الرياض فرانكفورت الشرق الأوسط


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5757 - 2018 / 1 / 14 - 15:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

إنشاء

البنك المركزي الشرق الأوسطي في الرياض يجعل منها العاصمة الفذة للمال شأنها شأن فرانكفورت مقر البنك المركزي الأوروبي، وذلك للاستقرار النقدي في الشرق الأوسط، وتنامي النمو الاقتصادي، والحد من التضخم وأخيه التقشف، وتنشيط سوق العمل. ولكن الأهم من هذا وذاك، تحقيق الأهداف الاقتصادية للعواصم الخمس الفذة عن طريق تمويل الاستثمارات والتبادلات التجارية.

لكن

الاقتصاد القوي هو الاقتصاد الموحد، والاقتصاد الموحد هو العملة الموحدة، ومقابل اليورو كعملة موحدة للاتحاد الأوروبي، أقترح الأورينتو (من أورينت، من شرق) كعملة موحدة لبلدان الشرق الأوسط. وبخلاف اليورو، أقترح ربط الأورينتو بالدولار، لسياسة الاندماج النقدي مع أمريكا. سيقول قائل، العملات المحلية مرتبطة بالدولار، إذن لماذا كل هذا اللف والدوران؟ الجواب بسيط: لتوفير مبالغ القومسيونات الهائلة، ولتعميم سياسة التضامن المالي بين بلدان فقيرة شرق أوسطية وأخرى غنية، عدا عن تطوير التبادل وتسهيل التنقل.

عن التضامن

على سبيل المثال، أعطي إسبانيا والبرتغال، بلدان كانا يعتبران من بلدان العالم الثالث، واليوم بسياسة الدعم النقدي التي تفرضها العملة الموحدة والقروض، البرتغال وإسبانيا تعدان من الدول المتطورة، بعد أن عملتا على تحديث بنياتهما التحتية.

مع الأورينتو

كأداة نقدية قوية، دولة فقيرة كتونس، مشاكلها مع بن علي أو غيره ظلت مشاكلها، إلا أن بالتضامن المالي الذي توجبه العملة الموحدة لن يكون لتونس أي مشكل: مكننة زراعتها ستجعل منها قوة زراعية كبرى تغطي كافة جيرانها من البلدان الإفريقية التي يسودها المحل والجفاف، تعميق استغلالها للبحر وثرواته سيجعلها قوة صناعية كبرى تستجيب لدعوات الأسواق الأوروبية، تطوير سياحتها بما يتلاءم مع أحلام السائح الغربي واستيهاماته، كازينوهات وكباريهات وباقي الفضاءات الترفيهية، سيضعها في موضع المنافس لمونت كارلو ونابولي وباهاماس، وكذلك تطوير صناعاتها الحِرَفية، وباقي الخصوصيات التونسية. بالطبع، شرط ازدهار تونس، وكل بلد شرق أوسطي فقير كالأردن أو موريتانيا أو الصومال أو أو أو غيرها، هو تأسيس العلمانية كنظام، وتعليق الدين في الخزانة.

هذه

ملاحظات عامة وعاجلة، تنتظر الدراسة والبحث والتعميق من لدن الخبراء الماليين والاقتصاديين، وكفانا الله شر السياسيين والتكنوقراطيين.