شيوخ الفلسفة وشبانها

شيوخ الفلسفة في تونس هم أولئك المتمترسين منذ ثلاثين عاما أو أكثر في الجمعية التونسية للدراسات الفلسفية ، يشرفون على مجلة لا تصدر سوى عدد يتيم سنويا ويعقدون ندوة كل عام في فندق من فنادق الحمامات ، ويأتيهم التمويل غالبا من السفارة الفرنسية ووزارة الثقافة التونسية ، علما أن تلك المجلة لا يمكنك الظفر بها أبدا في أى محل مختص في بيع الجرائد والمجلات .... ولن تجد أثرا لتلك الجمعية في المعاهد والكليات ...
أول رئيس للجمعية قضى قبل أكثر من شهر ولم يجد من يؤبنه من " الفلاسفة " أما ثاني رئيس فهو في موقعه مطمئن البال منذ ما ينيف عن الثلاثين عاما ولا تسمع له صوتا في بلد يموج بالمتغيرات !!! أى إنه أقدم من بن على الذي رحل قبل سنوات !!!انها ديمقراطية "الفلاسفة " التونسيين !!!
ليس لتلك الجمعية فروعا والفرع الوحيد الذي كا ن ينشط في مدينة صفاقس أشرفت شخصيا على آخر مؤتمر له قبل عشر سنوات ، ومنذ ذلك الوقت لم يتم تجديده ، بينما ينص القانون على تجديده كل عامين ، ذلك الفرع يسهر عليه شيوخ تخطوا الستين من السنوات وهم في غربة عن شبان الفلسفة الذين اختاروا للتفلسف الحدائق والساحات العامة ،،، الشيوخ الكرام أصابهم النسيان حتى أنهم يتجاهلون أنهم غير منتخبين ويتصرفون في ذلك الفرع كما لو كان ملكا خاصا في مدينة تعج بالمتفلسفين والمتفلسفات .
شيوخ الفلسفة في تونس متى يدركون أنهم زائلون والفلسفة هي الأبقى...شبان الفلسفة متى يشغلون مواقعم في تلك الجمعية التى هي أيضا حديقة من حدائق الوطن .....وفيها يمكن أن تتبارى مدارس وتنبت زهرات ....