2024 عام البوطا (قارورة الغاز)


التيتي الحبيب
الحوار المتمدن - العدد: 7858 - 2024 / 1 / 16 - 10:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي     

ا
ستكون سنة 2024 هي عام البوطا بعد أن قررت الحكومة رفع ثمنها من 40 درهما إلى 50 درهما كما ورد ذلك في قانون مالية 2024. يعتبر هذا القرار من أصعب القرارات التي تتخذها الحكومة لأنه يضرب في الصميم القدرة الشرائية للأغلبية الساحقة من الشعب. ترددت الحكومة في الإقدام على هذا القرار لكنها هذه المرة اردفته بخطة توزيع الدعم المباشر على عينة من الكادحين والفقراء انطلاقا من معايير معينة وفرها ما يسمى بالسجل الاجتماعي. يشير مشروع قانون المالية إلى تقليص ميزانية صندوق المقاصة إلى 17 مليار درهما لا غير.

أقدمت الحكومة على هذه الزيادة في سنة 2024 أي سنة تتوسط الفترة الفاصلة بين مناسبتي الانتخابات التشريعية حتى تتجنب التأثير على مستوى المشاركة في الانتخابات أي حتى تتحاشى المقاطعة بنسب قد تتجاوز 90% بدل النسب المحققة سابقا في 80%.

هل سينجح مخطط الحكومة الرامي إلى توزيع ما تسميه بالدعم المباشر في تمرير الرفع التدريجي من سعر غاز البوطان؟ نشك كثيرا في ذلك لان الدعم لن يهم إلا الأقلية من المحتاجين الفقراء والذين يتجاوز عددهم ال25 مليون مواطن ومواطنة. في البداية سيخلق هذا القرار جو من الانتظارية وتغذية الأمل في الحصول على الدعم عند هؤلاء الفقراء. ولأنه يقدم كمنحة لهؤلاء فان الدولة ستوظفه من اجل فرض الانصياع وقبول سياساتها وستحرم كل صوت أو محتج من هذا الدعم. لكن وبما أن الدولة مصممة على حل أزمتها البنيوية على حساب قوت الشعب فإن الأغلبية الساحقة ستلمس بأن السجل الاجتماعي ومعاييره ليست إلا خدعة سياسية لتكميم الأفواه ومنع المتضررين من المطالبة بحقوقها.

أما قرار رفع أسعار البوطا، فسيعمق موجة الغلاء، لأنه يدخل كمادة أساسية في إنتاج العديد من السلع كبضائع وخدمات.
وبذلك نزعم بان سنة 2024 هي سنة البوطا حيث قررت الدولة خوض مخاطرة تحدي إرادة الفقراء والجياع ببلادنا. لقد قررت الدولة تصفية صندوق المقاصة وتسجيل المعوزين رسميا في سجل تمنح بمقتضاه رشوة او تلقي بفتات للأفواه الجائعة لتربطها بسلسلة الولاء والتبعية كما كانت تفعل دولة الأسياد في مجتمع العبيد والعبودية.

سيكون السجل الاجتماعي هو الغيطو الذي تتجمع داخل صفحاته جموع من الفقراء والمقهورين والذين سيتعرضون للإهانة والإذلال. وكلما تعاظم هذا الشعور وسط هذه الفئات الشعبية كلما اقتربت من الإحساس والشعور بالعار وعندها قد يصلون إلى نقطة اللاعودة وهي الانتفاضة والتمرد لرفع هذا الذل والفقر والجوع.