسط هي قبلة للسائحين فكانت غربتها عن الفلسفة والمتفلسفين.
3ــ أعضاء الهيئة المديرة لتلك الجمعية هم أنقسهم المنخرطين، أي انهم يديرون شؤون بعضهم البعض ، حتى أن أغلبهم ظل في مكانه لعشرات السنين، بما في ذلك رئيسها الذي عاصر ـ وهو في مهمته الرئاسية ـ بورقيبة وبن علي وخلفائهما من رؤساء التونسيين ، فانعدمت الخشية والحشمة حيث لا ديمقراطية ولا ديمقراطيين.
4ـــ اذا كانت تلك المنقبة قد كشفت عن وجهها لشرطة الحدود ، وهي القادمة من بلد أضحى بفضل قتلة العرب قاعدة للتكفيريين فما الذي منعها من الكشف عنه في حضرة الفلسفة والمتفلسفين ؟
5ــ اذا كان بعض أعضاء تلك الهيئة المديرة مدرسين في الجامعات متقيدين بقوانينها وهي التي تفرض على المنقبات الكشف عن وجوههن أثناء الدراسة والاختبار فما الذي منعهم من النسج على ذلك المنوال وهم في ندوة فلسفية من سبل التواصل فيها التفكير بوجوه عارية ؟
6ـ قبل سنوات تعرى ممثل سوري مهاجر أمام الجمهور التونسي لمدة ست دقائق كاملة في أكبر مسارح العاصمة فاستحق الإدانة ، ولا يعرف ما ان كان هناك فرق بين ما حدث وقتها ويحدث الآن مع هذه الحالة فالفلسفة مسرح أيضا وكل يأتي ليمثل دوره على خشبتها ولكن بوجوه وعقول لا قناع لها فمن مهامها كشف الكتمان وفضح الاضطهاد وقهر النسيان وهتك الاقنعة .
7ـ قبل سنوات طويلة ورد اقتراح بأن يشارك أستاذ ناطق بالفرنسية في ملتقى الجمعية اياها ، غير أن المستيقظين ضمنها بحثوا فوجدوا أنه من جامعة حيفا الصهيونية فظل حيث هو .
8ـ الجيل الجديد من عشاق الحكمة في تونس طلبة ومدرسين معني بفتح العيون والآذان حتى ترى العقول في الظلام وتسير وحيدة دون دليل .