درس الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية


التيتي الحبيب
الحوار المتمدن - العدد: 7936 - 2024 / 4 / 3 - 11:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية     


هناك من التجارب ما سيكون من الخطأ الاستراتيجي تجاهلها أو نسيانها. وفي هذا الإطار تشكل الثورة السودانية كتابا مفتوحا أمام كل من يدعي بأنه مهتم أو منشغل بالتغيير الثوري.

من اخطر الإعطاب التي تعاني منها الثورة السودانية موضوعين أساسيين:

الأول، يتعلق بطبيعة الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية القائمة بالسودان وفي هذا الإطار يوضح الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني لما وضعت عليه جريدة صوت الشعب السؤال التالي: “يعيش السودان من مد بين قيادة الجيش وقوات الدعم السريع. كيف يقرأ حزبكم طبيعة هذا الصراع؟

أجاب الرفيق فتحي فضل بما يلي:

إن الصراع الدموي العنيف المتمّثل في اندلاع الحرب بين طرفي اللجنة الأمنية لنظام البشير والإخوان المسلمين، وهو صراع حول السلطة وثروات البلاد، هو صراع مؤجل منذ الانتصار المحدود الذي حّققه شعبنا عبر إزاحة رأس النظام وفرض تراجع قيادات الإخوان إلى الصفوف الخلفية. إن التحالف الذي قاد حركة الجماهير بتاريخ سبتمبر 2018 و2019 سواء عبر قوى الحرية أو التغيير أو تجمع المهنيين حمل في داخله تناقضا مهما بين الثوريين والإصلاحيين على غرار المؤتمر الصلحي وقيادات حزب الأمة وهناك أطراف سياسية وعسكرية خاصة من الحركات المسّلحة ارتبطت بأطراف رجعية دولتي الإمارات ومصر، وإضافة إلى ذلك فقد لعب مندوبو الاتحاد الإفريقي دور الوسيط من أجل الوصول إلى شراكة بين القوى المدنيّة والعسكرية ممّثلا فيّ اللجنة الأمنية التي تضم جنرالات الجيش وقيادات الدعم السريع ورغم أن مواقف قوى الحرية والتغيير، قد اتفق عليها في كل المواثيق التي توصلنا اليها في نهاية سنة 2018 وبداية 2019 كانت واضحة عبر أنّ تكون السلطة كاملة للمدنيّن وتنحي كامل لرموز الإخوان والعسكريين لكن تخاذل بعض قيادات قوى الحرية والتغيير أدى إلى سيطرة القوى العسكرية في السلطة.”.

الثاني، يتعلق بالمؤسسة العسكرية التي لم يخترقها بعد التقاطب الاجتماعي وحدوث اصطفافات داخلها لصالح السيرورة الثورية في السودان. وفي هذا الموضوع لم يختلف الوضع كثيرا لموقف المؤسسة العسكرية من الثورة الاجتماعية وبقيت قوة متشبثة بالنظام القديم ومدافعة عن الدولة وهي عمودها الفقري، رغم الانشقاق الحادث وسطها في السودان وهو صراع طرفي نفس القطب الرجعي؛ وفي هذا الإطار لم يرتكب الحزب الشيوعي السوداني خطيئة الانقياد لأحدهما وهو موقف مبدئي سليم.