إلى الشهيدة سعيدة المنبهي في ذكراها الأربعين.


التيتي الحبيب
الحوار المتمدن - العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 10:07
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية     



رفيقتي العزيزة الشهيدة سعيدة قبل شهرين على استشهادك كنا نهيئ لمعركة الإضراب عن الطعام نحن في مجموعة محاكمة 1977 من اجل حقوقنا كمعتقلين سياسيين.نقاشنا كل حيثيات الاضراب وشعاراته في حدها الادنى والاقصى وخضنا المعركة تنظيميا وكونّا لها لجانها والمتحدثين باسم المجموعة والمفاوضين وصلاحياتهم. ساهمتِ ورفيقاتك في هذه القرارات رغم المنع والحصار وتباعد المجموعات بعضها عن بعض بفعل التشتيت على السجون. دقّتٔ ساعة الصفر وانخرطنا جميعا وبعزيمة المقاتلين سلاحهم اجسادهم ومعنوياتهم التي لا تلين. تعرضنا خلال الاضراب الى كل صنوف القمع والتنكيل ولم تسلمن أنتن ايضا في عزلتكن. لكن الجميع صمد وتحركت كتيبة الأمهات والعائلات في خارج الاسوار وسط القمع المخزني والعزلة المقيتة لأحزاب الاجماع الوطني. زلزلت كتيبة الأمهات شوارع الرباط والبيضاء والقنيطرة، فسمع صداها المغرب والخارج.
مرت العشرة الاولى ثم الثانية وتلتها الثالثة من الاضراب عن الطعام والصفوف متراصة والمعنويات عالية، والنظام يتحدى ويغطرس. في اليوم 34 توقف قلبك فجأة عن الخفقان وصعدت روحك فوق سماء المغرب شهيدة سلمتِ روحك فداءا لمعركة خالها التافهون معركة صغيرة لكنها كانت تجسيدا ماديا لجزء من أم معارك شعبنا وهي هزم نظام جبار ومستبد. استشهدت واقفة ثابتة، لم تلن لك شكيمة ولا خارت لك قوى. كنت عنوان الشهامة ورمزها. سمعنا بالخبر الفاجعة فوثبنا وثبة الشجعان وعضضنا على ما تبقى فينا من اللحم وواصلنا المعركة. لم نمنح للنظام وزبانيته فرصة الفرح بضعفنا او هزيمتنا. جسدنا بالملموس وفي اتون المعركة اكرامك كشهيدة فواصلنا المسير حتى بدا يتساقط منا العشرات في الاغماء والغيبوبة لكن لم نرفع الراية البيضاء الى ان انتصرنا الانتصار الباهر وكان العدو هو من استسلم يوم بلوغنا ال45 يوم من الاضراب عن الطعام اي بعد اسبوعين تقريبا على استشهادك.
رفيقتي العزيزة سعيدة تعلمين ونعلم معك ايضا بان ليس هناك من مكسب حققه شعبنا إلا وحوله وبجوانبه سقط شهداء ومعتقلون ومعطوبون بل مختفون ومجهولو المصير. في ذكرى استشهادك الاربعين لك مني ازكى التحايا وأقول لك اطمئني فهذا الشعب يحفظ ذكراك وقد اصبحت له نبراسا انت ورفيقاتك ورفاقك الشهداء.